Connect with us

ثقافة وفن

بين تركي وطلال.. كرنفال الأرض المتجدد

في الوقت الذي يحتاج فيه الفنان؛ مطرباً كان أم ملحناً وشاعراً ورساماً، إلى عامل الزمن كي يصنع خلوداً لتجربته الإبداعية،

في الوقت الذي يحتاج فيه الفنان؛ مطرباً كان أم ملحناً وشاعراً ورساماً، إلى عامل الزمن كي يصنع خلوداً لتجربته الإبداعية، يحتاج في الوقت نفسه إلى من يجسد هذا الخلود ويحقق امتداده، وحينما كان الزمن عنصراً فاعلاً في إعطاء تجربة الفنان الكبير الراحل طلال مداح خلودها جاء من يمنحها هذا الامتداد ويلقي عليها المزيد من الأضواء التي تنبع من جوهر العصر وحيويته، وهذا ما فعله رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ مع فناننا الكبير ومع الكثير من الفنانين والمبدعين محلياً وعربياً؛ لأنه أخلص رؤيته العميقة والفنية ليكون ملمحاً مهماً من ملامح البناء الحضاري والثقافي لمجتمعنا، وهو الداعم الذي انطلق من عمق التجربة كونه شاعراً ويملك الحس الدقيق في ملامسة كافة الجوانب التي يحتاجها الإبداع للاستمرار والخلود، ولأنه أيضاً يدرك أن الفن الحقيقي هو الفن الذي يحقق خلوده، وتركي آل الشيخ حينما دعا إلى تكريم الفنان طلال مداح وحرص على أن يكون ذلك في هذا الوقت الذي جعلت فيه هيئة الترفيه من الفن رافداً سياحياً واقتصادياً وثقافيا مهماً. فكم كان الفن منذ أن نشأ في هذه البلاد بحاجة إلى مثل هذا الاهتمام وتلك الخطوات التي تقوده في مضمار الإبداع ليصل في النهاية من يستحق أن يخلد اسمه ويحفر في الذاكرة الحالية والمستقبلية.

وتزامناً مع هذه اللفتة الرائعة التي تهيأ لها كافة الفنانين ليكونوا مشاركين في هذا الكرنفال الذي تستحقه تجربة الراحل الفنان الكبير طلال مداح الذي يعد من مؤسسي الفن والغناء السعودي منذ أوائل السبعينات.

ولعلي هنا ألقي الضوء بشكل إبداعي شعري على بعض الأغاني التي كانت من ركائز هذه التجربة بدءاً من أغنية وطني الحبيب التي كانت تعانق مسامع الناس عبر الراديو قديماً وترسم لهم مشاهد للوطن تجعلهم ينغمسون معها ويتغنون بها وكأن هذه الأغنية قطعة من القلوب المحبة لهذا الوطن البهيّ ففيها تتألق البساطة بعمق ويظهر العمق شفافاً كنسائم الصباح التي كانت تحمل معاني الأغنية وكلماتها على أكتافها، فكانت الأغنية بلحنها ومفرداتها وصوت طلال الشجي الخارج من أعماق الأرض لوحةً واحدةً لا يمكن الفصل بين عناصرها.. حينما تغنى طلال وتغنت الأرض: «وطني الحبيب وهل أحب سواه»؟

فكانت جمالية هذا السؤال هي المدخل لتحقيق هذا الجمال والدهشة:

«روحي وما ملكت يداي فداهُ

وطني الحبيب وهل أحب سواهُ

وطني الذي قد عشت تحت سمائهِ

وهو الذي قد عشت فوق ثراهُ

منذ الطفولة قد عشقت ربوعه

إني أحب سهوله ورباهُ»

لتكون تلك الإجابة التي أعطت التغني في حب الوطن بعداً حميمياً ينضح بالصدق والتناغم مع الأرض بسمائها وثراها وبسهولها ورباها فكأنها أغنية للطفولة والتغني ببراءة، وهي أيضاً موسيقى للنضج بهذا التغني وهذا التعبير حيث حققت بذلك مستويات متعددة من التفاعل والأداء.

ثم توالت أغاني طلال.. (مقادير) التي كانت أغنية مبهجة ونموذجاً قام الكثير من الفنانين باقتفاء أثرها الجمالي؛ حيث تجاوزت الحدود المحلية إلى آفاق أوسع وتمكنت من تعريف الذائقة العربية للفن السعودي وعذوبته حتى أصبح الآن هو الفن السائد والملهم للكثير من التجارب.

وأيضاً أغنية (زمان الصمت) التي تعد بداية مرحلة جديدة لشكل اللحن السعودي بتلحين وروح الراحل طلال مداح، وكذلك كلماتها حيث كان لبدر بن عبدالمحسن مدخلاً للشعر الحديث واستخدام الجمل والتراكيب الجديدة وغير المألوفة، ويتضح ذلك في المقطع التالي:

«حبيبي يا حبيبي

كتبت اسمك على صوتي

كتبته في جدار الوقت

على لون السما الهادي.. على الوادي

على موتي وميلادي

حبيبي لو أيادي الصمت

خذتني لو ملتني ليل

حبيبي يا حبيبي»

فحينما كانت الكتابة تتم على شكلٍ مادي جعلها الشاعر البدر تكون على شيء معنوي وحسي عالٍ، فبمجرد تخيل الكتابة على الصوت تحقق الدهشة حضورها حاملةً الضوء الجمالي الجديد، وكذلك عندما كانت على شيء مادي في العبارة التي تليها لم تكن على الوقت ذاته إنما على جداره، وهنا أيضاً تخيل جدار من الوقت يوضح كم كانت هذه الأغنية بكل جوانبها دهشة في ذهن المتلقي والمستمع؛ لأنها كسرت العلاقة المألوفة بين الكلمات والأشياء، وبنت علاقة جديدة تخص الشاعر، وهذا الصوت الذي تغنى بها وكأنه يمرر اتساع هذا الوقت ويجعل للصمت صوتاً آخر ليكون الاستماع أيضاً غير تقليدي ونابع من تناغم كافة العناصر بالإضافة إلى أغنيات مثل (تمنيت من الله) (ظالم ولكن) (عطني المحبة) فهذه الأغنيات الثلاث تعكس عفويةً لا مثيل لها تجسد حالات عشق ممتلئ بالنقاء ليتم التعبير فيه بين الأطراف بسهولة وبراءة.

وهنا أشير إلى أن صدق صوت الفنان الراحل وعفويته وعمقه، بالوقت نفسه، هي التي استطاعت أن تجعل من تلقائية الفن حالة جمالية يشعر بها الوجدان ويهتز لها قبل الأذن فكأن صوته رمحٌ يخترق الكيان بلطف ويعالج السكون والملل فيه لتزهر الحياة.

أغنيات مثل «قصت ظفايرها» «اجاذبك الهوى» «ابتعد عني» «قلت المطر» «وردك يا زارع الورد».. كانت تحمل في ثناياها انعتاق اللحن من نمطيته عبر جمال الصوت الدافئ الذي عندما يسمع من أي متلقٍّ يكون الشعور بأن هناك قرابة وصلة بين صاحب الصوت والمستمع وكأن المتلقي هو الذي يغني وكأن الكلمات حكاية لا تنتهي ولا حدود لها وتتجدد مع كل لحظة سماع ففي أغنية قصة ظفايرها يتجلى ذلك..

«قابلتها صدفة على شفاه الصحاب

بسمة أمل حسيتها وهمسة عذاب

نجمة بعيد وصلها فوق السحاب

بسمة أمل حسيتها وهمسة عذاب»

أخيراً، ما أجمل مظاهر التغني في ليلة صوت الأرض من كل الفنانين الذين شاركوا وجسدوا مشاعر الوفاء والحب لهذا الصوت الخالد، وما أروع أن يجتمع الفنان والمغني والملحن والشاعر والصحفي والرياضي والإنسان في كل المجالات بالاحتفاء بطلال الإنسان والفنان في ليلة من أجمل ليالي العاصمة.

Continue Reading

ثقافة وفن

البواردي يرحل وصدى أغنياته للوطن يجوب البلاد

توفّي اليوم في الرياض؛ الكاتب والشاعر سعد بن عبدالرحمن ⁧البواردي عن عمر يناهز 95 عاما‬⁩.

‏ولد الراحل في محافظة

توفّي اليوم في الرياض؛ الكاتب والشاعر سعد بن عبدالرحمن ⁧البواردي عن عمر يناهز 95 عاما‬⁩.

‏ولد الراحل في محافظة شقراء عام 1349هـ/1930، ودرس بها، وانتقل منها إلى عنيزة، ثم الطائف، وانضم إلى دار التوحيد، ثم عمل في عدد من الوظائف، منها: مدير إدارة العلاقات العامة في وزارة التعليم (وزارة المعارف)، ومدير مجلة المعرفة، وسكرتير المجلس الأعلى للتعليم، وسكرتير المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب، ثُم عُيِّن ملحقا ثقافيا في كلٍّ من بيروت والقاهرة إلى تقاعده عام 1989.

والبواردي شاعرٌ وصحفيٌّ وكاتب مقال، وُصف بأنه مؤسس مدرسة الشعر الواقعي في السعودية، أسس مجلة الإشعاع في الخبر، وحاز في عام 2014 وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.

عُرِف بنشاطه الثقافي، وكتب في مجلة المعرفة ومجلة الإشعاع الشهرية التي أصدرها في محافظة الخبر عام 1956، وتوقفت عقب صدور 23 عددا منها، فاتجه للكتابة في زوايا صحفية عدة، في عددٍ من الصحف السعودية والعربية، ومن زواياه؛ «الباب المفتوح»، «النافذة»، «مع الناس»، «السلام عليكم»، «استراحة داخل صومعة الفكر»، «أفكار مضغوطة».

أخبار ذات صلة

جمع البواردي في كتاباته بين الشعر والنثر والقصص والمقالة، فصدرت له مجموعة دواوين شعرية، منها: «أغنية العودة»، «ذرات في الأفق»، «لقطات ملونة»، «صفارة الإنذار»، «رباعياتي»، «أغنيات لبلادي»، «إبحار ولا بحر»، «قصائد تتوكأ على عكاز»، «قصائد تخاطب الإنسان»، «حلم طفولي»، وفي النثر، أصدر ستة كتب تناولت فن المقالة، صدر أولها عام 1393هـ، بعنوان «ثرثرة الصباح»، ثم صدر له «حروف تبحث عن هوية» عام 1419هـ، وفي عام 1431هـ، صدر كتاب «استراحة في صومعة الفكر»، إضافةً إلى مجموعة قصصية واحدة حملت عنوان «شبح من فلسطين»، مع مؤلفات أخرى من أبرزها: «تجربتي مع الشعر الشعبي»، «أبيات وبيات»، «مثل شعبي في قصة»، وغيرها.

Continue Reading

ثقافة وفن

أريد موتاً يسمعه العالم.. استشهاد مصورة فلسطينية قبل عرض فيلمها في «كان»

«إذا متُّ، أريد موتًا صاخبًا يسمعه العالم، وأثرًا يبقى عبر الزمن، وصورة خالدة لا يمحى أثرها بمرور الزمان أو المكان»،

«إذا متُّ، أريد موتًا صاخبًا يسمعه العالم، وأثرًا يبقى عبر الزمن، وصورة خالدة لا يمحى أثرها بمرور الزمان أو المكان»، عبارة كتبتها المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة، على حسابيها الرسميين في فيسبوك وإنستغرام قبل أسابيع من استشهادها إثر غارة جوية شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية شمالي قطاع غزة.

فاطمة، بطلة الفيلم الوثائقي «ضع روحك على كف وامش» (Put Your Soul in Your Palm and Walk)، الذي سيُعرض في قسم ACID (جمعية السينما المستقلة للتوزيع) في مهرجان كان السينمائي الشهر القادم، كانت تستعد للاحتفال بزفافها في الأيام القليلة المقبلة، قبل أن تستشهد في غارة إسرائيلية استهدفت منزل عائلتها في شارع النفق بمدينة غزة.

يقول حمزة حسونة ابن عم فاطمة: «كنت جالساً عندما انفجر صاروخان فجأة، أحدهما بالقرب مني والآخر في غرفة المعيشة. سقط المنزل فوقنا، وكان الوضع كارثياً بكل معنى الكلمة».

فاطمة التي فقدت 11 فردًا من أسرتها في يناير العام الماضي 2024، قررت أن توثق ما يحدث في غزة عبر عدستها من خلال فيلمها الوثائقي الذي تتتبع من خلاله المخرجة الإيرانية سبيدة فارسي حياة فاطمة في غزة منذ بداية الهجوم الإسرائيلي.

ووصفت مخرجة الفيلم، في بيان لها، أن العمل كان بمثابة نافذة فتحت لها فرصة لقاء مع فاطمة، لتسلط الضوء على المذبحة المستمرة التي يعاني منها الفلسطينيون.

أخبار ذات صلة

وفي تصريحات صحفية، قالت فارسي إن فاطمة كانت «شخصية مليئة بالإشراق والضوء، تتمتع بابتسامة ساحرة، وتحمل تفاؤلاً طبيعياً في قلبها».

وأضافت أنها تعاونت مع حسونة على مدار أكثر من عام لإنتاج الفيلم الوثائقي، ما جعل العلاقة بينهما تتوطد وتصبح أكثر قربًا.

وأوضحت فارسي أن آخر اتصال جمعها بحسونة كان قبل يوم واحد من وفاتها، عندما كانت تعتزم إبلاغها بـ«الخبر السار» المتعلق بالفيلم. وقالت فارسي: «ناقشنا إمكانية سفرها إلى فرنسا في مايو من أجل عرض الفيلم في مهرجان كان، حيث كانت هي بطلته».

Continue Reading

ثقافة وفن

رداً على وثيقة زواجها من «الأسد».. سولاف فواخرجي: «لا تواخذونا عملناها عالضيق»

فيما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي «وثيقة زواج» تزعم ارتباط الفنانة السورية سولاف فواخرجي بالرئيس الهارب بشار

فيما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي «وثيقة زواج» تزعم ارتباط الفنانة السورية سولاف فواخرجي بالرئيس الهارب بشار الأسد، سخرت فواخرجي من الوثيقة.

ونشرت الفنانة السورية الوثيقة المتداولة، عبر حسابها على «فيسبوك» وكتبت «لا تواخذونا عملناها عالضيق ماعزمنا حدا». وأردفت «قسماً بالله شي بيضحك».

كما أضافت ساخرة: «أنا عادة جديّة على فكرة لم أستطع الصمت». وتساءلت: «هل تستطيعون أن تكونوا نبلاء لمرة واحدة على الأقل؟ هل تستطيعون أن تناقشوا الأفكار من دون الطعن بالشرف الذي لا يتوقف عنده إلا كل من لديه عقدة فيه؟ هل تستطيعون أن تخرجوا عقولكم خارج غرف النوم؟».

كذلك أشارت إلى الأخطاء في الورقة المتداولة، لاسيما لجهة خانة الطائفة. وتابعت كاتبة: «واليوم 3 غلطات بحالهم! مع أنو القصة مو صعبة أنكم تطالعوا بيان قيد عادي جدا وسهل! ولادتي بالأوراق الرسمية بعد 3 أيام من ولادتي يعني بـ 1.8.1977 يوم عيد الجيش السوري واللبناني وبابا الله يرحمه اسمه محمد ومو محمد سليم، وخانتي بمشروع صليبة والخانة 65 وبشوف حالي فيها، وكل الحب لأهلنا بالسكنتوري، أنا من كل اللاذقية ومن كل سوريا، مشان إذا بدكن تعدلوا يانوابغ ياجهابذة، لانو يعتبر العقد باطل هيك والعياذ بالله!».

أخبار ذات صلة

وأكّدت فواخرجي عدم طلاقها من زوجها الفنان وائل رمضان، قائلة: «غير هيك والأهم وين ورقة الطلاق؟! أنا لم أطلق ولن أطلق إذا ربنا أراد، والله يحميلي زوجي وعيلتي ويحمي كل الناس، عيب…».

وختمت بقولها: «ديروا بالكم عالبلد والناس هنن أحق بالاهتمام مني… ولا شو؟».

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .