استعرضت أستاذة الأدب الدكتورة فايزة الحربي، التقنيات السينمائية في بناء النص الأدبي، موضحةً أن النص الأدبي يعتمد على السيناريو بتقنية سينمائية، وهو المخطط الأساسي والوثيقة المرجعية التي يعتمد عليها المخرج. جاء ذلك في ورشة العمل التي أقيمت ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض جدة للكتاب 2022، الذي يواصل فعالياته حتى السبت المقبل بتنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة في مركز «سوبر دوم» بمدينة جدة.
وأوضحت الحربي أن السيناريو قائم على الجانب اللغوي، ويعتبر تلاقيًا بين الأدب والسينما، ولا يختلف عن إعداد السيناريو الفيلمي، حيث يعتمد على الفعل والحركة وتعدد المشاهد التصويرية، مضيفةً «هناك الكثير من الشعراء الذين استفادوا من السيناريو في كتابة شعرهم، فالقصيدة المطولة (أقوال جديدة عن حرب البسوس) لأمل دنقل، استفادت من السيناريو في انعكاس الأحداث وتنقلاته، وكذلك استفيد من هذه التقنيات في قصيدة (شنق زهران) بشكلٍ جمالي وغنائي، إضافةً إلى أسلوب البناء السردي للقصيدة».
واستطردت الحربي «ومن ضمن التقنيات المونتاج الذي استفادت منه الفنون الأدبية، سواءً رواية أو شعرًا، ووظفته حتى أصبح أحد أجزائه المهمة في الرواية والقصائد المطولة»، مؤكدةً أن من الأسباب التي جعلت المخرجين يعتمدون على المونتاج هو توفير التنوع وتغيير المناظر، والتخلص من المقاطع غير المرغوب فيها، وإثارة الحدث، ومن القصائد المطولة التي اعتمدت على المونتاج قصيدة «سحيم» لغازي القصيبي، حيث نجد بها مشاهد درامية وحدثًا تاريخيًّا ورؤية حكائية.