Connect with us

ثقافة وفن

الحداثة الأدبية في السعودية… من الأيديولوجيا إلى الصيرورة

لو سألت أي أحد ممن كانوا يوصفون برموز الحداثة إبان الثمانينيات عن معنى الحداثة الأدبية أو عن تعريف لها فلن تجد

لو سألت أي أحد ممن كانوا يوصفون برموز الحداثة إبان الثمانينيات عن معنى الحداثة الأدبية أو عن تعريف لها فلن تجد لديه جوابًا ذا قيمة معرفية، سواء كان ناقدًا أو شاعرًا أو ساردًا. وذلك لأن الحداثة ليست مجرد كلمة معجمية يمكن فتل أليافها بكلمات تعريفية مبسطة، بقدر ما هي منطقة جدل اصطلاحي يكشف عن وعي الشارح لها، ولذلك يتعذر على نسبة كبيرة من مثقفي تلك الموجة مقاربتها لأنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة مقالة واحدة في معنى الحداثة، بقدر ما كانوا معنيين بفكرة الصراع ضد كل ما هو قديم تحت راية الحداثة. وهذا هو ما يفسر غياب أي أثر تنظيري تأسيسي لمعنى الحداثة في أدبيات ذلك الجيل، مقارنة بمنسوب الغبار الإعلامي للمعركة، على الرغم من كون الحداثة أحد أهم أركان الحضور الثقافي لذلك الجيل، فيما يبقى سؤال الحداثة معلقًا حتى هذه اللحظة على ردات فعل غير مستوفية لشروط ضبط المفهوم واستكناه دلالاته.

والمفارقة أن الصراع الأيديولوجي كان على أشده آنذاك بين فريقين لم يتعرفا ولم يُعرفا المفهوم الدلالي للحداثة، لأن موضوع الحداثة يتموضع في مكمن متفجر يتعلق بالهوية، ممثلة باللغة والموروث الأدبي، والمقدس الديني والقيم الاجتماعية وهكذا. حيث استدرج تيار الحداثة أو ربما استمرأ فكرة تعريض جبهة التحديات الحداثية، بمعنى أن المفهوم المتداول في حقول معرفية متشعبة انتقل من الاستعمال الأدبي المعرفي إلى التوظيف الأيديولوجي. وفي تلك البؤرة الوعرة، أي منطقة استواء الأضداد على المستوى الأيديولوجي كان لزامًا على الطرفين التخندق والتحزب وإحياء ثقافة الحجاج بما يتجاوز الأدبي إلى الديني والاجتماعي. والاكتفاء بالتعريف العمومي الأبسط للحداثة المتمثل في اعتناق كل ما هو إبداعي وعقلاني ورفض كل ما هو اتباعي ونقلي.

وهنا، أي في هذه التفصيلة الحرجة لمعنى الحداثة يكمن الخطأ الأكبر لمن عُرفوا بالحداثيين، حيث تعاملوا مع الحداثة كأداة، أو بمعنى أدق كأيديولوجيا. والحداثة ليست أيديولوجيا بقدر ما هي صيرورة. وهذا هو الركن الأهم للتماس مع الحداثة باعتبارها مفهومًا تاريخيًا. وعليه، فإن التيار الذي استأثر بحصرها في فئة وحقبة تاريخية إنما كان يهدر البعد التراكمي للحداثة. مع التأكيد على تسجيل نقطة لصالح تيار الثمانينيات الذي تبنى منظومة قيم فكرية وجمالية مستجدة خلال لحظة زمنية فارقة، ونذر نصه لتوطينها والدفاع عنها. بل كان معنيًا بأخلقة المشهد، ومع التنبيه على عدم النظر إلى تلك الفترة برومانسية تخل بالمقاربة التاريخية والمعرفية.

هناك فرق ومسافة ما بين مفهوم الحداثة وحالة الوعي بالحداثة كما يؤكد على ذلك هابرماس في مقاربته للحداثة الغربية. وبتصوري أن الحداثة في السعودية كانت موجودة -مثلًا- عند من عُرفوا بالرواد، وفق ظرفهم الزماني والمكاني، إلا أن الوعي بالحداثة لم يُستظهر بالشكل الواعي إلا عند جيل الثمانينيات، وعند أسماء قليلة جدًا. بدليل أن المنتجات الشعرية والنقدية المتأخرة لبعض رموز حداثة الثمانينيات صارت تحمل سمة سلفية ولا تمت للحداثة بصلة. بل تساهم في تآكل سمعة الحداثيين الأدبية. وبذلك كانت سببًا جوهريًا من أسباب موت تيار الحداثة. وبتصوري أيضًا أن بعض أسماء الجيل التسعيني كانوا أكثر وعيًا بالحداثة وأكثر إسهامًا في تعميق المنحى الحداثي في المشهد، من دون معركة سجالية تنظيرية، بالنظر إلى معرفتهم الأكيدة بفكرة صيرورة الحداثة. كما أن الجيل الألفيني جاء بما هو أكثر بالنظر إلى الممكنات الموضوعية التي ساعدته على تعميق الحفر في مجرى النهر الحداثي.

إبان الثمانينيات كان لقب الحداثي يمثل امتيازًا لمن يحمله. وقد ظل هذا الامتياز معلقًا على صدور بعض الأشخاص كنياشين انتصار في معركة كبرى. وهو وهم كبير ضخمه أولئك الذين فرغوا المفهوم من حمولاته الأدبية والمعرفية وأعادوا تعبئته بالمعاني الأيديولوجية النضالية البطولية، الذين لم يقتربوا من المفهوم الدلالي التاريخي للحداثة، لصالح التعريف المعجمي. ولم يدركوا بأن المعجم لا يمكنه أن يحتوي هذا المفهوم العصي على التعريف، لأن الحداثة أكبر من أن تكون لفظًا معجميًا أدائيًا، وهي أقوى من أن تستقر بسكونية في معجم، بالنظر إلى تمادي أبعادها الماهوية. وهذا هو ما يفسر الإجابات السطحية لبعض أولئك الذين نجوا من الشيطنة فأقاموا لأنفسهم تماثيل التألُّه عندما يواجهون بسؤال إعلامي أكثر تسطيحًا عن معنى الحداثة. وذلك من خلال مقاربات تقع على مسافة بعيدة من رؤية بودلير باعتبار الحداثة نقطة التقاطع بين الأبدي والعابر.

إن المقاربة المعجمية أو الشخصانية لحداثة الثمانينيات تغلق كل ممرات الجدل حول الحداثة، مقارنة بالمقاربة السوسيوتاريخية التي تضع تلك الحقبة على طاولة الدرس في منطقة وسيطة لتصلها بما قبلها من حقب، وتستشرف ما بعدها من آفاق. فرحيق حقبة الثمانينيات موجود على هيئة نصوص أدبية ونقدية يمكن الاختلاف بها وعليها. والتغاضي عن كل الادعاءات التي صاحبت تلك اللحظة الزمنية من أفكار وأسماء ورموز. مع التأكيد على أن الثمانينيات ليست هي الغصن الذهبي لشجرة المشهد الثقافي في السعودية. وأن الثقافة في السعودية لم ولن تتوقف عند محطة الثمانينيات، لأن الثقافة التي تتخثر في حقبة زمنية تموت. وهذا ليس واقع الثقافة في السعودية ولا حال الحداثة، فهي وثيقة الصلة بالتحولات، وهذا ما يعد به المشهد الثقافي في السعودية الذي يعيش لحظة تحولات بنيوية عميقة تشكل الثقافة والحداثة على وجه الخصوص أحد أهم أركانها.

Continue Reading

ثقافة وفن

محمد عبده يكشف تفاصيل ألبومه الجديد «أحد سأل عني»

في ليلة استثنائية جمعت الفن والوفاء، احتفلت روتانا بذكرى ميلاد فنان العرب محمد عبده، ضمن حفل جماهيري ضخم أقيم

في ليلة استثنائية جمعت الفن والوفاء، احتفلت روتانا بذكرى ميلاد فنان العرب محمد عبده، ضمن حفل جماهيري ضخم أقيم في مسرح «الخبر أرينا» بالمنطقة الشرقية، وذلك في إطار فعاليات «عيدكم الخبر» خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، وبرعاية الهيئة العامة للترفيه.

وجاءت هذه المفاجأة تقديرًا لمسيرة محمد عبده الفنية الطويلة، إذ بادرت روتانا بقيادة الرئيس التنفيذي للمجموعة سالم الهندي بتنظيم احتفالية خاصة على خشبة المسرح، وسط حضور جماهيري غفير، علِم مسبقًا أن التذاكر نفدت بالكامل قبل موعد الحفل بثلاثة أسابيع.

وقد عبّر محمد عبده عن امتنانه للمبادرة، قائلاً إن هذه اللفتة تعني له الكثير، موجّهًا شكره للجمهور الذي سانده ورافقه لأكثر من 50 عامًا، شكّل خلالها ملامح الأغنية السعودية وارتقى بها إلى آفاق عربية وعالمية.

وشارك فنان العرب في تدشين المسرح الجديد «الخبر أرينا»، الذي يُعد إضافة نوعية للبنية التحتية الترفيهية في المملكة.

وتحدّث محمد عبده خلال المناسبة عن ألبومه الجديد «أحد سأل عني 2025»، قبل أن يصعد إلى المسرح ليبدأ ليلة طربية خالدة بقيادة المايسترو السعودي هاني فرحات وفرقته الموسيقية، مفتتحًا الحفل بأغنية «صوتك يناديني»، ثم قدّم مجموعة من أشهر أعماله، منها: يا غايبة، أنت السما، ارفض المسافة، بنت النور، يا جنة الدنيا، على البال، مجموعة إنسان، أبعتذر، لي ثلاث أيام، أبي منها الخبر.

وخلال فقرات الحفل، صعد سالم الهندي إلى المسرح برفقة تورتة عيد الميلاد ليُفاجئ «أبو نورة» أمام الجمهور، وسط تصفيق حار وحضور صوتي مميز للفنانة السعودية الشابة زينة عماد التي سبق أن شاركته في حفلات سابقة، وتمنّت له مع الجمهور والمشاركين دوام الصحة وطول العمر.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

مخرجة فيلم «ريستارت» لـ«تامر حسني» تشنّ هجوماً على الناقد طارق الشناوي.. ما السبب؟

شنّت المخرجة المصرية سارة وفيق، مخرجة فيلم «ريستارت» من بطولة الفنان المصري تامر حسني، هجوماً على الناقد الفني

شنّت المخرجة المصرية سارة وفيق، مخرجة فيلم «ريستارت» من بطولة الفنان المصري تامر حسني، هجوماً على الناقد الفني طارق الشناوي، رداً على انتقاده للعمل الذي يعرض حالياً ضمن أفلام عيد الأضحى المبارك 2025.

ووجّهت سارة عبر حسابها الشخصي في «فيسبوك» رسالة مطولة شديدة اللهجة إلى الشناوي، حيث كتبت: «أستاذ طارق الشناوي في فرق كبير بين الإهانة والنقد، حضرتك بتقول إن مفيش موضوع في الفيلم، ودي حاجة ضحّكتني جداً، لأن إحنا بنتكلّم عن موضوع الساعة موضوع العصر أكبر موضوع بيهمّنا ويخصّنا حالياً».

وأكدت أن الفيلم يناقش بذكاء وسخرية قضية الهوس بالشهرة والترند، وهي قضية معاصرة تمس المجتمع بأسره، معلقة: «كلامك فكرني بمشهد في الفيلم للفنان محمد ثروت، وهو بيقول أنا أعمل أي حاجة عشان أبقى ترند إحنا خدامين الترند».

واتهمت مخرجة فيلم «ريستارت» الناقد طارق الشناوي بأن انتقاده للعمل سببه البحث عن الترند بدلاً من مناقشة العمل نفسه، وتابعت: «مبروك يا أستاذ طارق عرفت تبقى ترند من غير ما تنقد الفيلم.. تخبط في القائمين على العمل بعيداً عن العمل نفسه ولا اتكلمت عن إيجابياته ولا سلبياته لا ههاجم أشخاص وبكده هطلع ترند بسرعة».

كما أشارت إلى أن الشناوي، بصفته ناقداً فنياً، تجاهل ذكر عرض الإيجابيات والسلبيات ولم يستخدم أدواته المهنية كما ينبغي، قائلة: «حضرتك بتتكلم عن أدوات المخرج والمؤلف، ولم تستخدم أدواتك كناقد فني يا ريتك قلت حاجة نستفيد بيها بدل ما أنت طالع ترمي إفيهات وحشة كمان».

وأنهت مخرجة فيلم «ريستارت» رسالتها بأن الأرقام وردود فعل الجمهور هي النجاح الحقيقي وليس فقط آراء النقاد، قائلة: «الرقم اللي متحقق جوّه مصر وبرا مش مجاملة يا أستاذ طارق، ده الجمهور الحقيقي اللي بنخاطبه، دول مش ولاد أختي مثلاً، الفيلم لسّة نازل وداخل على خمسين مليون داخل مصر فقط، وده نجاح مفرّح كل صنّاعه، الحمد لله، على العموم دي كلمتك ورأيك والجمهور قال كلمته برضو».

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

فنانة لبنانية شهيرة تعترف للمرة الأولى بتعاطيها المخدرات

فجّرت الفنانة اللبنانية نادين الرأسي مفاجأة صادمة لجمهورها حول تعاطيها المخدرات في فترة من فترات حياتها، وساعدها

فجّرت الفنانة اللبنانية نادين الرأسي مفاجأة صادمة لجمهورها حول تعاطيها المخدرات في فترة من فترات حياتها، وساعدها نجلها في تخطيها تلك المرحلة والتخلي عنها.

وخرجت «الرأسي» في مقطع فيديو عبر حسابها الشخصي بمنصة «إنستغرام»، تعترف بتناولها المخدرات في فترة، موجهة رسالة توعية بأهمية تربية الأبناء بشكل سليم من أجل مستقبلهم.

وأكدت نادين الرأسي في حديثها قائلة: «سبق أن جرّبت المخدرات وتخليت عنها، وأكتر حد وقف جنبي هو ابني، وهنا نرجع لكلمة نربّي ولادنا صح، وما تعلّقوا على الشيء السيئ اللي صار فينا، خلّينا نتعلّم منه، وأنصحكم تربّوا أولادكم صح».

وعلى جانب آخر، كشفت نادين الرأسي موقفها من إمكانية زواجها مرة أخرى، حيث قالت في تصريحات تلفزيونية سابقة، إنها لم تستطع العيش من غير وجود حب ولكنها فقدت الأمل في العثور على رجل مناسب لها، قائلة: «بقيت بخاف لو حد اتكلم معايا وبدأ يهتم بيا، وبقيت بفكر في نفسي وبقى عندي أنانية كبيرة، الحب تضحية وأخد وعطاء».

وعلى صعيد الأعمال الفنية، شاركت نادين في وقت سابق في مسلسل «عرابة بيروت»، الذي عرض في 2023، الذي تدور أحداثه حول إدارة جولييت لملهى ليلي في بيروت القديمة، حيث تكشف من خلاله أسرار الطبقة المخملية، مع خفايا تهدد بتدمير الإمبراطورية التي بنتها.

وشارك في بطولة مسلسل «عرابة بيروت»، بجانب نادين الرأسي، نخبة من الفنانين مثل نور الغندور ومهيار خضور، وهو من تأليف مازن طه، وإخراج فيليب أسمر.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .