يا شعرُ عذراً ومثلي كيف يعتذرُ
إذا هوى شاهقٌ واختالَ مُنحدرُ
واستوحشَ البحرُ من ترنيمِ قافيةٍ
وحاقَ بالعذبِ من أبياتك الخطرُ
وتاه عنك نقيُّ الحرف منصرفاً
لشاحبٍ برداء الوهمِ مُتّزِرُ
وناب عن مفردات الوعي همهمة
ما بان في جوّها صحوٌ ولا كدرُ
وأشكلت فرحةٌ كانت تعانقنا
وحلّقت حولك الأشباه والصُّورُ
ما أنت أنت، ولا نحن الأولى خبروا
منابت المعدن الأصلي واختبروا
كم كنت تحيي رميماً من مشاعرنا
فترقص الطير والأحجارُ والشجر
وكم مددت حبال الوصل صادقة ً
والصدق مبتدأ العشاق والخبرُ
جبرتَ كسر مآسينا بموسقةٍ
وما عهدناك يا ربّانُ تنكسرُ
واستوعبتك العذارى وانتشت وشدت
فزغردت ديمةٌ واسترسل المطرُ
فما لك اليوم بالتسليع مفتتنٌ
وكيف أزرى بك التدجينُ والخدرُ
يا شعرُ يا زينة الدنيا وبهجتها
ما جئتُ أُحيي الهوى، بل جئتُ أعتذرُ