Connect with us

ثقافة وفن

الشاعرة لينا الطيبي: احتفاء النقاد بأنوثتي وجمالي ظَلم نصّي

منذ أن تولّت الشاعرة لينا الطيبي أمر العناية بـ«نعناع الأهل» وهي مفتونةٌ بالعُشبة التي يقفز شذاها على الأسوار،

منذ أن تولّت الشاعرة لينا الطيبي أمر العناية بـ«نعناع الأهل» وهي مفتونةٌ بالعُشبة التي يقفز شذاها على الأسوار، ويعطّر أبواب الجيران، فالكلمة عند شاعرة مغامرة، اخضرار وعبق ونكهة ومذاق، وبها ومنها تولّد صمت أتمّت به ركعتها، تحلم بأجنحة كثيرة ليمكنها التحليق إلى فضاءات أرحب، وبين ما تمر به سورية اليوم، وما تتطلع إليه شاعرة معجونة روح أشعارها بعبق الأوطان، نجوب في وجدانية وتجارب أدبية مع ضيفة هذه المساحة.. فإلى نصّ الحوار:

‏• متى انقدحت شرارة الإبداع في وجدان لينا الطيبي؟

•• ‏تربيت في بيت جدي، كانت مكتبة العائلة تضم في ذلك الوقت كتبا مختلفة من حيث التوجه والتنوع، كان كتاب المتنبي يتكئ على كتاب نزار قباني، ومعهما كما أذكر ذلك الوقت كتاب لأنسي الحاج.

‏مكتبة جمعت القصيمي في «العالم ليس عقلاً» إلى جانب مصطفى محمود وعبدالرحمن البدوي، روايات ذات أطر استهلاكية وروايات إبداعية مترجمة..

‏وكانت جدتي التي لم تتجاوز في تعليمها الخامس من الابتدائية قارئة تلتهم كل الكتب. عمتي كانت تكتب الشعر وعمتي الأخرى أيضاً، كانتا تكتبان على نهج يشبه قباني، ثم عمي في غزلياته، وصراع بين القديم والحديث، بين التراث والحداثة..

‏أذكر أنني كنت أقلد عمتي منى في البدء، فقد تأثرت بها. ‏لكن قصيدتي الأولى كانت في الـ11 من عمري وكانت تحاول الوزن والإيقاع وكتبتها عن لبنان.

‏• ما مغذيات الكتابة التي منحتك الجسارة على النشر؟

•• ‏البيت أولاً، كان صداه عميقاً في تكويني. ‏قراءاتي المتنوعة والمتناقضة أحياناً، الانفتاح على التضاد لفهم وجهة نظره، وبالتالي عدم الركون للسائد أو الموجود، إيماني بأن الاختلاف ليس دائماً هو الأفضل، لكن إيمانك الحقيقي بالاختلاف قد يصنع الأفضل.

‏• من هو صاحب الفضل على تجربتك؟

•• ‏لا أستطيع أن أقول إن هناك صاحب فضل واحد، بل كوكبة من الشعراء: الماغوط بتمرده، أنسي الحاج بعرفانية كلمته، سعيد عقل بأناقة مفرداته. ‏ومن ثم بعد فترة جاء شعراء قصيدة النثر حينها مثل نوري الجراح، وأمجد ناصر، وصلاح فائق، وسركون بولص. ‏لكن كان العنصر النسائي حينها غائباً إلا من حيث تشكيل ثقافتي، إذ لم أجد تأثيرات حقيقية من الرائدات في ذلك الوقت كنازك الملائكة أو مي زيادة أو غادة السمان أو غيرهن، وربما كانت الشاعرة التي لفتتني حينها سنية صالح، التي غابت خلف وهج الماغوط. أما من نشر لي أول مرة وفي صحيفة رسمية فقد كان الشاعر شوقي أبي شقرا في صحيفة (النهار)، وشكلت هذه الخطوة أحد أهم الدوافع لي.. خصوصاً عندما طلب مني التوجه لقسم المحاسبة لأحصل على المقابل المادي. يومها عنى لي هذا المبلغ كثيراً، مع أنه كان مبلغاً صغيراً، ومع أن أهلي كانوا من ميسوري الحال، إلا أنني عندما أمسكت بـ(عرق) كتابتي كان لا يساويه أي شيء في هذا العالم.

‏• في بيئة كان فيها الماغوط وممدوح عدوان وعلي الجندي ونذير العظمة، ألم تتهيّبي الكتابة؟

•• ‏تربيت بين لبنان وسورية، بين بيت أهلي لجدي في لبنان وبيت أمي في دمشق.. لبنان كان أكثر انفتاحاً على التجارب الشعرية وفي الثقافة عموماً، هناك كان المثقفون العرب يجتمعون في شبه مؤتمرات ومهرجانات دائمة، لهذا ربما انتميت إلى المفهوم الأوسع.. ‏حتى صدور ديواني الأول (شمس في خزانة) ومع تواجدي شعرياً قبل نشر الديوان كنت أتهيّب من قول كلمة «أنا شاعرة»، ولكن بعد صدور الديوان وجدت ديواني يقف على رفوف المكتبة إلى جانب شعراء تهيبتهم، حينها اعترفت لنفسي بأنني أريد أن أتميّز ولا أريد أن أكون رقماً.

‏• بمن ارتبطت ذائقتك؟ أو تقاطعت معه؟

•• ‏محمد الماغوط وأنسي الحاج في الوقت نفسه الشعراء المتصوفة. أنسي الحاج ظل يشدني بأناقته، طبعا لا أتحدث عن شخصه، ولكن كان هناك تداخل بين الشخص والنص، وكان الحاج يحمل لغة رقراقة لكنها تترك أثراً، كما يحمل بعداً فلسفياً عميقاً. ‏فيما بعد تقاطعت حتى مع من نشروا بعدي أو اطلعت على تجاربهم متأخرة بسبب الجغرافيا.

‏• كيف تلقى القارئ والناقد نصوصك؟

•• ‏الاحتفاء، أحياناً بوصفي امرأة، وأحياناً بوصفي جميلة (في ذلك الوقت)، وهذا نقد ظلمني كثيراً، بل أثرّ في داخلي بشكل سلبي، كان هناك نوع من الاحتفاء بالأنثى لا بالشاعرة، كلمات مثل «أصابع حريرية تنقش حبر القصيدة». ولكن وسط هذا كان هناك من انتقدني من باب انتقاد قصيدة النثر، وهناك من احتفى بتجربتي بشكل محايد أو انتقدني بشكل محايد.

‏• ما هو الديوان الأول ومتى كان صدوره؟

•• ‏شمس في خزانة، 1988.

‏• هل حمّلك الإصدار الأول عبئاً، وكيف تجاوزتِه؟

‏•• عادة كل كاتب أو فنان لا يتجاوز مرحلة منجزة إلا بعد أن يشتبك بالنور، في لحظة إصدارك لكتاب أو عرض لوحاتك في معرض يقوم داخلك فوراً ببناء منطلق جديد، تماماً كما عندما تقوم ببناء عمارة. ‏بعد (شمس في خزانة) كنت أشعر بأنني أصبحت شاعرة لها حضورها، ولكن أيضاً كان ذلك الخوف من ألا أتجاوز نفسي.. فالاحتفاء بالمولود الأول عادة لا يشبهه الاحتفاء بالثاني.

‏• لماذا وصفك البعض بشاعرة متمردة؟

•• ‏لا أعرف، هل أنا متمردة!؟ ما أعرفه أنني تبنيت منذ طفولتي مبدأ هو أن ما أخاف من إعلانه على الملأ يجب ألا أقوم به سرّاً، هذا أيضاً بعيد عن أي تفسير ديني أو فلسفي، بمعنى أنني أيضاً لن أكتب قصيدة تكسر (تابو) متعارفأً عليه إن لم أستطع مناقشة هذا التابو في محيطي على الأقل. ‏يجب أن يصدر القرار من داخلي، وإن صدر أتحول لإعصار.

‏• بماذا تنتصر شاعريتك على الغربة مكانياً، وعلى الاغتراب وجدانياً؟

•• ‏ذات يوم وبينما كنت في مهرجان مديين العالمي للشعر في كولومبيا، أعطتني لجنة المهرجان قائمة تضم المناطق التي سألقي بها الشعر، قالت: تم التركيز على أمسيات لك في الأماكن البعيدة عن المدينة والنائية تقريباً، هناك يعيش عجائز تُركوا وحيدين، يعانون من الوحدة، وقد وجدنا في قصائدك المترجمة معنى جميلاً للوحدة، وكيف يصنع الإنسان من غرفة صغيرة عالماً كاملاً.. ‏الاغتراب المكاني ليس بالضرورة اغتراباً وجدانياً، لكن إحساس الوحدة في عالم يضج بالبشرية هو اغتراب.

‏• بأي عين ترين العالم؟

‏•• مظلم وجائر، قتلت فيه الوحشية الآدمية، وكي ننجو علينا أن نتمسك بدواخلنا.

‏جملة لـ(نيتشه) ارتبطت بذاكرتي كثيراً مع بداية الثورة السورية «احذر عندما تقاتل الوحوش أن تصبح واحداً منهم، وتذكر دائماً عندما تحدق في الهاوية فإن الهاوية تحدق بك».

‏• كيف تقرأين المسافة بين أطياف أيلول وأحداث ديسمبر؟

•• ‏تحتاج إلى ترميم كبير.. إلى رأب التصدعات في دواخلنا جميعاً. ‏إذا تحدثت عني بشكل شخصي، فقد خسرت كثيراً، خسرت روحي تلك المرأة التي تخشى على صوت السنونو من الشتاء، صار الدم ممتزجاً بالتراب مشهداً عادياً، جروح الروح غائرة ومخيفة. عندما أنظر حولي الآن، وانظر إلى المشهد العام، نعم أزحنا الديكتاتور وانتصرنا، لكن شعبنا بحاجة لترميم وإعادة بناء، فأرواحنا مجروحة، وآثار الديكتاتور الصغير في كل منا موجودة إلى حد كبير (بالطبع لا أعمم) ولكن أعرف أن علينا عقلنة انفعالاتنا لأجل مستقبل سورية، نحتاج إلى مد الجسور نحو الآخر وتفهم مواقفه، وهو ما يبدو يحتاج إلى عمل كبير بين مثقفي الشعب السوري.

‏علينا كسوريين أن نتحد متنازلين عن اختلافاتنا سواء الفكرية أو العقائدية وهذا يحتاج إلى زمن ومنظومة تضرب في الأعماق.

‏• ما النص الذي تتمنين كتابته؟

•• ‏رواية، عملتُ عليها طويلاً، وكنت دائماً أهملها بسبب تقلبات نفسية أغلبها مرتبط بسورية، بالإضافة إلى هوائيتي. أتمنى أن أنهي روايتي التي تعتبر شبه منتهية وفي طور القراءة والمراجعة المتأنية.

‏• ماذا يعني أن ترتبط شاعرة بفنان؟

•• ‏أنا ارتبطت بمثقف قبل أن يكون فناناً، والثقافة هي عنوان حياتنا. ‏وتجمعني بنصير شمة الأحلام بأوطان تشرق شمسها، جمعتنا أيضاً المبادئ. ‏جمعنا الألم والفرح، الغبطة والحزن، وهذه مفردات أكبر من فنان وأكبر من شاعرة.

‏• هل أنت مطمئنة على سورية، وممَ تخشين عليها؟

•• ‏الآن كما نقول: «سورية على كف عفريت»، لكن لدي أمل بمثقفيها، وقد اعتدنا خلال 14 سنة أن نتعرض لهجوم شرس. لنقل إنه حسب تعبير غوستاف لوبون في (سيكولوجية الجماهير)، «ان الجماهير لا تُعقل». أرى أن على المثقف السوري الآن أن يقف لأجل سورية أولاً بعيداً عن أية أيديولوجيات، تحتاج سورية الشعب إلى الوعي الذي نجح النظام السابق بطمس معالمه عند مجموعات لا يُستهان بها.

فالمرحلة شاقة ولم تتبين سماتها تماماً، من الصحيح ألّا نركن إلى الطمأنينة تماماً، ولا نركن إلى الخوف أيضاً. ‏أخشى على سورية منا -نحن السوريين- إذا لم نقترب من بعضنا، إذا اقتربنا وتفاهمنا فالمستقبل سنبنيه معاً. كما أخشى من التطرف الذي أوجده النظام السابق.

‏• إلى أين توجهت الشمس من خزانتك؟

•• ‏ربما ما زالت في انتظاري كي افتح الخزانة.. وقد جاء الوقت.

Continue Reading

ثقافة وفن

وجهت لها 30 طعنة.. القبض على فنانة تركية قتلت صديقتها

قبضت الجهات الأمنية في العاصمة التركية إسطنبول على الممثلة سيفيل أكداغ (32 عاماً) لإقدامها على قتل صديقتها أليف

قبضت الجهات الأمنية في العاصمة التركية إسطنبول على الممثلة سيفيل أكداغ (32 عاماً) لإقدامها على قتل صديقتها أليف كيراف بعدما وجهت لها 30 طعنة.

وأفادت وسائل إعلام تركية بأن سيفيل أكداغ قامت بطعن صديقتها بالسكين حتى الموت في مكان إقامتها بمنطقة الفاتح بمدينة إسطنبول، بعد عودتهما سوياً من إحدى الحفلات.

وحاول الجيران إنقاذ الضحية بعدما طلبوا الشرطة وفرق الإسعاف عقب سماعهم الصراخ من المكان الذي قُتِلت فيه طعناً بالسكين، وقال أحدهم -وفقا لموقع «Diken» التركي- سمعت الصراخ في ساعات الفجر، لذلك اتصلت بالشرطة التي اكتشفت حادثة القتل.

وأضاف الشاهد في إفادته: «بينما كنت أحاول العودة إلى النوم، سمعتُ وقع أقدام تنزل الدرج. وعندما نظرتُ من ثقب الباب، رأيتُ شخصاً يرتدي ملابس سوداء يركض مبتعداً عن الشقة».

بدورها، قالت والدة الضحية إنَّها لم تتمكن من الوصول لابنتها، لذلك قررت القدوم لمنزلها، حيث وجدت ابنتها مصابة.

ووفق «وكالة الأناضول» الحكومية، فقد اكتشفت الشرطة جروحاً عديدة في أجزاء مختلفة من جسد الضحية. واستناداً إلى لقطات كاميرات المراقبة وإفادات الشهود، تم اعتقال الممثلة سيفيل أكداغ في إسنيورت بضواحي إسطنبول، وقد تمّ نقلها إلى محكمة إسطنبول في تشاجلايان.

أخبار ذات صلة

وقالت أكداغ في إفادتها بمركز الشرطة: «كنتُ أنا وأليف في الخارج ليلاً، ثم ذهبنا إلى مكان الحادثة وفي الصباح، اندلع شجار بيننا. ضربتني أليف وتعاركنا، ثم سقطنا أرضاً. عندما رأيتُ أليف ملقاة بلا حراك، شعرتُ بالخوف وهربت».

وبحسب تصريحات لشقيق الضحية، فقد أكد معهد الطب الشرعي وجود 30 طعنة على جسد الضحية مع العلم أن شقيقها كان برفقة الممثلة خلال السهرة، وقد تركها مع شقيقته «وكان كل شيء على ما يرام»، وفق تعبيره.

وسيفيل أكداغ من مواليد يوم 3 يوليو 1993 في ماردين بتركيا. وعملت لبعض الوقت عارضة أزياء قبل أن تدخل مجال التمثيل.

Continue Reading

ثقافة وفن

في زيارتها الأولى إلى جدة.. جينفير لوبيز تتألق بـ«Waiting for Tonight» في «فورمولا1»

أحيت النجمة العالمية جينيفر لوبيز حفلاً استثنائياً في فعالية «ميدل البيست» المرافقه لـ «سباق الفورمولا 1 – الجائزة

أحيت النجمة العالمية جينيفر لوبيز حفلاً استثنائياً في فعالية «ميدل البيست» المرافقه لـ «سباق الفورمولا 1 – الجائزة الكبرى»، بمدينة جدة.

وظهرت لوبيز خلال زيارتها الأولى لعروس البحر الأحمر بعدد من الإطلالات الأيقونية، وقدمت استعراضات عدة على إيقاعات أبرز أغانيها مثل «On The Floor» و«Waiting for Tonight».

وفي اليوم الأول من الفعاليات، زارت لوبيز فريق «فيراري» المشارك في السباق، والتقطت صوراً مع أعضائه، وظهرت ببذلة جلدية وردية اللون، ونشرت مجموعة من الصور على حسابها في «إنستغرام»، من بينها صور لها مع الرئيس التنفيذي لمجموعة فورمولا 1، ستيفانو دومينيكالي.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

«أفلام السعودية»: عرض 9 أعمال سينمائية يابانية خلال المهرجان

يحتفي مهرجان أفلام السعودية في دورته الـ11 بالسينما اليابانية العريقة، عبر فعالية خاصة تحمل عنوان «أضواء على السينما

يحتفي مهرجان أفلام السعودية في دورته الـ11 بالسينما اليابانية العريقة، عبر فعالية خاصة تحمل عنوان «أضواء على السينما اليابانية»، تتضمن عرض 9 أفلام سينمائية تُسلّط الضوء على أحد أعرق التيارات السينمائية في العالم.

ولا تقتصر المشاركة اليابانية في المهرجان على العروض السينمائية فقط، بل تمتد لتشمل سلسلة من المحاضرات والنقاشات الحوارية التي تتناول ملامح الهوية اليابانية في السينما، والتقنيات السردية والبصرية التي تميزها، بمشاركة نقاد وباحثين متخصصين في الشأن السينمائي الياباني.

وتتضمن الأعمال السينمائية اليابانية المعروضة خلال المهرجان أفلام «عودة النهر، أضواء أوزوماسا، أزرق وأبيض، توما 2، العالم الجديد، كابوراجي، جبل الرأس، قصير للغاية».

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .