في خطوة تاريخية تمثل علامة فارقة في مسيرتها، أعلنت شركة “طيران الرياض”، الناقل الوطني الجديد للمملكة العربية السعودية، عن إنجاز أول رحلة اختبارية لطائرتها من طراز بوينج 787 دريملاينر. وقد تمت الرحلة بنجاح اليوم (الثلاثاء)، بقيادة طياري شركة بوينج، لتعلن عن بدء مرحلة جديدة وحاسمة في استعدادات الشركة لإطلاق عملياتها التجارية المرتقبة في عام 2025.

وأوضحت الشركة أن هذا التحليق الأول يأتي ضمن برنامج شامل ومكثف لرحلات اختبار الطائرة، وهو مصمم لضمان أعلى معايير السلامة والأداء. وتعكس هذه الخطوة التقدم المتسارع الذي تحرزه الشركة نحو تحقيق الجاهزية التشغيلية الكاملة، وتؤكد التزامها بالجدول الزمني المحدد لبدء عملياتها.

خلفية استراتيجية ورؤية طموحة

يأتي تأسيس “طيران الرياض” في مارس 2023 من قبل صندوق الاستثمارات العامة كأحد الركائز الأساسية لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتحديداً الاستراتيجية الوطنية للطيران. تهدف الشركة، التي تتخذ من العاصمة الرياض مركزاً لعملياتها، إلى ربط المملكة بأكثر من 100 وجهة عالمية بحلول عام 2030، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي بين آسيا وأفريقيا وأوروبا. وقد أبرمت الشركة صفقة ضخمة مع شركة بوينج لشراء ما يصل إلى 72 طائرة من طراز 787-9 دريملاينر، مما يشكل أساس أسطولها فائق الحداثة.

الأهمية والتأثير المتوقع

على الصعيد المحلي، يُتوقع أن يساهم “طيران الرياض” بشكل كبير في تنويع الاقتصاد السعودي وخلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة في قطاعات الطيران والخدمات اللوجستية والسياحة. كما سيعزز مكانة الرياض كمركز عالمي للأعمال والسياحة. أما إقليمياً، فإن دخول لاعب جديد بهذا الحجم سيشعل المنافسة في سوق الطيران الخليجي، مما قد يؤدي إلى تحسين الخدمات للمسافرين. ودولياً، سيعزز الناقل الجديد من الربط الجوي العالمي للمملكة، ويدعم طموحاتها لتصبح وجهة سياحية عالمية تستقطب 100 مليون زائر سنوياً.

وتجدر الإشارة إلى أن الشركة كانت قد أعلنت مؤخراً عن خروج طائرتها الثالثة من طراز 787 دريملاينر من خط الإنتاج في مصنع بوينج، لتنتقل إلى مرحلة الطلاء بالهوية البصرية المميزة للشركة. ويؤكد هذا الإنجاز على الجهود الحثيثة التي تبذلها الشركة لتجهيز أسطول حديث ومتطور، يهدف إلى إعادة تعريف معايير السفر العصري من خلال تقديم تجربة رقمية متكاملة وخدمات ضيافة استثنائية.

خطوة تعكس التقدم المتسارع نحو الجاهزية التشغيلية

في إنجاز يعكس ريادتها الأكاديمية المستمرة، حافظت جامعة الملك سعود على صدارتها للجامعات العربية للعام الثالث على التوالي، محققة المركز الأول في التصنيف العربي للجامعات لعام 2025، والذي يصدره اتحاد الجامعات العربية. ويأتي هذا التتويج ليؤكد على المكانة المرموقة التي وصلت إليها الجامعة كمنارة للعلم والمعرفة، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على الصعيدين الإقليمي والدولي.

سياق التصنيف وأهميته

يُعد التصنيف العربي للجامعات، الذي أطلقه اتحاد الجامعات العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمُنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، مبادرة استراتيجية تهدف إلى تحفيز التنافس الإيجابي بين مؤسسات التعليم العالي في المنطقة. يعتمد التصنيف على مجموعة شاملة من المؤشرات التي تقيس الأداء بدقة، وتشمل جودة التعليم والتعلم، والتميز في البحث العلمي، والابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى مدى التعاون المحلي والدولي وخدمة المجتمع. وشهد تصنيف هذا العام توسعًا ملحوظًا بمشاركة 236 جامعة من 20 دولة عربية، بزيادة قدرها 56 جامعة عن العام الماضي، مما يضفي على إنجاز جامعة الملك سعود ثقلاً أكبر.

إرث من التميز يتماشى مع رؤية 2030

تأسست جامعة الملك سعود عام 1957 كأول جامعة في المملكة العربية السعودية، ومنذ ذلك الحين، لعبت دورًا محوريًا في مسيرة التنمية الوطنية. إن تصدرها للتصنيف ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج عقود من الاستثمار في البنية التحتية البحثية، واستقطاب أفضل الكفاءات الأكاديمية، وتطوير المناهج لتواكب متطلبات العصر. ويتناغم هذا الإنجاز بشكل مباشر مع أهداف رؤية السعودية 2030، التي تضع تنمية رأس المال البشري والارتقاء بجودة التعليم على رأس أولوياتها، لتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة ودفع عجلة الابتكار.

التأثير المحلي والإقليمي

على الصعيد المحلي، يعزز هذا التصنيف من سمعة التعليم العالي السعودي ويجعل من جامعة الملك سعود وجهة أولى للطلاب والباحثين المتميزين داخل المملكة. أما إقليميًا، فإن هذا التفوق يضع معيارًا جديدًا للجامعات العربية الأخرى، ويشجع على تبادل الخبرات وأفضل الممارسات لرفع مستوى التعليم العالي في المنطقة ككل. كما يرسخ مكانة الجامعة كمركز بحثي رائد في الشرق الأوسط، قادر على معالجة التحديات الإقليمية من خلال حلول مبتكرة.

قائمة أفضل 10 جامعات عربية

ضمت قائمة الجامعات العشر الأوائل إلى جانب جامعة الملك سعود نخبة من المؤسسات الأكاديمية المرموقة، حيث حلت جامعة الإمارات العربية المتحدة في المركز الثاني، تلتها جامعة السلطان قابوس في سلطنة عُمان. وجاءت الجامعة الأردنية في المركز الرابع، ثم جامعة أبوظبي، وجامعة الملك خالد، وجامعة القاهرة، وجامعة الشارقة، وجامعة تونس المنار، وأخيرًا جامعة عين شمس في المركز العاشر، مما يعكس حيوية وتنافسية قطاع التعليم العالي في العالم العربي.

في خطوة تعكس التزامها بتعزيز جودة الحياة وتطوير البنية التحتية المجتمعية، افتتحت هيئة تطوير بوابة الدرعية حديقة “الميدان” الجديدة في حي الخالدية، وذلك تحت رعاية صاحب السمو الأمير فهد بن سعد، محافظ الدرعية. تمتد الحديقة على مساحة شاسعة تبلغ 14 ألف متر مربع، وتضم مركزًا مجتمعيًا متكاملًا مصممًا لخدمة سكان الدرعية وزوارها، وتقديم باقة متنوعة من الأنشطة والخدمات التي تلبي احتياجات جميع أفراد الأسرة.

تصميم يجسد الهوية العمرانية للدرعية

تتميز حديقة الميدان بتصميمها الفريد المستوحى من الكود العمراني لوادي حنيفة وروافده، في مبادرة تهدف إلى توحيد الهوية البصرية والعمرانية في المنطقة. هذا النهج يضمن تحقيق التكامل والتناغم في النسيج العمراني المحيط ببوابة الدرعية، ويعزز الارتباط البصري والثقافي بين المشاريع الحديثة والتراث الطبيعي والتاريخي للمنطقة. يجسد التصميم روح الدرعية وقيمها الراسخة في التآلف والاعتزاز بالهوية والارتباط الوثيق بالطبيعة.

السياق التاريخي وأهمية المشروع ضمن رؤية 2030

تأتي هذه المبادرة في سياق أوسع لمشروع تطوير بوابة الدرعية، الذي يعد أحد المشاريع الكبرى لصندوق الاستثمارات العامة. تكتسب الدرعية أهمية تاريخية كبرى كونها مهد الدولة السعودية الأولى وموطن حي الطريف التاريخي المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. يهدف المشروع إلى تحويل الدرعية إلى وجهة ثقافية وتراثية وسياحية عالمية. ويعد افتتاح حديقة الميدان جزءًا لا يتجزأ من هذه الرؤية، حيث يساهم بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، لا سيما في محور “مجتمع حيوي”، من خلال رفع مستوى جودة الحياة، وزيادة الرقعة الخضراء، وتعزيز المشاركة المجتمعية.

تأثير متوقع على المجتمع المحلي والجاذبية السياحية

على المستوى المحلي، من المتوقع أن تصبح حديقة الميدان نقطة جذب رئيسية لسكان حي الخالدية والأحياء المجاورة، موفرةً متنفسًا طبيعيًا وبيئة مجتمعية نابضة بالحياة. أما على النطاق الأوسع، فإن هذه المشاريع النوعية تعزز من مكانة الدرعية كنموذج للتطوير الحضري المستدام الذي يوازن بين الحفاظ على التراث وتلبية متطلبات الحياة العصرية. كما أنها تدعم البنية التحتية السياحية للمنطقة، مما يجعلها أكثر جاذبية للزوار من داخل المملكة وخارجها، الباحثين عن تجارب ثقافية وترفيهية غنية.

مرافق متكاملة لجميع أفراد المجتمع

تحتوي الحديقة على مجموعة متكاملة من المرافق التي تخدم كافة الفئات العمرية والاهتمامات. تشمل الحديقة مسطحات خضراء واسعة، ومرافق ترفيهية مخصصة للأطفال، وملاعب لممارسة الرياضات المختلفة، بالإضافة إلى مسارات للمشي والجري. أما المركز المجتمعي متعدد الاستخدامات فيضم مسجدًا، ومكتبة، ومقهى، ومساحات للأنشطة الاجتماعية، ومناطق عمل مشتركة، ومنطقة مخصصة لضيافة الأطفال. وتهدف الحديقة إلى استضافة فعاليات ترفيهية وثقافية واجتماعية ورياضية متنوعة، لتكون منصة للمبدعين والموهوبين، ومركزًا لتعزيز أواصر الترابط الاجتماعي وتشجيع المبادرات المجتمعية والأنشطة التطوعية.