Connect with us

الثقافة و الفن

الروائي طاهر الزهراني: توقفتُ عن الدفع للناشرين

كان ضيفنا في هذا الحوار شغوفاً بالقصص والحكايات سماعاً وقراءة، يعيد الفضل في هذا الشّغف لجدته التي كانت تحكي له

Published

on

كان ضيفنا في هذا الحوار شغوفاً بالقصص والحكايات سماعاً وقراءة، يعيد الفضل في هذا الشّغف لجدته التي كانت تحكي له قصص القرية، وقصص السعالي والغيلان، تعلّم منها فنّ القصّ، واكتشف معها توظيف الكلمات.

صقل ضيفنا تجربته بالقراءة الموسعة في الأدب العربي والفرنسي والروسي، وأثرى تجربته بالعيش في الحارة، فكانت تجربته ثرية على الصعيد الإنساني.

كتب ضيفنا القصّة والرواية، وعمل على العديد من المشروعات الثقافية. راضٍ عن نفسه وعن الدراسات الأكاديمية التي درست أعماله الإبداعية، إلاّ أنّ في نفسه شيئاً على الناقد الذي لا يقرأ! فإلى نص الحوار مع الروائي طاهر الزهراني:

• دعنا نبدأ من انعكاسات الكتابة الإبداعي لديك.. إلامَ تعيدها؟

•• دعني أنطلق من تجربتي الخاصة، قبل الكتابة كنت شغوفاً بالقصص والحكايات سماعاً وقراءة، كانت جدتي -رحمها الله- هي أول حكواتي عرفته في حياتي، كانت تحكي لنا قصص القرية، وقصص السعالي والغيلان، وبهذا علمتني فن القص والكشف وتوظيف الكلمات، ثم كانت هناك أشرطة تأتي من بيروت تقص علينا بعض القصص، وكانت بها بعض المؤثرات الصوتية. لكن الأثر الأكبر كان يأتي من تشجيع الوالد -رحمه الله- على القراءة التقليدية، وتوفير الكتب، وكانت عندنا وما زالت مكتبة عظيمة تحوي كل الفنون الإنسانية؛ ألف ليلة وليلة، وأساطير شعبية لعبدالكريم الجهيمان، وقصصاً مترجمة، والكثير من السير والتراجم. كنت في كل مرحلة أقرأ قصصاً تناسب المرحلة العمرية.

ثم كانت قراءة موسعة في الأدب العربي والفرنسي والروسي، وكان الأدب الروسي أدباً عظيماً ومؤثراً جداً. ودلتني القراءة على بعض الكتب التي كانت صعبة المنال؛ بسبب فقر وقلة المكتبات حينها، لكني وجدت الكثير من الكتب النادرة في مكتبة جامعة الملك عبدالعزيز التي كانت حديقة عظيمة للأدب، وأتذكر أنها كانت تحوي الكثير من النتاج الروسي العظيم.

غير الكتب كان العيش في الحارة تجربة ثرية على الصعيد الإنساني، في الحارة كانت الأبواب تفتح بواسطة حبل نازل من ثقب الباب، والأمهات كنّ يصنعن الطعام في قدور كبيرة من أجل الجيران، الأزقة مكان للعب، والعبور للزيارة والصلة، الشرير في الحارة ليس شريراً على الدوام، قد يصنع معروفاً لا يلتفت إليه أحد، والصالح لا يسلم من الخطأ، خلق القصص والحكايات المختلقة لا ينتهي، تعدد الروايات لكل حدث لم يشاهد، لم يكن للناس عمل بعد الرزق إلا الاقتراب، والحديث، (وشوشات) الجارات عبر الأبواب والنوافذ، وأيضاً كانت القهوة الشعبية نقطة جذب للجميع، وكان إنسان الحارة البسيط في القهوة يقصد أي جلسة فيها أناس يعرفهم وقد لا يعرفهم، علمتنا الحارة قراءة أخرى للحياة، غير القراءة التقليدية.

• هل كُتِب الجنوب في الأعمال الإبداعية بشكل حقيقي ومكتمل؟

•• محلياً كُتِب الجنوب بشكل رائع، وذلك عندما نستعرض بعض العناوين مثل (الموت يمر من هنا) و(مدن تأكل العشب) و(ساق الغراب) و(الحزام) وروايات عبدالعزيز مشري -رحمه الله-.

روايات الجنوب مشغولة بعوالم موغلة في الجمال، وتملك المفردات والمناخات والحكايات الخاصة به، ويملك حكاياته الإنسانية الأصيلة القادرة على تجاوز الجغرافيا.

• لديك أعمال روائية كـ(الفيومي) و(آخر حقول التبغ) و(نحو الجنوب)، هل استنفدت هذه الأعمال مخزون القرية لديك؟

•• لقد سمعت حكايات من جدتي، وأحداثاً كبيرة وقعت في قريتنا الصغيرة، وكذلك قرأت في بعض المسودات التي خطها أبي، كل هذه الأمور تدل على أن القرية مكان ثري ومترع بالحكايات، أتحدث معك عن قرية صغيرة تقع في تهامة، فما بالك بالجنوب كله.

كتبت ثلاث روايات عن الجنوب، ولدي المزيد، ذاك أني أتعامل مع القرية كمسرح ثري، يصلح لكل الأحداث والقصص التي ما زالت خاماً، وتنتظر من يبعث فيها الروح.

القرية مسرح نموذجي للكتابة، فهناك فضاء مفتوح، والتصاق بالبيئة والكائنات، وبعث دائم للإرث والحكايات، وعندما أكتب عن القرية فأنا أكتب عن مكان خصب للحكي، وتحضر فيه أغلب العناصر الأساسية للسرد بإذعان شديد.

• يميل كثير من المبدعين السعوديين الشباب إلى استيراد عناصر العمل الإبداعي من خارج البيئة المحلية.. هل هذا مؤشر على افتقاد بيئاتنا المحلية لما يغري بالكتابة، أم أنّ هناك نقصاً في المعرفة بالمكان الذي يكتبون عنه لدى بعض هؤلاء المبدعين الشباب؟

•• قرأت، أخيراً، أعمالاً كل عناصرها مستوردة من بيئات ليست لنا، تصور أن بعض الكتابات وصل بها الحال أن تكون لغتها أشبه ما تكون بلغة الأعمال المترجمة، صحيح أن اللغة وسيلة، لكن لا يعني هذا أن تكون مسخاً، أنا أريد كتابة تشبهنا، تعنينا، وليس هذا حائل دون الأفكار الإنسانية الخلاقة التي نبحث عنها، والتي لها أجنحة لتعبر الحدود، وهذا ما يطالب به أي قارئ للأدب.

في جدة تنوع بشري هائل، وثري، وفي المقابل هناك ارتباط قوي بالقرية تكرسه اللغة والإرث والعادات، وسبق أن أثرت هذا الكلام من قبل، وظن البعض أني أحاول تأطير الكتابة في الشعبي، والقروي، وليس هذا ما أقصده، ما أقصده أن كل كاتب لو انطلق من بيئته لحصل الثراء الإبداعي الذي نسعى إليه، خصوصاً أنني أتحدث عن وطن كبير مثل وطني.

• كيف تنظر كمبدع لقيمة الإبداع الذي تكتبه ويكتبه مبدعون غيرك ودوره في حياة الناس؟

•• أنظر أن وظيفتنا أن نملأ هذا الفضاء كتابة وإبداعاً، ثم يتلقى الناس كل هذا، ثم تنمو حياة أخرى، وتأويلات أجمل تزدهر بها النصوص، فلا يكون الأدب أدباً إلا بمتلقٍ يحتفي بالنص، ويعمله في مخيلته، أجمل الأشياء في الكتابة تلك العلاقة الساحرة بين القارئ والكاتب، جميل عندما تشعر أن أحدهم في مكان ما في هذا الكون يقرأ لك، اقتطع جزءاً من وقته الثمين، لزم زاوية في مكان صاخب، اختار لك وقتاً قبل أحلامه ليكون معك لينصت لك، ثم يكون سحر القراءة فترسم بسمة، أو تذرف دمعة صادقة لشعور إنساني مشترك، ليس هناك أجمل من أن تسكن في مخيلة الناس وقلوبهم، شعور جميل من قارئ هو أعظم ما قد تحصل عليه ويسكنك أثناء القراءة لك.

• في حوار على هامش معتزل الكتابة في عسير، كنتَ تسألني عن المبدعين السعوديين الذين يكتبون الرواية كمشروع.. هل لديك إجابة بصفتك قارئاً وكاتباً في الوقت ذاته؟

•• لم أعد أتذكر السياق الذي كنا نتحدث عنه، ما أريد قوله إنه لا ينبغي لنا أن نتضجر من عدد الأعمال الروائية التي تصدر؛ لأن من تبنى الرواية كمشروع حياة لدينا تستطيع أن تعددهم على الأصابع.

أنا كقارئ أسعد بالنص الجميل لأي زميل، وأحتفي به، حتى نضمن استمرار هذا المشروع، وكوني أكتب فأنا أعزز هذا الفعل بالاستمرار في مشروعي كروائي.

• كتابة المراجع في الأعمال الروائية، لماذا يلجأ إليها كاتب روائي مثلك في عملين من أعمالك؟•• أشعر أن أي مصدر معرفي يلجأ له الروائي أثناء كتابته من الواجب الإشارة إليه، ومن النبل أن تكون هناك تلويحة امتنان لهذه الأعمال، ولا أرى أن ذكر المراجع يقلل من جمال العمل الإبداعي، بل يضيف عليه لمسة وفاء، رغم أن العمل الإبداعي لا يتم التعامل معه بصرامة بخلاف العمل البحثي، لكني في الغالب إن كان هناك مصدر استفدت منه فإني أشير إليه، كما حدث معي في رواية (أطفال السبيل) و(الفيومي).

• في حديثك عن النقاد، انتابني شعور أنك غير راضٍ عن مواقفهم من أعمالك الإبداعية التي تجاوزت 10 روايات، وربما أربع مجموعات قصصية، هل أنا محقّ في هذا الشعور؟

•• لا، على العكس، فالناقد يمارس دوره بشكل جيد في المؤسسة التعليمية، يتواصل معي الكثير من المشتغلين في النقد، وهناك دراسة في كل وقت عن أعمالي، لدرجة أن الأمر أصبح مزعجاً أحياناً، لكن أرى من الواجب أن أقدم كل ما يريده الناقد لإنجاز واجبه، طالما مشروعي في إطار عمله.

أنا غير راضٍ عن ناقد لا يقرأ -وهم بالمناسبة كثر- ثم يأتي ليحاول أن يقلل من تجربتنا السردية، ويتساوى في هذا الناقد وغير الناقد.

بالنسبة لي الذي يهمني القارئ، كم من الدراسات كتبت حول تجربتي، لكني أبتهج برأي وانطباع القارئ العادي، القارئ الذي بحث عن رواية أو مجموعة قصصية ثم بعث رأيه بكل تجرد وحب في الفضاء ثم وصل لي دون أن أعلم، هذا القارئ هو أعظم الهدايا.

• هل أنت ممن يصغون للنقد؟

•• نعم، وكل تحسن، ونضج في تجربتي -إن لمسه القارئ- أعزوه لإصغائي بكل حب وامتنان للنقد، حتى لو كان نقداً سلبياً، وأحياناً لا أتردد أن أرفعه على حساباتي في وسائل التواصل، فكما أننا نسعد بالانطباعات الجميلة عن أعمالنا، علينا أن نضع الاعتبار لكل نقد سلبي يصلنا، وننصت إليه بكل تواضع، إن أردنا أن نصقل تجربتنا.

• ذهبت العام الماضي، وأيضاً هذا العام إلى عُمان، ما الذي رأيته في الوسط الثقافي في سلطنة عمان؟

•• نعم؛ حضرت العام الماضي فعاليات بيت الزبير، وقدمت ورقة بعنوان: الرواية وسلطة المجتمع رواية «جاهلية» للروائية ليلى الجهني أنموذجاً، وبداية هذا العام شاركت في ندوة بمعرض مسقط الدولي للكتاب، وتحدثت فيها عن مبادرة انثيال، الذي أعجبني في الوسط الثقافي العماني، أنه وسط داعم، بمجرد أن يصدر لأحدهم كتاباً، تجد عشرات الكتابات والمراجعات حوله، كما أنهم يحضرون الندوات المنعقدة حول نتاجهم، وفي حفلات التوقيع تجدهم يصفون من أجل دعم زميلهم، هذا غير الاستضافات في الراديو والتلفاز -بالمناسبة أتعجب كثيراً من تعلق الناس في السلطنة بالمذياع- أمر يا عزيزي في غاية الجمال والود، هنا العلاقة بيننا نحن الكتّاب -وأنا منهم طبعاً- مربكة، نحن بحاجة لندعم بعضنا، ونحتفي بتجربتنا، أما على المستوى المؤسسي، الجميع يشاهد ما تبذله هيئة الأدب والنشر والترجمة من اهتمام بالغ بالنتاج، والترجمة، وإقامة المعتزلات، والإقامات الخارجية، وهنا يظهر دور العمل المؤسسي في دفع الحراك الثقافي وإنعاشه، في معتزل الكتابة الأخير في أبها الذي شارك فيه كتّاب من العالم العربي مما ذكروه لنا، أنهم يتابعون الحراك الثقافي السعودي، ويتقدمون لأي مشاركة ثقافية تقيمها وزارة الثقافة، هذا أمر صحي ومبهج.

• ما بين «جانجي» أولى رواياتك وآخر عمل كتبه في حقل الرواية، هناك حكايات لا يعلمها إلاّ أنت.. حدثنا عنها.

•• أزعم أني بحاجة لكتابة كتاب أسميه (سيرة روائية) كما فعل غازي القصيبي -رحمه الله- عندما كتب (سيرة شعرية). لكل رواية من رواياتي حيثيات غريبة قبل النشر، وحكايات بعد النشر، كتابي الأول نشرته عند ناشر في الحارة، وأمضيت معه عقداً لمدة عامين وحقوق بنسبة 8%، وهو الناشر الوحيد الذي التزم معي بالمدة، وبنسبة الأرباح ليس على المباع، بل على كل المطبوع، فكانت بداية مبشرة، بعد ذلك طبعت (جانجي) فطلب الناشر مبلغاً بالدولار مقابل النشر، وبنسبة 10%، وطبع العديد من الطبعات دون إشارة لطبعة ثانية، وعندما أرسلت له (أطفال السبيل) طلب مبلغاً، ورفضت، فطلب مني التنازل عن حقوقي من الكتاب الأول والثاني، ومن يومها توقفت عن الدفع، وأصبحت أراهن على ما أكتبه!

بعد ذلك كتبت رواية بعثتها لناشر وذكر أنه لا يعترف بالعقود المكتوبة، وأنه يكتفي بالعقد الأخلاقي، لا تسألني هل التزم الناشر بعقده الأخلاقي أم لا.

خذ هذه القصة، طبعت عند ناشر عربي وكان حينها رئيساً لاتحاد الكتاب العرب، بعد النشر، تحدثت معه عن العقد، فقال إنه يكتفي بإعطاء المؤلف 100 نسخة من عمله فقط!

ربما أفضل تجربة في النشر من حيث الحقوق ما كانت تقوم به النوادي الأدبية، من دفع المكافآت، وإعطاء النسخ، وصدقاً كنت كلما طلبت نسخاً منهم كانوا لا يترددون، أيضا تجربتي مع دار أدب أخيراً كانت تجربة رائعة، وكانوا في منتهى الرقي، أتمنى لهم التوفيق.

أنا أتمنى أن أطبع كل أعمالي محلياً، لكن المعضلة الكبرى دائماً تكمن في الرقابة، جاءني ناشر محلي يرغب في طباعة كل نتاجي، عندما رفع روايتي (أطفال السبيل) للرقابة، أصبنا بإحباط، صحيح لم تمنعها الرقابة لكنها رفعت العديد من الملاحظات حول العمل من ضمن تلك الملاحظات صياغة بعض الفصول مرة أخرى، تخيل أن تعيد صياغة رواية لك من أجل الطبعة الثانية، أتفهم ذلك في الطبعة الأولى لكن أن أغير رواية فقط من أجل الرقابة أمر في غاية الصعوبة؛ لذا لم تنجح محاولة طبع النتاج مرة أخرى محلياً، وعلى سيرة الرقابة في عام 2009م ترجمت (جانجي) للغة الإنجليزية، وفسحت، بينما النسخة العربية ممنوعة، ونشر الصديق محمود تراوري حينها خبراً بعنوان: «الرقابة تمنع ووكيل الوزارة يترجم» بعد ذلك فسحت النسخة العربية.

من الأشياء الجميلة أيضاً أن رواية (نحو الجنوب) تحولت إلى فيلم سينمائي 2017م من إخراج عبدالرحمن عايل، وسيناريو نهلة محمد، وصُوّر الفيلم في نفس المكان الذي كانت فيه أحداث الرواية، وكانت تجربة رائعة بالنسبة لي، حتى بالنسبة لعبدالرحمن الذي أنتج الفيلم أكثر من مرة حتى يخرج في أفضل صورة، الفيلم عرض في المغرب في 2018م، في العام نفسه تواصلت معي قناة مشهورة بخصوص نقل روايتي (الفيومي) للشاشة، لأكتشف بعد ذلك بسنتين أنها قامت بإنتاجه عبر فريق قام بتشويه العمل بحيث لا يظهرون للعالم بأنها جناية، وكان الفعل مؤذياً جدّاً، فلو أخبروني لتعاونت معهم كما تعاونت مع الصديق عبدالرحمن عايل، الذي طلب مني إذناً خطياً بموافقتي على نقل العمل للسينما ووافقت مباشرة.

هذه بعض الحكايات الصغيرة حول أعمالي، وهناك الكثير لكن المساحة هنا تحكمنا.

• لديك مشروعات إبداعية غير كتابة القصة والرواية، لديك «روى» ومبادرة «انثيال» حدثنا عن هذه المشروعات، ولماذا تعمل عليها رغم التعب وقلّة المردود؟

•• بعد أكثر من عقد ونصف في الكتابة الإبداعية، انتابتني رغبة أصبحت مُلّحة مع الوقت، وهي رغبة تتعلق بما بعد مشروعي الخاص بالكتابة.

لا شك أن الكتابة في حد ذاتها منحة عظيمة، ومجد يكلل رؤوس الكتّاب، لكن إلى متى يتعامل الكاتب مع الكتابة بشكل فيه نوع من الأنانية، الكاتب الذي أمضى عقوداً من عمره في الكتابة، واكتسب منها الخبرة والأدوات، واستطاع أن يملك المهارة، والاحترافية التي قد تؤهله إلى نقل مهارة الكتابة إلى الآخرين، لماذا لا يفعل ذلك؟

صدقاً كان لدي هذه الرغبة الملحة والمضمرة في نقل هذه المهارة للناس الذين يرغبون في الكتابة، كان هذا النداء يتكرر صداه في نفسي كثيراً، لكن لم أتوصل للوسيلة التي تمكنني من ذلك.

في عام 2018م تحدث معي الصديق فؤاد الفرحان عن رغبته في أن نشترك في عمل يخص السرد، اجتمعنا تناقشنا أياماً عدة، ثم خرجنا بإطلاق مبادرة (انثيال) التي تعنى بمساعدة من يرغب في الكتابة الإبداعية، ولم يسبق له أن أصدر كتاباً من قبل، بحيث نصحب المشارك من لحظة انقداح فكرته إلى لحظة إصدار كتابه.

اتفقنا أن أقوم ومعي بعض الأصدقاء المعنيين بالكتابة بالمبادرة السردية، ويقوم الأصدقاء فؤاد الفرحان وعبدالعزيز الغامدي -رحمه الله- بالعناية بالجانب التقني الذي يخص المنصة الإلكترونية التي قررنا أن تكون هي مخيمنا الرقمي الذي منه ننطلق لعمل هذه المبادرة السردية التطوعية.

عملنا على نسختين؛ الأولى في 2019، وكانت مخرجاتها خمسة أعمال روائية، والثانية في 2020 وكانت مخرجاتها خمسة أعمال أيضاً، وما زلنا نبحث عن جهة تتبنى هذا المشروع الواعد.

بالنسبة لـ(روى) في البداية كانت الفكرة مجلة شهرية ورقية باشتراك سنوي، يتكون العدد من ثلاثة أقسام: بروفايل عن الكاتب، ثم النص، ثم حوار مع الكاتب حول النص المنشور، اجتمع الفريق، واتقفنا على اسم المجلة، وناقشنا التفاصيل ثم وجدنا أنّ تكلفة البريد أكثر من تكلفة طباعة المجلة، فقررنا أن تكون المجلة رقمية، عملنا على الهوية، وحددنا المنصة، ثم قمنا بالإعلان عن المشروع، بدأنا مراسلة كتّاب السرد في المملكة وفي جميع العالم العربي، ووجدنا إعجاباً شديداً بفكرة المشروع، وشاركت معنا أسماء كبيرة في عالم السرد.

ثم نشرنا أول نص للروائية السورية شهلا العجيلي تحت عنوان: (إلى تشيخوف) عبر منصة (إكليل) واشترك عدد لا بأس به من القراء في المجلة، وصنعنا مجتمعاً عبر المنصة لمناقشة الأعمال المنشورة، ثم استضافة الكاتبة افتراضياً وقمنا بعمل حوار معها بحضور القراء.

تتالت الأعداد بعد ذلك، ووجدنا بعد ذلك أننا سنضطر مع الاشتراك السنوي أن ننشر أعمالاً جودتها أقل من المعايير التي وضعناها لقبول النص؛ لذا قررنا أن نوقف الاشتراك، وننشر النصوص متى توفر فيها الشرط، حتى لو دعا الأمر أن ننشر نصّاً في العام. قمنا بإعادة الاشتراكات لأصحابها كاملة، وهنا أتذكر موقفاً نبيلاً من الدكتورة الكويتية سعاد العنزي، إذ لم تقبل إعادة الاشتراك، وأخبرتنا أنه دعم للمشروع.

ربما موقف الدكتورة سعاد هو الذي حفزنا طيلة سنة كاملة على نشر عمل كل شهر.

نشر خلال ذلك العام 12 نصّاً عبر منصة (إكليل) ثم توقفنا بعد ذلك لرغبتنا في منصة مستقلة. ثم توقفنا.

خلال فترة التوقف كانت هناك العديد من النصوص التي تأتي لبريد المشروع، لكنها لم ترقَ للمعايير التي وضعناها؛ لذا لم ننشر، وأيضاً لكوننا في مرحلة انتقالية مهمة للمشروع، بعد ذلك انتقلنا لمنصة جديدة مستقلة هي منصة (روى للنشر) ونشرنا نص الكاتبة نجوى العتيبي بعنوان (أسئلة اليدين).

المنصة سهلة الاستخدام، وتتيح النص بصيغة رقمية، ذات تصميم موحد.

نسعى من خلال روى أن نحتفي بالنص الفريد، أن نبعث رسالة أن العمل ليس بعدد الصفحات وإنما بطريقة التناول، وهذا هو ما نحرص عليه، ونطمح في المستقبل أن نصدر الأعمال العربية بلغات العالم، من خلال الرهان على الكلمة والإيمان بها.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

أيتن عامر تنافس في رمضان بعملين دراميين: التفاصيل الكاملة

تشارك الفنانة أيتن عامر في موسم دراما رمضان المقبل بعملين مختلفين، لتؤكد حضورها القوي في الماراثون الرمضاني. تعرف على تفاصيل نشاطها الفني وسياق المنافسة.

Published

on

تستعد الفنانة المصرية المتألقة أيتن عامر لتسجيل حضور قوي ومميز خلال الموسم الدرامي الرمضاني المقبل، حيث تخوض السباق بعملين دراميين في آن واحد، مما يعكس حالة من النشاط الفني المكثف والرغبة في تقديم ألوان درامية متنوعة لجمهورها في الوطن العربي. ويأتي هذا الخبر ليؤكد مكانة أيتن عامر كواحدة من أبرز الوجوه النسائية في الدراما المصرية خلال السنوات الأخيرة، وقدرتها على التلون بين الأدوار المختلفة سواء كانت كوميدية أو تراجيدية أو اجتماعية.

تحدي المشاركة المزدوجة في موسم الذروة

تعتبر مشاركة أي فنان بعملين في موسم واحد، وتحديداً في شهر رمضان الذي يُعد موسم الذروة للمشاهدة التلفزيونية في العالم العربي، تحدياً كبيراً يتطلب مجهوداً مضاعفاً وقدرة عالية على الفصل النفسي والذهني بين الشخصيات. وتراهن أيتن عامر في هذه الخطوة على خبرتها المتراكمة وموهبتها التي صقلتها عبر سنوات من العمل الدؤوب، حيث اعتاد الجمهور منها على الأداء الطبيعي والسلس. إن الجمع بين عملين يضع الفنان تحت مجهر النقد والمقارنة الفورية، إلا أنه في المقابل يمنحه مساحة أوسع للانتشار والوصول إلى شرائح مختلفة من الجمهور، خاصة إذا كانت الأعمال تنتمي لنوعيات درامية متباينة.

السياق العام: الماراثون الرمضاني وصناعة الدراما

يحتل شهر رمضان مكانة استثنائية في الثقافة العربية، ليس فقط كشهر للعبادة، بل كموسم ثقافي وفني بامتياز. تاريخياً، ارتبطت الأسرة العربية بالتفافها حول شاشة التلفزيون بعد الإفطار، مما جعل من هذا الشهر السوق الأكبر والأهم لصناعة الدراما والإنتاج التلفزيوني في المنطقة. وتتنافس شركات الإنتاج والقنوات الفضائية، ومؤخراً المنصات الرقمية، على استقطاب ألمع النجوم لتقديم أعمال تجذب الملايين من المشاهدات والإعلانات.

وفي هذا السياق، يُعد تواجد فنانة بحجم أيتن عامر في عملين دليلاً على ثقة صناع الدراما في اسمها كعنصر جذب جماهيري، وقدرتها على حمل مسؤولية أدوار محورية تساهم في نجاح الأعمال التي تشارك فيها وسط منافسة شرسة تضم عشرات المسلسلات المصرية والعربية.

التأثير المتوقع وأهمية التنوع الدرامي

من المتوقع أن يساهم هذا الحضور المزدوج في إثراء الموسم الدرامي، حيث يبحث الجمهور دائماً عن التنوع والجودة. وتلعب الدراما المصرية دوراً ريادياً في تشكيل الوعي الجمعي ومناقشة القضايا الاجتماعية، وبالتالي فإن اختيار أيتن عامر لأدوارها سيكون محط أنظار النقاد والمتابعين لمعرفة الرسائل التي ستقدمها من خلال شخصياتها الجديدة.

علاوة على ذلك، يعكس هذا النشاط الفني تعافي صناعة الدراما وقدرتها على ضخ دماء جديدة وأعمال متعددة رغم التحديات الاقتصادية العالمية، مما يؤكد استمرار مصر كمركز ثقل فني في الشرق الأوسط، وتظل مشاركة النجوم في أكثر من عمل ظاهرة صحية طالما اقترنت بالجودة الفنية والاختلاف في المضمون.

Continue Reading

الثقافة و الفن

مي عز الدين تؤجل مسلسل قبل وبعد وتغادر رمضان القادم

مي عز الدين تعلن خروج مسلسل قبل وبعد من سباق رمضان لضيق الوقت. تعرف على القائمة الكاملة لأبطال العمل وأسباب التأجيل وتفاصيل القرار.

Published

on

مي عز الدين

في مفاجأة غير متوقعة لجمهور الدراما المصرية والعربية، أعلنت النجمة المصرية مي عز الدين رسمياً خروج مسلسلها الجديد «قبل وبعد» من المنافسة في الماراثون الرمضاني القادم، وهو الخبر الذي أثار تفاعلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي نظراً للشعبية الكبيرة التي تتمتع بها الفنانة وانتظار الجمهور لأعمالها السنوية.

تفاصيل الإعلان وأسباب التأجيل

جاء الإعلان عبر حسابها الرسمي على موقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستغرام»، حيث شاركت مي عز الدين جمهورها عبر خاصية «الستوري» توضيحاً شاملاً لأسباب هذا القرار الصعب. وكتبت قائلة: «نظراً لضيق الوقت قررنا أنا والقائمين على العمل من إنتاج وإخراج وتأليف، تأجيل مسلسل (قبل وبعد) علشان نعمله كويس ويأخد وقته في التحضير ونقدم حاجة تليق بالمشاهد».

ويعكس هذا القرار رغبة صناع العمل في الحفاظ على الجودة الفنية وتجنب ضغط التصوير المتواصل الذي قد يؤثر سلباً على المخرج النهائي للعمل، خاصة في ظل المنافسة الشرسة التي تشهدها الدراما الرمضانية كل عام.

فريق عمل مسلسل «قبل وبعد»

يضم المسلسل نخبة كبيرة من نجوم الدراما، مما كان يجعله واحداً من أبرز الأعمال المرتقبة. فبجانب النجمة مي عز الدين، يشارك في البطولة كل من عماد زيادة، هاني عادل، النجمة القديرة سوسن بدر، ريم البارودي، محمود عبدالمغني، ونجم الكوميديا كريم عفيفي. كما تضم القائمة ريم سامي، ليلى عز العرب، إيمان السيد، والوجه الصاعد چودي مسعود. العمل من تأليف الكاتب محمد سليمان عبدالمالك، وإنتاج المنتجة مها سليم، بينما يتولى الإخراج المخرج مرقس عادل.

سياق المنافسة الرمضانية وتحديات الإنتاج

يأتي قرار خروج مي عز الدين من السباق الرمضاني ليلقي الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه صناعة الدراما في مصر والوطن العربي خلال هذا الموسم. يُعرف شهر رمضان بأنه «الموسم الذهبي» للدراما، حيث تتسابق شركات الإنتاج لتقديم أفضل ما لديها. ومع ذلك، فإن ضيق الوقت بين التحضيرات وبدء التصوير غالباً ما يضع صناع الأعمال تحت ضغط هائل، مما يدفع بعض النجوم الكبار -مثل مي عز الدين- إلى اتخاذ قرارات شجاعة بالتأجيل بدلاً من المجازفة بتقديم عمل لا يليق بتاريخهم الفني أو بتوقعات الجمهور.

تأثير القرار ومسيرة مي عز الدين

تعتبر مي عز الدين واحدة من أيقونات الدراما المصرية في السنوات الأخيرة، حيث حققت نجاحات متتالية في مواسم رمضان السابقة من خلال أعمال تركت بصمة واضحة مثل «جزيرة غمام» و«سوق الكانتو» و«خيط حرير». ولذلك، فإن غيابها عن الشاشة في رمضان القادم سيترك فراغاً لدى شريحة واسعة من المشاهدين الذين اعتادوا على متابعة أعمالها التي تتنوع بين الدراما الاجتماعية والتشويق.

من ناحية أخرى، يرى النقاد أن خروج المسلسلات القوية من سباق رمضان وعرضها في مواسم أخرى (Off-season) أصبح توجهاً عالمياً ومحلياً ناجحاً، حيث يتيح ذلك للعمل فرصة مشاهدة أفضل بعيداً عن زحام الإعلانات وتكدس الأعمال، مما يضمن للمسلسل حقه في التقييم والمتابعة المتأنية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

ديوان سليمان الأسعد الجديد: مناجاة الحب والأبواب المغلقة

تعرف على تفاصيل الديوان الشعري الجديد للشاعر سليمان الأسعد. رحلة أدبية تناشد الحب وتعيد تشكيل المشاعر الإنسانية في إصدار ثقافي مميز يثري المكتبة العربية.

Published

on

في إضافة نوعية للمكتبة العربية والمشهد الثقافي المعاصر، أطل الشاعر سليمان الأسعد على جمهوره ومحبي الكلمة العذبة بإصدار ديوانه الشعري الجديد، الذي يحمل عنواناً لافتاً ومثيراً للتأمل: "قبل أن يغلق الحب أبوابه". يأتي هذا الإصدار ليعيد الاعتبار للقصيدة الرومانسية والوجدانية في زمن طغت فيه السرعة على المشاعر الإنسانية، حيث يقدم الأسعد تجربة شعورية مكثفة تناشد الحب وتستجدي بقاءه.

عودة إلى جوهر الرومانسية في الشعر العربي

يعد هذا الديوان الجديد محطة هامة في مسيرة الشاعر، حيث يغوص في أعماق النفس البشرية مستكشفاً دهاليز العاطفة. ومن خلال العنوان، يظهر جلياً أن الأسعد يحاول التقاط اللحظات الأخيرة قبل تلاشي الفرص، مناشداً الحب كقيمة عليا يجب التمسك بها. تأتي هذه القصائد لتمزج بين الألم والأمل، وبين الخوف من الفقد والرغبة في الخلود العاطفي، مستندة إلى إرث طويل من الشعر العربي الذي طالما مجّد العاطفة وجعلها محوراً للوجود الإنساني.

السياق الثقافي وأهمية الإصدار

يأتي طرح هذا الديوان في وقت تشهد فيه الساحة الثقافية العربية حراكاً ملحوظاً نحو إعادة إحياء الأدب المقروء، وتحديداً الشعر الذي يلامس وجدان القارئ. إن أهمية هذا العمل لا تكمن فقط في جودة النصوص المتوقعة من شاعر بحجم سليمان الأسعد، بل في توقيته الذي يعكس حاجة المجتمع للعودة إلى الذات والبحث عن الجمال وسط ضجيج الحياة اليومية. يمثل الديوان دعوة مفتوحة للتريث والتأمل في علاقاتنا الإنسانية، مما يمنحه بعداً اجتماعياً وفلسفياً يتجاوز حدود القافية والوزن.

التأثير المتوقع ومستقبل القصيدة

من المتوقع أن يثير ديوان الأسعد الجديد نقاشات واسعة في الأوساط الأدبية والنقدية، نظراً للرمزية العالية التي يحملها العنوان وما يشي به من مضامين وجودية. فالمناشدة هنا ليست مجرد استجداء عاطفي، بل هي موقف فكري يرفض الاستسلام لبرودة العلاقات المعاصرة. يُنتظر أن يجد هذا العمل صدى واسعاً لدى شريحة القراء الشباب الباحثين عن لغة تعبر عن هواجسهم، بالإضافة إلى النقاد الذين يتابعون تطور التجربة الشعرية للأسعد. إن رفد المكتبة العربية بمثل هذه الأعمال يساهم في تعزيز الهوية الثقافية ويؤكد على أن الشعر لا يزال ديوان العرب وسجل مشاعرهم الصادقة.

Continue Reading

Trending