Connect with us

ثقافة وفن

الإرهاب يهدر دماء المثقفين

لم يسلم المثقف طيلة عصور من التطاول عليه، باسم الدِّين تارةً، أو باسم القِيَم المجتمعية، أو باسم السلطات المحتقنة،

لم يسلم المثقف طيلة عصور من التطاول عليه، باسم الدِّين تارةً، أو باسم القِيَم المجتمعية، أو باسم السلطات المحتقنة، خصوصاً تلك التي تعد نفسها مرجعية، وتصدر فتاوى تتضمن حِلّية دم المثقف، بذريعة تطاوله على المُقدّس، مع إغفال (سماع وجهة نظر الكاتب) أو الإحالة على (الرمزية) بكل ما تكتنز من احتمالات وتأويلات، ولا يكاد يمر عصر من عصور المسلمين إلا وله ضحية ثقافية، فابن رشد لزم الصمت، والتوحيدي أحرق كتبه، والحلاج صُلِب، وجارالله عمر قُتل في محاضرة بدم بارد، وفرج فودة، ونجيب محفوظ.. ونحاول هنا مناقشة مواقف التطرف والإرهاب من المثقفين، وهل انتهى عصر التقرب لله بدماء المبدعين؟

يعلل الكاتب وحيد الغامدي (الحالة) بأن الدافع ليس تديّناً ولا تشدّداً دينياً عند تلك المجاميع. ويعزو الغامدي التطاول على المثقف باللسان أو اليد أو التغريد، إلى الخطاب المتطرف الذي يُضمر الامتعاض من التغييرات التنموية الجديدة بكل ما فيها من إصلاحات. ويرى أن الخطاب المتطرف لا يُقيم أي وزن للمعايير الأخلاقية والإنسانية الحقيقية إنْ لم تكن خادمة للأيديولوجيا، مُرجّحاً أن المعاناة من خلل تربوي، واعتلال نفسي مزمن، تدفع صاحبها إلى الانحياز لهذا الخطاب لتفريغ السلبيّة، خصوصاً أنها تتلبس بغطاء ديني مقبول مجتمعياً. وعدّ التطاول ممارسة للقبح، إثر إلباسه لباس الدين، لمنحه المشروعية، مبدياً تخوفه من تكريسه وعدم التصدي له، لما له من أثر على الأمد البعيد.

ويذهب الناقد محمد الحرز إلى أن المتطرف يرى الثقافة فائضة على الحاجة، مشيراً إلى أنه سواء كانت مقولات المثقف أو المبدع منتهكة للمحرمات أو كانت اشتغالاته لا تمس هذه المحرمات، فالنتيجة واحدة. وبعث الحرز طمأنة إلى المثقف، كون مشهدنا الثقافي المحلي، لا يضع مقولات المثقف موضع الاتهام الذي يرتقي إلى العنف الجسدي، رغم حالات التطرف والعنف الذي يرتبط بالأدلجة السياسية.

ويرى الناقد الدكتور عادل ضرغام أن الإرهاب لا يزال يهدد المثقفين والمبدعين، إلا إذا غدت الثقافة مشروعًا، شأن الاقتصاد.

فيما أكد الكاتب لطفي نعمان أنه ما دام المثقف يمارس مهمة النقد والبِناء في مقابل التخلف الهدام، ومحاولة تحجيم الفكر المتطرف، فمن الطبيعي أن المثقف سيظل مهددًا.

ويرى الناقد الدكتور عبدالحكيم الفقيه، أن العلاقة بين المثقف والتطرف علاقة متوترة منذ القدم، كون المثقف يعترض على الأحكام المطلقة للمتطرف، ويسحب منها بساط الجماهير التي يدجنها المتطرف، ما يدفع المتطرف إلى صب جام غضبه على المثقف واستخدام المقدس ضده بتأييد كهنة المقدس وجمهور الجهل المدجن. وأضاف الفقيه: من المعروف أن الصراعات السياسية والدينية توظف الدين كي تكسب صفوف المتدينين، وكل طرف يزعم أن خصمه قرين الشيطان ويجب استئصاله، مشيرًا إلى أن في تاريخنا نماذج من التصفيات البشعة للمثقفين، بحجة فتاوى لمن فصلوا الدِّين على قدهم ومقاسهم. ولفت الفقيه إلى أنه مع بداية الألفية ومع التطور المعرفي والتقني والإعلامي، ومع ازدهار الحريات، توقعنا أننا سنطوي مرحلة التطرف والتكفير، إلا أنه ظهرت لنا موجات متطرفة وتشدد واغتيالات وقمع وإرهاب، ودفع المثقفون ضريبة أفكارهم صمتاً أو قتلاً أو نكوصاً. وتوقّع أن يستمر الصراع بين التطرف والتنوير، لتظل مشكاة التنوير تستقي من وريد أهل الثقافة.

فيما ذهبت الشاعرة التونسية سُهى بشير الجربي، إلى أن ما يشهده العالم من حداثة وانفتاح حضارات على بعضها فضلاً عن التبادل السريع للمعلومة، ومحاولة الشعوب نيل حرياتها عن طريق الكلمة، والتّعبير عن حقها في رفض العبودية، واتخاذ الكلمة سبيلاً لنيل ما تريده بسلام، إلا أن هذا السّلام لا يفتأ تغتاله العقول المتحجرة، باستعمال أساليب مختلفة من العنف، ابتداءً من السبّ والشتم وصولاً للتّصفية الدّموية. وأضافت: شهدنا مؤخراً تفاقم هذه الأحداث، وما تعرّضت له مثلًا الصّحفيّة الرّوسية داريا دوغينا ابنة الفيلسوف ألكسندر دوغين من تفجير مدبّر ذهبت ضحيته الأخيرة. وترى أن الدول العربية ليست بمنأى عن هذا التّأزم منذ القدم حتى هذه الأيام، كون المجتمع لا يزال يحاسب الصحفي والكاتب عمّا يكتبه، ولا يسلم من حركات التشويه والتّكفير عن طريق جماعات «فيسبوكية» لا تفقه عن أصول الدين شيئاً، فضلاً عن كونها غير مؤهلة للحكم على الآخرين، رغم أنها غير مكلّفة بالرّقابة عماّ يكتبه المثقفون. وتساءلت الجربي: ما مصير قلم مهدد بالقتل؟ إماّ الخضوع لهؤلاء، أو التضحية بالنفس، وهنا واجب الدولة توفير حماية أكبر للمثقفين على غرار التّخفيف من هذا الاضطراب القائم بين المفكر والمواطن البسيط، فضلا عن التصدي لمحاولات العنف التي تهدد المثّقفين في شخوصهم.

Continue Reading

ثقافة وفن

انتهاء أزمة وقف معاش فنان مصري

أعلن الموسيقار أحمد أبو زهرة، نجل الفنان المصري القدير عبدالرحمن أبو زهرة، انتهاء أزمة توقف مستحقات المعاش الخاصة

أعلن الموسيقار أحمد أبو زهرة، نجل الفنان المصري القدير عبدالرحمن أبو زهرة، انتهاء أزمة توقف مستحقات المعاش الخاصة بوالده بعد ظنهم أنه توفي، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً وغضباً من محبي الفنان على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وشارك نجل عبد الرحمن أبو زهرة، صورة لأحدث ظهور لوالده في منشور عبر حسابه الشخصي على موقع «فيسبوك»، موضحاً أنه تلقى عدداً من الاتصالات بشكل فوري في أزمة والده من بينهم الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، بعد أقل من ثلاثين دقيقة من نشر المنشور، وتعهد بمتابعة الأمر شخصيًا.

كما أشار أحمد أبو زهرة إلى أن والده تلقى اتصالاً من رئيس الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، حيث قدموا اعتذاراً رسمياً عمّا حدث من خطأ إداري، وأبلغوه باستئناف صرف مستحقات معاش والده خلال الفترة القادمة.

وأكد نجل الفنان القدير أن الهيئة أرسلت وفداً رسميًا إلى منزل والده لتقديم باقة من الزهور والاعتذار عن الخطأ، لكن الفنان لم يتمكن من استقبالهم لأسباب صحية؛ فقام أحمد باستقبالهم نيابة عن العائلة.

أخبار ذات صلة

واختتم أحمد حديثه أن الأزمة تم حلها بشكل رسمي، مع تقديم ما يثبت تصحيح الوضع، موجهاً الشكر لكل من ساعد في حل تلك الأزمة، قائلاً:«شكرا جزيلا للدكتور أشرف ذكي وشكرا لكل من اهتم بحل الموضوع، الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي نقابة المهن التمثيلية المصرية».

وتعود أزمة عبد الرحمن أبو زهرة، عندما خرج نجله في منشور معرباً عن استيائه من وقف المعاش الخاص بوالده، بسبب نتيجة إخطار من مصلحة الأحوال المدنية يفيد بوفاة عبدالرحمن أبو زهرة، ما دفع التأمينات لوقف المستحقات المالية، وهذا ما أغضب الأسرة.

Continue Reading

ثقافة وفن

حبيبتي من تكون؟.. عائلة «العندليب» تكشف لغز زواجه بعد 48 عاماً

تستعد عائلة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، اليوم (الجمعة)، لكشف النقاب عن وثيقة رسمية تحسم الجدل المستمر منذ عقود

تستعد عائلة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، اليوم (الجمعة)، لكشف النقاب عن وثيقة رسمية تحسم الجدل المستمر منذ عقود حول زواج «العندليب الأسمر»، وهو اللغز الذي حيّر محبي عبد الحليم حافظ في مصر والعالم، المعروف شعبياً بعبارة «حبيبتي من تكون». سيُحل هذا اللغز أخيراً عبر إعلان رسمي من العائلة في الساعة السادسة مساءً عبر صفحاتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.

أعلنت العائلة، ومن بينهم محمد شبانة، نجل شقيق العندليب، وعبد الحكيم الشناوي أحد أفراد العائلة، عن نيتها نشر مستندات تكشف حقيقة ارتباط عبد الحليم حافظ بإحدى الشخصيات المشهورة، وهو اللغز الذي ظل يشغل الجمهور منذ وفاته في 30 مارس 1977، وقد أثار هذا الإعلان موجة من الترقب والتكهنات بين عشاق الفنان، الذين طالما تساءلوا عن حياته العاطفية الغامضة.

وُلد عبد الحليم حافظ، واسمه الحقيقي عبد الحليم شبانة، في 21 يونيو 1929 بقرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية. عاش طفولة صعبة بعد وفاة والدته بعد ولادته بأيام، ثم وفاة والده قبل أن يتم عامه الأول، ليتربى في بيت خاله. وبدأ مشواره الفني في الخمسينات، وسرعان ما أصبح واحداً من أعظم المطربين في الوطن العربي، بفضل صوته العاطفي وأغانيه الرومانسية مثل «أي دمعة حزن»، و«قارئة الفنجان».

أخبار ذات صلة

على الرغم من شهرته الهائلة، ظلت حياة عبد الحليم الشخصية محاطة بالغموض، خصوصا في ما يتعلق بزواجه، وترددت شائعات على مر السنين عن ارتباطه بفنانات شهيرات، لكن لم يتم تأكيد أي منها رسميا، هذا الغموض غذّى فضول الجمهور، خصوصا أن عبد الحليم كان يُعرف بحياته الخاصة المنضبطة وتركيزه على فنه، وقد أشار البعض إلى أن مرضه المزمن بالبلهارسيا وتدهور حالته الصحية ربما أثرا على قراراته الشخصية.

في الأيام الأخيرة، أثارت تصريحات عائلة عبد الحليم حافظ، ومنشورات عبر صفحات منسوبة لها على «فيسبوك» ضجة كبيرة، ووعدت العائلة بتقديم وثائق رسمية تنهي الجدل، سواء بتأكيد زواج العندليب من سيدة شهيرة أو نفي هذه العلاقات نهائياً. وتشير بعض التقارير إلى أن العائلة ستوضح أيضا حقيقة علاقته بفنانة شهيرة، مؤكدة أنها لم تصل إلى مرحلة الزواج.

تفاصيل الإعلان المنتظر

وفقاً لمنشورات العائلة، سيتم الكشف عن الوثيقة اليوم (الجمعة) في الساعة السادسة مساءً بتوقيت القاهرة. وأكدت العائلة أن هذا الإعلان سيُنشر عبر صفحاتها الرسمية، بهدف «إزاحة الستار عن الحقيقة» ودحض الشائعات التي رافقت مسيرة العندليب لنحو نصف قرن. وأثار هذا الإعلان نقاشات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر محبو العندليب عن حماسهم لمعرفة الحقيقة، بينما تساءل آخرون عما إذا كانت هذه الوثيقة ستغير من إرثه الفني.

Continue Reading

ثقافة وفن

انكفاء

إلى الغائب الحاضر دوماً الكبير محمد الثبيتي؛تنكفئ الرياحُ عن أشرعتكَالتي أربكتْ جهاتُها حاسَّةَ الشَمِّ لديهاتنكفئُ

إلى الغائب الحاضر دوماً الكبير محمد الثبيتي؛

تنكفئ الرياحُ عن أشرعتكَ

التي أربكتْ جهاتُها حاسَّةَ الشَمِّ لديها

تنكفئُ الموجةُ عن شواطئك

كل ما هجَستْ بالأشواطِ التي تنتظرها في ميناءكْ

تنكفئُ المسافةُ عن خطواتكَ التي لم تعد قادرةً

على تجسيرِ الهُوَّةِ بينها وبين أجْنحتِكَ المنسوجةِ بخيوط البرقْ

تنكفئُ الغيومُ عن شتاءاتكَ

لأن ثَمَّةَ مطرٌ فاضَ من وديان حروفكَ

ولا يزال يكتبُ روايةَ الطوفانْ

ينكفئُ الزمنُ عن عقاربِ ساعاتكَ المُعلَّقةِ في جدرانٍ فقدتْ إيقاعَها منذُ هجرها الوقتُ فسقطت في بِرْكةِ الدُوارْ

ينكفئُ الأفقُ عن نافذتكَ المغروسةِ فاصلةً في أوراقِ العُمرِ

تُغْري بها ما تبقَّى لطيورِ معانٍ حرَّرْتَها من أقفاصِ مجازاتكْ

تنكفئُ الغربةُ عن أبوابكَ المُشْرعةِ برائحةِ أغانيكَ الليْليةِ

كأنَّها أسطوانةٌ لا تملُّ من الدَورانِ

مُؤنسةً وحشةَ الكلماتِ التي تنتظرُ عودتكْ

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .