Connect with us

ثقافة وفن

بوقري يمتح بئره الأولى من «ظلال مكة» بالاعتراف

يعترف أصدقاء كُثر بما للناقد الكاتب أحمد بوقري من سعة إطلاع وهبته قدرات معرفيّة، ومهارات اتصالية، وثقافة موسوعية،

يعترف أصدقاء كُثر بما للناقد الكاتب أحمد بوقري من سعة إطلاع وهبته قدرات معرفيّة، ومهارات اتصالية، وثقافة موسوعية، ما عزز حضوره الفكري والإنساني، ولا غرابة عندما ينتقل بوقري من ضفة الناقد إلى مرفأ الكاتب، يعود لعشقه الأزلي (السرد) كونه كاتب قصة مرموقاً، إلا أن المصافحة بسيرة ذاتية مغامرة محسوبة، خصوصاً وهو يمتح من بئره الأولى تحت أفياء ظلال مكة.

لا تخلو الظلال من دلالات حقيقية ومجازية، فالظل متحرّك وانزياحي، يُبدي ويعيد، ويكشف ويخفي؛ ولذا كان العنوان «ظلاً» يحتمي به كاتبنا، من حساسيات ردود أفعال شهود أحياء، لم يعتادوا قراءة أدب الاعتراف الذي يقول ما يقال وما لا يُقال، إلا أنه قول المُحتشم، الذي لا يهبط ببشريته لدرك الشيطنة الرجيمة، ولا يبالغ في الارتقاء بها لملائكية متوهّمة.

في سيرته الذاتية؛ يعبّر بوقري بعفويّة، ويصف الأشياء كما هي دون إصرار مسبق، ولا قصد لاحق، فالجانب التوثيقي لحياة وازنة، وسياقات متزنة، وحياة اجتماعية متوزانة، ينقلنا جميعاً لصالة عرض مرئي، لنشاهد الجدة والأم (روح المكان)، والأب ناثر الذكريات، المثقف التقدمي، والأعمام، وكأنما كل فردٍ من أُسرة بوقري خليج يحمل من مياه الأمطار ما يوسّع مصب نهر الوعي، ويغذّي ذاكرته، ويشرّب عاطفته بأقداح مكيّة، نمير البيئة المُتحررة، من كُل عُقد النقص، والارتياب والتكلّف، فالحياة ترسم ملامح ومسارات الناس وهم يُجارونها ولا يرفضونها.

لم يتبرّم «ظلال مكة» من استدعاء زمن السبعينات والثمانينات بما سنحت به الذكريات وما احتفظت به الذاكرة، وبحسّ مفتون بماضٍ، لن يعود، تطغو «النوستالجيا» على العمل الصادر عن «دار متون» في مئة وأربعين صفحة، والفضاء المكاني لمكة شرّفها الله، بظلال حرمها، وكعبتها، وأحيائها، وأزقتها، وباعتها، ومطوفيها، ورجالها ونسائها، وحجاج البيت الحرام ومعتمريه، يُلقي بالضوء على شخصية الكاتب المتنامية منذ الولادة في بيتٍ مشيّد بالآجر الأحمر ومسقوف بسيقان أشجار عطرية، يحتل ربوةً من جبل أبي قبيس، وروشانه يطلّ على أول بيت وُضع للناس.

كأنما نحن بالقراءة ندخل معه، في منزله الذي لا يزال يسكن روحه، برغم انتقالات الجسد لبيوت ومنازل لم تُفلح في محو عبق المنزل الأول، ولم تنجح في إلغاء شذى الحارة والجارة الأولى، ولم تخرم جدار التفاعلية بين الزمان والمكان والإنسان، في رحلة يومية شاقة شيّقة، وعالم الشهادة لا يُتيح لشغف الطفولة وفضول المراهقة؛ التعرّف على كل شيء، فما خفي أكثر مما أُعلن.

وبرغم شعورنا برغبة كاتبنا الكبيرة في إزاحة الظلال، والجلوس معه، ومع أصداء تلك الأيام تحت الشمس، خصوصاً عندما غدا بيتهم الثاني (العمارة) سكناً للحجاج، فالدائرة الإنسانية والعاطفية اتسعت، وتجاوزت حدود العيب العُرفي، ليغدو القص «الايروتيكي» لبنة من لبنات البناء الدرامي، فالمنزل مراد ومعاد لضيوف تتقاطع غاياتهم، وتختلف لهجاتهم، وأزياؤهم، وأطعمتهم، وأهازيجهم، وعاداتهم، وملاحتهم، فيما يتيح الكاتب لسكان العمارة كامل حريتهم، ويكتفي مع أهله بغرفة على السطوح، ليتحوّل السطوح لمرجعيّة ومسرحاً لمشاعر قاصدي المشاعر ومستضيفيهم.

ليس في العمل أدلجة ولا تسييس، فكما نمت عاطفة الكاتب نما عمله الإبداعي ببساطة وجرأة لا مزايدة معها، وتناغمية خالية من الخجل والمهايطة، فكل ما هو عنصر من عناصر الحياة يقبل الكتابة عنه، خصوصاً المدرسة، بكل ما تعنيه من رهبة، وصياغة وجدان، ومشاكسات، واشتباكات شبه يومية، مروراً بالمكتبة التي غذّت الروح العاشقة بما تحتاجه من أحاسيس ولغة ضرورية؛ لإلقائها في أسماع البدر حين يتجلى.

يضعنا كاتبنا، عبر «ظلال مكة» أمام عالم بأكمله، تمثله أسرة محدودة العدد، واسعة النشاط، رحبة العاطفة، أصيلة القيم، سخيّة العطاء، مهجوسة بالثقافة، بدءاً من الحرم المكي، مروراً بالمذياع، والصحف، والتلفزيون، والعلاقات الاجتماعية، ضمن سياقات متصالحة، مع نفسها، وما حولها، دون تعصّب ولا تعنصر، وهنا سيرة بيضاء تغنينا عن قراءة آلاف السيّر المطليّة بالألوان، والمشوّهة بالمساحيق.

Continue Reading

ثقافة وفن

آخر مشهد سينمائي لـ«سليمان عيد» يتحول إلى واقع أليم بوفاته

سادت حالة من الحزن والصدمة في الشارع المصري؛ بعد وفاة الفنان المصري المعروف بخفة ظله، سليمان عيد، عن عمر ناهز 64

سادت حالة من الحزن والصدمة في الشارع المصري؛ بعد وفاة الفنان المصري المعروف بخفة ظله، سليمان عيد، عن عمر ناهز 64 عاما، إثر تعرضه لسكتة قلبية بشكل مفاجئ ونقله إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة.

وفي سابقة فنية لم تتكرر منذ سنوات، لم يتوقع جمهور الفنان الكبير أن يتحول آخر مشهد له من فيلم «فار بـ7 أرواح» الذي يعرض حاليا في السينمات بالقاهرة إلى حقيقة، ليكتب التاريخ بأن آخر أعمال سليمان عيد كان بمشهد وفاته.

وقدم سليمان عيد في الفيلم الكوميدي «فار بـ7 أرواح» دور جثة هامدة، وخلال المشاهد مر بكل تفاصيل الوفاة، من واقعة الموت إلى وضعه في الكفن، وتغطية وجهه، حتى مرحلة الدفن، كأنه يُجري تجربة لأمر عظيم كان يشعر بقرب حدوثه، في مشاهد أبكت الجمهور.

وشارك في بطولة فيلم «فار بـ7 أرواح» كوكبة من النجوم، أبرزهم إدوارد، ويزو، أحمد فتحي، عنبة، محمد لطفي، ليلى عز العرب، ندى موسى، وغيرهم، من تأليف محمد شيبا، وإخراج شادي علي.

أخبار ذات صلة

وشُيِّع جثمان سليمان عيد اليوم (الجمعة)، من أحد المساجد بمنطقة الشيخ زايد بالقاهرة، وشارك عدد من نجوم الفن بالجنازة، منهم صلاح عبدالله، كريم محمود عبدالعزيز، أحمد السقا، هاني رمزي، أشرف زكي، ومحمود عبدالمغني، ومحمد إمام وآخرون.

من جانبه، أعلن عبدالرحمن، نجل سليمان عيد، موعد ومكان عزاء والده، حيث كتب عبر حسابه على فيسبوك: «عزاء والدي المغفور له بإذن الله، غدا السبت، بعد صلاة المغرب بمسجد الشرطة طريق المحور بالشيخ زايد».

Continue Reading

ثقافة وفن

السعودية تدشّن مشاركتها في «كتاب المغرب 2025»

دشّنت المملكة أمس، جناحها المشارك في الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 المقام في العاصمة المغربية

دشّنت المملكة أمس، جناحها المشارك في الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 المقام في العاصمة المغربية الرباط خلال الفترة من 17 إلى 27 أبريل الجاري، بإشراف هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبمشاركة عدد من الكيانات الثقافية والوطنية.

وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور عبداللطيف الواصل أنّ الهيئة تسعى في المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 بالرباط للتعريف بعدد من المبادرات والبرامج التي تُنفذها الهيئة في سبيل تطوير صناعة النشر وتعزيز الحراك الثقافي من خلال دعم حضور الناشرين والوكلاء الأدبيين السعوديين على الساحة العالمية، وتقديم المملكة بصورة تبرز مخزونها المعرفي وتمثل الإرث الثقافي السعودي والتعريف بالإنتاج الفكري المحلي.

وبين أن المعرض يشكّل فرصة داعمة لصناعة الكتاب والنشر بما يتيحه للناشرين السعوديين من تواصل وتلاقح معرفي مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم.

وتعكس هذه المشاركة تنوع وتكامل المشهد الثقافي في المملكة بمشاركة عدد من الجهات الثقافية والتعليمية البارزة، تشرف عليها هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبمشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إلى جانب جامعة طيبة.

أخبار ذات صلة

وتأتي هذه المشاركة في إطار جهود المملكة لتعزيز العلاقات الثقافية مع المملكة المغربية، وتوسيع مجالات التعاون المشترك، إلى جانب الترويج للفرص الاستثمارية في القطاع الثقافي، انسجاماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في جعل الثقافة رافداً للتنمية وجسراً للتواصل الحضاري.

يذكر أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، من أبرز الفعاليات الثقافية في الوطن العربي، ويشارك فيه 743 عارضاً من 50 دولة حول العالم، ما يمنح مشاركة المملكة زخماً إضافياً ومنصة إستراتيجية لإبراز مكانتها الثقافية على الساحة الدولية.

Continue Reading

ثقافة وفن

«كانت حرارته 40 ويرتعش».. صلاح الجهيني يروي موقفاً جمعه بـ«سليمان عيد» قبل رحيله

روى المؤلف المصري صلاح الجهيني كواليس آخر عمل مسرحي للفنان المصري الراحل سليمان عيد، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم

روى المؤلف المصري صلاح الجهيني كواليس آخر عمل مسرحي للفنان المصري الراحل سليمان عيد، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم إثر تعرضه لسكتة قلبية بشكل مفاجئ، مشيراً إلى أن الأخير تعرض لوعكة صحية ورغم ذلك رفض الذهاب إلى الإسعاف.

وكتب صلاح الجهيني منشوراً عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقال: «في آخر يوم عرض مسرحي لينا سوا عم سليمان درجة حرارته كانت 40، وكان نايم على سرير موجود جنب المسرح بيرتعش، وعربية الإسعاف مستنياه برة لحد ما المسرحية تخلص».

وتابع الجهيني: «قلتله أنت دورك خلص خلاص واللي فاضل بسيط المهم نتطمن عليك، قاللي يعني أمشي ويفوتني السوكسيه اللي في الآخر.. إحنا عايشين عشان الشوية دول».

أخبار ذات صلة

واختتم الجهيني منشوره داعياً للراحل: «الله يرحمك يا صديقي ورفيقي في السفر والفطار، زي ما كنا بنقول ويا رب حب الناس والسوكسيه يكون واصلك دلوقتي».

يذكر أن جنازة سليمان عيد شيعت عقب أداء الصلاة على جثمانه ظهر اليوم (الجمعة) في الشيخ زايد، وسط حزن أصدقائه في الوسط الفني الذين صدمهم خبر رحيله. وحرص على الحضور عدد من النجوم، أبرزهم أحمد السقا، محمد إمام، كريم محمود عبدالعزيز، أشرف زكي وآخرون.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .