Connect with us

ثقافة وفن

السبرة

ظهر يوم الثلاثاء والسوق مكتظة بزبائنها، من أهالي (أبها) والقادمين من القرى المحيطة يعرضون بضائعهم من فواكه وخضار،

ظهر يوم الثلاثاء والسوق مكتظة بزبائنها، من أهالي (أبها) والقادمين من القرى المحيطة يعرضون بضائعهم من فواكه وخضار، والعسل بأنواعه والحطب والفحم، رائحة السوق، تضفي على الناس؛ البهجة وصفاء الأنفس، فجأة وإذا بسحب سوداء ورعد يملأ المدينة بدأ الناس في عجلة من أمرهم وهم الذين اعتادوا على سماع الرعد، ومراراً عديدة شاهدوا البرق في جبالهم وأوديتهم ومزارعهم، لكن هاجساً دخل قلوبهم وأوحى بأن ذلك مختلف عن ما سبق…

غابت الشمس تماماً والسحب السوداء تغطي الأفق والناس في جلبة من أمرهم ينظرون إلى بعضهم البعض وأسئلة تغصّ بها الحلوق لكن لا إجابة، الناس في عجلة من أمرهم وخوف دفين يجوس في دواخلهم وعلامات استفهام ليس لها ردود، الظلمة تمتد فوق الجبال غرب (أبها) وتزرع الحنين إلى الأهل والأحباب.

كان المطر عرس الأرض ورحيق الأشجار الذي يروي ظمأها، أما اليوم فهو ماء كثيف تدلقه السحب السوداء على الوديان والأرض والبشر والمنازل الطينية المتشابهة، وادي أبها يئن من السيول الضخمة التي تأتي تباعاً من المناصي البعيدة وحبات البرد تستهدف الأشجار وتعريتها من أوراقها وأغصانها الناحلة.

عاد عايض لمنزله الذي كان بمثابة قصر صغير وبه طبقات ثلاث ومجالس متعددة، رغم أن البناء كان من اللبن والرقف الذي كان الدفاع الأول من المطر للحفاظ على المداميك المبنية من اللبن والقش، هو يوم الثلاثاء وعاد منها في الحصة الرابعة قاصداً بيتهم الكبير في حي (البحار) شعر بخيبة الأمل فلم يعبر سوق (الثلوث) الذي يحبه، لكن هرب الناس والهلع الذي شاهده في أعين الرجال والنساء من هذا الظلام الذي عمّ المدينة دفعه لمنزله..

بدأت زخات من المطر ثم زادت وتيرتها، اعتاد ذلك، تناول عشاءه والمطر يزداد والرعود تملأ أنحاء المدينة والبرق يضيء ساحة البحار، أقفل نافذته المطلة على المشهد، حاول أن ينام مبكراً على غير العادة، حين دخل قفل أجفانه رفقة إخوانه الذين ناموا مبكراً، سحب البطانية على جسده ودخل مملكة النوم، لم يمر وقت طويل ليستمتع بنومه، فجأة وإذا بوالدته تربت على ظهره، حين أزاح البطانية عن وجهه، إذا بها تقول: عايض أقرأ سورة الحشر.

قال: لها لماذا؟

قالت بعفوية: اقتربت السماء من الأرض!

ابتسم محاولاً ألا تشعر والدته بذلك..

قام من فراشه فتح النافذة، فإذا الثلج يهبط من السماء بكثافته فوق الأرض والبيوت الطينية، ساوره الخوف بدأ بقراءة السورة، أخرج رأسه من النافذة والثلج لا يزال يهبط من السماء ويغشى الأرض والبيوت بالبياض الذي يشاهده للمرة الأولى.

راوده فرح لا يعرفه ونشوة غريبة وحث نفسه على الاستمتاع حتى آخر قطرة مطر، نام باحثاً عن دفء، ولكنه حلم طول الليل بالثلج الذي شاهده.

في صباح اليوم التالي، وجد أسراً كثيرة يعرفهم في داخل البيت، حيث كان الرجال في طابق والنساء في طابق آخر بأطفالهن، كان بيتهم من أكبر البيوت وأكثرها متانة وبناء، داخلته الدهشة والاستغراب، أدرك مؤخراً وحين رأى ساحة (البحار) تنتشر فيها الخيام أن السبرة أسقطت الكثير من المنازل المتواضعة، ولم يجد أهلها سكناً إلا في الخيام التي بعثتها الحكومة بعد ثلاثة أيام من إرسالها ووزعتها في (أبها) كان عمد الأحياء هم من يتولون التوزيع فهم أكثر معرفة بالفقراء والأغنياء من أهل أبها.

لم يتوقف المطر لمدة طويلة بعضهم يقول باستمرارها نصف شهر والآخر يزيد على ذلك، سوق الثلاثاء لم يقم لمدة شهر كامل، في الخيام نشأت الصداقات بين الفتيات والفتيان الذين شاهدوا بعضهم البعض دون حواجز البيوت المغلقة والنوافذ التي يسرقن النظر للخارج وقلوبهن تزداد خفقاناً حين يشاهدن شاباً عابراً، في تلك الأيام والليالي لم يتوقف المطر أبداً، منهم من قال إن تلك (السبرة) استمرت لمدة أسبوعين ومنهم من بالغ وأكد أنها استمرت شهراً كاملاً، لم يشاهد أهل أبها الشمس طوال هذه الأيام أما في الليل الحالك فقد كان البرق يضيء المدينة وشوارعها الضيقة التي تحولت إلى أودية صغيرة، البيوت التي كانت تضجّ بالحياة نهاراً وفي الليل تنبعث منها أنوار الأتاريك والسرج طمرت في ظلام دامس، وفي الخيام نمت الحياة بين الناس وكأنهم تعارفوا للمرة الأولى، سوق الثلاثاء الفرح الإنساني توقف ثلاثة أسابيع، لم نشاهد المليحات يهبطن أبها فيربكن صبحاً ثلاثاءها.

لم نبصر (المستقيات) والقرب المليئة بالماء يحملنها على ظهورهن متجهات إلى البيوت في كل الأحياء، لم نعد نشاهد سيارة البريد التي تحط رحالها في أبها كل أسبوع أو أسبوعين، ممتلئة بالصحف والمجلات المصرية التي يستلمها العم صالح كتبي في بيته الصغير بحي (القرى) ثم يقوم بتوزيعها على أهل أبها الذين يحسنون القراءة، ويحمل البريد كتباً متنوعة معظمها سلاسل مصرية ووكيلها العم إدريس الحازمي الذي يمتلك (صندقة) وسط السوق ويبيع على الراغبين في اقتناء هذه الكتب.

كل ذلك زاد معدل الكآبة، وشعر أهل أبها بانقطاع عن العالم.

كان عايض في بيته متعدد الطوابق وزادت صلاته بعوائل أبها الذين يطلقون عليهم مسمى (الكُبارية)، نام تلك الليلة مبكراً وسمع من بعيد الأصوات في ساحة البحار يزغردن فرحاً، فتح نافذته وإذا بالشمس قد عادت تبسط أشعتها على المدينة وعاد الفرح يشرق في وجوه النساء والأطفال والرجال، عادت الحياة إلى أبها وساكنيها.

Continue Reading

ثقافة وفن

آخر مشهد سينمائي لـ«سليمان عيد» يتحول إلى واقع أليم بوفاته

سادت حالة من الحزن والصدمة في الشارع المصري؛ بعد وفاة الفنان المصري المعروف بخفة ظله، سليمان عيد، عن عمر ناهز 64

سادت حالة من الحزن والصدمة في الشارع المصري؛ بعد وفاة الفنان المصري المعروف بخفة ظله، سليمان عيد، عن عمر ناهز 64 عاما، إثر تعرضه لسكتة قلبية بشكل مفاجئ ونقله إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة.

وفي سابقة فنية لم تتكرر منذ سنوات، لم يتوقع جمهور الفنان الكبير أن يتحول آخر مشهد له من فيلم «فار بـ7 أرواح» الذي يعرض حاليا في السينمات بالقاهرة إلى حقيقة، ليكتب التاريخ بأن آخر أعمال سليمان عيد كان بمشهد وفاته.

وقدم سليمان عيد في الفيلم الكوميدي «فار بـ7 أرواح» دور جثة هامدة، وخلال المشاهد مر بكل تفاصيل الوفاة، من واقعة الموت إلى وضعه في الكفن، وتغطية وجهه، حتى مرحلة الدفن، كأنه يُجري تجربة لأمر عظيم كان يشعر بقرب حدوثه، في مشاهد أبكت الجمهور.

وشارك في بطولة فيلم «فار بـ7 أرواح» كوكبة من النجوم، أبرزهم إدوارد، ويزو، أحمد فتحي، عنبة، محمد لطفي، ليلى عز العرب، ندى موسى، وغيرهم، من تأليف محمد شيبا، وإخراج شادي علي.

أخبار ذات صلة

وشُيِّع جثمان سليمان عيد اليوم (الجمعة)، من أحد المساجد بمنطقة الشيخ زايد بالقاهرة، وشارك عدد من نجوم الفن بالجنازة، منهم صلاح عبدالله، كريم محمود عبدالعزيز، أحمد السقا، هاني رمزي، أشرف زكي، ومحمود عبدالمغني، ومحمد إمام وآخرون.

من جانبه، أعلن عبدالرحمن، نجل سليمان عيد، موعد ومكان عزاء والده، حيث كتب عبر حسابه على فيسبوك: «عزاء والدي المغفور له بإذن الله، غدا السبت، بعد صلاة المغرب بمسجد الشرطة طريق المحور بالشيخ زايد».

Continue Reading

ثقافة وفن

السعودية تدشّن مشاركتها في «كتاب المغرب 2025»

دشّنت المملكة أمس، جناحها المشارك في الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 المقام في العاصمة المغربية

دشّنت المملكة أمس، جناحها المشارك في الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 المقام في العاصمة المغربية الرباط خلال الفترة من 17 إلى 27 أبريل الجاري، بإشراف هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبمشاركة عدد من الكيانات الثقافية والوطنية.

وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور عبداللطيف الواصل أنّ الهيئة تسعى في المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 بالرباط للتعريف بعدد من المبادرات والبرامج التي تُنفذها الهيئة في سبيل تطوير صناعة النشر وتعزيز الحراك الثقافي من خلال دعم حضور الناشرين والوكلاء الأدبيين السعوديين على الساحة العالمية، وتقديم المملكة بصورة تبرز مخزونها المعرفي وتمثل الإرث الثقافي السعودي والتعريف بالإنتاج الفكري المحلي.

وبين أن المعرض يشكّل فرصة داعمة لصناعة الكتاب والنشر بما يتيحه للناشرين السعوديين من تواصل وتلاقح معرفي مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم.

وتعكس هذه المشاركة تنوع وتكامل المشهد الثقافي في المملكة بمشاركة عدد من الجهات الثقافية والتعليمية البارزة، تشرف عليها هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبمشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إلى جانب جامعة طيبة.

أخبار ذات صلة

وتأتي هذه المشاركة في إطار جهود المملكة لتعزيز العلاقات الثقافية مع المملكة المغربية، وتوسيع مجالات التعاون المشترك، إلى جانب الترويج للفرص الاستثمارية في القطاع الثقافي، انسجاماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في جعل الثقافة رافداً للتنمية وجسراً للتواصل الحضاري.

يذكر أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، من أبرز الفعاليات الثقافية في الوطن العربي، ويشارك فيه 743 عارضاً من 50 دولة حول العالم، ما يمنح مشاركة المملكة زخماً إضافياً ومنصة إستراتيجية لإبراز مكانتها الثقافية على الساحة الدولية.

Continue Reading

ثقافة وفن

«كانت حرارته 40 ويرتعش».. صلاح الجهيني يروي موقفاً جمعه بـ«سليمان عيد» قبل رحيله

روى المؤلف المصري صلاح الجهيني كواليس آخر عمل مسرحي للفنان المصري الراحل سليمان عيد، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم

روى المؤلف المصري صلاح الجهيني كواليس آخر عمل مسرحي للفنان المصري الراحل سليمان عيد، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم إثر تعرضه لسكتة قلبية بشكل مفاجئ، مشيراً إلى أن الأخير تعرض لوعكة صحية ورغم ذلك رفض الذهاب إلى الإسعاف.

وكتب صلاح الجهيني منشوراً عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقال: «في آخر يوم عرض مسرحي لينا سوا عم سليمان درجة حرارته كانت 40، وكان نايم على سرير موجود جنب المسرح بيرتعش، وعربية الإسعاف مستنياه برة لحد ما المسرحية تخلص».

وتابع الجهيني: «قلتله أنت دورك خلص خلاص واللي فاضل بسيط المهم نتطمن عليك، قاللي يعني أمشي ويفوتني السوكسيه اللي في الآخر.. إحنا عايشين عشان الشوية دول».

أخبار ذات صلة

واختتم الجهيني منشوره داعياً للراحل: «الله يرحمك يا صديقي ورفيقي في السفر والفطار، زي ما كنا بنقول ويا رب حب الناس والسوكسيه يكون واصلك دلوقتي».

يذكر أن جنازة سليمان عيد شيعت عقب أداء الصلاة على جثمانه ظهر اليوم (الجمعة) في الشيخ زايد، وسط حزن أصدقائه في الوسط الفني الذين صدمهم خبر رحيله. وحرص على الحضور عدد من النجوم، أبرزهم أحمد السقا، محمد إمام، كريم محمود عبدالعزيز، أشرف زكي وآخرون.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .