Connect with us

ثقافة وفن

امنحني مالاً امنحك شهرة «نفّع واستنفع»

ربما لم يعد الإبداع دافعاً للكتابة النقدية الموضوعية، ولا محركاً إيجابياً لبعض النقاد، إذ فرضت التغيرات الاجتماعية

ربما لم يعد الإبداع دافعاً للكتابة النقدية الموضوعية، ولا محركاً إيجابياً لبعض النقاد، إذ فرضت التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية (أدبيات) تقوم على فكرة النقد بمقابل (نفّع واستنفع)، وإذا كان هناك نُقاد يطلبون من كتّاب منافع مالية أو معنوية، فإن بعض الكُتّاب يبادرون بتقديم العروض لمن يكتب عنهم، (كل نوع بسعره) مقالة أو بحثاً أو كتاباً، ما يثير دهشة ضيوفنا الذين أكدوا أن الجميع يستهجن ويستنكر مثل هذا التوجه، إلا أنهم يرونها ظاهرة من ظواهر الحاجة للمال وللشهرة في عالمنا العربي وربما مجتمع وأوساط غير عربية، ولعل المشاركين في هذه القضية وضعوا النقاط على الحروف.

فيؤكد الشاعر عبدالرحمن موكلي أن المثقف والشاعر بالكاد يجد ما يوفره لطباعة نتاجه الكتابي، وعدّ الدفع لكاتب، لكي يكتب عنه مهزلة، وقال موكلي «أنا أولى بفلوسي أتمتع بها، والشهرة طرقها كثيرة إذا كانت الشهرة هدفي». فيما رفضت الروائية فاطمة الناهض، هذا التوجه وقالت «لا. لا أقبل، كون اعتزاز الكاتب بما يكتب بل احترامه لما يكتب، يحول بينه وبين مجرد مناقشة هذا الموضوع، وعلّلت الرفض، بانتقاصه من قيمة الكتابة، وتحويلها إلى سلعة قابلة للبيع. وقالت الناهض: «إذا كانت الكتابة جيدة وتستحق فهي ستفرض نفسها حتماً، وستجد من يكتب عنها بضمير منزّه عن أي طمع مادي، وإن لم يكن هناك من سيكتب، فيظل النص محترماً لنفسه ولكاتبه»، مؤكدةً أن تجربة كهذه لم تمر بها ولا تظنها تمّ، وأضافت؛ أعتقد أن المبدع نفسه هو الذي يضع الحدود نهاية الأمر.. ولا أظن أن هناك من يجترئ عليه ويطلب منه مقابلاً مادياً نظير الكتابة عن أعماله، إلا إن كان هنالك ثغرة يستطيع النفاذ منها إليه.. كأن تكون كتابته غير مُقنعة، أو ليست جيدة.. أو أن كاتبها غير مقتنع بها.. فيضعف ويقبل المساومة، وأكدت أنها مهما شككت في أعمالها.. وظنت أنها أقل مما طمحت إليه.. فلن تدفع ولو لم يتم تناول تجربتها بنقد، وتساءلت: هل يندرج الاستعانة بمحرر أدبي، ومُصحح لغوي تحت هذا التوجه؟ وتجيب: نعطي المحرر الذي ساعدنا في تنقية الأعمال من الأخطاء النحوية واللغوية.

فيما يرى الشاعر أحمد السيّد عطيف أن كل واحد من الأدباء سيجيب على التساؤل بـ(لا) إلا أن بعضهم يقبلون الدفع، أو تقديم خدمة مقابل خدمة، وأرجع هذا التوجه إلى الموجة المادية التي تكتسح الحياة، وتحيل المشهد الثقافي إلى سوق، لافتاً إلى أنه في زمن ما قبل التسليع يكفي مقال واحد في صحيفة أو حوار لتحقيق الإشهار، وإرضاء غرور الحضور، فيما طغت وسائل التواصل، وخفت دور الصحف والتلفزيون، فلجأ بعضهم للدفع لكُتّاب خصوصاً من الخارج أحياناً ليكتبوا عن أعمالهم، مما يظنونه تسويقاً مباحاً، يمنحه اعترافاً، ويلفت انتباه الناس له، ولن تسأله القراء (دفع أم لم يدفع)، مشيراً إلى أن التخادم يقوم مقام الدفع، أمسية مقابل أمسية، وخدمة مقابل خدمة.

ولم يخف الكاتب الدكتور خالد خضري (سرّاً)، وقال: «أعرف كتّاباً يلجأون لهذا الأسلوب: «استكتاب أشخاص عن تجربتهم» أو عمل دراسات نقدية عن كتاباتهم، وآخرين كانوا يوعزون لأشخاص بذلك، ثم يقومون بجمع ما كتب عنهم، من هؤلاء، وما نشرته صحف عنهم وإصداره في كتاب على حسابهم الشخصي». ويرى أن الذين يتبنون هذا التوجه يسعون إلى تحقيق الشهرة أو الشعور بالأهمية وتمجيد الذات، وعدّه «المجد الأكذوبة»، كونه أمراً غير مستساغ للمبدع، ولكون العمل الإبداعي إن لم يحقق حضوراً جيداً بذاته، فلا قيمة لها، مؤكداً أن «بزنس الثقافة» يحضر من باب العمل بمقابل، وتأمين لقمة العيش، موضحاً أنه تلقى اتصالات من كاتب وناقد، وعرضوا عليه الكتابة عن نصوصه القصصية بمقابل فاعتذر منهم، وثالث عرض عليه أن يُدرج اسمه في موسوعة عن الكتاب الخليجيين. وأضاف أعتقد أن مثل هذه التصرفات لا تليق بكاتب حقيقي.

وقال الشاعر خالد قماش: «لم أفكر مجرد تفكير في عمل كهذا، وكأني أتسوّل الضوء وأسرق النار من مواقد الآخرين، مبدياً امتنانه لمن يتفضل من المهتمين بالكتابة عن تجربته الكتابية التي يرى فيها شيئاً يلامس اهتماماته أو يثير إعجابه وذائقته الفنية، موضحاً أن الكاتب محمد الظفيري -رحمه الله- كتب عن تجربته الشعرية في كتابه النقدي (ثورة القصيدة الشعبية) دون علمه، والكاتب عيسى المزمومي في كتابه (أنا ومن بعدي الطوفان)، لامس بعض ملامح تجربته الشعرية دون علم مسبق، ورحّب بكل من يكتب عنه بحب وقناعة بعيداً عن التكسب والركض وراء أضواء الشهرة الزائفة، مؤكداً أن المشهد العربي بشكل عام لا يخلو من هذه الممارسات اللا أخلاقية، ومن تجار الكلمة ذوي الضمائر الملوثة، لافتاً إلى أنه يعرف أسماء كثيرة وشهيرة بسبب كُتب ودراسات ورسائل جامعية ألّفت عن تجاربهم الشعرية الهشة أو الأدبية الفارغة، مشيراً إلى أن الزبد سيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في وجدان الناس الأسوياء.

وتؤكد الدكتورة عبير شرارة أن التحديات التي تواجه الأعمال الإبداعية الفنية كثيرة، ومنها إيجاد التوازن بين القيمة التجارية من جهة، وجوهر الأصالة من جهة أخرى، بحيث لا تفقد الثقافة هويتها الحقيقية، وقالت شرارة: «أرفض رفضاً قاطعاً أن أدفع الأموال للحصول على تقييم في غير موضعه، وترى أن بعض النقاد ربما يضطرون في بعض الأحيان للسير مع التيار بما يتناسب مع التغييرات الاقتصادية أو الشركات المهيمنة، إلا أن الكتابة الجيدة، والسمعة الحسنة، والثقة بين المبدع والجمهور، تفرض نفسها أولاً وأخيراً، وعدّت آليات التسويق للأعمال الإبداعية حاجة ملحّة خصوصاً في عصر السرعة، ما يغدو دافعاً إضافياً للتعبير بطرق جديدة ومبتكرة، مضيفةً بأن الجدل مستمر حول حاجة السوق وما يراه المبدع مناسباً ما يوقع في حالة من الإرباك والتخبط، مؤملة أن تحسم الأعوام القادمة الجدل، لنعرف ماذا يريد السوق منا؟

فيما أكد الشاعر حسن القرني أنه سمع بذلك ولم يخض التجربة، وقال أحتاج إلى وقت وربما عمر لأصدّق ذلك.

وأضاف؛ لا أدري.. لعل ذلك يعكس الفراغ الكبير الذي يسكن الأدب بمفهومه العام، وربما تغدو هذه الممارسة مع الوقت أمراً عادياً، بحكم تسليع الحراك الأدبي بالعموم ورسملته، لافتاً إلى أن حضور مناسبة أدبية يفرض عليك أن تدفع ثمن الكرسي وفنجان القهوة وعلبة الماء؛ لأن الحالة كلها عبارة عن (بزنس). وأكد أنه لم يكتب أحد من النقاد عن تجربته، عدا مقال هنا وآخر هناك من الأساتذة النقاد الأصدقاء، لافتاً إلى أن أعلامنا الكبار لا يزالوان واقفين على تجارب عاصروها من أدباء متوفين، ولم يتعب أحد نفسه لقراءة تجربة لم يكتب عنها أحد؛ لأنها لا تضيف لمسيرته شيئاً حسب دوافعه ومكانته؛ أو أنه ينتظر مقابلاً؛ من يدري؟ كما قال.

حروف ترتدي كرفتة وناقد «يحب الخِفّيَة» !

استعاد الناقد الدكتور يحيى عبداللطيف المثل القائل (الرزق يحب الخفّيَة)، والخفيّة هي المقابل لما يقال في لهجتنا (خف نفسك) ويقصد بها سرعة الإنجاز والمرونة، ويبدو لي أن هذا المثل ينسحب على الحياة الثقافية، فالشاعر وأخوه الناقد (عاوزين يأكلون عيش)، ومن الذي لا يريد أن يأكل عيش وحلاوة ؟

وتساءل: لماذا خصصت الناقد تحديداًص؟ ويجيب: لأنه هو الذي يغرق سوق الكتاب بدراسات الهدف منها أكل العيش، فهناك نقّاد تكتب تلميعاً مدفوع الأجر، وهناك نقاد يكتبون دراسات عن أدباء لهم وجاهة ومركز، كأن يكون مسؤولاً في مؤسسة ما، فلعل حظوة تناله من هناك وهناك.

وأضاف؛ أذكر مرة قرأت عنوان دراسة (دلالة حروف الجر في شعر فلان – مقاربة أسلوبية) صرخت: وهل حروف الجر عند فلان تختلف دلالاتها عن حروف الجر في أي نص أدبي، هل هي حروف ترتدي الكرفتة مثلا وتخلصت من (عقدة الجر)، أم أن وراء الأكمة ما وراءها و(بلاش استعباط) !

وأبدى دهشة أن الشاعر المدروس فتى لم يشتدّ عوده، ولم تتجاوز تجربته السائد بما يميزها، شاعر كغيره، لكن موقعه ليس كغيره! وقال: صدقوني أن بعض الدراسات النقدية أصبحت أسهل من (سلق البيض)، فلقد جربت أن أكتب عن شعراء اشتهروا برداءة شعرهم مقالات نقدية، ونجحت، وعرفت أن المسألة لا ضابطة لها، مثلاً سأكتب تهويماً نقدياً على بيت اشتهر بالرداءة لابن سودون وهو شاعر من القرن التاسع الهجري عرف برداءة شعره:

يقول الشاعر العظيم ابن سودون:

كأننا والماء من حولنا – قوم جلوس حولهم ماء

وأقول: «هذا البيت يشير إلى القلق الوجودي العميق المتمثل في الماء بوصفه علامة سيميائية، وتكررت دلالة (حول) في تأكيد على الارتباط بين الأنا الجماعية والظواهر الطبيعية». والماء الأولى هي ماء الحياة، أما الماء الثانية هي ماء مجازية يقصد بها ماء اللذة، والبيت في مطلعه يؤكد على الالتحام بدلالة الضمير المتصل (نا)، لكن في الشطر الثاني خاطب الذات الجماعية بأسلوب الغائب وقال (قوم)، مما يدل على الانقلاب على الجماعة والتفرد بالنظرة الذاتية.

انتهى التهريج، لكن فتش في ما يطبع من كتب نقدية ستجد كلاماً مشابهاً عن شعراء أضعف من ابن سودون، وفتش وستجد أكثر مما قلت.

Continue Reading

ثقافة وفن

مطلق الذيابي «سمير الوادي».. قبيلة من الحناجر والمواهب

من يتأمل سيرة مطلق الذيابي، الشهير بـ(سمير الوادي)، لا يقرأ تاريخ رجل فنيّ فحسب، بل يستعرض نشيداً من ذهبٍ خالص،

من يتأمل سيرة مطلق الذيابي، الشهير بـ(سمير الوادي)، لا يقرأ تاريخ رجل فنيّ فحسب، بل يستعرض نشيداً من ذهبٍ خالص، نُقشت حروفه بأوتار من شعور، وصيغت جمله بصوتٍ ينتمي إلى الزمن النقيّ، ذلك الزمن الذي كانت فيه الموهبة وحدها كافية لصنع الخلود.

لا تأتي فرادة هذا الرجل من موهبة مفردة يمكن الإمساك بها أو تقييدها في تصنيف، بل من طاقةٍ إبداعية مشبعة بالثقافة والذائقة والصدق، تنبض في كل اتجاه. فهو لا يُختصر في صفة، ولا يُؤطر في مجال، لأنه حالة تجاوزت مفردات المهنة لتلامس جوهر الفن. الشاعر المرهف، المذيع الجهوري، الملحن الشفيف، المطرب العذب، والكاتب الناقد.. كلها وجوه لرجل واحد، لكن كل وجه فيها كان يبدو وكأنه فنّ مستقلّ بحد ذاته.

حين أطلّ مطلق الذيابي، على الأثير، بدا وكأنّ الإذاعة تكتشف صوتها الحقيقي. خامته الصوتية لم تكن استعراضاً للطبقات، بل معبراً لحكايةٍ أكبر من الصوت ذاته. وحين غنّى، بدا كمن ينسج لحناً من ذاكرة البادية، ومن لهفة العاشق، ومن جمال الموروث الذي قرأه بوعي الشاعر وأدّاه بروح الفنان.

في مسرح التأثير، لا يطال المجد أولئك الذين يكتفون بأن يكونوا مكرّرين لصدى، أو ظلًّا لشهرة، بل أولئك الذين يخلقون حضورهم من مادة ذاتهم، وينحتون أثرهم بأسلوب لا يتقنه سواهم. ومطلق الذيابي، أو (سمير الوادي) كما اختار أن يُعرف في الساحة الفنية، لم يكن مجرد اسم عابر في دفاتر الغناء أو دفاتر الإذاعة أو دفاتر الشعر، بل كان حالة نادرة يتعذر اختزالها في عنوان واحد.

كان التأثير عنده لا يُصطنع، ولا يُستجدى، بل ينبثق من فرادة الموهبة واتساع المدارك. لم يأتِ التألق من احتراف الغناء وحده، ولا من براعة الكتابة فقط، ولا من تميزه الإذاعي، بل من هذه الفسيفساء التي تكوّنت في داخله؛ إذ اجتمع الأديب والموسيقي والمطرب والمذيع في جسد رجلٍ واحد، لكنه ظلّ يُغني وكأنه قبيلة من الحناجر، ويكتب وكأن الحرف لم يُخلق إلا ليستجيب له، ويتحدث كأن صوته هو المدى.

ولد في عمّان، لكنه حمل صوته إلى مكة المكرمة، ومنها إلى أثير المملكة كلها، ومن ثم إلى ذاكرة الخليج.

تأثر بمحمد عبدالوهاب، لكنه لم يكن صدى له، بل طوّر حسه الموسيقي بمنطق الباحث عن هوية، لا بمنطق المقلد لأثر. حين سُئل عبدالوهاب عن صوته قال: «أحب أن ألحّن له… صوته فيه حرارة ونبرة جديدة»، وهي شهادة كافية لنعرف كم كان مطلق استثناءً في زمنٍ لم يكن التميز فيه ترفًا، بل معركة وجود.

ولم يكن حضوره الإعلامي أقل بريقاً من حضوره الفني، ففي إذاعة جدة التي كانت آنذاك مصنعاً للأصوات والخطاب، كان صوت الذيابي أشبه بماءٍ يتدفق عبر الأثير. رخامة صوته لم تكن مجرد خامة، بل كانت أداة للإقناع، وشاعريته لم تكن زينة لغوية، بل مدخلاً للنفاذ إلى الوجدان.

أما أثره اليوم، فإنه لا يُقاس بعدد الأغاني المتداولة، بل بعمق الاسم في الذاكرة الثقافية. في زمن كثرت فيه الأصوات وتباينت فيه المقامات، يظل اسم “سمير الوادي” يُذكر بهيبة الرائد، وبدفء المبتكر، وبدقّة الفنان الذي لم يترك في عمله مكانًا للصدفة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

«تخيّل».. بقيت حية 40 عاماً تحت ركام عبدالمجيد !

في مساحةٍ ما بين الشجن والتأمل، تقف الأغاني الخالدة مثل «تخيّل» للفنان عبدالمجيد عبدالله، كدليل حيّ على أن بعض

في مساحةٍ ما بين الشجن والتأمل، تقف الأغاني الخالدة مثل «تخيّل» للفنان عبدالمجيد عبدالله، كدليل حيّ على أن بعض الأعمال تُخلق لتبقى، لا تقاس بحجم انتشارها اللحظي، بل بمدى قدرتها على الاستمرار في ملامسة الإنسان، بعد مرور الزمن وتبدل الأذواق.

«تخيّل»، كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن، ولحن الموسيقار سراج عمر، ليست أغنية عابرة، بل تجربة شعورية متكاملة. قصيدة مغلّفة بالهدوء الداخلي، والمساءات الطويلة، والمراجعة الذاتية الصامتة. لحنها لا يتوسل الإثارة، ولا يفرض حضوره بقوة الآلات، بل يتسلل برهافة، كمن يختبر أثر الكلمة حين تُقال بصوتٍ خفيض. وهذا، بحد ذاته، سر من أسرار بقائها.

حين غناها عبدالمجيد عبدالله في بداياته، بعد عودته من القاهرة وعمله مع سامي إحسان، في ألبوم «سيد أهلي» 1984م، لم تكن «تخيّل» هي الأغنية الأشهر، ولا بطاقة دخوله إلى جمهور عريض، كانت خياراً شعرياً موسيقياً ناضجاً يشي بوعي فني مبكر، وارتباط عاطفي بالنصوص العميقة، وهي من الأعمال التي لم تُسلّط عليها الأضواء حينها كما سُلّطت على أعماله الأخرى، مثل «سيد أهلي»، و«علمتني»، و«انتظروني»، وغيرها.

ومع ذلك، فإن الزمن وحده كفيل بإعادة ترتيب الأهمية. والدليل هو ما نشهده اليوم من عودة «تخيّل» إلى التداول بكثافة في أوساط جيل لم يعش لحظة ولادتها. لم تعد الأغنية محصورة في الذاكرة القديمة، بل تحولت إلى عمل حي، يُكتشف من جديد بفضول صادق، كما لو أن المستمعين يتذوقونها للمرة الأولى، بعيداً عن أي مؤثرات إعلامية أو ترويجية.

هذا الشكل من العودة، بعيداً عن الطفرة الفايروسية التي تصنعها أحياناً وسائل التواصل، يعكس قيمة فنية لا ترتبط بالمناسبة بل بالمحتوى. فـ«تخيّل» تُطرح اليوم وكأنها صُنعت لهذا الجيل، بصياغتها النفسية ولغتها الرصينة وأداء عبدالمجيد الذي لم يكن يبالغ، بل كان يستسلم للمفردة ويمنحها مساحتها للتعبير.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

السينما العربية تنافس في «كان» بـ 3 أفلام

كشف مهرجان كان السينمائي الدولي تفاصيل دورته الـ78، في مؤتمر صحفي عُقد صباح اليوم (الخميس) في باريس، قائمة الأفلام

كشف مهرجان كان السينمائي الدولي تفاصيل دورته الـ78، في مؤتمر صحفي عُقد صباح اليوم (الخميس) في باريس، قائمة الأفلام المشاركة في المهرجان، وذلك بحضور مديره العام تييري فريمو ورئيسة المهرجان إيريس كنوبلوخ.

ويشهد مهرجان كان الذي ينطلق في الفترة من 13 إلى 24 مايو القادم، اختلافاً بعودة أسماء ونجوم عالمية بارزة في المسابقة الرسمية، ومن بينهم ويس أندرسون، ريتشارد لينكليتر، آري أستر، جوليا دوكورناو، وكيلي ريتشاردت، حيث يتنافسون بأعمالهم الجديدة على جائزة السعفة الذهبية.

وتشارك السينما العربية في الأقسام الرسمية بـ3 أفلام، وهي: The Eagles of the Republic أو «نسر الجمهورية» للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح، وتشارك مصر بفيلم «عائشة لا تعرف الطيران» للمخرج المصري مراد مصطفى في قسم «نظرة ما»، وفي نفس القسم تشارك فلسطين بفيلم «حدث ذات مرة في غزة» للمخرجين الفلسطينيين طرزان وعراب نصار.

واختارت إدارة المهرجان فيلم «Leave One Day» للمخرجة الفرنسية أميلي بونان، في افتتاح الدورة الـ78.

وكشف المدير العام لمهرجان كان السينمائي تييري فريمو، عن تلقي هذا العام عددًا قياسيًا من طلبات المشاركة بلغ 2,909 أفلام ضمن عملية الاختيار، وهو رقم يعكس الزخم الكبير الذي تحظى به هذه الدورة، ومن المتوقع إضافة أفلام أخرى في الأيام القادمة ضمن مختلف أقسام المهرجان.

وتضم قائمة الأفلام المختارة مخرجين بارزين بينهم الأمريكي ويس أندرسون بفيلم «The Phoenician Scheme»، وريتشارد لينكليتر بفيلم «Nouvelle Vague»، ويواكيم ترير بفيلم «Sentimental Value»، والإيراني جعفر بناهي بفيلم «In Simple Accident»، والإسبانية كارلا سيمون بفيلم «Romeria»، والأمريكية كيلي رايشارد بفيلم «The Mastermind».

أخبار ذات صلة

كما يمثل المخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح السينما العربية بفيلم «The Eagles of the Republic»، ويشارك الفرنسي دومينيك مول بفيلم «Dossier 137»، والبرازيلي كليبر مندونسا فيليو بفيلم «The Secret Agent»، وتشمل القائمة فيلم «Fuori» من إيطاليا لماريو مارتوني، و«Two Prosecutors» من أوكرانيا للمخرج سيرجي لوزنيتسا، و«Sirat» للمخرج الإسباني أوليفر لاكس بالشراكة مع المغرب وفرنسا، و«La Petite Dernière» للمخرجة الفرنسية الجزائرية حفصة حرزي، و«The History of Sound» للجنوب أفريقي أوليفر هيرمانوس.

وتشارك بلجيكا بفيلم «Young Mothers»، ويشارك الأمريكي آري آستر بفيلم «Eddington»، إلى جانب اليابانية تشيي هاياكاوا بفيلم «Renoir»، والفرنسية جولي دوكورنو بفيلم «Alpha»، بالإضافة إلى فيلم «Leave One Day» لأميلي بونان.

بينما شهد قسم «نظرة ما» عدداً من الأفلام، من بينهم فيلم «The Mysterious Gaze of the Flamingo» من تشيلي للمخرج دييجو سيبيديس، و«My Father’s Shadow» للبريطاني النيجيري أكينولا ديفيز جونيور، و«Urchin» للبريطاني هاريس ديكنسون، ويشهد هذا القسم أولى تجارب الإخراج للنجمة الأميركية سكارليت جوهانسون في فيلم «Eleanor the Great».

ويشارك أيضًا فيلم «Once Upon A Time in Gaza» من إخراج طرزان وعراب نصار من فلسطين، وفيلم «Aisha Can’t Fly Away» للمخرج المصري مراد مصطفى، وفيلم «Meteors» للمخرج الفرنسي هوبرت شارويل، و«Pillion» للبريطاني هاري لايتون.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .