«المناخ المتطرف يضرب بقوة».. يتعلق الأمر هنا بعنوان ورد في إحدى الصحف العربية ( ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢)، استوقفني فعل الانزياح، وفعل التسمية (التعيين). «المناخ المتطرف»: زحزحت الفاعل البشري الذي اعتاد المتلقي على وجوده خلف فعل (التطرف) إلى الفاعل غير البشري، لافت للغاية. (المناخ) يتماهى مع ممارسات الإنسان (المتوحشة). فعل «التفريغ والتعبئة» على مستوى التسمية يحمل غايات دلالية كبيرة. يقول لنا العنوان؛ يفعل (المناخ) فعل البشر: يمارس الإرهاب والترويع بمنتهى القسوة. «المناخ المتطرف يضرب بقوة». أفعال (التطرف) و(الضرب) و (القوة) هي أفعال وتسميات (تعيينية) ارتبطت بأحداث إرهابية كبرى في العقود الأخيرة. تكمن خطورة هذا النوع من الخطابات على مستوى «الأخلاقيات اللغوية» في أنها -عبر استعمالها لمصطلحات وتسميات ارتبطت بفعل التوحش البشري وفي سياقات عانت منها البشرية- قادرة على أن تسبب حالة من الخلط بين الفاعل البشري الذي سيتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعال (التطرف والضرب بقوة)، وبين فعل الطبيعة (الخالق) التي لا يتحمل الإنسان أية مسؤولية عن وقوعها.