Connect with us

ثقافة وفن

الفنتازيا والتجريب في قصص آل عامر

القاص حسن آل عامر الألمعي، من مواليد رجال ألمع 1974م، قاص وكاتب في الصحافة، نشر عددًا من قصصه في الصحف المحلية، حصل

القاص حسن آل عامر الألمعي، من مواليد رجال ألمع 1974م، قاص وكاتب في الصحافة، نشر عددًا من قصصه في الصحف المحلية، حصل على جائزة أبها للثقافة عن القصة القصيرة عام 2005م، صدرت له ثلاث مجموعات «المتشظي» عام 2002م، و«نصف لسان» عام 2005م، والمجموعة الأخيرة «بقايا وجه» الصادرة عن نادي أبها الأدبي ومؤسسة الانتشار العربي عام 2021م.

المجموعة الأولى «المتشظي» وبرأي كاتبها كانت تمرينًا على الكتابة، ومدخله إلى القصة القصيرة، حتى بدأ يتمكَّن من الكتابة في مجموعته الثانية «نصف لسان» التي امتلك فيها أدواته السردية، حتى اقترب من تخوم الرواية في قصة من قصصها هي قصة «البصمة»، أما المجموعة الثالثة «بقايا وجه» فقد حلَّق فيها إلى أجواء فانتازية، ورمزية.

مجموعة «نصف لسان» في إطارها العام رحلة في تضاعيف حكاية الإنسان البسيط، والمهمشين من البشر، يسردها الألمعي بأسلوب مكثَّف يستثمر فيه كثيرًا من المقولات القروية، لكنه يتميز بقدرة كبيرة على الوصف الدقيق، والوصف المشهدي تارةً أخرى، فيضع المتلقي في وسط الحدث، بل هو يخاطبه، بلسان الشخصية طبعًا ويشركه معه في الأزمة.

أكتفي ببعض القصص كأمثلة لتميز هذه المجموعة كأنموذج رسمه آل عامر في الانتقال بين وجهات النظر المختلفة لرواية الحدث، فعلى سبيل المثال قصة «الجسر» وهي القصة الأولى في هذه المجموعة، حيرة السارد تنتقل إلى القارئ بكل سلاسة، فالقص يبني علاقة حميمية بينهما:

«… انظروا لـ«أبو أيوب» مساعد «الأمير» الخاص الذي كنَّا نستعطفه لقمةً نستخدمها كمسكن موضعي لغزوات الجوع المتكررة التي لا تفارقنا، ولكن الرد الذي كنا نسمعه دائمًا: أنتم في رباط، ويجب أن تتحملوا الجوع والعطش… لا أظن أنني بحاجة إلى الشرح الممل لما حصل… ولكن سأترك الأمر لكم لتقدروا النتائج» (المجموعة، ص10)

استرجاع البطل الراوي رحلة البحث عن الذات حتى لحظة الاعتقال، لا تختلف عن بقية قصص المجموعة، فالقص يبحث عن الحقيقة في كلٍ. الحقيقة التي لا يُعترف بها غالبًا.

وفي «ثقب ذاكرة» يستمر نسج خيط الشقاء الإنساني، الذي سينتظم عِقدُه مع معظم القصص التالية، وتتميز بروايتها بضمير المخاطب الذي يُعد من أقل الضمائر استخدامًا في القص، أن ينتقل ثقل ضمير المخاطب إلى السرد بدلاً عن الحوار، فإن هذا يعني أننا أصبحنا أمام شكل مختلف من الـ«أنت» لأن قوة الكلام ومصدره ينتقل من الشخصيات المتحاورة إلى الراوي السارد، سواء كان يوجه خطابه إلى نفسه، أو إلى شخصية في القصة، أو إلى القارئ.

«تتمدَّدُ كحزمةِ قش، تتقصفُ بين أيدي أبرع الجراحين. ألا تخجل من نفسك عندما تمتدُ القبلاتُ إلى جبهتِك ولا ترد عليها بومضةِ عين؟ أكثرُ ما يثيرُ غضبي وحزني عليك، هي تلك الحركات إلى اليمين واليسار التي تُصدرها شفاهٌ تقبِّل جبهتك، أتراها تحزن عليك أم تشمتُ فيك؟…» (المجموعة ص22) تبدو هنا سلطة المساءلة والاستجواب، ويشعر القارئ بحضور السارد المسيطر، وعدم مقدرة الطرف الآخر، بل سلبه القدرة على الرد، وهنا بالغ القص في عجزه عن الدفاع عن نفسه، عندما جعله غير قادر على الحركة والنطق أيضًا، في صورةٍ قلّ نظيرُها في هذا النوع من الخطاب.

في قصتَي «السلة» و«مسمار» يبدو تشييء البشر والارتفاع بالجمادات إلى سماوات من التشخيص والأنسنة حتى تتألم سلة النفايات مما يُقذفُ بداخلها، وتكاد تجبرها هذه النفايات على استفراغ محتوياتها، وكأن الجمادات ضاقت مما تلقاه من ظلم البشر بعضهم لبعض.

في قصة السَّلة «بعد أن يمسك برقبتي… يبدأ في قراءة ورقة مقلوبة… لا يستغرق أكثر من دقيقة قبل أن يرمي بها في حلقي، أحسُّ بغُصة صغيرة تنتهي بالتهام الورقة… يلتقط أخرى، يفعل بها مثل الأولى، يعصرهما في بطني بطرف المكنسة الطويلة ذات الشعر الخشن… لا مجال للتنفس… أتلوى من شدة المغص… يبدو أنه لا يجيد سوى جري بأذني اليمنى حتى الحاوية…» (المجموعة ص27-29)

والمسمار الذي يعدُّ من أقل الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية قيمة، لكن ما ظفر به هذا الجسم المعدني الضئيل من الدلالات أكثر بأضعاف من حجمه أو حتى وظيفته، وحين يقال دق المسمار الأخير في نعش هذا الطاغية أو ذلك الجائر فإن هذا المسمار هو بمثابة التوقيع النهائي على نهاية غير سعيدة على الإطلاق، وهناك مثل صيني قديم يقول إن للمسمار رأساً لكن ليس ليفكر به، بل لكي يدق من خلاله. (انظر: ملحق الخليج، المسمار صيني والقشة عربية) لكن مسمار الألمعي يبصر ويتذوق ويتنفس ويتألم: «سجنني في ركنٍ مظلمٍ، يضرب رأسي كلَّ أسبوعٍ بمطرقة، تزيد فترة الحُكم عليَّ أشهرًا أخرى، قميصُه، ملابسُه الداخلية صبغتني برائحته المقززة، حتى لزوجته، أسمعُ تذمرها وأشفق عليها وهي تحاولُ إبعاده… عراك.. عتاب.. شتائم.. كلُّ هذه الأحداث قد تجتمع في لحظات يعقبها سكون يجعلني أرتجف، فأسقط ملابسه النتنة…» (المجموعة، ص85-86)

ومع هذا التشخيص الكامل للمسمار؛ فإن القصة لا تخلو من الإسقاط على قضية اجتماعية مهمة تتمثل في المشجب الذي يحمل عليه الإنسان جميع عيوبه ومشاكله، التي تمثلت هنا بزوج معدم، وزوجة تعاني من نقص في العاطفة، وشح في الغذاء، وفقر في العلاقات الحميمة.

ويلحظ أنّ اللغة في القصتين لا تخرج عن إطار الوصف، الذي يشمل المجموعة كلها، لكنه الوصف المزجي الذي يجمع بين الوصف الظاهري والداخلي معا فهو يجمعهما ويفسر محيطهما، وهو متعلق بالنفس البشرية أكثر؛ وهنا يبدو تشخيص الجمادات أكثر من خلال هذا النوع من الوصف.

مجموعة «نصف لسان» تحمل دلالات كثيرة أبرزها كما أشرت: التسجيل الوصفي بافتراضه الأنسب لاستكناه الحدث ورسم الشخصية، ولا يمكن أن نتجاوز حالة الطرافة أو الغرابة لبعض قصص المجموعة. ففي هذه المحاور الثلاثة رؤية موجزة قد تحدد ما ذهب إليه القاص في مجموعته.

المجموعة الأخيرة «بقايا وجه» تطورت أدوات القاص تطورًا كبيرًا؛ فقصصها تنحو إلى الخط التجريبي والإسقاط على الواقع كذلك، ولكن بلغة رمزية وفانتازية، وأنا أعدُّها قصص حداثية جدًا مع أنها تستفيد من الموروث الثقافي للمكان والقدرة على استحضار التفاصيل الدقيقة فيه. وأعتقد أن القاص انطلق من موروث القرية الحاضر دائمًا في قصصه إلى تلك الفانتازيا التي أصفها بأنها أصيلة، غير مجلوبة من الآخر.

ومن القصص المكثَّفة التي تُقرأ لعدة مرات حتى يستطيع القارئ تأويل رموزها: اللحاف الأبيض، الستار الأخير، ليلة الانسلاخ. وللرمز في هذه القصص قدرة كبيرة على الإيحاء الذي يشير إلى معنى آخر، بل معانٍ عديدة. وفي قصص هذه المجموعة حضر المكان بشكل أكبر، فقد كان لدور المكان وما ارتبط به مثل: البئر، العُشة، الحصيرة، الحوش، العليَّة، حزمة القش، الأثر الواضح في التدليل على بعض المعاني الخفيّة.

ووقفت دلالات المكان في بعض القصص عند مفترق الطرق بين الماضي والحاضر، أو بين اختلاف القيم بينهما.

ومع شغف الكاتب بالقرية، نستطيع أن نقرأ إدانةً لبعض السِّلوكيّات المستهجنة والممجوجة في المجتمع القرويّ في قصة «الساحرة» «كاد الأمرُ يصلُ إلى الكي… لكن الحيْرة كانت في موضع الكيَّة… أحدهم اقترحها وسط الرأس بصفته مصدر التفكير والأوهام… حكاية عشقها لغبار الصيف خانق الأنفاس، أصبحت إحدى أهم المقرمشات التي تتناولها الأفواه بمتعة واضحة، تنتقلُ النكهةُ الخاصة بكل راوٍ عبر الأثير كإشارات «الواي فاي» فتذوب في تجاويف اللسان…» المجموعة، ص9. وتبدو قمة المفارقة بين ثرثرتهم وصمت الزوجين، حيث يتضح في النهاية أنهما مصابان بالصمم وعدم القدرة على النطق كذلك.

أما عن الزمن فكان له دور كبير في الكشف عن المعاني الكامنة وراء السطور من خلال استخدام بعض العناصر كالساعات، أو الدقائق، أو ما يشير إليه مثل غروب الشمس، في صور موغلة في المجاز: «لم تكد معركةُ خيوط الشمس مع ذرات الغبار الكثيف تلملم قتلاها وجرحاها استعدادًا للمبيت» الساحرة، ص11.

و«ذكر الرواةُ المتأخرون أن أبناء العرَّاف مرضوا أسبوعًا… لم تكد الشمسُ تنطق تعويذة الصباح» اللحاف الأبيض، 69.

أو من خلال بعض العناصر التي تكشف عن مضامين الزمن كالمرآة، والعروق النافرة من جسد الإنسان: «قالت جدتُه وهي تتناولُ خصلةً من فروةِ رأسِها الثلجية» و«أطلقت عائشةُ ابتسامةً صغيرة، ونظرتْ إلى قدميّ الجَدة المشبعتين بالحناء والعروق» اللحاف الأبيض، ص67…

كلّ ذلك يشير إلى أن عنصري المكان والزمان أديا دورًا مهمًا في التعبير عن الكثير من المعاني.

وفي قصص المجموعتين يتبادل الماضي والحاضر، والذكريات القديمة الأدوار؛ فالسرد مولع بالقديم، والشخصيات يحركها الموروث.

أخيرًا، تبدو قصة حسن آل عامر في مستواها العام بسيطة، مما حدا بالأستاذ عبدالحفيظ الشمري لوصفها بالحكايات المتكئة على الأمثولة؛ ولا شك أن للنوادر والحكايات في المجالس دورًا، فاعتماد القاصين في مرحلة معينة كان، بالأساس، على الحكايات التي تروى شفويًا نظرًا لأن نسبة الأمية كانت عالية جدًا في القرى في الماضي. أما اليوم فإن القاص قد أخذ يوظف هذا الرصيد الشفاهي في كتابته، وبات له حيز واسع يحتاج لدراسة عميقة. والبساطة في قصة آل عامر تخفي الكثير من التعقيد، فإذا غصنا إلى داخل الشخصيات المهمشة والمطحونة والبسيطة، سنجد أنها تشكِّل الهوية من خلال دمج تجارب الأفراد في هذه الحياة، الحاضر المتصور، والمستقبل المتخيّل، اللذان ينطلقان من الماضي العريق.

Continue Reading

ثقافة وفن

مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يُكرم أحمد مالك بجائزة «هيباتيا الذهبية»

قررت إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير تكريم الفنان الشاب المصري أحمد مالك بجائزة «هيباتيا الذهبية» للإبداع

قررت إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير تكريم الفنان الشاب المصري أحمد مالك بجائزة «هيباتيا الذهبية» للإبداع في النسخة الـ11، المقرر إقامتها في الفترة من 27 أبريل حتى 2 مايو القادم.

قدم أحمد مالك على مدار السنوات الماضية العديد من الأعمال الناجحة في السينما والدراما المصرية والأجنبية، كما خاض العديد من التجارب الفنية التي جعلته من أبرز وأهم شباب جيله من الممثلين.

كما شارك أحمد مالك منذ بداياته الفنية في بطولة أفلام قصيرة منها فيلم «زي بعض» 2009، «لا أنسى البحر» 2021، وفيلم «مطر» 2023.

ومنذ تقديمه شخصية حسن البنا صغيراً في مسلسل «الجماعة» 2010، تنبأ الجميع للأحمد مالك بمستقبل فني مبهر وناجح وكان على مستوى التوقعات.

أخبار ذات صلة

وعلى النطاق الدرامي، قدم أحمد مالك أعمالاً ناجحة عديدة منها «الشوارع الخلفية»، «حكاية حياة»، «لا تطفئ الشمس»، «بيمبو»، وحقق نجاحاً كبيراً أخيراً بمسلسله الرمضاني الماضي «ولاد الشمس» الذي شارك في فكرته.

وعلى مستوى الأعمال السينمائية الطويلة لم يقلّ مستوى أحمد مالك عن المتوقع منه وشارك في أفلام عديدة وصلت إلى مهرجانات عالمية، من أبرز أفلام «كل من هيبتا»، «شيخ جاكسون»، «اشتباك»، «عيار ناري»، «ليل خارجي»، «الضيف»، «6 أيام»، وفي الخارج قدم تجربة سينمائية فتحت له باب العالمية من خلال فيلم «The Furnace حارس الذهب».

وتستعد إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير للنسخة الـ11 بعد 10 دورات ناجحة أسفرت عن تأهل الأفلام الفائزة بجائزة «هيباتيا الذهبية» لجوائز الأوسكار.

Continue Reading

ثقافة وفن

البواردي يرحل وصدى أغنياته للوطن يجوب البلاد

توفّي اليوم في الرياض؛ الكاتب والشاعر سعد بن عبدالرحمن ⁧البواردي عن عمر يناهز 95 عاما‬⁩.

‏ولد الراحل في محافظة

توفّي اليوم في الرياض؛ الكاتب والشاعر سعد بن عبدالرحمن ⁧البواردي عن عمر يناهز 95 عاما‬⁩.

‏ولد الراحل في محافظة شقراء عام 1349هـ/1930، ودرس بها، وانتقل منها إلى عنيزة، ثم الطائف، وانضم إلى دار التوحيد، ثم عمل في عدد من الوظائف، منها: مدير إدارة العلاقات العامة في وزارة التعليم (وزارة المعارف)، ومدير مجلة المعرفة، وسكرتير المجلس الأعلى للتعليم، وسكرتير المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب، ثُم عُيِّن ملحقا ثقافيا في كلٍّ من بيروت والقاهرة إلى تقاعده عام 1989.

والبواردي شاعرٌ وصحفيٌّ وكاتب مقال، وُصف بأنه مؤسس مدرسة الشعر الواقعي في السعودية، أسس مجلة الإشعاع في الخبر، وحاز في عام 2014 وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.

عُرِف بنشاطه الثقافي، وكتب في مجلة المعرفة ومجلة الإشعاع الشهرية التي أصدرها في محافظة الخبر عام 1956، وتوقفت عقب صدور 23 عددا منها، فاتجه للكتابة في زوايا صحفية عدة، في عددٍ من الصحف السعودية والعربية، ومن زواياه؛ «الباب المفتوح»، «النافذة»، «مع الناس»، «السلام عليكم»، «استراحة داخل صومعة الفكر»، «أفكار مضغوطة».

أخبار ذات صلة

جمع البواردي في كتاباته بين الشعر والنثر والقصص والمقالة، فصدرت له مجموعة دواوين شعرية، منها: «أغنية العودة»، «ذرات في الأفق»، «لقطات ملونة»، «صفارة الإنذار»، «رباعياتي»، «أغنيات لبلادي»، «إبحار ولا بحر»، «قصائد تتوكأ على عكاز»، «قصائد تخاطب الإنسان»، «حلم طفولي»، وفي النثر، أصدر ستة كتب تناولت فن المقالة، صدر أولها عام 1393هـ، بعنوان «ثرثرة الصباح»، ثم صدر له «حروف تبحث عن هوية» عام 1419هـ، وفي عام 1431هـ، صدر كتاب «استراحة في صومعة الفكر»، إضافةً إلى مجموعة قصصية واحدة حملت عنوان «شبح من فلسطين»، مع مؤلفات أخرى من أبرزها: «تجربتي مع الشعر الشعبي»، «أبيات وبيات»، «مثل شعبي في قصة»، وغيرها.

Continue Reading

ثقافة وفن

أريد موتاً يسمعه العالم.. استشهاد مصورة فلسطينية قبل عرض فيلمها في «كان»

«إذا متُّ، أريد موتًا صاخبًا يسمعه العالم، وأثرًا يبقى عبر الزمن، وصورة خالدة لا يمحى أثرها بمرور الزمان أو المكان»،

«إذا متُّ، أريد موتًا صاخبًا يسمعه العالم، وأثرًا يبقى عبر الزمن، وصورة خالدة لا يمحى أثرها بمرور الزمان أو المكان»، عبارة كتبتها المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة، على حسابيها الرسميين في فيسبوك وإنستغرام قبل أسابيع من استشهادها إثر غارة جوية شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية شمالي قطاع غزة.

فاطمة، بطلة الفيلم الوثائقي «ضع روحك على كف وامش» (Put Your Soul in Your Palm and Walk)، الذي سيُعرض في قسم ACID (جمعية السينما المستقلة للتوزيع) في مهرجان كان السينمائي الشهر القادم، كانت تستعد للاحتفال بزفافها في الأيام القليلة المقبلة، قبل أن تستشهد في غارة إسرائيلية استهدفت منزل عائلتها في شارع النفق بمدينة غزة.

يقول حمزة حسونة ابن عم فاطمة: «كنت جالساً عندما انفجر صاروخان فجأة، أحدهما بالقرب مني والآخر في غرفة المعيشة. سقط المنزل فوقنا، وكان الوضع كارثياً بكل معنى الكلمة».

فاطمة التي فقدت 11 فردًا من أسرتها في يناير العام الماضي 2024، قررت أن توثق ما يحدث في غزة عبر عدستها من خلال فيلمها الوثائقي الذي تتتبع من خلاله المخرجة الإيرانية سبيدة فارسي حياة فاطمة في غزة منذ بداية الهجوم الإسرائيلي.

ووصفت مخرجة الفيلم، في بيان لها، أن العمل كان بمثابة نافذة فتحت لها فرصة لقاء مع فاطمة، لتسلط الضوء على المذبحة المستمرة التي يعاني منها الفلسطينيون.

أخبار ذات صلة

وفي تصريحات صحفية، قالت فارسي إن فاطمة كانت «شخصية مليئة بالإشراق والضوء، تتمتع بابتسامة ساحرة، وتحمل تفاؤلاً طبيعياً في قلبها».

وأضافت أنها تعاونت مع حسونة على مدار أكثر من عام لإنتاج الفيلم الوثائقي، ما جعل العلاقة بينهما تتوطد وتصبح أكثر قربًا.

وأوضحت فارسي أن آخر اتصال جمعها بحسونة كان قبل يوم واحد من وفاتها، عندما كانت تعتزم إبلاغها بـ«الخبر السار» المتعلق بالفيلم. وقالت فارسي: «ناقشنا إمكانية سفرها إلى فرنسا في مايو من أجل عرض الفيلم في مهرجان كان، حيث كانت هي بطلته».

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .