Connect with us

ثقافة وفن

التشكيلية دنيا الصالح: المفاهيميّة أفسدت الذائقة وهوت بها إلى القاع

تستحق التشكيلية دنيا صالح الصالح الاحترام، والتوقّف الطويل أمام لوحاتها؛ لتأمل الأفكار التي تكاد تتحدث وتعبّر

تستحق التشكيلية دنيا صالح الصالح الاحترام، والتوقّف الطويل أمام لوحاتها؛ لتأمل الأفكار التي تكاد تتحدث وتعبّر عمَّا يختلج داخل التشكيلية، ولا يُستكثر عليها أن تضخ الأفكار الحُرّة والمتطلّعة لآفاق أرحب من إنسانية الكون والبشر، وبما أنّها ابنة بيئة مثقفة ومُلهِمة فمن الطبيعي أن نجد في لوحتها القصيدة، والأغنية، والزخرفة، والحياكة، فوالدها الكاتب الشاعر صالح الصالح، أسس داخلها علاقة وطيدة بكل مظان الجمال، وهذا ما خرجتُ به من حواري معها، فإلى نصه..

• هل للأب الشاعر دور في توجهك نحو الفنون؟

•• لوالدي دور مهم وأساسي في مسيرتي باعتباري إنسانة بالدرجة الأولى، وفنانة تشكيلية، ومتذوقة للفنون الأخرى والأدب، إذ نشأتُ وتربيتُ، في بيت يُحترم فيه الإبداع ويُحتضن إلى أن يحقق مبتغاه، وهذا ما حدث معي منذ طفولتي، فعمل والدي على اكتشاف موهبتي وصقلها، بل وتوجيهها، وتوفير كل ما يلزم للارتقاء بها منذ الصغر، بما في ذلك المصادر والمراجع، وزيارة معارض تشكيلية، والاطلاع على تجارب تشكيليين ومنهم الأديب والتشكيلي عبدالعزيز مشري، والتشكيلي الكبير «عبدالجبار اليحيى»؛ الذي كان والدي ينقل جديد أعمالي إليه بين حين وآخر ليستمع لرأيه النقدي، ما شجعني على الإصغاء لرأي النقاد، والاستفادة من خبراتهم ومنهم الناقد كمال حمدي، وأحمد خوجلي، والدكتور حسن ظاظا، والروائي عبدالرحمن منيف -رحمة الله عليهم جميعاً- ودور والدي لم يقتصر على ذلك فحسب، بل ظهر واضحاً عندما تزامن الرسم مع الشعر والنثر بدايات تجربتي، وخشي أن يؤدي تعدد الاهتمامات إلى تشتيت الموهبة، ما دفعه لتوجيهي لاختيار الأسلوب الأفضل للتعبير، الذي أجد نفسي فيه، وهنا اخترت التعبير بالرسم.

• بماذا تصفين الفنّ التشكيلي، فطرة موهبة، أم مكتسبة؟

•• الفن التشكيلي مصطلح واسع يضم عوالم متعددة منها الرسم والنحت، والتصوير والهندسة وغيرها، والولوج لأحد هذه العوالم يأتي بالفطرة «الموهبة» ومن ثم صقلها واكتساب المزيد من الخبرات بالدراسة لتصبح المدخلات المكتسبة طوراً جديداً لنضوج الموهبة «الفطرية»، وللعلم أن هناك مصطلح «فنّ فطري، وفنان فطري» يمثل الفن الأصيل ولا يخضع للقوانين المتعارف عليها، ووعي الفنان وموروثه الثقافي والنسبة الذهنية النابعة من بوصلة فطرته هو ما يحكم إبداعه، وهذا نجده جليّاً عند الإنسان قديماً في مناطق المملكة، إذ إن الفنانة أو الفنان يجيد ويتقن الزخرفة الشعبية، بل ويبدع فيها متى استفاد من تجارب الآخرين وخبراتهم وعززها بالدراسة، كما في «القط العسيري» وحياكة «السدو»، أو«الروشن» في المنطقة الغربية و«الأبواب» في نجد.

وفي ظل الانفتاح على الآخر ومع تطور الاتصالات أصبح الفن التشكيلي- بتاريخه ومدارسه- متاحاً للجميع، ما أسهم في مساعدة الفنان على تطوير نفسه وقدراته، بل وابتكار مدارس حديثة.

• ما نواة الوعي الأولى؟

•• أعتقد أن الصرخة الأولى للمولود بعد امتلاء رئتيه بالهواء، هي البوابة الحقيقية للحياة وليس الولادة، وارتباط الألم بالولوج إلى الإنسانية؛ التي تعني «الحياة والموت» واكتشاف الذات مبكراً والمحيط الخارجي بكل ما فيها من مؤثرات، ما يشكل نواة الوعي الأولى.

• لمن تدينين بالفضل في تشكيل ذائقتك؟

•• حتى لا أظلم أحداً، كل من عاصرته في حياتي منذ طفولتي وإلى الآن لهم دور في تشكيل ذائقتي الفنية؛ أسرتي، صديقاتي، زميلات العمل، بمن فيهم المارة المجهولون في طريقي، والطير والشجر، وحتى العناصر الأربعة، أما الدور الأكبر بعد والدي فقد كان لجدتي «قمراء» رحمها الله، التي كانت تجيد حياكة «السدو» وتبدع في ألوانها وزخرفتها بأشكال مستوحاة، من موروثنا الشعبي الأصيل، والتشكيلي الراحل عبدالجبار اليحيى بإبداعه في أعماله التي تناولت الإنسان في كل حالاته، والفنان التشكيلي «فان جوخ»، الذي أحب الطبيعة وأحبته، فأبدع في تفاصيلها، كل هؤلاء وغيرهم كُثر، زرعوا في داخلي حب الفن وأسهموا في تشكيل ما ترسمه يداي.

• هل توافقين على مقولة «التشكيلي الناجح مجموعة أفكار وقصائد وألوان وانطباعات»؟

•• التشكيلي قبل كل شيء هو إنسان يشكل جزءاً من كل، يتأثر ويؤثر، ونتاجه الإبداعي يعكس ذاته ومحيطه، وما يجعله ناجحاً هو إحساسه العالي بالمسؤولية تجاه الفن، ومدى انعكاسه على المجتمع، ومضمون الرسالة التي يحملها. أما ما تطرقت إليه من صفات في سؤالك عن التشكيلي الناجح، فهو ينطبق على أي مبدع في أي مجال، ونجاح التشكيلي مرهون بما يقدمه من إبداع مترابط، متقن، يتوازى فيه الشكل مع المضمون، مع الالتزام بقوانين الرسم العلمية كقواعد المنظور مثلاً، ولا أنسى احترام المتلقي أيّاً كان هذا المتلقي أو ثقافته أو انتماؤه، وحقه في فهم ما يقدم وما يعرض، وهنا أخالف بعض من يعترض على شرح اللوحة، أو محاولة تبسيط المعنى للمتلقي، فلا يجب أن تتسع الهوة بين العمل والمشاهد، فالتثقيف الفني دور مهم للفنان ودليل نجاحه، يجب عدم تجاهله، كما أنه يضاف لمهماته من أجل تحسين ذائقة العوام وتطوير ثقافتهم الفنية.

• أي رسمة بشّرت بقدومك إلى عالم التشكيل؟

•• أول تجاربي الحقيقية كانت جداريات بالفحم، ولوحات على «الكانفس» بالألوان الزيتية وأتذكر أن «اللوحة الأولى» زيت على كانفس جسدت فيها حائطاً محطماً من الجهة اليمنى، وهناك عين تدمع ليتحول الدمع لبركة دماء، في تجسيد لفلسطين التي في قلوبنا ولم تغادر وكان عمري آنذاك 11عاماً، وأول لوحة نشرت لي كانت في صحيفة الجزيرة الصفحة الثقافية، وكنت وقتها في الصف الثالث متوسط، وعموماً أعمالي في هذا العمر تعبر عن الإنسان وإنسانيته وصراع الخير والشر، والحرب والسلام.

• ما دور أسرتك، ومدرستك في التحفيز وتوفير ما يلزمك في ذلك الوقت؟

•• دور المدرسة كان محدوداً جداً مقارنة بدور الأسرة التي سعت دائماً لتحفيزي، وتوفير فرص متعددة للنهوض بفني وتحقيق أهدافه، وهنا أخص بالذكر عمي العزيز مرضي الصالح -أطال الله عمره- الذي خصص من راتبه آنذاك ميزانية قدرها 500 ريال لدعمي بالأدوات والخامات، هذا وأنا في مرحلة المتوسطة، أما في باقي المراحل والمحطات فهناك دعم مستمر من جميع أفراد الأسرة وحتى أصغر فرد فيها، والآن وبعد أن تفرغت للفنّ خصوصاً إثر التقاعد، أصبح كل فرد في عائلتي داعماً لي، بل ومشجعاً بالتزام الحضور لنشاطاتي التشكيلية، وهنا أخص والدي، الذي لم يمنعه بعد المسافات عن حضور كل مشاركاتي دولية أو عربية.

• هل تدفع الثقافة التشكيلي إلى التعلق بمدرسة ثم الانتماء إليها؟

•• بإمكان الثقافة أن تقلب المفاهيم وتؤثر على التشكيلي وتقوده إلى حيث تشاء، إن كان غير مثقف، ولا يملك موقفاً واضحاً تجاه المدارس التشكيلية وما يلائمه وفق إمكاناته، فالانفتاح على الثقافة والمعارض التشكيلية المحلية والدولية، والتنافس على الاهتمام بالفنون عند دور العرض، إضافةً إلى الجامعات والمعاهد، التي تدرّس الفنون، وسوق الفن «العرض والطلب»، كلها تسهم في توجيه الفنان إلى الانتماء لمدرسة معينة، هناك ما يشبه الموضة التي تكتسح السوق لزمن، ومن ثم تليها أخرى، غير أن الفنان الأصيل لا ينساق خلف هذا التوجه أو ذاك إلا بقناعة تامة ورضا كامل.

• متى كان أوّل معرض لك؟ وهل كان شخصيّاً أم جماعياً؟ وأين كان؟

•• أول مشاركة لي كانت عام 1994م، في معرض جماعي، بمقر السفارة الهولندية بالرياض، وعقب ذلك تتالت المعارض الجماعية في مناطق المملكة في جدة وأبها والدمام، أما الشخصية فكانت ثلاثة معارض؛ واحد في لبنان واثنان في القاهرة، آخرهما «الحراقة» 2019، والآن أعد لمعرض قادم لم يحدد زمانه ولا مكانه.

• ما العمل الذي رضيت عنه تمام الرضا؟

•• ليس هناك عمل تشكيلي رضيتُ عنه تمام الرضا، ولن يوجد، وهذا ما يجعل اللوحة الفنية جزءاً لا يتجزأ من الفنان، والتوقيع لا يُنهي هذه العلاقة، ولا يعلن اكتمال اللوحة، أو رضا الفنان التام عنها، بل إن هناك أعمالاً أتلفتها بعد إنجازها، آخرها بالمشرط، ومع هذا، هناك أعمال قريبة مني ترتبط بذكريات خاصة، أو رسمتها في أماكن أحببتها، مع إيقاع موسيقي ملهم، أو في حضور أشخاص ملهمين، كما أن هناك أعمالاً قمت بإهدائها، وبقيت في القلب مع أن بعضها متواضع، وهذا يذكرني بلوحة صغيرة الحجم «حفر على خشب» لبيوت من نجد أهديتها للروائي عبدالرحمن منيف، ونقلها آنذاك له الكاتب محمد القشعمي، وأخرى أهديتها للشاعر الكبير محمد العلي، وموجودة في لبنان، وأخرى في سورية قدمتها للروائي والأديب حسن سامي يوسف، وأعمال أخرى عزيزة عليّ في عهدة من يقدر الفنّ ويعتني به.

• كيف ترين مستقبل الفنون البصرية في المملكة؟

•• الفن في المملكة ليس وليد اليوم. فهو في صلب ثقافتنا الشعبية الموروثة، يكمن الجمال في كل شيء بدءاً من الزخارف المتجليّة على أبواب ونوافذ البيوت، وفي الملابس والحلي، إلى الرقص والغناء والموسيقى، والشعر والقصص، وهذا يتضح جلياً فيما توليه وزارة الثقافة، ومسك الفنون، والجمعيات المعنية بالفنون التشكيلية «جسفت» و«الثقافة والفنون» والمنتديات الجديدة، والمعاهد، والجامعات، وقاعات العرض المنتشرة في مناطق المملكة، بما فيها قاعات مركز الموسى في العليا بالرياض، وكل هذه وأكثر في الطريق الصحيح لتحقيق نهضة نوعية في مجال الفنّ التشكيلي عموماً.

وبهذا فالفنون البصرية ماضية نحو الأمام وفق ثقافتنا ورؤيتنا، وغير الناضجة منها، وإن بدت للجميع أنها طبيعية فهي لا تعدو طفرة بإذن الله تجد طريقها إلى النضوج، أو تختفي.

• ما الدافع لتأسيس إتيليه خاص بك في القاهرة؟

•• الإتيليه الخاص بي في القاهرة ما هو إلا مرسم صغير الحجم، واسع الأفق بحجم السماء والأرض، كالنسمة، بل كغمضة عين، دام عاماً، ورسمت فيه الأجمل والأقرب لقلبي، دعمت فيه الموهوبين، ومنهم الأطفال، دشنته بافتتاح عذب قامت به طفلة حملت مقصاً أكبر من يديها لتعلن افتتاحه، وتلى افتتاحه معرض شخصي إنساني عن مأساة المهاجرين غير الشرعيين بعنوان «الحراقة»، وعموماً تجربة إتيليه القاهرة تضيف الكثير لأي فنان وتثري فنه، فالوسط التشكيلي والثقافي في مصر مزدهر ومتنوع ومنفتح على كل العرب، وحالياً بصدد دراسة إقامة إتيليه جديد، بمزايا أفضل في القاهرة، وربما يتبعه إتيليه آخر في الرياض.

• ماذا عن المردود المالي للوحات؟

•• اللوحة الفنية هي أصول يمكن للمقتني أن يبيعها أو يحتفظ بها، ويمكن مع الوقت يرتفع سعرها كأي أصول، هذه المعلومة يجهلها البعض؛ لهذا يعترضون على أسعار الأعمال الأصلية بذريعة غلاء الأسعار، ويتجهون لاقتناء المقلد، أو المستنسخ من الصين أو أيّ كان. أما بالنسبة للمردود المالي فهو بحسب العرض والطلب واهتمام المقتني بالعمل وإعجابه به، وعن تجربتي الخاصة، هناك مقتنون يهتمون بأعمالي يقتنونها بين حين وآخر من سفراء، ورجال وسيدات أعمال متذوقين للفن، وهذا يشعرني بالسعادة والرضا، مع أن المردود النفسي والمتعة لا يضاهيها أي مردود مالي، وبالذات عندما أمسك فرشاتي وأقف في بلاط مرسمي، فكأني ملكت الدنيا.

• هل تطفّل على الفنّ التشكيلي أناس من غير أهله؟

•• الفن التشكيلي عالم واسع يضم أساليب ومدارس متعددة، تختلف عن بعضها في الشكل والجوهر، يحكمها الزمن، الجغرافيا، التحولات الاجتماعية، القيم الإنسانية، والمعتقدات، ومن ضمن هذه الأساليب الفن المفاهيمي «المتسيد الآن»، الذي عندما تم استحداثه افتتح أبوابه بعمل فني للفنان «دوشامب» تحت مسمى «المرحاض أو النافورة» في عام 1917م، وبعدها انفتحت الأبواب أمام أي شخص راغب في الشهرة دون عناء، وحمل راية الفن والحصول على لقب فنان، هذا النوع من الفن كما هو معروف لا يحتاج إلى مراقب أو شهادة تثبت إجادة مسك الفرشاة، أو تزكية لمحتوى يعبّر عن فكرتك، ما عليك إلا أن تجمع ما في طريقك وتكوّمه لتنشر وتعرض إبداعك، أو تسكب دلو ألوانك على سطح ماء، لتُعلّق لوحتك وتوقع اسمك أو بدونه، ويمكن الاستعانة بعدد من العمال الحرفيين؛ للعمل عنك وتحمّل المشقة، ومن أشهر الأعمال التي بيعت أخيراً في مزاد عام 2019م، «الموزة المعلقة» في دار «سوذبيز» في نيويورك، وهذا هو الفن وأهله، إشارة لفناني هذه المدرسة التي تطفّلت على الفن وأفسدت الذائقة وهوت بها إلى القاع.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

وصفهم بمروّجي الإسفاف والانحطاط.. مصطفى كامل يتوعد مَن؟

نشر الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية المصرية، منشوراً مطولاً عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، حمل رسالة

نشر الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية المصرية، منشوراً مطولاً عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، حمل رسالة قوية موجهة لمن وصفهم بـ«العاصين والمنحرفين» عن السلوك القويم.

وأكد مصطفى كامل في منشوره على سياسة النقابة في منح الفرص لتصحيح المسار، لكنه حذر من استمرار التجاوزات التي تهدد الثوابت المجتمعية، مشيراً إلى أن بعض الفنانين، من خلال فيديوهاتهم «الملوثة بالخزي والعار»، يسيؤون لأنفسهم وأسرهم أكثر مما يسيؤون للنقابة أو المجتمع، متعهداً بمواصلة التصعيد ضد هذه الظواهر عبر التعاون مع الجهات الرسمية والرقابية.

وقال نقيب المهن الموسيقية في مصر، في منشوره: «أنا كإنسان بسيط، أحاول دائماً ألا أقطع الأرزاق وألا أكون غليظ القلب، لكن بشرط احترام القيم والسلوك القويم»، مؤكداً أن «هناك من التزم واستجاب، وهناك من اختار الطريق الآخر، وضرب بالقيم المجتمعية عرض الحائط من أجل المال، حتى أصبحت فيديوهاتهم المنتشرة تسيء لهم ولأسرهم قبل أن تسيء للنقابة».

أزمة طاحنة بالنقابة

وجاء المنشور، الذي حظي بتفاعل واسع، في سياق أزمة حديثة تتعلق بإيقاف مطرب المهرجانات حمو بيكا والمطرب الشعبي رضا البحراوي، بسبب أغنية تضمنت عبارات اعتُبرت مسيئة لمؤسسات الدولة المصرية، مما أثار جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أكد عليه نقيب المهن الموسيقية من أن «النقابة لن تتهاون مع التجاوزات»، مشيراً إلى جهودها خلال عامين لضبط الأوضاع، ورفض اتهامات جمع المال كغاية، مؤكداً أن الإيرادات جاءت من مكافحة الفساد وتحصيل الرسوم من الحفلات الكبرى.

أزمة حمو بيكا ورضا البحراوي

أخبار ذات صلة

وفي أبريل، اندلعت أزمة كبيرة بعد تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر حمو بيكا ورضا البحراوي وهما يؤديان أغنية تحتوي على عبارات اعتُبرت مسيئة لإحدى مؤسسات الدولة المصرية، وتحديداً الجيش المصري، وهي أغنية يعود تسجيلها إلى 25 عاماً وتمتلكها شركة إنتاج فنية، كانت تُقدم من قبل مطرب آخر لا يزال يؤديها، لكن أداء بيكا والبحراوي أثار استياءً واسعاً بسبب الكلمات التي اعتُبرت غير لائقة.

وردت نقابة المهن الموسيقية، برئاسة مصطفى كامل، بسرعة، حيث أصدرت قراراً في 26 أبريل بإيقاف حمو بيكا عن الغناء واستدعائه للتحقيق، معتبرة أن الفيديو يمثل تجاوزاً للثوابت المجتمعية، وفي 28 أبريل، أُحيل رضا البحراوي إلى لجنة التحقيق لنفس السبب، بعد ظهوره في الفيديو ذاته.

لاحقاً، في مايو 2025، قررت النقابة إيقاف بيكا لمدة شهرين والبحراوي لمدة شهر، مع إحالتهما إلى مجلس التأديب، بسبب مخالفة تعهدات سابقة بعدم استخدام عبارات خارجة عن آداب المهنة.

هذه الأزمة ليست الأولى بين النقابة ومطربي المهرجانات، ومنذ تولي كامل منصب النقيب في أكتوبر 2022، اتخذ قرارات صارمة لتنظيم المشهد الفني، بما في ذلك إيقاف تصاريح مطربي المهرجانات مؤقتاً في 2022 لحين توقيعهم على شروط جديدة، كما واجه كامل اتهامات من بعض الفنانين، بتجاوزات إدارية، لكنه دافع عن إنجازاته، مشيراً إلى زيادة إيرادات النقابة من 26 مليون جنيه في 2023 إلى 144 مليون جنيه في عهده، نتيجة مكافحة الفساد.

Continue Reading

ثقافة وفن

سهر الصايغ في مرمى الانتقادات بسبب اللهجة الصعيدية.. وتعليق مفاجئ منها

أثارت الفنانة المصرية سهر الصايغ جدلاً واسعاً بعدما تعرضت لموجة انتقادات من الجمهور بسبب لهجتها الصعيدية، التي

أثارت الفنانة المصرية سهر الصايغ جدلاً واسعاً بعدما تعرضت لموجة انتقادات من الجمهور بسبب لهجتها الصعيدية، التي تحدثت بها خلال أحداث مسلسل «حكيم باشا»، بطولة الفنان المصري مصطفى شعبان، الذي عرض في موسم دراما رمضان الماضي لعام 2025.

وردت سهر الصايغ على تلك الانتقادات خلال لقائها في برنامج «معكم»، الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، حيث قالت إنها تحترم آراء الجمهور سواء بالنقد أو الإشادة.

وقالت سهر الصايغ في لقائها: «الجمهور من حقه يقول اللي هو عايزه على راسي، إحنا بنعمل أعمال تعرض للجمهور ومنتظرين تقييمهم، وكتر خيرهم إنهم شافوا المسلسل».

كما وجهت سهر الصايغ الشكر لمصحح اللغة محمود عفت، الذي ساعدها في التحدث باللهجة الصعيدية، مشيرة إلى أنها استغرقت وقتاً طويلاً في التدريب والبروفات على اللهجة، مشيرة إلى أن جودة السيناريو، الذي تمت كتابته باحترافية عالية، ساعدتها كثيراً.

أخبار ذات صلة

وعن تعاونها مع مصطفى شعبان أوضحت أنه ليس أول تعاون يجمعهما، مؤكدة أنه فنان متعاون مع الجميع في اللوكيشن وذو أخلاق عالية ويختار أعماله بعناية، لذلك كان متواجداً في مواسم رمضان على مدار 15 عاماً متتالية.

يذكر أن مسلسل «حكيم باشا» من إنتاج شركة سينرجي للمنتج تامر مرسي، ومن بطولة الفنان مصطفى شعبان، ويشاركه في بطولته كوكبة ونخبة كبيرة من النجوم وعلي رأسهم النجمة سهر الصايغ، دينا فؤاد، رياض الخولي، سلوى خطاب، منذر رياحنة، سارة نور، محمد نجاتي وآخرون، وهو من قصة وسيناريو وحوار محمد الشواف، وإخراج أحمد خالد أمين.

Continue Reading

ثقافة وفن

«كتاب أبوظبي» يحصي 50 علامة فارقة في الرواية العربية

شهدت منصة المجتمع في معرض أبوظبي الدولي للكتاب جلسة حوارية بعنوان «خمسون علامة فارقة في رواية القرن 21 العربية»،

شهدت منصة المجتمع في معرض أبوظبي الدولي للكتاب جلسة حوارية بعنوان «خمسون علامة فارقة في رواية القرن 21 العربية»، استعرضت أبرز التحديات في اختيار أفضل الروايات العربية الحديثة، ضمن مشروع مشترك بين مركز أبوظبي للغة العربية وصحيفة «ذا ناشيونال»، يهدف إلى تسليط الضوء على أبرز التجارب الروائية العربية في القرن الحادي والعشرين.

وشارك في الجلسة كل من سعيد حمدان الطنيجي، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، والدكتور هيثم الحاج علي، أستاذ الأدب العربي الحديث والنقد، والدكتور محمد أبو الفضل بدران، الناقد والأكاديمي المعروف، فيما أدار الحوار الصحفي سعيد سعيد من صحيفة «ذا ناشيونال».

وفي كلمته الافتتاحية، شدّد الطنيجي على أن الكتاب العربي يحظى بحضور متزايد في اللغات الأخرى، وأن العالم العربي يشهد اليوم اهتماماً متنامياً بالأدب والثقافة، وهو ما يجعل من إطلاق هذا المشروع من معرض أبوظبي الدولي للكتاب حدثاً استثنائياً يجمع مختلف الثقافات والأفكار، ويعكس تطلع المركز إلى تقديم خريطة نوعية للمشهد الروائي العربي الحديث.

وأضاف أن تحديد أفضل الروايات العربية المعاصرة يمثل تحدياً كبيراً، في ظل غياب مرجعية نقدية واضحة تقيّم وتُبرز الأعمال الأهم، لافتاً إلى أن الجوائز، على الرغم من أهميتها، تبقى مؤشراً محدوداً في عملية الفرز بين الأعمال الروائية، وأن المشروع يتطلّب جهداً نوعياً لاستقراء الأثر الثقافي والأدبي لتلك الأعمال بعيداً عن الضجيج الإعلامي.

من جهته، أوضح الدكتور محمد أبو الفضل بدران أن الرواية تمثّل اليوم أكثر الأجناس الأدبية جذباً للجمهور العربي، وأن ما يحدد أهمية الرواية في نهاية المطاف هو القارئ، باعتباره الحكم الحقيقي والنهائي على جودة العمل. وأشار إلى أن صعود المدونات والكتابات الرقمية أسهم في توسيع قاعدة القراء، وخلق اهتمام جديد بالروايات القريبة من واقع الناس وتجاربهم. كما أكد أن الشعر، على الرغم من مكانته، لم يعد يواكب نبض الشارع، ما جعل الرواية أكثر قدرة على التعبير عن التحولات الاجتماعية، مشيرا إلى أن الجوائز الأدبية ساعدت في إبراز عدد من الأصوات الجديدة وجذب الانتباه إلى إنتاجها.

أخبار ذات صلة

من جهته، رأى الدكتور هيثم الحاج علي أن المشروع خطوة مهمة لرصد المؤشرات الكبرى في تطور الرواية العربية، مشيدا بمبادرة مركز أبوظبي للغة العربية في هذا السياق. ولفت إلى أن الجوائز لعبت دورًا مركزيًا في تطور الرواية منذ بداياتها، مستشهدًا بتجربة نجيب محفوظ الذي كان فوزه المبكر بجائزة «قوت القلوب الدمرداشية» دافعًا مهمًا في مسيرته الأدبية.

وأشار إلى أن التحول الرقمي الهائل وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي خلقا بيئة جديدة ساعدت على ولادة نوع جديد من الرواية، وذكر مثالا على ذلك رواية «بنات الرياض»، التي انطلقت من مدونة إلكترونية وحققت انتشارا لافتا. وخلص إلى أن الجوائز الأدبية اليوم ليست فقط محفزا للإنتاج، بل أداة لرصد التحولات في الذائقة الثقافية والتوجهات الجديدة في الكتابة السردية.

وفي ختام الجلسة، أكد الطنيجي أن مشروع «كلمة» للترجمة، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، له دور كبير في تعزيز التبادل الثقافي، إذ ترجم المركز أعمالاً من أكثر من 23 لغة إلى العربية، كما بدأ في التوجه العكسي بترجمة الأعمال العربية إلى لغات العالم، بما في ذلك الروايات العربية المعاصرة. وشدّد على أن اختيار 50 رواية فارقة من القرن الحادي والعشرين مهمة بالغة التعقيد، مقارنة باختيار الكلاسيكيات التي فرضت نفسها تاريخيا، موضحاً أن المشهد الأدبي الراهن لا يزال في حاجة إلى تراكم نقدي يفرز الأعمال الأهم ويضعها في إطارها الصحيح.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .