Connect with us

ثقافة وفن

امنحني مالاً امنحك شهرة «نفّع واستنفع»

ربما لم يعد الإبداع دافعاً للكتابة النقدية الموضوعية، ولا محركاً إيجابياً لبعض النقاد، إذ فرضت التغيرات الاجتماعية

ربما لم يعد الإبداع دافعاً للكتابة النقدية الموضوعية، ولا محركاً إيجابياً لبعض النقاد، إذ فرضت التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية (أدبيات) تقوم على فكرة النقد بمقابل (نفّع واستنفع)، وإذا كان هناك نُقاد يطلبون من كتّاب منافع مالية أو معنوية، فإن بعض الكُتّاب يبادرون بتقديم العروض لمن يكتب عنهم، (كل نوع بسعره) مقالة أو بحثاً أو كتاباً، ما يثير دهشة ضيوفنا الذين أكدوا أن الجميع يستهجن ويستنكر مثل هذا التوجه، إلا أنهم يرونها ظاهرة من ظواهر الحاجة للمال وللشهرة في عالمنا العربي وربما مجتمع وأوساط غير عربية، ولعل المشاركين في هذه القضية وضعوا النقاط على الحروف.

فيؤكد الشاعر عبدالرحمن موكلي أن المثقف والشاعر بالكاد يجد ما يوفره لطباعة نتاجه الكتابي، وعدّ الدفع لكاتب، لكي يكتب عنه مهزلة، وقال موكلي «أنا أولى بفلوسي أتمتع بها، والشهرة طرقها كثيرة إذا كانت الشهرة هدفي». فيما رفضت الروائية فاطمة الناهض، هذا التوجه وقالت «لا. لا أقبل، كون اعتزاز الكاتب بما يكتب بل احترامه لما يكتب، يحول بينه وبين مجرد مناقشة هذا الموضوع، وعلّلت الرفض، بانتقاصه من قيمة الكتابة، وتحويلها إلى سلعة قابلة للبيع. وقالت الناهض: «إذا كانت الكتابة جيدة وتستحق فهي ستفرض نفسها حتماً، وستجد من يكتب عنها بضمير منزّه عن أي طمع مادي، وإن لم يكن هناك من سيكتب، فيظل النص محترماً لنفسه ولكاتبه»، مؤكدةً أن تجربة كهذه لم تمر بها ولا تظنها تمّ، وأضافت؛ أعتقد أن المبدع نفسه هو الذي يضع الحدود نهاية الأمر.. ولا أظن أن هناك من يجترئ عليه ويطلب منه مقابلاً مادياً نظير الكتابة عن أعماله، إلا إن كان هنالك ثغرة يستطيع النفاذ منها إليه.. كأن تكون كتابته غير مُقنعة، أو ليست جيدة.. أو أن كاتبها غير مقتنع بها.. فيضعف ويقبل المساومة، وأكدت أنها مهما شككت في أعمالها.. وظنت أنها أقل مما طمحت إليه.. فلن تدفع ولو لم يتم تناول تجربتها بنقد، وتساءلت: هل يندرج الاستعانة بمحرر أدبي، ومُصحح لغوي تحت هذا التوجه؟ وتجيب: نعطي المحرر الذي ساعدنا في تنقية الأعمال من الأخطاء النحوية واللغوية.

فيما يرى الشاعر أحمد السيّد عطيف أن كل واحد من الأدباء سيجيب على التساؤل بـ(لا) إلا أن بعضهم يقبلون الدفع، أو تقديم خدمة مقابل خدمة، وأرجع هذا التوجه إلى الموجة المادية التي تكتسح الحياة، وتحيل المشهد الثقافي إلى سوق، لافتاً إلى أنه في زمن ما قبل التسليع يكفي مقال واحد في صحيفة أو حوار لتحقيق الإشهار، وإرضاء غرور الحضور، فيما طغت وسائل التواصل، وخفت دور الصحف والتلفزيون، فلجأ بعضهم للدفع لكُتّاب خصوصاً من الخارج أحياناً ليكتبوا عن أعمالهم، مما يظنونه تسويقاً مباحاً، يمنحه اعترافاً، ويلفت انتباه الناس له، ولن تسأله القراء (دفع أم لم يدفع)، مشيراً إلى أن التخادم يقوم مقام الدفع، أمسية مقابل أمسية، وخدمة مقابل خدمة.

ولم يخف الكاتب الدكتور خالد خضري (سرّاً)، وقال: «أعرف كتّاباً يلجأون لهذا الأسلوب: «استكتاب أشخاص عن تجربتهم» أو عمل دراسات نقدية عن كتاباتهم، وآخرين كانوا يوعزون لأشخاص بذلك، ثم يقومون بجمع ما كتب عنهم، من هؤلاء، وما نشرته صحف عنهم وإصداره في كتاب على حسابهم الشخصي». ويرى أن الذين يتبنون هذا التوجه يسعون إلى تحقيق الشهرة أو الشعور بالأهمية وتمجيد الذات، وعدّه «المجد الأكذوبة»، كونه أمراً غير مستساغ للمبدع، ولكون العمل الإبداعي إن لم يحقق حضوراً جيداً بذاته، فلا قيمة لها، مؤكداً أن «بزنس الثقافة» يحضر من باب العمل بمقابل، وتأمين لقمة العيش، موضحاً أنه تلقى اتصالات من كاتب وناقد، وعرضوا عليه الكتابة عن نصوصه القصصية بمقابل فاعتذر منهم، وثالث عرض عليه أن يُدرج اسمه في موسوعة عن الكتاب الخليجيين. وأضاف أعتقد أن مثل هذه التصرفات لا تليق بكاتب حقيقي.

وقال الشاعر خالد قماش: «لم أفكر مجرد تفكير في عمل كهذا، وكأني أتسوّل الضوء وأسرق النار من مواقد الآخرين، مبدياً امتنانه لمن يتفضل من المهتمين بالكتابة عن تجربته الكتابية التي يرى فيها شيئاً يلامس اهتماماته أو يثير إعجابه وذائقته الفنية، موضحاً أن الكاتب محمد الظفيري -رحمه الله- كتب عن تجربته الشعرية في كتابه النقدي (ثورة القصيدة الشعبية) دون علمه، والكاتب عيسى المزمومي في كتابه (أنا ومن بعدي الطوفان)، لامس بعض ملامح تجربته الشعرية دون علم مسبق، ورحّب بكل من يكتب عنه بحب وقناعة بعيداً عن التكسب والركض وراء أضواء الشهرة الزائفة، مؤكداً أن المشهد العربي بشكل عام لا يخلو من هذه الممارسات اللا أخلاقية، ومن تجار الكلمة ذوي الضمائر الملوثة، لافتاً إلى أنه يعرف أسماء كثيرة وشهيرة بسبب كُتب ودراسات ورسائل جامعية ألّفت عن تجاربهم الشعرية الهشة أو الأدبية الفارغة، مشيراً إلى أن الزبد سيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في وجدان الناس الأسوياء.

وتؤكد الدكتورة عبير شرارة أن التحديات التي تواجه الأعمال الإبداعية الفنية كثيرة، ومنها إيجاد التوازن بين القيمة التجارية من جهة، وجوهر الأصالة من جهة أخرى، بحيث لا تفقد الثقافة هويتها الحقيقية، وقالت شرارة: «أرفض رفضاً قاطعاً أن أدفع الأموال للحصول على تقييم في غير موضعه، وترى أن بعض النقاد ربما يضطرون في بعض الأحيان للسير مع التيار بما يتناسب مع التغييرات الاقتصادية أو الشركات المهيمنة، إلا أن الكتابة الجيدة، والسمعة الحسنة، والثقة بين المبدع والجمهور، تفرض نفسها أولاً وأخيراً، وعدّت آليات التسويق للأعمال الإبداعية حاجة ملحّة خصوصاً في عصر السرعة، ما يغدو دافعاً إضافياً للتعبير بطرق جديدة ومبتكرة، مضيفةً بأن الجدل مستمر حول حاجة السوق وما يراه المبدع مناسباً ما يوقع في حالة من الإرباك والتخبط، مؤملة أن تحسم الأعوام القادمة الجدل، لنعرف ماذا يريد السوق منا؟

فيما أكد الشاعر حسن القرني أنه سمع بذلك ولم يخض التجربة، وقال أحتاج إلى وقت وربما عمر لأصدّق ذلك.

وأضاف؛ لا أدري.. لعل ذلك يعكس الفراغ الكبير الذي يسكن الأدب بمفهومه العام، وربما تغدو هذه الممارسة مع الوقت أمراً عادياً، بحكم تسليع الحراك الأدبي بالعموم ورسملته، لافتاً إلى أن حضور مناسبة أدبية يفرض عليك أن تدفع ثمن الكرسي وفنجان القهوة وعلبة الماء؛ لأن الحالة كلها عبارة عن (بزنس). وأكد أنه لم يكتب أحد من النقاد عن تجربته، عدا مقال هنا وآخر هناك من الأساتذة النقاد الأصدقاء، لافتاً إلى أن أعلامنا الكبار لا يزالوان واقفين على تجارب عاصروها من أدباء متوفين، ولم يتعب أحد نفسه لقراءة تجربة لم يكتب عنها أحد؛ لأنها لا تضيف لمسيرته شيئاً حسب دوافعه ومكانته؛ أو أنه ينتظر مقابلاً؛ من يدري؟ كما قال.

حروف ترتدي كرفتة وناقد «يحب الخِفّيَة» !

استعاد الناقد الدكتور يحيى عبداللطيف المثل القائل (الرزق يحب الخفّيَة)، والخفيّة هي المقابل لما يقال في لهجتنا (خف نفسك) ويقصد بها سرعة الإنجاز والمرونة، ويبدو لي أن هذا المثل ينسحب على الحياة الثقافية، فالشاعر وأخوه الناقد (عاوزين يأكلون عيش)، ومن الذي لا يريد أن يأكل عيش وحلاوة ؟

وتساءل: لماذا خصصت الناقد تحديداًص؟ ويجيب: لأنه هو الذي يغرق سوق الكتاب بدراسات الهدف منها أكل العيش، فهناك نقّاد تكتب تلميعاً مدفوع الأجر، وهناك نقاد يكتبون دراسات عن أدباء لهم وجاهة ومركز، كأن يكون مسؤولاً في مؤسسة ما، فلعل حظوة تناله من هناك وهناك.

وأضاف؛ أذكر مرة قرأت عنوان دراسة (دلالة حروف الجر في شعر فلان – مقاربة أسلوبية) صرخت: وهل حروف الجر عند فلان تختلف دلالاتها عن حروف الجر في أي نص أدبي، هل هي حروف ترتدي الكرفتة مثلا وتخلصت من (عقدة الجر)، أم أن وراء الأكمة ما وراءها و(بلاش استعباط) !

وأبدى دهشة أن الشاعر المدروس فتى لم يشتدّ عوده، ولم تتجاوز تجربته السائد بما يميزها، شاعر كغيره، لكن موقعه ليس كغيره! وقال: صدقوني أن بعض الدراسات النقدية أصبحت أسهل من (سلق البيض)، فلقد جربت أن أكتب عن شعراء اشتهروا برداءة شعرهم مقالات نقدية، ونجحت، وعرفت أن المسألة لا ضابطة لها، مثلاً سأكتب تهويماً نقدياً على بيت اشتهر بالرداءة لابن سودون وهو شاعر من القرن التاسع الهجري عرف برداءة شعره:

يقول الشاعر العظيم ابن سودون:

كأننا والماء من حولنا – قوم جلوس حولهم ماء

وأقول: «هذا البيت يشير إلى القلق الوجودي العميق المتمثل في الماء بوصفه علامة سيميائية، وتكررت دلالة (حول) في تأكيد على الارتباط بين الأنا الجماعية والظواهر الطبيعية». والماء الأولى هي ماء الحياة، أما الماء الثانية هي ماء مجازية يقصد بها ماء اللذة، والبيت في مطلعه يؤكد على الالتحام بدلالة الضمير المتصل (نا)، لكن في الشطر الثاني خاطب الذات الجماعية بأسلوب الغائب وقال (قوم)، مما يدل على الانقلاب على الجماعة والتفرد بالنظرة الذاتية.

انتهى التهريج، لكن فتش في ما يطبع من كتب نقدية ستجد كلاماً مشابهاً عن شعراء أضعف من ابن سودون، وفتش وستجد أكثر مما قلت.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يزور الجناح السعودي في «إكسبو 2025 أوساكا»

زار وزير الثقافة رئيس اللجنة التوجيهية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان،

زار وزير الثقافة رئيس اللجنة التوجيهية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اليوم جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا في مدينة أوساكا في اليابان، في إطار زيارته الرسمية لليابان.

وكان في استقبال وزير الثقافة لدى وصوله للجناح، نائب وزير الثقافة رئيس اللجنة التنفيذية لمشاركة المملكة في معارض إكسبو الدولية حامد بن محمد فايز، ومساعد وزير الثقافة راكان بن إبراهيم الطوق، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان الدكتور غازي فيصل بن زقر، والرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة سمية السليمان، والمشرف العام على وكالة الفعاليات والمهرجانات الثقافية مدير عام إدارة المشاريع المؤسسية بوزارة الثقافة مي الرشيد، ومدير الجناح السعودي المشارك في إكسبو 2025 أوساكا المهندس عادل الفايز.

وتجوّل على أقسام الجناح الوطني، مطلعاً على تصميمه، وآخر ما وصلت له الأعمال الإنشائية في الجناح بمقر المعرض الدولي الذي يفتح أبوابه خلال أبريل 2025.

واستمع إلى شرح لتفاصيل تجربة الزائر، وأقسام الجناح الوطني؛ الذي يقدم محتوى معرفياً للركائز الثلاث المُشتملة على تاريخ المملكة في صورة قصة تأخذ المشاركين في رحلة لاستكشاف ثقافات المملكة، وتقاليدها، وقيمها التي تشكل الركائز الأساسية لهويتها، ويسلط الجناح الضوء على التحول الجذري الكبير الذي يطرأ على المملكة اليوم، ومساهماتها في خلق مستقبل أفضل للعالم.

ويجسد تصميم جناح المملكة المشارك في إكسبو 2025 أوساكا الذي أنجزته شركة «فوستر + بارتنرز» المعمارية الرائدة، البيئة الطبيعية للمملكة، مازجاً التشكيلات الصحراوية مع عناصر معمارية حديثة في إشارة إلى الصلة الوثيقة بين التراث التاريخي والتطور المستقبلي، ويحمل التصميم المستوحى من مفهوم المسؤولية البيئية عناصر ذات انبعاثات كربونية منخفضة، ويحتوي على نظام إضاءة موفر للطاقة، ويوظف تقنيات جمع مياه الأمطار، إلى جانب تزويده بألواح طاقة شمسية لإنتاج طاقة نظيفة.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزارة الثقافة تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين»

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا

تنظم وزارة الثقافة النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتَين» في الرياض خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر المقبل في ميقا استوديو بالرياض، وهو مهرجانٌ يجوب في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف المهرجان في هذه النسخة ثقافة الجمهورية العراقية ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويعيش فيه الزائر رحلةً استثنائية عبر الزمن، حيث يسلّط الضوء على محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، ويشمل أعمالًا فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعًا ثقافيًا أنيقًا وإبداعًا في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف» وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين، ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصورًا لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافية من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين، وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفن السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

وأخيرًا قسم «درب الوصل» الذي يستعرض مجالاتٍ مُنوَّعة من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، حيث يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافة السعودية والعراقية، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح، ومنطقة المطاعم التي تُقدم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءًا من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجارب فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير الثقافة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم

برعاية وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، كرّم المجمع اليوم الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في أربعة فروع رئيسية، هي: (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية)، وبلغت قيمة الجوائز المخصصة للفئتين 1,600,000 ريال، إذ نال كل فائز من كل فرع 200,000 ريال.

وألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي كلمة ثمن فيها الدعم والمؤازرة اللذين يجدهما المجمع من وزير الثقافة في عموم أعمال المجمع وبرامجه ومنها الجائزة؛ إذ تنطلق أعمال المجمع في مسارات أربعة وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، متوافقةً مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

بعد ذلك كُرّم الفائزون بالجائزة في دورتها الثالثة، من الأفراد والمؤسسات، من كل فرع بجوائزهم المستحقة، ففي فرع (تعليم اللغة العربية وتعلُّمها): مُنحَت الجائزة للدكتور خليل لوه لين من جمهورية الصين الشعبية في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنشر من المملكة العربية السعودية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة): مُنحَت الجائزة للدكتور عبدالمحسن بن عبيد الثبيتي من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، وللهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في فئة المؤسسات.

وفي فرع (أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية): مُنحت الجائزة للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد من المملكة العربية السعودية في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربية من جمهورية مصر العربية في فئة المؤسسات.

وفي فرع (نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللُّغوية): مُنحت الجائزة للدكتور صالح بلعيد من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات العربية المتحدة في فئة المؤسسات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشمولية وسعة الانتشار، والفاعلية والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيمية للجان.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللغة العربية، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُوية اللُّغوية، وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبل زاهر للغة العربية، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وتمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.

يُذكر في هذا السياق أن جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد دور المجمع في دعم اللغة العربية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقاً وكتابة، وتعزيز مكانتها عالمياً، ورفع مستوى الوعي بها، إضافة إلى اكتشاف الجديد من الأبحاث والأعمال والمبادرات في مجالات اللغة العربية؛ خدمةً للمحتوى المعرفي العالمي.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .