Connect with us

ثقافة وفن

«الهايكو» يستعيد جدل التفعيلة وقصيدة النثر

لا تهدأ الساحة الثقافية في السعودية عن الجدل في شكل الكتابة، فبعد صولات وجولات مع الحداثة، وقصيدة التفعيلة، وما

لا تهدأ الساحة الثقافية في السعودية عن الجدل في شكل الكتابة، فبعد صولات وجولات مع الحداثة، وقصيدة التفعيلة، وما دار في الشهور الماضية حول قصيدة النثر التي يراها كاتبها وكثير من قرائها والمعجبين بها إضافة، فيما يراها المعارض لوجودها والمتعصّب للقصيدة العربية التناظرية، دخيلة على الأدب العربي، وبما أنّ هذا المشهد حيّ، فيبدو أنّنا في السعودية مقبلون على اختلاف جديد هذه المرّة ليس على شكل الكتابة، وإنما على اسمها، فمنذ اللحظات الأولى التي برز فيها اسم قصيدة (الهايكو) في المشهد الثقافي في السعودية والأسئلة لا تكاد تتوقف عن الاسم، وعدد مقاطعها، وأبرز كتّابها.

ومع النشاط الملحوظ للدكتور أحمد يحيى القيسي في التنظير لهذا الفنّ، والتعريف به، وتقديم نماذج عربيّة وعالميّة بارزة فيه، كثرت الأسئلة، واختُلف حولها.

شجيرة غريبة تحرقها شمس الصحراء

فقد أرجع الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد ما وصفه بـ«التنادي» إلى تسمية الومضة الشعرية «هايكو» اجتلاباً لاسم أجنبي، وإسباغه على نتاج مستقرّ من قبل. وأضاف الرشيد في تعليقه على ما يسمّى (الهايكو) في الشعر، يسمى الومضة الشعرية المكثّفة، وقد تسمى قصيدة قصيرة، أو قصيدةَ التوقيع. ‏وأضاف: في أواخر القرن المنصرم نُودي بتكثيف الشعر، وتجنُّب تطويل القصائد، وعُدّ الإبداع في الومض والإشارة الموجزة دليلاً على الشاعرية، ‏وقَرَن من دعوا إلى ذلك ما يريدون بما عند الأمم الأخرى، كالأفوغرام عند اليونان، والدوبيت عند الفرس، والسونيت عند الفرنسيين، وقرنها بعضهم بمصطلحات البيت المفرد، والنُّتفة والقطعة عند العرب، ‏وعليه فثَمّ إدراكٌ بيّنٌ لهيئة قصيدة موجزة، في إيقاع تناظري، أو تفعيلي، ‏وظهر أثر تلك الدعوات في نتاج ثلة من الشعراء، سواء منهم من التزم الإيقاع المأثور، ومن جنح إلى التفعيلة.‏

وأكد الرشيد أنّ الاسم الجديد لا تأثير له في الصياغة ولا في المعاني ولا في مقدار التكثيف الفني، حتى لو زُعم التجديد في المقاطع وفي عددها.

‏وتساءل الرشيد: ‏هل نتصوّر أن ينشأ جيل في اليابان ينشئ شعراً باليابانية يسميه (النتفة) أو أن يكتب الرجَز مثلاً؟ أو أن يصوغ شعراً بتلك اللغة على البحور الخليلية؟

‏وأجاب: هذا بعيد، ولو كتبوا ما يضاهيها فلن يسموها إلا باسم ياباني (قُحّ).

‏إذن لماذا يُشاع فينا مصطلح (الهايكو)؟ وما الحاجة إليه؟

‏أوليس عندنا ما يشابهه؟

‏أليس مصطلحا (النتفة) و(الومضة الشعرية) كافييْن؟

‏ولو لم نجد ما يشابهه عندنا، فهل نعجز عن ابتكار اسم عربي له؟

‏وخلص الرشيد إلى أنّ ما يسمى (الهايكو العربي) شُجيرة غريبة سوف تحرقها شمس الصحراء العربية.

فنّ جديد على القارئ العربي رئيس (نادي الهايكو السعودي) الدكتور أحمد القيسي رحّب بتساؤلات الرشيد، وأضاف: هذا النقاش قد يكون فيه توضيح لبعض اللبس، والإشكالات في التمييز بين (الهايكو) وبقية الأشكال الأدبية الوجيزة. وأكد القيسي أنّ هذه التساؤلات تثار في معظم الأمسيات وبعضها يأتي من قبل الحاضرين، وهي تساؤلات مشروعة، للوقوف على الحدود الدقيقة لهذا الفن الجديد على القارئ العربي. ونفى القيسي أن يكون (الهايكو) وجها آخر للومضة، ولا يمكنه أن يكون كذلك، فقد ظهر بصيغته المتعارف عليها، وبالاسم نفسه، في القرن السابع عشر في اليابان، أي قبل أن يألف أدبنا العربي مصطلح الومضة الشعرية.

«الهايكو» نصّ عالمي

(الهايكو) كما قال القيسي لم يعد نصّاً يابانياً كما يشاع، فمنذ بدايات القرن العشرين أصبح فنّاً شعريّاً عالمياً، وله في معظم الآداب مبدعون وجمهور، ونحن جزء من هذا العالم، لذا فإن تبيئته في الأدب العربي تُحسب للعربية لا عليها؛ فاللغة الحية مواكبة، وتتسع لكل جديد.

ولفت القيسي إلى أنّ تسمية هذا الفن انتقلت معه من مصدره الأول (اليابان) إلى بقية الآداب دون مساس بها، فلم تتغير لا في الأدب الإنجليزي، ولا الفرنسي، ولا الإيطالي، ولا الأفريقي، ولا الفارسي، ولا غيرها، لذلك أبقى منظّروه العرب على هذه التسمية، وإن حاول بعضهم سكّ مصطلح عربي، مثل مصطلح (الهكيدة) الذي لم يستسغه أحد، ومصطلح (التصويرة) الذي ما زال على طاولة النقاش.

‏وتساءل القيسي: ما الذي سيتغير بتغير التسمية؟

لا يوجد تقاطع مع الومضة

أشار القيسي إلى أنّه لا يوجد تقاطع بين (الهايكو) و(الومضة الشعرية)، ولا مع سائر أنواع الوجيز إلا في (الاختزال)، فالتعبير في الومضة مفتوح على مصراعيه. أما (الهايكو) فله خصائصه الصارمة التي لا يقبل تجاوزها، ويمكن أن أشبه صرامته بصرامة القصيدة الخليلية التي تلتزم بنظام عروضي لا يمكن الخروج عليه، فـ(الهايكو) له عدة مقومات متفق عليها عالميّاً، ويَلزم تحققها مجتمعة في النص، ومنها: (المشهدية) والمشهد في (الهايكو) لا بد أن يكون حقيقيّاً، فهو عبارة عن صورة حسية ملتقطة من الواقعِ المعاش للشاعر (الطبيعة/‏مظاهر الحياة اليومية)، ولابد أن يكون بسيطاً لا يرقى لمستوى (الحدث) القصصي الذي يتضمن تحولاً في الذات أو الموضوع، وعليه فإن نص (الهايكو) يرفض الصور الخيالية التي لا تتحقق، كما يرفض أنسنة الأشياء، إلاّ ما جاء منهما على سبيل الترائي (وله صيغته)، وكذلك يتجنب التعبير المجازي. فهو نص مباشر.

أما (الاختزال) في (الهايكو) فيختلف عن الاختزال في الومضة وغيرها من الأشكال الوجيزة، فـ(الهايكو) يفرض صياغة دقيقة لا يمكن الإخلال بها، إذ يتألف نصه من ثلاثة أسطر، وبضع كلمات. ولكلّ سطر مهمته التي يضيق المقام لشرحها، أما بقية الأشكال الوجيزة فشرط الاختزال فيها غير مقيد.

«الهايكو» نصّ آنيّ

‏ الدكتور عبدالله الغذامي، من جانبه، أكّد ‏أنّ هذا التفاعل حميد، ويقابله تجاوب واعٍ وحكيم، ورأى أنّ من حمل قضية فسيلاقي ردود فعل أفضلها المتسائل، ‏وتعامل صاحب القضية هو البرهان على نجاعة عتاده ومتانة وعيه. وطالب الدكتور الغذامي بأن يأخذ هذا الحوار مداه ولا يكل، وما دام الموضوع مادة جدل، فهو موضوع حيوي وحجته فيه.

تفاعل حميد وتجاوب واعٍ

لفت القيسي إلى أنّ (الهايكو) نص (آني) يعبر عن اللحظة الراهنة التي نقول عنها «الآن»، فالشاعر يتجنب الحديث عن الماضي والذكريات، وكذلك التنبؤ بالمستقبل. ومن اشتراطاته أيضاً (التنحي)، أي البعد عن الذاتية التي تغرق فيها كثير من نصوص (الومضة).

كما أنّ «الهايكو» نص غير مؤدلج، يتحاشى شاعره التعبير عن أي موقف سياسي أو ديني أو حزبي أو مذهبي، أو عرقي، فكل نص بمقدوره أن يعبُر إلى كل الثقافات الأخرى دون أية عراقيل أيديولوجية.

وأكد القيسي أنّ في التجربة العربية نماذج مشوهة، استسهلت كتابة (الهايكو) دون وعي لمقوماته، وهي التي أورثت هذا الانطباع السلبي لدى أغلب من يتهجم عليه، ولكن في المقابل برزت أسماء ونصوص تستحق الإشادة. وأضاف: «(الهايكو) باختصار هو شكل تعبيري مغاير لما ألفناه في أدبنا من حيث صياغته، ومن حيث تناوله للأفكار، والتعبير عنها، وقد وجد طريقه إلى شريحة من جمهور الأدب في أنحاء العالم، فهو بذلك إضافة حميدة إلى قائمة الأجناس المعروفة في الأدبي العربي، أما مستقبل (الهايكو) فمرده إلى الزمن، والتنبؤ به في هذا الوقت مجازفة. فقد اندثرت فنون عربية جميلة، كان لها أثرها وصداها في العصور الماضية، كالموشحات، والمقامات».

Continue Reading

ثقافة وفن

«المصورين الصحفيين»: نطالب بالتحقيق مع الفنانة آية سماحة وزوجها

أصدرت شعبة المصورين الصحفيين بنقابة الصحفيين بيانا رسميا، أعلن أعضاؤها من خلاله استنكارهم الكامل للتجاوزات غير

أصدرت شعبة المصورين الصحفيين بنقابة الصحفيين بيانا رسميا، أعلن أعضاؤها من خلاله استنكارهم الكامل للتجاوزات غير المقبولة التي صدرت عن المخرج والمنتج محمد السباعي، وزوجته الفنانة آية سماحة، تجاه عدد من المصورين الصحفيين أثناء تأدية عملهم، في تغطية عزاء وجنازة الفنان الراحل سليمان عيد، معتبرين ما بدر من «سباعي» و«سماحة» من إهانات لفظية صريحة، ويتضمن بعضها ألفاظًا خادشة ومهينة، عبر منصات التواصل الاجتماعي، يُعد اعتداءً مباشرًا على كرامة المهنة الصحفية والدور الذي تقوم به في توثيق الأحداث ونقل الصورة كما هي.

وجاء بالبيان الذي أصدرته شعبة المصورين بنقابة الصحفيين: «نحن نعمل في الشارع، وسط الزحام والخطر، نمارس مهنتنا بمهنية وكرامة، نحترم من نصوره ونتعامل مع الفنانين كطرف شريك في صناعة الصورة، لا كخصم أو عدو. لكن أن نُقابل بالإهانة والتقليل والتجريح؟، فهذا ما لا نقبله، ولن نصمت حياله».

وطالب المصورون الصحفيون من نقابة المهن التمثيلية، برئاسة الدكتور أشرف زكي بفتح تحقيق رسمي فيما بدر من الفنانة آية سماحة، واتخاذ موقف واضح تجاه هذا السلوك غير المهني، والمطالبة باعتذار علني يحفظ كرامة المصورين الصحفيين.

وأضاف البيان: «ثانيًا نقابة المهن السينمائية، برئاسة مسعد فودة، بالتحقيق فيما صدر عن المخرج محمد السباعي، واتخاذ ما يلزم من إجراءات تحفظ العلاقة المهنية بين العاملين في الحقلين الفني والصحفي».

أخبار ذات صلة

واختتم البيان: «كما ندعو جميع الزملاء والزميلات في الوسط الصحفي والإعلامي إلى التضامن معنا، ورفض التطبيع مع أي شكل من أشكال الإهانة أو التحقير من عمل المصورين الصحفيين، لأن احترام الصورة يبدأ باحترام من يصنعها، كرامة المصور خط أحمر، واحترام الصحافة مش اختياري».

وكان المخرج محمد السباعي نشر صورا للمصورين من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد، معلقا بألفاظ حملت إساءات لهم، وأيدته زوجته الفنانة آية سماحة من خلال تعليق لها عبر المنشور.

Continue Reading

ثقافة وفن

بمشاركة 35 دولة.. «مسقط للكتاب» يستضيف «الأيام الثقافية السعودية»

يستضيف معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين الذي ينطلق الخميس القادم، شعار «التنوّع الثقافي ثراء

وينطلق المعرض في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، حاشداً 211 فعالية ثقافية، بحسب مدير المعرض، أحمد بن سعود الرواحي، الذي وزّع خريطة الفعاليات على 84 جلسة حوارية ونقاشية، و15محاضرة ثقافية، و13 أمسية شعرية، و23 ندوة فكرية وأدبية، وأربع فقرات موسيقية، وثماني ورش عمل، وأربعة تكريمات لكتّاب ومثقفين، و16 حفل إطلاق كتاب، فضلاً عن 44 فعالية فنية في «ردهة الفنون».

تشارك في المعرض 674 دار نشر من 35 دولة، تعرض أكثر من 680 ألف عنوان بلغات عدّة.

أخبار ذات صلة

وتحلّ محافظة «شمال الشرقية»، ضيف شرف المعرض، اتباعاً للتقليد السنوي، باختيار إحدى محافظات السلطنة، للتعريف بطابعها الثقافي وإرثها الحضاري ورموزها البارزة.

من بين تلك الفعاليات ندوة حول الروائي العُماني الراحل زهران الغافري، وجلسة حوارية حول «تحويل الروايات العُمانية إلى أفلام سينمائية»، وفعالية بعنوان «شعراء من أميركا اللاتينية»، وأخرى حول الترجمة الألمانية لرواية «أجرام سماوية» للروائية العُمانية جوخة الحارثي.

Continue Reading

ثقافة وفن

«شباب البومب 2» في الصدارة.. 15.5 مليون إيرادات 46 فيلماً في شباك التذاكر السعودي

كشفت هيئة الأفلام السعودية حجم الإيرادات التي حققتها صالات السينما الأسبوع الثالث من شهر أبريل الجاري.

وأوضحت

كشفت هيئة الأفلام السعودية حجم الإيرادات التي حققتها صالات السينما الأسبوع الثالث من شهر أبريل الجاري.

وأوضحت الهيئة أن شباك التذاكر حقق طوال الأسبوع الماضي نحو 15.5 مليون ريال، بمبيعات تجاوزت 309.6 ألف تذكرة؛ حيث يتنافس 46 فيلماً متنوعاً.

فيما يواصل فيلم «شباب البومب 2» صدارة قائمة الإيرادات؛ مُحققاً 2.8 مليون ريال، مقابل 64.9 ألف تذكرة مبيعة؛ ليبلغ إجمالي ما حققه طوال الشهر الماضي 21.4 مليون ريال، لـ458 ألف تذكرة.

وفيلم «شباب البومب 2» هو مزيج من الكوميديا والإثارة والأكشن، بطولة: فيصل العيسى، محمد الدوسري، عبدالعزيز الفريحي، سلمان المقيطيب، مهند الجميلي، عبد العزيز برناوي، فيصل المسيعيد. والعمل تأليف عبد الله الوليدي، وأحمد الزهراني، وإخراج حازم فودة.

وجاء في المركز الثاني فيلم A Working Man، بعدما حقق طوال الأسبوع الماضي 2.4 مليون ريال، مقابل 45.7 ألف تذكرة؛ ليصل إجمالي ما حققه في شباك التذاكر السعودي منذ طرحه قبل شهر تقريباً، نحو 15.1 مليون ريال، لـ272.7 ألف تذكرة.

أخبار ذات صلة

الفيلم بطولة: جيسون ستاثام، جيسون فليمينغ، ميراب نينيدزي، ماكسيميليان أوسينسكي، كوكاي فالكو، نوميمي جونزاليس، أريانا ريفاس، إيميت جيه سكانلان، إيف ماورو، وإخراج ديفيد آير. ويُجسد جيسون ستاثام خلال أحداث الفيلم شخصية «ليفون كيد» الجندي السابق في القوات الخاصة، والذي يعمل في البناء ويواجه تجار البشر بعد اختطاف ابنة رئيسه في العمل.

وذهب المركز الثالث إلى فيلم A minecraft movie، والذي حقق خلال الأسبوع الماضي 2.2 مليون ريال، مقابل 48.9 ألف تذكرة مباعة؛ ليصل إجمالي ما حققه على مدار ثلاثة أسابيع الماضية نحو 14.1 مليون ريال، لـ290.1 ألف تذكرة.

وفي أول أسبوع له بدور العرض السعودية، جاء فيلم «إسعاف» في المركز الرابع؛ حيث حقق 1.8 مليون ريال، مقابل 32.5 ألف تذكرة مباعة، وهو بطولة: إبراهيم الحجاج، محمد القحطاني، فيصل الدوخي، فهد البتيري، نيرمين محسن، مطلق مطر، مهند الصالح، سعيد صالح، مهدي الناصر، حسن عسيري، علي إبراهيم، أحمد فهمي، لطيفة المجرن، ومن إخراج البريطاني كولين توج.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .