Connect with us

ثقافة وفن

تطورات قضائية جديدة بين الفنانة المصرية شيرين و«روتانا»

شهدت القضايا المرفوعة بين الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب وشركة روتانا تطورات قضائية جديدة.

وأوضح محامي الفنانة

شهدت القضايا المرفوعة بين الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب وشركة روتانا تطورات قضائية جديدة.

وأوضح محامي الفنانة المصرية ياسر قنطوش، بأن جهات التحقيق قررت حفظ القضية رقم 9069 لسنة 2024 حصر وارد اقتصادية، بالإضافة إلى القضية رقم 1757 لسنة 2024 جنح قسم ثان الشيخ زايد، والقضية رقم 96 لسنة 2025 شكاوى مالية، والتي كانت تتهم شيرين بالإساءة لشركة روتانا.

وأضاف في بيان صحفي أصدره، بأن جهات التحقيق قررت بناء على طلب وكيل الفنانة شيرين عبد الوهاب، استبعاد شبهة جنحة القذف المثارة بالأوراق، وثانياً إلغاء رقم الجنحة وحفظها إدارياً.

وتواجه شيرين عبد الوهاب صراعاً كبيراً مع روتانا على خلفية التزامات تعاقدية بين الطرفين، وصلت إلى منعها من طرح أغانيها رسميًا على منصة يوتيوب.

ورغم ذلك، أطلقت شيرين عددا من أغاني ألبومها الجديد أخيرا، مثل: «قالك نسيني»، «بتمنى أنساك»، «عسل حياتي»، «يقابل حبيبي»، «ما زال على البال»، «هنحتفل»، و«عودتني الدنيا»، وحققت هذه الأغاني نجاحًا جماهيريًا لافتًا.

Continue Reading

ثقافة وفن

محمد الطويان.. فقيد الدراما السعودية

ودَّع المشهد الثقافي السعودي اليوم قامة من قاماته الفنية، أحد أوائل من نقشوا بصماتهم في الدراما السعودية، الفنان

ودَّع المشهد الثقافي السعودي اليوم قامة من قاماته الفنية، أحد أوائل من نقشوا بصماتهم في الدراما السعودية، الفنان الكبير محمد الطويان، الذي أغمض عينيه عن الدنيا عن عمر ناهز الثمانين، لكنه أبى إلا أن يظل حيًا في المشهد الذي لطالما عشق تفاصيله.

رحل الطويان، كما يرحل العظماء، بهدوء يشبه عُمق أدواره، وعمق رحلته الفنية التي لم تكن مجرد عبور عابر على شاشة، بل كانت تجربة متكاملة، ودرسًا ممتدًا في الصدق الفني. كأنما قرر أن يلتحق برفيقه الراحل محمد العلي بعد 23 عاما على موته، وكأن اللقاء المؤجل بينهما قد آن أوانه، ليعودا معًا إلى مشهد لم يُكتب بعد، في بعد آخر، وزمن آخر.

ولد محمد الطويان عام 1945 في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، في بيت يعرف معنى الجمال والتجارة، فوالده كان تاجرًا ناجحًا، وأتاح له فرصة أن يطوف خارج حدود الوطن ليكتسب علماً وفكراً وتجربة مختلفة. درس في الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك نهل من منابع الفنون والمعرفة، وعاد ليكون من أوائل من حملوا راية الدراما السعودية في بداياتها، حين كانت الكاميرا لا تزال تخطو خطواتها الأولى في البلاد.

لم يكن الطويان ممثلًا فقط، بل كان مؤلفًا، فنانًا تشكيليًا، ومثقفًا يرى في الفن رسالة عميقة أكثر من كونه مجرد أداء. في كل دورٍ أدّاه، كان يحمل في صوته، في ملامحه، وفي حضوره، تجربة عمرٍ من التأمل والتفكر، يسكبها على الشاشة بحرفية نادرة.

منذ بداياته في الأعمال التلفزيونية، كان الطويان حاضرًا بروح المدرسة التمثيلية العتيقة، حيث يتماهى الممثل مع الشخصية حتى يكاد يصبح هو نفسه. عبر مسيرته، قدّم أعمالًا حفرت مكانها في ذاكرة المشاهد السعودي والخليجي، فكان جزءًا من الموجة الأولى للدراما المحلية، التي رسّخت وجودها، وساهمت في تشكيل هوية المشهد التلفزيوني.

تنوعت أدواره بين الأب، والمثقف، والمسؤول، والصديق، لكنه في كل مرة كان يعيد تعريف الشخصية بأسلوبه الخاص، لا يكرر نفسه، بل يمنح كل شخصية روحًا مستقلة. كان ممثلًا لا يؤدي فحسب، بل يعيش الدور حتى يكاد يقنعك أنه حقيقة.

اليوم، ينضم محمد الطويان إلى قائمة الأسماء التي لا تغيب، تمامًا كما لم يغب محمد العلي، وبكر الشدي وعبدالعزيز الحماد ومحمد حمزة، ورفاق دربه الذين جعلوا من الدراما السعودية ذاكرة حية تعبر الأجيال. يرحل الجسد، لكن صوته سيبقى، وستظل أعماله شاهدة على رجل سبق زمنه، ورأى في الفن أكثر من مجرد مهنة، بل حياة أخرى كان يسكنها ويمنحها روحه.

محمد الطويان، ليس مجرد اسمٍ في تترات قديمة، بل هو ذاكرة بصرية وصوتية، ستظل تتكرر في ليالي المشاهدين.

Continue Reading

ثقافة وفن

فانتازيا المسلم بين سحرية التراث ورفض النخبة

يخيل إليك في البداية أنك تقرأ إحدى الأساطير الإغريقية كالأوديسة والإلياذة، ولكن سرعان ما تدرك أنك هنا في قلب إرثك

يخيل إليك في البداية أنك تقرأ إحدى الأساطير الإغريقية كالأوديسة والإلياذة، ولكن سرعان ما تدرك أنك هنا في قلب إرثك العربي، مع زرقاء اليمامة والجن الأزرق، وغابات تزحف برجالها صوب أسوار العدو. تتساءل إن كانت نبوءة الساحرات لمكبث بأنه لن يُهزم إلا إذا «تحركت غابة بيرنام» نحو قصره، ما هي إلا صدى لصيحة زرقاء اليمامة: «أرى شجراً يتحرك»!

يعيدنا أسامة المسلم إلى جذورنا العربية التي لطالما كانت منبع الفانتازيا والخيال. في زمن بات فيه الأدب يُستورد من الغرب، يصر المسلم على استعادة هويتنا الأدبية عبر قصص تستند إلى أساطيرنا العربية وأبطالنا، بعيداً عن روايات الغرب التي لا تشبهنا ولا تنتمي لبيئتنا.

هكذا، يجد القارئ نفسه غارقاً في عالم من الجنيات والمخلوقات العجيبة والقوى الخارقة، يصدق بوجود خاتم يخفي مارداً وثلاث أمنيات، وحيوانات ناطقة، ورؤوس تُجزّ، وألسنة تُقطع، وفتيات يضحّين بأصواتهن لاستعادة رشاقتهن. ويجاري البطل عندما يحمله جنيّ طيب إلى بلاد بعيدة في لمح البصر. وتأسره فكرة أن تعشقه جنية فاتنة. إنه عالم يبتلع قارئه، حيث الماضي والحاضر يلتقيان في لا واقعية سحرية تأسر الخيال وتجعلنا نستسلم لفتنتها.

في «بساتين عربستان»، نشهد صراعاً بين ساحرتين. تسعى كل منهما لتكوين عصبة من الساحرات وتدريبهن لتحقيق أهدافها. وبينما تخوض كل ساحرة مغامرتها، يكشف السرد عن قصص الساحرات المنضمات إلى عصبتيهما، بأسلوب متداخل يُشبه «لعبة ماتريوشكا» الروسية، حيث تنفتح الحكايات واحدة تلو الأخرى، مكوّنة شبكة غنية من القصص المتداخلة. هذه التقنية السردية، التي استلهمها الأدب الأوروبي من ألف ليلة وليلة، تتجلى هنا في أسلوب معاصر يُعيد إحياء روح القصة داخل القصة، مما يضفي عمقاً وتشويقاً على الرواية.

وفي رواية «خوف» نجد الخوف وقد تحول من شعور عابر إلى تجربة وجودية عميقة ودافعاً لاستكشاف الذات. من منا لم يفكر في لحظات الخطر الاستعانة بـ«الجن الأزرق»؟ أو ربما يدفعه طموحه وفضوله لعقد صفقة مع الشيطان. لكن الخوف هنا لا يقود إلى الهلاك، بل يصبح أداة لفهم النفس وإعادة تشكيلها.

يبحث القراء الشباب في الأدب عن متنفس لرغبتهم في التمرد على سلطة تنتقص منهم، في مجتمعات تمنح الكتب قدسية مفرطة، يتحول الكتاب إلى رمز للتعقيد والغموض، مما يثير رهبة القارئ وتردده، وكأن الأدب حكر على النخب المثقفة. فيأتي المسلم ليكسر هذه الصورة النمطية، مستقطباً جمهوراً واسعاً، وممهداً الطريق لأدب أكثر قرباً من القارئ العادي، متحدياً بذلك هيمنة كبار الأدباء وسلطتهم الثقافية التقليدية.

على عكس الواقع العربي، شهد الأدب الغربي انفتاحاً أزال عنه هالة القدسية. فنجد تصنيفات جديدة تظهر كل يوم في أدب الأطفال والخيال العلمي والرومانسي والسيرة، مما يتيح للكتّاب حرية الإبداع دون خوف من تهم التسطيح، وللقرّاء حرية اختيار ما يمتعهم دون وصاية من أحد. أعمال بسيطة مثل «يوميات الفتى المشاغب»، وسلسلة «الشفق»، جذبت ملايين القراء وأكدت أهمية وجود بيئة أدبية تحتفي بالتنوع وتمنح لكل صوت مكانه، بعيداً عن قيود الأحكام المسبقة أو التصنيفات النخبوية.

تُتهم روايات أسامة المسلم بالتركيز على التسلية والخيال أكثر من الرسائل العميقة، لكن متى كان الترفيه تهمة؟ كتب مثل «كليلة ودمنة» وأساطير عنترة لم تكن فلسفية معقدة، بل ممتعة وملهمة. وقصص خيالية مثل «الأمير الصغير» قدمت رؤية إنسانية عميقة تجمع بين الانتشار الجماهيري والعمق الأدبي. فالأدب، في جوهره جسر يربط الكاتب بالقارئ، لا اختبار لصبره أو قدرته على فك الشفرات.

وقول إن الفانتازيا تمثل هروباً من الواقع أو ترسيخاً للغيبيات يتجاهل طبيعتها الحقيقية كفن أدبي، شأنها شأن الخيال العلمي، ليست انعزالاً عن الواقع، بل هي إعادة صياغة له في قالب خيالي يسمح باستكشاف أفكار معقدة بطريقة غير تقليدية.

تتطلب الفانتازيا من كاتبها جهداً فائقاً لابتكار عوالم جديدة مليئة بالتفاصيل والقوانين المتكاملة، مما يجعلها فناً إبداعياً من الدرجة الأولى. وقد استطاع المسلم، على غرار أحمد خالد توفيق وجرجي زيدان، عبر أدب يوازن بين الترفيه والإبداع، ويعيد تشكيل الموروث بلغة معاصرة، أن يكون صوتاً لجيله، متجاوزاً قيود النخب الثقافية، ومتجاهلاً رضا النقاد الذين اعتبرهم «شلة تتبادل المجاملات النقدية».

في النهاية، ليست كل رواية درساً فلسفياً، لكنها يمكن أن تكون مغامرة تأخذ القارئ إلى عوالم جديدة، لتظل الرواية فضاءً يمزج بين الخيال والواقع، وبين الماضي والحاضر.

Continue Reading

ثقافة وفن

«هوبال» تأكيد على خلق الفيلم السينمائي السعودي

بين السكون والحركة جرت أحداث الفيلم، وكلما غاب المتجمد سالت الحياة..المخرج والسينارست والممثلون صنعوا لنا عالماً

بين السكون والحركة جرت أحداث الفيلم، وكلما غاب المتجمد سالت الحياة..

المخرج والسينارست والممثلون صنعوا لنا عالماً موازياً حقيقياً أمام الأسطورة..

لدينا كنز من الممثلين الأفذاذ.. وفي كل خطوة يثبتون أنهم جواهر تمثيلية..

أي حالة فنية تدهشك يصعب عليك الوقوف على مثيرات إعجابك، ودهشتك.. وهذه حقيقة نقفز عليها بتثبيت الكلمات لمحاولة استنطاق حالة الإعجاب التي انتابتك.

فيلم (هوبال) من الحالات الفنية المضيئة التي تصب في داخل من يشاهد الفيلم، إلا أن لكل مشاهد حالته الخاصة في كيفية إعجابه بفيلم (هوبال)، ولو وقفت على بوابة الخروج من صالة العرض حاملاً سؤالاً محدداً:

– ما رأيك في الفيلم؟

لنقل إن الإجابة جاءت من معجب بالفيلم، ستكون إجابته إجابة قلقة، وقلقها قادم من تشتت المشاهد التي أبهرته، ولا يجد حيالها سوى الإعجاب بجزئيات عديدة، وذلك الإعجاب تأتي إجابته بمفردات الاستحسان كـ(جميل، رائع، مدهش، وهكذا). ومفردات الإعجاب تلك تجعل مقاطع الفيلم قد استطاعت الاستحواذ على المشاهد في اختلاف مواقعها وحواراتها وأفكارها الخاصة بها، فتقطيع المشاهد (كل مشهد يقودك إلى عوالم خاصة بك كمشاهد تتوحد مع انتهاء الفيلم).. ربما تكون مفردة (هوبال) مفردة غامضة ومع بحثك عنها لاحقاً يحدث مراجعة الفيلم مراجعة ذاتية بأن هناك لغتين أو لهجتين مدمجتين (لغة الإنسان، ولغة الحيوان ممثلة في الإبل)، فهوبال لغة تبادلية بين الإبل وصاحبها، فتكون الصحراء فضاء سردياً يتلاءم مع الحكاية، وطريقة سردها ليس قولاً، وإنما سردية بصرية يساهم المشاهد في ملء تقطع المشاهد، وهي تقنية سردية أمسك بها كاتب السيناريو (مفرج المجفل) إمساكاً متقناً.

وفي اتساع الصحراء (كفضاء سردي) التي لا تحدها الكلمات جاءت الصورة حاوية لذلك الاتساع، وهنا يأتي دور المخرج (عبدالعزيز الشلاحي)، وبعمدية المقصودة كانت كل صورة (في ثباتها وحركيتها) حكاية داخل حكاية، فالعين أكثر اتساعاً من السماع، كما أن الكلمات تتلاشي في الفضاء المتسع، فكان الممثلون والتصوير والموسيقى التصورية في تناغم من العزف الراقص يمثل المخرج (الشلاحي) المايسترو الذي وزع أدوار كل نغمة متى ترتفع ومتى تنخفض.

والكاتب (السيناريست) الرائع فرج المجفل سبق له الإجادة في عالم الإبل من خلال فيلم (هجان) وهي لغة مشفرة بين كائنين ومن لم يعيش تلك البيئة، ربما يجد عينيه تتنقلان مع الصورة، وهو في حالة تجميع للمشاهد ودلالاتها، وفيلم (هوبال) كانت المشاهد تغزل عوالم بصرية تتحد مع الكلمات المختصرة الخارجة من أفواه الممثلين؛ لكي تتكامل الحالة السردية والبصرية.. والحوار في الفيلم عميق ومتقن أدى دور الرابط والمعمق لما تشاهد، واختيار عبدالعزيز الشلاحي لموقع التصوير كبيئة مكثفة لتصديق الحدث كان موفقاً أيضاً، فالبيئات المغلقة (وإن كانت متسعة باتساع الصحراء) تمكن الحكاية من التغلغل في ذهنية المشاهد والتصديق بما يحدث كواقع حياتي يؤديه الممثلون، فتلتصق الصورة مع عين المشاهد ويتحدان في بناء الفيلم كحقيقة وليس حكاية.

فرمزية الجد بما يمثله من ماضٍ يرى صحة آرائه، وخضوع الأبناء والأحفاد لتلك الآراء، وسريان الحكاية في بوتقة الأسطورة مكنت أحداث الفيلم من التكاملية وخلق بناء حكائي ملفت، وجاءت الصورة مكملة لسرقة اهتمام المشاهد، فسكون البيئة، وبطء الأحداث منحا الفيلم ثقلاً وجوديّاً داخل المشاهد.

ومن البدء تم تأسيس أن الجد هو العمود الفقري لبقية الأحداث، ومع وجوده رسمت أدوار بقية الشخصيات، فبوجوده ليس هناك سوى رأيه، ومع اعتكافه تتحرك بقية الأحداث التي تتجاوز الساكن من فعل إلى حركة، وإن كانت تلك الحركة هي متوازية مع الشهب الخالقة لبقع (الدحل)، اذ تبدأ حركية الخروج من أوامر الجد بمرض الحفيدة (ريفة) بالحصبة.

تلك الحالة تكون منطلقاً لنزاع الآراء، يحدث ذلك في تغيب الجد، فغياب الماضي مكّن جيل الحاضر من الاحتداد حيال آراء الجد المتعصبة الواثقة من صحتها، فجيل الأحفاد امتلك الآراء الرافضة لأي حركة خارج عقلية الجد حتى ولو كانت الحركة هي الانتقال إلى المستشفى، وهنا مثلت المدينة دوراً رئيساً في كشف لزيف الماضي (الذي يمثله الجد)، ومع إصرار جيل الأحفاد على المغامرة والانعتاق من وصايا الجد بالوصول إلى المدينة (بحثاً عن الشفاء لمريضة الحصبة) كانت رحلة (الأحفاد) هي الكاشفة لما يدور خارج البيئة المنغلقة.

ومثلت شخصية (ليام) القفل الذي وضع لإغلاق عقلية الناس في تلك البيئة التي احتفت بالدعوات، ودور الداعي على من يخالف آراء الجد إلى أسهم تصيب المخالف للمقولات الراسخة في أذهان الأبناء والأحفاد.

فالمخالفة لها سهم، والمخالف تصيبه نازلة من نوازل القدر بمجرد الدعوة عليه، وأصبح أي فعل يغاير رأي (ليام) مدعاة للاستغفار.. ثمة مفاتيح متعددة حملها الجوار لفتح القفل المثبت في ذهنية أفراد الأسرة التي اختار لها الجد هذا المكان الذي لا ينهض فيه إلا رأي الجد، ومثل أفراد الأسرة طبائع بشرية (رافضة، وخاضعة، وشريرة، ووصولية، ومغامرة) كل شخصية حملت جملاً حوارية استطاعت فتح مغاليق القفل مع تنامي الحكاية.

والدحل (مهبط الشهب المتتبعة لشياطين المسترقة لسمع) كان مهبطاً للجد، وهي دلالة أن الالتقاء الأسطورة مع الواقع ينتصر فيها العالم المتحرك، عالم الحاضر.. وبين البيئة المتسعة المنغلقة جمعت الحكاية عالمين متناقضين حين ظهرت حرب استقلال الكويت، فعلى حدود الصحراء كانت الدنيا تمور بالدبابات والصواريخ وإشارات استعداد الناس للمغادرة من أجل اللجوء، صور الدبابات والصواريخ والجنود مكنت الفيلم من خلق المقارنة بين الساكن والمتحرك، وهنا جزئية علينا المبادرة للجهات المعنية التي أسهمت بمد أصحاب الفيلم بكل تلك المعدات الضخمة، وهذا دور يمكن صناع الأفلام من تجويد أعمالهم.

مقالتي هذه لا تبحث عن تفصيل تفاصيل حكاية الفيلم، وإنما تمثلت دور أحد الخارجين من صالة العرض ووجد أمامه سائراً يسأله:

– ما رأيك في الفيلم ؟

وإن بقى شيء من قول فهو الشكر لجميع من صنع هذا الفيلم الرائع، الذي يمكننا القول إن لدينا فيلماً سينمائياً..

وإن كان هناك التفاتة يمكن الكتابة عن روعة وجودة الممثلين، فقبل سنتين شاهدت فيلم (طريق الوادي)، وصفقت إعجابا بالممثل الصغير سنّاً الكبير أداء الفنان حمد فرحان، وحمد أدى دور عساف في فيلم (هوبال) كان ممثلاً فذاً بحق، وإن كان من حاجة للالتفات للممثلين، فحقيقة الأمر أثبتت الأفلام والمسلسلات السعودية أن لدينا ثروة من الممثلين كل منهم يجيد الدور الذي يؤديه..

وفي فيلم (هوبال) بزغت وجوه معظم من شارك في التمثيل، فإبراهيم الحساوي أصبح نجمنا الذي يضيء في أي عمل يؤديه، وميلا الزهراني أشعرتك بأنها تؤدي دورها الطبيعي والعفوي في تلك البيئة الخانقة، تركت بصرها يمثل حالات الرضا والرفض والإغراء، مشعل المطيري شاهدته في أكثر من عمل، وتستطيع القول إنه في حالة ترقٍّ من دور إلى دور، وحمدي الفريدي خلق في داخل المشاهد نوازع الإقبال والركون للساكن، ومن ثرواتنا التمثيلة الذين ظهروا في هذا الفيلم راوية أحمد، ريم فهد، وباختصار كان الممثلون قوة إضافية لجمال الفيلم.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .