Connect with us

ثقافة وفن

«حزن النخيل» استشعر رحيل «الدميني» قبل وفاته

«1»صدور ديوان علي الدميني الأخير بعد رحيله أعده حدثاً شعرياً وثقافياً لا يقل أهمية عن كل دواوينه الخمسة الصادرة

«1»

صدور ديوان علي الدميني الأخير بعد رحيله أعده حدثاً شعرياً وثقافياً لا يقل أهمية عن كل دواوينه الخمسة الصادرة في حياته الأدبية الخصبة، والفضل في ذلك يرجع إلى رفيقة عمره الأستاذة الأديبة فوزية العيوني التي أرادت أن تقول إن علياً لم يمت، إنه حي بيننا يرزق ما زال يرتشف من ماء الشعر متدفقاً بين ضلوعه رغم الآلام التي عصرته في شهوره الأخيرة، وإنه كتب بنفس الوعي الجمالي والمعرفي حتى لحظاته الأخيرة لأن لهب الشعر جوهرةً لم تخب جذوتها حتى الرمق الأخير.

«2»

كأنه في ديوانه هذا كان يستشعر الرحيل، حنينه إلى الطفولة وذكرياتها، حنينه إلى الأصدقاء والأمكنة المنطفئة، فقصائده جلّها جاءت في هذا السياق الفقدي.. والغياب ومرارة العزلة وقلق الذات الشاعرة وسؤال الشكّ القادم من «جناس اللحظة الملتهبة»:

«لم أعد أعرف هل كنت هنا مكتئباً مثل خسوف الشمس

أم مبتهجاً مثل طلوع الورد من أكمامه في المكتبة؟».

والفقد وصور الغياب واضحة تضاريسهما في متن قصائد هذا الديوان كما هي ثيمة الفقد الكبرى في تمظهراتها الخاصة والعامة واحدة من معالم التجربة الشعرية عند شاعرنا الراحل.

وبالفعل، فإننا في قصائده الأخيرة نتلمس فيها حالة فقد حدسية ميتافيزيقية طاغية نابعة من فيزيقية الألم يستشرفها شاعرنا الكبير ويراها رؤية العين ببصيرته الواعية كما قالت رفيقة تجربته الشعرية وحرفه وفكره فوزية أبو خالد وهي تصف أشعاره الأخيرة وتوجس فيها: «هناك قصائد تستشرف أو تحدس الوداع بأنواعه».. وهو بالفعل ما نتبيّنه في جل قصائد الديوان التي انضوت على حزنٍ شفيف وسامٍ، إنها رعشة الغياب ولوعته نحسها حارةً، تسري في أرواحنا تبرق لها لمعة العين حين نقرأ الشاعر وهو يقول في واحدة من صباحات زمن كورونا:

«غداً سوف يشتاقنا البيت

والغرفة العائلية

والنوم

والطاولة.

غداً سوف تنكرنا واجهات الشوارع..».

«3»

لا يمكننا أن نفهم المعنى المضمر في قصيدة علي الدميني ونصل إلى تخوم مجازاته وعمق استعاراته وصوره ما لم تقرأ القصيدة أكثر من مرة، بل مراتٍ متعددة، تتشبّع بلغتها وبصورها ومعانيها، إذ يراوح شاعرنا في قصائد هذا الديوان الأخير بين النثري والتفعيلي.. بين التخيلي والكنائي الحكائي، إلّا أن علياً شاعر تفعيلي بامتياز يجد في هذا التعبير الشعري روحاً جمالية في النص متدفقة وقالباً رؤيوياً يستطيع من خلاله الوصول إلى تشكيلات وعي القصيدة ورؤياها واستعاراتها، وهو الذي قال عنها:

«منحتني التفعيلة مناخاً لتجريب تعدد الأصوات وزوايا مقاربة الحالة الجمالية وفتحت الباب لتعايش وامتزاج أنماط شعرية متعددة تجمع بين العمودي والحر، والنثر والشعر الشعبي، بغية إبداع تجربة لا ترتكز على شعرية القصيدة وحدها، وإنما على شعرية النص».

كأن يشتعل نصه القصير هذا بإيقاع التفعيلة وموسيقاها الراقصة:

«كأن المساء تحنّى بطيرين من فرقد الشعر ثم اشتعل

وسال كنهرٍ حنون كهذا الحضور الذي اكتمل…».

ولعلني إقول إن الموسيقى والمجاز الاستعاري التفعيلي هما أساس القول الشعري ونبعه عند علي الدميني من خلال قراءاتي لقصائده السابقة حتى قصائده في هذا الديوان كما يقول الشاعر المصري الراحل حلمي سلام: «إننا لا نجزم بأن الشعرية هي فقط الموزون فننزلق إلى الضفة المقابلة فنجزم أن الشعر فقط هو غير الموزون، فمثلما رأينا أن الوزن ليس شرط الشعرية كذلك نرى أن اللاوزن ليس شرط الشعرية».

«4»

ولأنّ عليا ليس شاعراً فقط، بل هو مثقف طليعي وسياسي وناقد وروائي فهو مهموم بكل تجليات وتمظهرات الثقافة وإشكالاتها وأحلامها الاجتماعية بالتغيير فلا ننسى أنه كان ناشطاً عضوياً، حالماً بواقع أفضل أيضاً فإنه حين يكتب قصيدته لا يكتبها في شكليتها وفنيتها ولعبتها النصية ونسقها التجريدي، بل من داخل نسق وعيها الاجتماعي وفي كل ما يمكن أن تقوله القصيدة من تعبيرات عن وعي كوني وشخصي ومحلي وشعبي وإنساني عابراً بها من تخوم القول إلى أفق الفعل والتواصل الأرحب.

ولأن الشعر عند علي الدميني ليس تخييلاً محضاً بل خيالاً متحرراً طليقاً إلّا من ذاتيته ومعاناته الكبرى، إلّا أننا نتلمس فيه روح المعرفة بالواقع وروح الوعي بالعالم ولا تخلو هذه الروح المحلقة من صور الرؤى والتنبؤات الاستشرافية «الرؤيا» وهو في شعره هنا كما أشار الناقد الشهير هارولد بلوم بأن الشعر «بحث لمعرفة الموجودات الكبرى التي أبدعها الخيال، فالشعر هو تاج الأدب الخيالي».. وهذا ما حاولت بحثه في هذا الديوان:

كيف أبدع الخيال الشعري عند علي في بحثه الدؤوب عن ماهيات الموجودات والعلاقات والأشياء الذاتية الخاصة والكونية في التقائها الحميمي والترانستنتالي في أفق الرؤى والتنبؤات؟

كيف أبدع تمثيلاته الجمالية وانتقل بها من استعاراتها إلى مجازاتها.. إلى أفق المعنى؟

لنقرأ هذه القصيدة العذبة: «السيرة الأخيرة لجوادي»، فهي تذهب بنا بعيداً نحو أقاصي الوعي المعرفي والكوني، فالشاعر لا يكتب فقط بطرائق الحداثة لغةً وتشكيلاً بل يكتب بوعيها وفكرها وكونية جمالياتها وتعالقها بجماليات ومعارف أخرى:

«على زمن الشعر أن يتنزّل في سير راحلتي من خيام القبيلة حتى شطوط الكاريبي

إني انتظرت جنون تبدّيه عامين حتى تجمد في الروح شوق المياه»..

تستدعي هذه القصيدة في مقدمتها النثرية المشعرنة نسغها من تاريخ الوعي عند الشاعر، من سيرة الجواد العربي الذي كان يقصد أقاصي الجغرافية الكونية غازياً لا ينقصه الجند ولا البنادق..

فالشاعر مرتحلُ هنا إلى جنةٍ من رحيق الموسيقى «كوستاريكا» بينما مخيلتنا الجمعية لم تزل مثقلة بوعي البنادق وفتح الجند للأطراف النائية والحروب المستبيحة لبيض الحمام..

أراد الشاعر أن يذهب إلى هناك متخلصاً من آثار هذا الوجع التاريخي والألم الجمعي حاملاً معه سيرته الأخيرة وجراحه هو وعشرين نصاً من الشعر في كفه دوّنها بالإشارة تطل من شرفاته المعتمة كما تتفتح وردة أنثى على النافذة!

«إلى كوستاريكا حملت جراحي وتعويذتي

وتركت جوادي على أرض جيرانكم في الشمال القصي

أتيت وفي الكف عشرون نصاً من الشعر..».

وكأن الرحلة كانت بالنسبة إليه نحو مجهولٍ في المكان وجغرافيا الوعي وهي بالفعل لم تكن لتكتمل كما أخبرني هو ذاته، في واقعة طريفة عشتها وضحكت معه عليها، ففي يوم سفره ربيع 2016 إلى كوستاريكا توجه إلى المطار مهندماً ببدلته الكحلية عازماً حازماً حقيبته مودعاً إياي في البحرين ولم يلبث أن اتصل بي بعد ساعات قليلة قائلاً:

«لقد قفلت راجعاً يا صديقي وألغيت سفري، أين أنت؟». وعندما علمت أن ذلك كان مرده ليس لقلق القصيدة بين أضلعه من الترحال إلى المجهول بل لقلقه هو ذاته من مواجهة عزلة المكان وفقد أشيائه الحميمة التي تعوّد عليها..

هذا ما تأولته، وهكذا هو شاعرنا في حالاته الصافية المرهفة لا يحتمل الانفصال عن أشيائه الصغيرة الحميمة ويتوجس كثيراً من اللامألوف، إذ يقول في نفس القصيدة:

«وما كنت يوماً أجيد السباحة من دون أمي

ولكني سأجرب كيف يكون الجواد رفيقاً وظلاً صديقاً

وإن راح يعدو كما الريح خلف الطرائد»

إن الشاعر هنا يتخلص بوعيه المعرفي الحاد مما علق في مخيلته من الموروثات العربية الأسطورية وجراح الماضي ويحمل جراحه الخاصة وحلمه بوطنٍ مثيل يزينه بياض الحمام، داعياً قصيدته أن تسيل كهمسٍ على أرض المخيلة البكر، أرض الندى والسلام «سان خوسيه»:

«غناءً بحاناتها

بين لحن الكمنجات

والفاتنات وبرق السهام»

«5»

لست مبالغاً لو ذهبت في القول في أن هذا الديوان الأخير تنبع شعريته العظيمة من ضفيرة واسعة من المجازات والاستعارات والكنايات والرؤى كما تعودنا عليها في دواوين الشاعر السابقة مثال ذلك قصيدة: «قلق القصيدة» التي كنى بها الشاعر قلقه هو.. قلق الذات الشاعرة من أن القول لا ينتج الفعل أو ليس من مطابقة بينهما، وأنه يبحث عن التماثل في اللاتماثل.

إذ إن رؤية الشاعر التماثل في اللاتماثل واحدة من الرؤى المركزية للخيال الشعري، فالشاعر وحده يفهم التجانس الكوني كما يقول الشاعر مكليش، فالمعنى يقطف في الشعر من نظرة الشاعر إلى العلاقات المشتركة غير المرئية بين الموجودات ومن خلال بصيرته يرى التماثل والحقيقي الجوهري بين المتنافرات والمتضادات ونرى تمثيلات هذا التماثل الاستعاري في اللاتماثل كما نقرأ في هذا المقطع من قصيدته «السيرة الأخيرة لجوادي»:

«سأبحث عن زهرة البن تلك التي عطرت قريتي

في الصباحات

فتنة فنجانها

وابتساماتها في المساء

وتلك التي يتعشّقها الناس في وطني

مثلما تعشقون النبيذ وأحلى النساء»

«6»

كما أسلفت فإن شاعرنا مسكون بالتفعيلة في كل قصائده.. حتى إن خرج في بعضٍ منها في نثرية قريبة من روح الشعر فإنه سرعان ما يعاود دوزنة قصيدته على إيقاعها الذي يفضل «الإيقاع التفعيلي».. كما نجده في قصيدته البديعة «قلق القصيدة»:

«ودخلت في قلق القصيدة مثقل قلمي،

وأوجاعي كتاب

لا الصمت يغويني عن الذكرى، وإن أبقت

ولا يشفي الغياب..».

وتمضي القصيدة منسابة في سياقها التفعيلي إلى أن يقول:

«في البدء كان العشق -كان الحزن- كان تأمل المعنى

وأحزان البرية

هل تذكر العينين حين أفاض وجه صبية قروية أمواجه حتى غرقت ولم تعد تمشي على قدميك؟».

في هذا المقطع تحولت القصيدة إلى نثرٍ كأنه شعر على حد قول أبي حيان التوحيدي. فحين تنتقل القصيدة من منطق التخييل إلى منطق الحكي الكنائي فلا بد لها أن تأتي في صياغات نثرية تقترب من الشعرنة.

«7»

في نصه «خارج النسيان» يستدعي رمزية الغياب والفقد بحدة في مفردة النسيان كحالة حصار زمني لا شيء يبقى خارجه إلاّ ذاته الشاعرة:

«لا بد أن تنسى

فما شيء سيبقى خارج النسيان إلّا أنت

من حروفٍ كتبت ومن يمامٍ عابرٍ لليم قبل الصيف…».

وكأن النص في غير اكتمالٍ، وقد تآكله النسيان.. فالشاعر يؤكد في ختام النص:

«حين تحلّ أطياف الوجود على شفا الذكرى

وأنت تسير منكسراً على درج الحديقة»

ينتهي النص ولا ينتهي.

ويذهب بنا الشاعر إلى عزلته القادمة، عزلته الأبدية، حيث قنديله كما حدس في وهج انطفائه الأخير.. كأنه يريد أن يعود إلى سيرته الأولى مستدعياً صورة الرضعة الأولى من ثدي الوجود الضاحك حتى اللحظة الأخيرة التي يسير فيها مصطحباً بأطياف الذكرى منكسراً على درج الحديقة.

في هذا النص القصير الخارج من دائرة النسيان والذاهب إليه في آن تبدو لنا الذات الشاعرة في عزلتها في الصمت الذي يقول ما لا يقوله النسيان ذاته.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزارة الثقافة تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين»

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا استوديو بالرياض، وهو مهرجانٌ يجوب في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف المهرجان في هذه النسخة ثقافة الجمهورية العراقية ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويعيش فيه الزائر رحلةً استثنائية عبر الزمن، حيث يسلّط الضوء على محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، ويشمل أعمالًا فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعًا ثقافيًا أنيقًا وإبداعًا في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف» وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين، ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصورًا لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافية من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين، وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفن السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

وأخيرًا قسم «درب الوصل» الذي يستعرض مجالاتٍ مُنوَّعة من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، حيث يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافة السعودية والعراقية، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح، ومنطقة المطاعم التي تُقدم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءًا من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجارب فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم المجمع اليوم الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في أربعة فروع رئيسية، هي: (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية)، وبلغت قيمة الجوائز المخصصة للفئتين 1,600,000 ريال، إذ نال كل فائز من كل فرع 200,000 ريال.

وألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي كلمة ثمن فيها الدعم والمؤازرة اللذين يجدهما المجمع من وزير الثقافة في عموم أعمال المجمع وبرامجه ومنها الجائزة؛ إذ تنطلق أعمال المجمع في مسارات أربعة وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، متوافقةً مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

بعد ذلك كُرّم الفائزون بالجائزة في دورتها الثالثة، من الأفراد والمؤسسات، من كل فرع بجوائزهم المستحقة، ففي فرع (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها): مُنحَت الجائزة للدكتور خليل لوه لين من جمهورية الصين الشعبية في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنشر من المملكة العربية السعودية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة): مُنحَت الجائزة للدكتور عبدالمحسن بن عبيد الثبيتي من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، وللهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في فئة المؤسسات.

وفي فرع (أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية): مُنحت الجائزة للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربية من جمهورية مصر العربية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية): مُنحت الجائزة للدكتور صالح بلعيد من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات العربية المتحدة في فئة المؤسسات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعلية والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيمية للجان.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللغة العربية، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُوية اللُّغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبل زاهر للغة العربية، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وتمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.

يُذكر في هذا السياق أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد دور المجمع في دعم اللغة العربية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقاً وكتابة، وتعزيز مكانتها عالمياً، ورفع مستوى الوعي بها، إضافة إلى اكتشاف الجديد من الأبحاث والأعمال والمبادرات في مجالات اللغة العربية؛ خدمةً للمحتوى المعرفي العالمي.

Continue Reading

ثقافة وفن

قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشِّعر عبد العزيز الفيصل

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين)

يحل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية البروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل مساء غد (الاثنين) ضيفاً على قيصرية الكتاب؛ بمناسبة صدور كتابه الأحدث «شعر بنى هلال في الجاهلية والإسلام إلى زمن التغريبة جمعاً وتحقيقاً ودراسة». ويتحدث الفيصل في الندوة، التي يديرها الإعلامي عبدالعزيز بن فهد العيد، عن جوانب من سيرته التعليمية والعلمية والعملية، وعلاقته الوطيدة بشعراء جزيرة العرب، إذ يعد من أوائل الأكاديميين السعوديين المتخصصين في الأدب العربي، وله ما ينيف على 20 مؤلفاً في الثقافة والأدب والتاريخ والشعر.

والفيصل من مواليد محافظة سدير عام 1943م، وشغل منصب أوّل عميد للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتولى تأسيس العمادة بكافة إداراتها ومرافقها، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية، وعمل مستشاراً غير متفرغ في وزارة التخطيط لمدة ستة أعوام، وتم تكريمه من قِبَلِ الجمعية السعودية للدراسات الأثرية بجامعة الملك سعود، والنادي الأدبي بالرياض، ولُقّب من قِبَلِ هاتين الجهتين بـ«رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم في شبه الجزيرة العربية». كما تمت إقامة ندوة عن المحتفى به، شارك فيها تسعة أكاديميين بسبعة بحوث عنه.

تعقد الندوة مساء غد في تمام الساعة ٧:٣٠ مساءً، بمقر قيصرية الكتاب بساحة العدل بمنطقة قصر الحكم بمدينة الرياض.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .