صدرت أخيراً، ترجمة عربية لرواية «دق القدر بابي» للكاتبة ليلى السيسي، والتي نقلتها إلى اللغة العربية الشاعرة والمترجمة نهى بهمن، وتدور أحداث رواية «دق القدر بابي» في كل جانب من جوانب حياتنا، حيث يلعب القدر دوراً مؤثراً ابتداء بالعمل وانتهاء بالعلاقات. فقد تقابل في حياتك مَن يمنحك الدعم والتشجيع. وقد تقابل مَن يضع في طريقك العراقيل والعقبات. وعندما ينفرد المرء مع نفسه ويراجع أيامه وسنوات حياته يجد فيها أشكالاً وألواناً متنوعة من البشر، من مد له يداً تنقذه في ساعة عسر، ومَن دفعه بأخرى إلى مصير مؤلم.
وتشخص ترجمة الرواية، الصادرة عن دار حابي للنشر، الكثير من تفاصيل المجتمع، حيث إن كثيرين منا يبدأون حياتهم وبداخلهم طموح عظيم، ولكن الوقت ومشاق الحياة يأخذان نصيبهما منا؛ فتنهكنا الحياة اليومية وننسى تلك المثل التي تربينا عليها. وتذكر تلك المثل ومراجعتها قد يكون نقطة بداية طيبة، على الرغم من أنه من الطبيعي لتجارب الحياة أن تقدم لنا أهدافاً جديدة مع تقدمنا في السن، ومع ذلك، فإن استرجاع طموحاتنا المبكرة هو موضع انطلاق رائع.
كما أن للخلفية الثقافية دورها في تشكيل منظور المرء للحياة، وقد يخلق هذا صراعاً في عقلك عندما تقرر تحقيق توازن بين ميراثك من التقاليد وقلبك. تذكر أنك لا تستطيع أن تنقلب على ماضيك؛ فهو ما جعل منك ما أنت عليه الآن؛ كما أنك لا تستطيع أن تهجر هؤلاء الذين ربوك وأحبوك، وقد يمثل هذا تحدياً إذا كانوا هم قد نشأوا في موضع مختلف من العالم الذي نشأت أنت فيه، حاول أن تلاحظ كيف يختلف الإرث الثقافي والتقاليد من مكان إلى آخر.
سوف تكتشف وأنت تستعرض قطار حياتك، أن البعض ترك لك رصيداً قيماً من الذكريات، كلما نظرت حولك، وجدت منه شيئاً جميلاً، والبعض الآخر لم يترك لك سوى الألم والحزن، وهكذا تمضي بنا الحياة وكل منا يلقى نصيبه الذي خطه القدر له.
ليلى السيسي حاصلة على جائزة مجلة ميلينيوم ماجازين الأدبية عن روايتها «خارج ظل الرجل»، وهي عضو نادي الكتاب بكاليفورنيا. أما نهى بهمن فهي شاعرة ومترجمة، صدر لها ثلاثة دواوين شعر بالعامية المصرية، هي: «العمر على قهوة»، و«عروسة ورق»، و«دامة»، وفي مجال الترجمة صدر لها: «خارج ظل الرجل»، رواية «بعدك»، و«ستة من الغربان»، و«الرجيم المناخي»، و«50 فكرة تحتاج إلى معرفتها عن الإدارة».