توفي، أمس في الرباط، المفكر المغربي الدكتور محمد مفتاح، عن 80 عاماً، إثر أزمة صحيّة، ويعدّ الفقيد أبرز الباحثين العرب توظيفاً لآليات المنهج السيميائي في دراساته النقدية، ولعلّ أبرزها مدونته «في سيمياء الشعر القديم» التي قارب فيها قصيدة أبي البقاء الرندي النونية وفق آليات هذا المنهج. ووظف الباحث في مقاربته لقصيدة أبي البقاء الرندي التحليل المستوياتي، الذي ضمّنه في ثلاثة: الإيقاع، مستوى التركيب، والتناص، وكان آخر تكريم لمنجزه تتويج مشروعه بنيل جائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب العربي لعام 2016، التي فاز بها مناصفة مع الباحث المصري محمد عبدالمطلب. ونعى اتحاد كتاب المغرب المفكر الراحل قائلاً: «ننعى الباحث الأكاديمي وأستاذ الأجيال وفقيد الجامعة المغربية المفكر وعضو اتحاد كتاب المغرب الدكتور محمد مفتاح، إذ تلقى المكتب التنفيذي للاتحاد النبأ، بأسى وحزن بالغين». وشهد الاتحاد لمفتاح، بحضوره العلمي الكبير والوازن، في الساحة الفكرية والنقدية الأدبية، داخل المغرب وخارجه، مشيراً إلى أن محاضراته وأبحاثه ودراساته تعتبر مراجع أساسية للباحثين والأساتذة والنقاد داخل العالم العربي وخارجه.
ومفتاح، من مواليد عام 1942 بالدار البيضاء، حاصل على الإجازة في الأدب العربي عام 1966، وعلى شهادتي الدراسات اللغوية والأدبية المقارنة والكفاءة في التربية وعلم النفس عام 1967، ثم على دكتوراه السلك الثالث عام 1974، ودكتوراه الدولة في الآداب عام 1981.
عمل الدكتور مفتاح بسلك التدريس الثانوي، وأستاذاً جامعياً في كلية الآداب بجامعة الرباط، إلى أن تقاعد،
ألقى دروساً افتتاحية في عدد من كليات الآداب المغربية، وعديد الدروس والمحاضرات بكليات الآداب ببعض البلدان العربية، كما دعي أستاذاً زائراً بجامعة برنستون بالولايات المتحدة.
وأشرف على العديد من الرسائل والأطروحات الجامعية، وتخرج على يديه العشرات من الطلبة والأساتذة، ممن أضحوا يشهد لهم بحضورهم النقدي والأكاديمي.
وصدر للدكتور مفتاح، مؤلفات عدة منها: «في سيمياء الشعر القديم»، «دينامية النص»، «مجهول البيان»، «التلقي والتأويل»، «التشابه والاختلاف»، «الخطاب الصوفي مقاربة وظيفية»، «تحليل الخطاب الشعري»، «رؤيا التماثل»، «مشكاة المفاهيم»، «المعنى والدلالة»، «فلسفة النقد»، «النص، من القراءة إلى التنظير»، «وحدة الفكر المتعددة»، «المفاهيم وأشكال التواصل»، «مفاهيم موسعة لنظرية شعرية اللغة»، «المفاهيم معالم»، «انتقال النظريات والمفاهيم».
ونال الفقيد «جائزة الملك فيصل العالمية» عام 2016، و«جائزة الشيخ زايد للكتاب» عام 2011، و«جائزة الشبكة العربية للتسامح» عام 2010، و«جائزة سلطان بن علي العويس» عام 2004، و«جائزة المغرب للكتاب» عام 1995، و«جائزة صدام حسين للعلوم والآداب والفنون» عام 1989، و«جائزة المغرب الكبرى للكتاب في الآداب والفنون» عام 1987.