لم يكن الأمرُ بهذه البساطةِ
هكذا يجيبُنا
كلَّما أثْقَلْنا كاهِلَه بحقائبِ الأسئلةِ
وكأنَّنا نتهيَّأ لسفرٍ لا أبوابَ له
كان بسيطاً كنسمةِ الفجرِ
كريماً كجدولِ الماء
أنيقاً كنخلةِ الدارِ الوحيدةِ
مُشِعّاً كخيطٍ نافرٍ من سجَّادةِ النَهار
يَحمِلُ مِرآتِه كلَّ صباحٍ في وجهِ عالَمِنا الافْتِراضي
حارثاً المكانَ جِيئةً وذَهاباً
رغبةً منهُ في ترميمِ انكساراتِه
تاركاً للضوءِ حُرِّيةَ العبورِ من أبوابِه المواربةِ أحياناً
وكأنَّه عصفورٌ يُعاقِرُ الحرِّيةَ بكأسِه الأولى
مغلَّفٌ كأصابعِ حلوى
ما إنْ نراها حتى تَسْتيقِظ فينا أزهارُ الطفولةِ
متناسين ما نبتَ حولها من أحراشٍ في غفلةِ العمر
مَهرْناه بادئَ الأمرِ بِوَسْمِ (الدرويش)
قبل أن نقتربَ أكثرَ من بئرِه
رغبةً منا في رجمِ الشيطان الذي يسكُنه
غير أنَّنا ما إن رميناه بأوَّل غصنٍ تعثرنا به
حتى أورقَ وافترعَ في سطورنا
لتنبتَ مع الوقتِ غاباتٌ من الأسئلةِ على هَوامِشه