تسير ساحة الدراما الرمضانية في الأعوام القليلة الماضية بتناسب عكسي، يتناقص وجود النجوم بغياب «النجم الأوحد»، وازدياد عدد المسلسلات بعودة ظاهرة البطولات الجماعية.
ذلك الغياب شبه الجماعي للنجوم الغائبين عن الماراثون الدرامي كان منفذاً لتخفيض أجور الممثلين لتقليل تكلفة الإنتاج مقابل المبالغ التي كان يتقاضاها النجوم الكبار في فترات سابقة، وفي المقابل أجرت شركات الإنتاج تخفيضاً في أجور النجوم الحاليين، إضافة إلى قرار بعض الدول العربية بوجود حد أقصى لشراء المسلسلات الرمضانية، ذلك الذي عزز البطولات الجماعية في المشهد الدرامي.
نقَّاد فنيون رأوا أن تحديد سقف الإنتاج يؤثر على جودة العمل، وأن البطولات الجماعية في صالح العمل وليست في صالح النجم، إذ إن وجود مجموعة فنانين كبار في عمل أفضل لتسويقه، وأن الظروف الإنتاجية لا تخدم البطولات الجماعية، خصوصاً وجود نجوم اعتادوا على بطولات فردية، إضافة إلى أن مشاهدين في مواقع التواصل عجوا بكثير من الانتقادات لدراما هذا العام لرداءة الأعمال الفنية، تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً، بسبب غياب النجوم الكبار.
في حين تكون الأعمال الدرامية سنوياً بين الزيادة والنقصان، إلا أن المنافسة بقيت ضعيفة مع وجود نجوم جديدة موهوبة حققت صدى كبيراً استمرت في التوهج في الأعمال التي بعدها، إضافة إلى تنوع الموسم بمسلسلات كوميدية واجتماعية بطابع كوميدي، وأغلبها تقدم رسالة مجتمعية هادفة، إلا أنه بعضها غلب عليها التطويل والملل، وهناك أعمال درامية لم تعد مقبولة لدى المشاهد لخلوها من الابتكار، إذ سارت بأفكار مستهلكة مكررة، ومن اللافت أيضاً أن نجوما شبابا غابوا هذا العام، بحجة عدم وجود فكرة للعمل.
ويأتي انسحاب نجوم لهم مكانتهم من السباق الدرامي فرصة لجيل جديد من النجوم في الظهور، إلا أن نقادا يرون أنها ظاهرة غير صحية لغياب الخبرات التي يستفيد منها الشباب، وآخرين يرون أن غيابهم لا يؤثر على العمل الدرامي، فأصبح غير مشروط وجود كبار النجوم، ووجودهم أو غيابهم لا يقدم أو يؤخر في نجاح المسلسل أو فشله، ويرى أن المشاهد لم يعد يشغله اسم فنان بعينه، الذي يهمه هو الأداء وحبكة العمل.