«أصبحت أتحدث عن (فلسفة الحياة) فيستمع لي الساهرون بإعجاب.. كنت متأكداً أني أقول أي كلام.. ولكن الشهرة تحول الغباء إلى ذكاء.. والجهل إلى علم.. والسخف إلى حكمة.. وقلة الأدب إلى ظرف وخفة دم».
(عبدالله باجبير)
العنوان هو لأحد كتب الكاتب السعودي عبدالله باجبير الذي كتب لسنوات طويلة عبر زاويته (قهوة الصباح) في صحيفة الشرق الأوسط، وله عدة مؤلفات منها: (قل لي.. من أنت)، (احذر أن ينكسر قلبك)، (صداع كوني اسمه الحب)، (من أجل عينيك)، (حوار مع امرأة مجهولة)، (خلف الأبواب الموصدة)، (الفلوس والحب)، و(قلت وقالوا).
تتميز مؤلفاته بأنها مجموعة مقالات قصيرة عن الحياة تبدو في ظاهرها وكأنها كتبت للمرأة وعن المرأة، لكنها في حقيقتها كتبت لنا جميعاً.
جمع عبدالله باجبير في كتاباته بين الفلسفة والأدب وعلم النفس والسخرية أحياناً.
تتميز تلك الكتب بأنها صديق مذهل للقراءة البسيطة غير المرهقة للذهن، لكنها وجبة مشبعة لقضاء وقت ممتع في عالم القراءة، كذلك هي رفيق أكثر من رائع في أوقات الانتظار والسفر والمقاهي.
قضيت بصحبة تلك الكتب أوقاتاً لا تنسى مبحراً معها وفيها، ومستمتعاً بتلك اللغة البسيطة العميقة التي كتبت بها.
لم ينل عبدالله باجبير ما يستحق، ولم تنل كتبه ما تستحق من الانتشار، ولا أدري هل يعود السبب للكاتب نفسه أم لدار النشر أم للقارئ نفسه، لكنها حقاً لم تنل مكانتها المستحقة.
أكتب عن عبدالله باجبير وعن كتبه من باب الوفاء لكل تلك الأوقات الجميلة التي قضيتها بصحبة ما كتب، وأجد أنني أحد القراء الذين استمتعوا واستفادوا ومضوا دون تدوين كلمة شكر تليق بالكاتب وكتبه.
أتمنى أن تجد هذه الإضاءة البسيطة الطريق إلى قارئ يبحث عن كتب خفيفة لطيفة يبدأ بها في عالم القراءة أو يعود بها إلى عالم القراءة إذا كان منقطعاً عنها أو إلى قارئ محترف يبحث عن وجبات خفيفة يستمتع بها بين الوجبات الدسمة التي ترهق العقل والفكر.