Connect with us

ثقافة وفن

الأدبُ المُؤدْلَجُ وصورتُنا

• ذلك التشويه الذي حدث.أنظمة وتيارات سياسية في عالمنا العربي تدّعي «التقدمية» -أو بشكلٍ أدَّق كانت تدّعي فافتضحَ

• ذلك التشويه الذي حدث.

أنظمة وتيارات سياسية في عالمنا العربي تدّعي «التقدمية» -أو بشكلٍ أدَّق كانت تدّعي فافتضحَ أمرُها- دأبَتْ منذ الستينات على تشويه بلادنا على كل المستويات، بما فيها مستوى الطبيعة والإنسان (مثلًا الطبيعةُ من وجهة نظرهم البائسة كلُّها صحراء ووادٍ غير ذي زرع، أما الإنسان فهو محضُ بدويٍّ جِلْفٍ، جاهل، وتافه، متعالٍ، يكرهُ الآخرين، وغير جديرٍ بالحياة).. وللأسف شارك في تكريس ذلك وسِواه من الصور كُتّابٌ عربٌ، ساردون وشعراء معروفون أنتجوا -من دون أدنى رَفَّةٍ من ضمير- قصائدَ وقصصًا ورواياتٍ مليئةً بالمسيءِ والقبيحِ وبذلك الهجاءِ المُرِّ لإنساننا ولمجتمعنا معًا.. وأنا هنا لا يسعني إلا أن أصِفَ بضميرٍ مرتاحٍ تلك الأعمالَ بأنها في معظمِها «أعمالٌ هشَّةٌ» على المستوى الفني، لم تصمدْ طويلًا أمام القراءةِ الجادة وصرامةِ النقدِ الحصيف، بل لم تصمدْ عميقًا في دورة الزمن.. كما لا يسعني إلا أن أقول: في تلك الأعمال تطاولَ «الشِّعَارُ» على الشعر، وتطاول الكلامُ الفارغُ على الإبداعِ الحقيقيِّ، وطغتْ الآيديولوجيا العمياءُ على الفنِّ الجميلِ الذي يمكثُ في الوجدانِ والزمن والأرضِ معًا وكان الهدفُ فقط هو الإساة والتشويه.. لقد كنا (عددٌ من رفاقي وأنا) -أيام المراهقة القرائية- نتلقى تلك الأعمال كما لو أنها «وحيٌ» عظيمٌ، أو فتحٌ مبينٌ، لكن مع مرور الوقت أضحى وعيُنا -الذي كان ساذجًا وذا خِفَّةٍ- وعيًا مقمرًا وحصيفًا وعميقًا وناقدًا؛ وأمام وعيِنا الجديدِ هذا وقراءاتِنا المتنوعةِ الجادّةِ في الأغلب، تهاوَتْ أمام أعيننا كلُّ تلك الأعمالِ الرثّة؛ لأنها لم تكنْ تنتمي إلى الإبداعِ الحقيقيِّ أصلًا وإنّما تمَّ تسويقُها عبر قنواتٍ إعلاميةٍ مؤدلجةٍ وذات غرض.. ولأننا مع الوقت انفتحنا على الضفاف الأخرى من العالم ومن ثَمَّ على الإبداعِ الجميلِ العميقِ المتنوعِ الآتي من جميع جهات الكون أدْرَكْنا الفارقَ فصغرت في عيوننا تلك الأعمال وتهاوت كما تتهاوى البيوتُ المشيّدةُ من قِشٍّ أو ريشٍ أو رمال.. لقد اكتشفنا مع تطورنا القرائي واتساع دائرة قراءاتنا وتنوعها ونضج أعمارنا ونضج نظرتنا للأدب والإبداع والفنون أن تلك الأعمال التي كنا ذات مرحلةٍ ملتبسةٍ من حياتنا نجهد ونلهث للحصول عليها وقراءتها والتباهي بقراءتها أو حيازتها وتصويرها وتوزيعها على الأصدقاء والرفاق كما لو أنها محضُ لقيةٍ نادرة.. وهي على المستوى الفني لم تكن سوى محض هراء.. طبعًا -وأنا أتحدث عن تلك الأعمال الرثة- تتهادى أمامي أمثلة كثيرة لعناوين وأسماء ذاعت وأطبقت شهرتُها الآفاقَ ونالت حظوةً كبيرةً ونجوميةً ساطعةً هي وأصحابها، فيما هي في حقيقةٍ الأمر لا تتعدى كونها منشوراتٍ سخيفةً صادرةً عن موقفٍ حزبي أو آيديولوجي، وأنها لا تستحق حفاوتَنا القديمةَ تلك كما لا تستحق البقاء على قيد الحياة أو مُكْثًا في الذاكرة.. وليس بوسعها -لفرط هشاشتِها- أن تُسَجَّل في قوائم ما قرأناه لاحقًا من أعمالٍ خالدة..

• المركز والهامش والمثقف الحقيقي.

المثقف الحقيقي لدينا منفتحٌ ليس على ثقافة وأدب عالمنا العربي فقط، بل تجاوز ذلك منذ زمنٍ بعيد إلى قراءة الأدب في العالم.. هناك أشقاء عرب -وتحديدًا أولئك الذين ينتمون لدولةٍ كانت ملء السمع والبصر- منغلقون على ذواتهم لا يقرأون إلا ما يصدر في بلدانهم ولا يتنازلون أبدًا لقراءةِ منجزِ سواهم مهما كانت تجليات ذلك المنجز، فهم يتعاملون معنا بفوقيةٍ واضحة.. أقولُ هذا من متابعةٍ دقيقةٍ؛ إذْ أرى أنَّ الواحدَ منهم يتعاملُ من منطق النجم الشهير، المتعالي، ابن «المركز»، الذي «قرأ كلَّ شيء» -كما لو كان «بيسوا» الذي امتدحه «بورخيس» بالجملةِ ذاتِها- فيما نحن في نظره محضُ قُرّاء يتعثرون في القراءة الجهرية، «غلابه»، من سُكَّان ذلك المكانِ البعيدِ القابعِ على أطرافِ الجاهليةِ الأولى الذي يُسَمّى: «الهامش»!

منذ أسبوعٍ أو أكثر، وأنا أوَّدُ أنْ أكتبَ عن هذا الأمر.. في وسائل التواصل الاجتماعي -الفيسبوك تحديدًا- الواحد من هؤلاء يطلبُ صداقتك، وحين تستجيب لطلبه، تجده بعد ثوانٍ يبادر إلى إرسال كتابه أو كتبه أو أيِّ نصٍّ له نُشِرَ في إحدى المجلات؛ طالبًا منك أن تقرأه، وهو لا يكلّفُ نفسَهُ إلقاءَ نظرةٍ وإنْ عابرة على محتواك: منشوراتِكَ أو نصوصِكَ، بل إنه لا يتركُ عندك أثرًا مثل وضعِ «لايك» يتيم، مجرد «لايك»؛ ليشعركَ بأنك تعني له شيئًا أو ليقول لك إني معك، إني أتابعك، أو أحسُ بك، أو أدعمك في هذه المتاهةِ الشاسعةِ الزرقاء.

فقط يريدُ منك أن تكونَ محضَ قارئٍ تابعٍ له، تطبٍّلُ له، وتدورُ في أفلاكه.. أليس هو -كما يرى نفسه- النجم الجهبذ، ابن «المركز»؟.. فيما الحقيقةُ هي: هذا الذي يرى نفسَهُ نجمًا كبيرًا، هذا المتوحد كحلزونٍ في قوقعة، الذي لا يكتبُ إلا عن جماعته و«ربعه» لا يعي أو لا يريدُ أن يعي ويدركَ أن الدنيا تغيَّرتْ، وأنَّ هناك من كان يسكنُ في «الهامش» بات يبدعُ في «الواجهة».. باتَ يقرأ بنهمٍ كبيرٍ آدابَ العالم من جميعِ جهاتِ الأرض، وأنه باتَ يكتبُ أدبًا جميلًا، وأنه ينافسُ بقوةٍ، ويحصدُ الجوائز المهمة وفي هذا أرى أنّ نهرَ الإحصائياتِ المتدفقَ يكذّبُ الغطاس.

Continue Reading

ثقافة وفن

الرويشد يتجه إلى ألمانيا لاستكمال علاجه.. وابنته تدعمه برسالة مؤثرة

قرر الفنان الكويتي عبد الله الرويشد مغادرة الأراضي الكويتية متجهاً إلى ألمانيا مرة ثانية لاستكمال رحلة علاجه

قرر الفنان الكويتي عبد الله الرويشد مغادرة الأراضي الكويتية متجهاً إلى ألمانيا مرة ثانية لاستكمال رحلة علاجه وإجراء الفحوصات الطبية، وذلك بعد مروره بوعكة صحية خلال العام الماضي لا يزال يعاني من أثرها حتى الآن.

وأعلن الحساب الرسمي لـ«شركة روتانا» سفر عبد الله الرويشد إلى ألمانيا لاستكمال رحلة علاجه، حيث نشر مسؤول الصفحة على الحساب الرسمي بموقع انستغرام صورة له وهو داخل الطائرة المتجهة إلى ألمانيا، وكتب: «سفير الأغنية عبد الله الرويشد يغادر الكويت إلى ألمانيا لاستكمال رحلة العلاج وإجراء فحوصات طبية».

وطلبت شركة روتانا الدعاء للفنان عبد الله الرويشد بالشفاء العاجل، معلقة: «دعواتنا لك بالشفاء العاجل وترجع بالسلامة يا أبو خالد».

كما وجهت أصيل، ابنة عبد الله الرويشد، العديد من الرسائل والدعوات المؤثرة لوالدها قبل سفره لاستكمال رحلته العلاجية في ألمانيا، ونشرت صورة لها وهي تمسك يد والدها عبر حسابها بمنصة «إكس»، وقالت في تعليقها: «استودعتك الله يا حبيبي وترجع لنا أقوى من قبل والله يقويك ويطول لنا بعمرك يا أغلى إنسان».

أخبار ذات صلة

وكان عبد الله الرويشد كُرم في عدة مناسبات بالفترة الأخيرة وآخرها في مهرجان فبراير الكويت 2025، حيث أقيمت ليلة فنية استثنائية تحت شعار «ليلة للفن والتاريخ» تكريماً لمسيرته الفنية، حيث اجتمع نخبة من نجوم الغناء العربي للاحتفاء بعطائه الفني الممتد لأكثر من 4 عقود، بينما تلقى تكريماً خاصاً بجائزة الإنجاز مدى الحياة، خلال حفل «Joy Awards 2025» الذي أُقيم في 19 يناير الماضي بالرياض، تقديراً لمسيرته الفنية وتأثيره في الأغنية الخليجية.

يذكر أن مرض عبد الله الرويشد يرجع إلى مطلع العام 2024 بعدما تعرض لوعكة صحية، سافر على إثرها لتلقي العلاج في ألمانيا، برحلة علاجية استغرقت 6 أشهر، وعاد إلى وطنه الكويت محاطاً بأهله ومحبيه في أكتوبر الماضي.

Continue Reading

ثقافة وفن

«سينماء».. مرجعية حيّة للذاكرة السعودية

في مشهدٍ سينمائي آخذٍ في التشكّل بثقة وعمق، فاجأتنا هيئة الأفلام ممثلة في الأرشيف الوطني للأفلام بإطلاق مبادرة#سينماء،

في مشهدٍ سينمائي آخذٍ في التشكّل بثقة وعمق، فاجأتنا هيئة الأفلام ممثلة في الأرشيف الوطني للأفلام بإطلاق مبادرة#سينماء، بوصفها مشروعًا نوعيًا يُعيد تعريف العلاقة بين السينما والذاكرة، بين الصورة والوعي، وبين النقد والإنتاج الفني في المملكة، وذلك على هامش الدورة الحادية عشرة لمهرجان أفلام السعودية.

«سينماء»، لن تكون مبادرة أرشيفية فحسب، بل رؤية متكاملة تسعى إلى ترسيخ المحتوى المعرفي السينمائي والثقافي من خلال أدوات دقيقة وشاملة؛ إذ تتضمن منصة إلكترونية غنية توثّق المنجزات، وتجمع الحوارات، وتعرض تجارب السينمائيين، كما تشمل مكتبة من ثلاثين كتابًا، من بينها كتاب الزميلة سهى الوعل (كلمتين ونص سينما)، الذي في رأيي يتوج خلاصة مواكبة إعلامية متواترة للإنتاج السينمائي، ويوثق جزءًا من مسيرة النقد السينمائي في المملكة.

أبرز ما يميز المبادرة هو بناء مرجعية حيّة للذاكرة السينمائية السعودية، تُتيح لصُنّاع الأفلام، والنقاد، والباحثين، ومحبي السينما، مساحةً للتأمل، وإعادة القراءة، والمشاركة.

«سينماء» ليست تكديسًا لمواد أرشيفية، بل محاولة واعية لتوليد المعنى، ولتدوين المرحلة، وتحفيز الخطاب النقدي؛ ليواكب تسارع الإنتاج السينمائي المحلي، ومساحة مفتوحة للرؤى والأسئلة والتجريب… خطوة نحو تكريس الثقافة السينمائية ليس بوصفها ترفًا بصريًّا، بل مجالٌ للمعرفة والتحوّل المجتمعي.

إنها بدايةٌ واعدةٌ؛ لأن من يُدرك قيمة الصورة يُدرك كيف يحفظ ذاكرته، وكيف يُعيد تشكيلها في المستقبل.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

الجينات تكشف سر استمتاع البعض بالموسيقى

أكدت دراسة علمية فنلندية، أن التفاعل العاطفي العميق مع الموسيقى ليس مجرد تفضيل شخصي، بل يرتبط بجينات محددة تميز

أكدت دراسة علمية فنلندية، أن التفاعل العاطفي العميق مع الموسيقى ليس مجرد تفضيل شخصي، بل يرتبط بجينات محددة تميز بعض الأفراد عن غيرهم. وأوضحت الدراسة، أن من يمتلكون هذه الجينات يظهرون تجاوباً عصبياً أكبر عند سماع الألحان، ما يفسّر سبب استمتاعهم العالي بالموسيقى. كما بين الباحثون، أن هذه الجينات تلعب دوراً في تحفيز مناطق معينة من الدماغ مسؤولة عن العاطفة والذاكرة والتواصل. هذا الاكتشاف يمنح بعداً بيولوجياً جديداً لفهم علاقة الإنسان بالموسيقى، ويكشف أن ذوقنا الفني قد يكون محفوراً في حمضنا النووي منذ الولادة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .