Connect with us

ثقافة وفن

ألبرتو مانغويل بين الاستهلال والاستهلاك

لطالما نشأ الحكم الذي يتشكَّل في ذهن القارئ حيال كتاب ما، عن الانطباع الذي تتركه الجملة الاستهلالية في روعه، إذ

لطالما نشأ الحكم الذي يتشكَّل في ذهن القارئ حيال كتاب ما، عن الانطباع الذي تتركه الجملة الاستهلالية في روعه، إذ يحثه وقعها على أن يبقى متسقاً مع شعوره حيالها الى أن يجتاز قدراً قرائياً معيناً يحرره من سطوتها ويمنحه القدرة على أن يكون محايداً إزاء ما قرأه، فيبلغ كلٌ منهما غايتها.

لذلك فقيمة الجملة الاستهلالية لا تنبع من كونها أداةً نابهةً لجذب القارئ وطريقةً مُثلى لإيقاعه في فوضى لا خلاص منها إلا عبر الاستسلام لها وحسب، بل تمتد لكونها إحدى الحيل التي يعمد الكاتب إلى استخدامها ليشحذ همة القارئ وينحى به بعيداً عن رتابة الحياة وجِدتها، وعنواناً آخر يرسم من خلاله المؤلف ملامح رؤاه وينطلق عنه نحو توصيف أدق لآرائه، لذلك فإن أثر الجملة الاستهلالية لا ينحصر في قدرتها على إغواء القارئ والإمساك بوقبي عينيه، بل يتجاوز ذلك إلى بنائها علاقة شيقة ووطيدة مع ذهن القارئ وتحولها لاحقاً إلى مفردة عملاقة في جملة تمتد طويلاً على صفحات الكتاب لن يتوقف القارئ قبل تذوقها كاملةً، وهو ما يدركه المؤلف النابه عادةً، لذلك فهو يعتني بها أيما اعتناء.

ثمة حالات لا حصر لها من الجمل الاستهلالية التي تحمل بريقاً وسحراً متفردين، ولعل من بينها تلك التي استهل بها الكاتب والروائي الأرجنتيني (البرتو مانغويل) كتابه البديع الذي حمل عنوان (الفضول)، إذ لم تبدُ كجملة أنيقة ترتدي كساءً بديعياً ألقاً فحسب، بل بدت كتساؤل عذب ومتقن يكسو المناطق الرخوة في عقل القارئ صلابة تمكنه من حمل المعنى أيا كان ثقله.

لقد مثل ألبرتو ظاهرة كتابية استثنائية، فعدا عن أنه قارئ شره، رحب المعرفة، وشاسع الاطلاع، فليس ثمة من عُني بالكتابة عن (القراءة) الحدث الأهم في حياة كل قارئ كمانغويل، لذلك فهو يعي ما تفرضه جملة استهلالية كهذه، ويدرك ما تفترضه تلك التي تلمع فجأة في ذهن الكاتب، حاثةً إياه لأن يستهل بها الصفحة الأولى من مؤلفه، بيد أن مانغويل؛ الذي برع في خلق جمل فريدة ومثيرة للإعجاب تتجاوز تجسيد المعنى والتعبير عنه إلى إدهاش القارئ وبسط النفوذ على إحساسه، يعي أيضاً أن ذلك ليس وليد ومضة إلهام أو صدفة شهمة، ولكنه حصيلة أعوام من المثابرة والإخلاص وسنوات من القراءة؛ القراءة بوصفها عملاً إبداعياً يلزم إتقانه امتلاك الكثير من الأدوات ويفترض تطويره إجادةً وجِدةً واجتهاداً كما هي الكتابة.

من الجلي أن ذهن القارئ يميل إلى اعتبار الكتاب لذة واضحة الدلالات وإغواء ماتعاً، ويرى الاستزادة منهما أمراً حتمياً سيفي لاحقاً بإرضاء بعض من نهمه ورغبته في الإبقاء على منسوب معرفته مرتفعاً، وفي مواجهة كتاب أثير تبدو لغته آسرة وعميقة ستتضاعف تلك الرغبة، وسينمو ذلك النهم حتى لا تغدو الكتب مجرد أداة معرفية، بل يتجاوز ذلك إلى كونه رئةً أخرى يتنفس من خلالها القارئ وطريقةً مثلى لحياة مثالية، ولن ينبئ عما ينتظره من متعة عدا جملة استهلالية صيغت بعناية وإتقان.

لقد آمن مانغويل الضليع في إبقاء القارئ مقيداً إلى جُمَلِهِ أن ما تحققه الجملة الاستهلالية أمر جدير باهتمام كل كاتب، لذلك احتاج إلى استعارة عبارة غوته «ما من أحد يهيم تحت أشجار النخيل ويفلت من العقاب» لأنه يدرك أن استهلال روايته (ستيفنسن تحت أشجار النخيل) بجملة استهلاكية كـ«غادر روبرت لويس ستيفنسن المنزل ليتمشى على الدرب الطويل الذي مهدته أقدام المتنزهين» لا يحقق طموحه في جذب القارئ، ولا يلبي رغبته في الهيمنة على لبّه، وغير مرة عمد إلى ذلك ليتجاوز الجمل الاستهلاكية ويلج إلى قلب القارئ، ومن ثم يزاول براعته وسحره؛ وهي حيلة تختصر عليه مهمة البحث عن جملة مدهشة على غرار تلك التي بدأ بها مقالته عن النقطة، وضمّنها كتابه ذائع الصيت (فن القراءة) وجاءت على نحو «ضئيلة كذرة غبار، محض نقرة من القلم أو نثار على لوحة المفاتيح»، فيما افتقرت إليها روايتاه (عاشق مولع بالتفاصيل) و(عودة) على سبيل المثال.

وبين الاستهلال والاستهلاك يبقي مانغويل قلمه عائماً وفكره حائماً ليظفر بما هو حري بإدهاشنا وهو غالباً ما يستهل به مؤلفاته.

Continue Reading

ثقافة وفن

بعد رحلة علاج طبيعي في ألمانيا.. الرويشد يعود إلى الكويت

عاد الفنان الكويتي عبدالله الرويشد إلى بلاده، قادماً من رحلة علاج خارجية جديدة، تحسنت فيها حالته الصحية، لكنه

عاد الفنان الكويتي عبدالله الرويشد إلى بلاده، قادماً من رحلة علاج خارجية جديدة، تحسنت فيها حالته الصحية، لكنه لم يتعافَ تماماً بعد.

وخضع الرويشد، 62 عاماً، لعلاج طبيعي في ألمانيا خلال الفترة الماضية، على أمل تحسن حالته الصحية منذ أن أصيب بوعكة صحية قبل أكثر من عام، أبعدته عن مسارح الغناء وجمهوره الكبير.

وقال الفنان أحمد الرويشد، وهو مطرب وملحن أيضاً، إن الحالة الصحية لعمه عبدالله الرويشد تحسّنت إلى حد ما، حيث خضع لعلاج طبيعي مكثف طوال الفترة الماضية، ولكن الأمر يحتاج إلى المزيد من الوقت لكي يستعيد عافيته.

وأضاف أن الفريق الطبي المشرف على حالة عمه عبدالله «وضع له خطة علاجية، وإن شاء الله ستتحسّن حالته مع مرور الوقت»، وفق ما نقلت عنه صحيفة «الرأي» الكويتية.

وكان آخر عهد عبدالله الرويشد بالغناء في العام الماضي 2024، عندما أحيا ليلة الختام بمهرجان «هلا فبراير 2024»، وتعرض لوعكة صحية في اليوم التالي وبدأ رحلة علاج طويلة منذ ذلك الحين.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

إلهام شاهين وهالة سرحان تكشفان عودتهما إلى مصر بعد احتجازهما 3 أيام بالعراق

أعلنت الفنانة المصرية إلهام شاهين والإعلامية هالة سرحان عودتهما إلى القاهرة خلال ساعات القادمة، بعد احتجازهما

أعلنت الفنانة المصرية إلهام شاهين والإعلامية هالة سرحان عودتهما إلى القاهرة خلال ساعات القادمة، بعد احتجازهما 3 أيام في الأراضي العراقية نتيجة إغلاق المجال الجوي، على خلفية التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل.

ووثّقت كل منهما تفاصيل تجربتهما من خلال فيديوهات وتصريحات عبر حساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، معربتين عن سعادتهما بقرب العودة إلى أرض الوطن.

وقالت إلهام شاهين قبل قليل من مطار البصرة:« أخيراً إحنا في مطار البصرة على حدود العراق، رحلة طويلة من بغداد إلى البصرة، ولكن الحمد لله عدت على خير، وإن شاء الله احنا في طريقنا للقاهرة، وحشتنا القاهرة دولة العراق كانت مهتمة بينا وبوجودنا، وكنا في مهرجان دولي للمرأة برعاية رئيس الوزراء العراقي، وقابلنا السيدة الأولى في العراق ورئيس البرلمان».

من جانبها، أعربت هالة سرحان عن سعادتها بالعودة إلى مصر، مشيدة بحسن الاستقبال والرعاية التي حظيت بها من الجانب العراقي، وقالت في الفيديو: «أنا سعيدة جداً إن خلاص النهاردة متجهين إلى مصر المحروسة، ومشاركتنا في المؤتمر الدولي للإعلاميات كانت تجربة مهمة، وبشكر كل زملائنا وحبايبنا اللي ما بطلوش يطمنوا علينا».

وأكدت إلهام شاهين أنهما لم يكونا في خطر مباشر ولكن المطار كان مغلقا ولم يكونا على علم متى سيُفتح المطار أو متى العودة إلى القاهرة، وأنهما شاهدتا الصواريخ وهما على بعد 10 كيلومترات من القصف.

يُذكر أنَّ الثنائي كانا في العراق ضمن وفد مصري مشارك في مؤتمر دولي للمرأة والإعلاميات العربيات، قبل أن تُجبرهما الظروف الأمنية على البقاء هناك لعدة أيام، إلى أن تمّ تأمين عودتهما بمرافقة وفد رسمي رفيع المستوى من الحكومة العراقية.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

حقن «مونجارو» تصيب فاشينيستا كويتية بنزيف في المعدة

أصيبت الفاشينيستا الكويتية جمال النجادة، بنزيف في المعدة استدعى نقلها لاحد المستشفيات في الصين لتلقي العلاج اللازم.

وحذرت

أصيبت الفاشينيستا الكويتية جمال النجادة، بنزيف في المعدة استدعى نقلها لاحد المستشفيات في الصين لتلقي العلاج اللازم.

وحذرت النجادة، في فيديو نشرته عبر حسابها على سناب شات من استخدام حقن «مونجارو» دون استشارة طبية، وقالت «أنا خذيت المونجارو بدون أي استشارة طبيب وكنت أستخدمها بشكل عشوائي، ومعاها بندول ومسكّنات كنت أتصرف كأني طبيب نفسي، والنتيجة إصابتي بنزيف بالمعدة».

وأكدت أن الدواء بحد ذاته ليس سيئاً، لكن استخدامه دون رقابة طبية هو الخطر الحقيقي، موضحةً: «يمكن لو كنت أخذته بوصفة من طبيب، ما كان صار فيني شيء. بس أنا كنت أمشي بعين عمياء».

واعترفت جمال النجادة بأن هذه لم تكن المرة الأولى التي تتخذ فيها قرارات تتعلق بصحتها من دون الرجوع لأهل الاختصاص، لكن هذه التجربة تحديداً دفعتها لتوجيه نداء واضح لمتابعيها، خصوصاً الفتيات اللواتي يفكرن باستخدام إبرة التنحيف بسبب أعراضها الطبية والصحية الخطيرة، وهو ما تفاعل معه الجمهور بشكل واسع، وأثنوا على صراحتها وتحذيراتها المفيدة للجميع.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .