Connect with us

ثقافة وفن

عبدالله الجارالله.. وأحبابنا الذين يموتون مرتين!

في المرة الثانية نشيعهم وندعو لهم ونترحم عليهم، ونتذكر محاسنهم ونتسابق في الكتابة عنهم؛ لتضج وسائل التواصل بعبارات

في المرة الثانية نشيعهم وندعو لهم ونترحم عليهم، ونتذكر محاسنهم ونتسابق في الكتابة عنهم؛ لتضج وسائل التواصل بعبارات الأسى والتأبين، بينما هؤلاء الأحباب والأصدقاء ماتوا قبل ذلك عندما كانوا معنا وبيننا؛ إذ لم يكلف أحد منا نفسه أن يكتب حرفًا واحدًا أو تغريدة أو مقالة بحق أولئك الأحبة المنسيين إلا حين يطويهم الموت، وقد كانوا ملء السمع والبصر حتى غادروا مواقعهم الوظيفية، بعد أن شغلوها عملًا وعطاءً ورحابة..

يساورني هذا الشعور عند فقد كل عزيز كانت له مكانة الصدر والمقام الرفيع في وسطنا، وفي مجتمعنا!

في الأيام الماضية، فجعنا بوفاة الأستاذ «عبدالله العلي الجارالله»، وهو الاسم الكبير والتاريخ الجميل في قوافل الثقافة والفنون والشعر والأدب، الذي قدم لوطنه ولمجتمعه الكثير من العطاءات المخلصة على مدى نحو 40 عامًا؛ ولأنني شرفت بالعمل معه عن قرب في مرحلة أثيرة من هذا المشوار، لاسيما ما يتعلق بمهرجان الجنادرية الذي أطلقه الحرس الوطني على مدى 35 عامًا. لهذا يجدر القول: إنَّ «أبا هاني» كان صاحب البصمات الفنية الأولى في هذا المهرجان، حين رُشح له من قِبل الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، الرئيس العام لرعاية الشباب -آنذاك- الذي كان يشغل أيضًا منصب نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان، أي نائبًا للأمير بدر بن عبدالعزيز، رحمهما الله.

والرئاسة العامة لرعاية الشباب هي إحدى الجهات الحكومية الرئيسة التي تشارك في تنظيم المهرجان، ممثلة بجمعية الثقافة والفنون وإدارة التراث والفنون الشعبية، حينها كان «أبو هاني» نائبًا لرئيس الجمعية ومديرًا لإدارة التراث، فكان وجوده فاعلًا ومؤثرًا في نشاطات المهرجان وفعالياته المختلفة، لاسيما أن مهرجان الجنادرية يقوم ويرتكز كثيرًا -تحديدًا في دوراته الأولى- على هذين الجانبين: الفنون الشعبية والتراث بكل مكوناته المادية، وغير المادية من فنون وفلكلورات وحِرف وغيرها.

تبدو رؤية «عبدالله الجارالله» وعشقه لوطنه وتراثه، من روحه التي تبعث الفن والجمال، تلك الروح الحاضرة في كل ما يقوم به أو يبادر إلى تقديمه، بل إنني عندما أتأمل ما وصلت إليه الجوانب الفنية بالمهرجان في دوراته المتأخرة، أدرك كم كان «أبو هاني» يمتلك نظرة استشراف مستقبلية لما سيصل إليه هذا المكتسب الحضاري الكبير، فقد كُلَّف رئيسًا لأول لجنة فنية في تاريخ الجنادرية عام 1406هـ/‏1986م، فاقترح على المسؤولين -آنذاك- تنظيم عدد من الفعاليات الاحتفالية التي تقدم في اليوم الأول للمهرجان، من بينها المسيرة الفنية الشعبية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، ورفع هذا الاقتراح للملك عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس الحرس الوطني -آنذاك- رحمه الله، وقدم أبو هاني له العرض وشرح الفكرة، التي وجدت الموافقة والدعم، لتمرَّ هذه المسيرة أمام راعي حفل الافتتاح الملك فهد بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ في مضمار سباق الهجن ومقابل المنصة الملكية، متسمة بالتنوع بين مشاركاتٍ على سيارات مكشوفة تغطى بديكورات تراثية منوعة، تعبّر عن جميع مناطق المملكة، وبين مشاركاتٍ راجلة لفرق شعبية بمشاركة الهجن والخيل، ويصبح هذا الشكل الاحتفالي تقليدًا سنويًا لأربع دورات متتالية، قبل أن يحل مكانها الأوبريت بدءًا من المهرجان السادس.

استمر «عبدالله الجارالله» يقدم في كل عام مشاريع فنية جديدة حتى جاء المهرجان الرابع عام 1408هـ، عندما قدم أول أوبريت في تاريخ مهرجانات الجنادرية، وهو أوبريت (مملكتنا دام عزك) كلمات وألحان الشاعر والملحن حامد الحامد – مكتشف الفنان راشد الماجد -، وهذا العمل لم يُعدُّ في الأصل للجنادرية، بل كان مُعدًا لزيارة كان سيقوم بها الملك فهد بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ للمنطقة الشرقية، وكلف حامد الحامد – لكونه أحد أبناء المنطقة الشرقية ـ بالعمل، فكتبه ولحنه، وأدَّاه الفنان راشد الماجد؛ ولأنَّ الزيارة قد أُجلت انتهز «عبدالله الجارالله» هذه الفرصة، وقدم العمل في افتتاح المهرجان مصحوبًا بلوحات ورقصات شعبية تمثل مختلف مناطق المملكة، مع أنه لم يتمكن من الوصول للفنان الواعد -آنذاك- راشد الماجد ليشارك في الحفل، فقد كان وقتئذٍ خارج المملكة ما تعذر معه الوصول إليه؛ لكنه كان حاضرًا بصوته فقط.

وفي العام ذاته نظَّم «الجارالله» الحفل الختامي للمهرجان لأول مرة، بمشاركة الفنان الكبير محمد عبده الذي اقتصرت مشاركته على الأغاني الوطنية، حيث اختتم الحفل برائعته الشهيرة والجديدة في ذلك الوقت (فوق هام السحب)، وشارك معه في الحفل الفنان عبدالله رشاد، وبمبادرة واقتراح من «أبي هاني» يرحمه الله، تمت دعوة نادي الاتفاق ليكرم من قبل راعي الحفل الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان، لحصوله على كأس البطولة العربية لكرة القدم، ولاقت تلك المبادرة أصداءً شعبية واسعة.

في العام الذي يليه فاجأتْ الجنادريةُ جمهورها بأول عمل من إنتاجها، فكان مولد النشيد الوطني الشهير (عزّ الوطن) كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن ولحن وأداء الفنان الكبير طلال مداح، وتولى «أبو هاني» الإشراف على حفل الافتتاح وتنظيم مشاركة الفرق الشعبية، ولحرصه على تكامل الرؤية البصرية، خصص مكانًا للفرقة الموسيقية ضمن مكونات المسرح لترافق الفنان طلال مداح، ما أعطى العمل روحًا وتفاعلًا كبيرًا عند الحضور وعند المشاهدين عبر التلفزيون، وهو ما كان يرمي إليه «أبو هاني»، مع أن النشيد كان يبث مسجلًا بنظام (البلاي باك)..

توالت أعمال اللجنة الفنية التي كان يقودها «الجارالله» بكل اقتدار وتطورت في مختلف المناشط الفنية، حيث نُظَّم في العام ذاته حفل غنائي في ختام فعاليات المهرجان بحضور ورعاية الأمير بدر بن عبدالعزيز، يرحمه الله، وكان نجمه الأول الفنان الكبير طلال مداح، وبمشاركة هي الأولى للفنان عبدالمجيد عبدالله في المهرجان. وفي تلك الليلة كان المطر يهطل بغزارة، وهو ما تسبب بسقوط «أبي هاني» على خشية المسرح (المكشوف) أثناء آخر بروفة قبل الحفل بساعة، لتكسر ساقه أثناء الحفل.

التحول الكبير الذي ظهر من خلاله «أبو هاني» مخرجًا مسرحيًا متميزًا كان عام 1410هـ في حفل افتتاح المهرجان السادس الذي قدم فيه الأوبريت الشهير «مولد أمة» وهو أول أوبريت ينتجه الحرس الوطني للجنادرية من كلمات الأمير سعود بن عبدالله، وأداء العملاقين طلال مداح ومحمد عبده، وهو العمل الذي كان نقطة التحول الأولى في مسار الأعمال الوطنية في المهرجان، وقد قُدّم في المناسبة ذاتها النشيد الوطني الشهير «الله البادي» كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن. في هذا الأوبريت عمل الراحلان عبدالله الجارالله ومحمد شفيق على تصميم رقصات تعبيرية في كل لوحة، تنسجم مع النص ومع الإيقاع واللون الفلكلوري الذي ركب عليه اللحن، وهو كذلك أول أوبريت تفتتح به ساحة العروض التي أنشئت خصيصًا لحفل الافتتاح في ذلك العام، قبل أن تغطى لاحقًا وتسمى قاعة العروض، التي احتضنت جميع أوبريتات الجنادرية.

وفي الأعوام التالية واصل أبو هاني إبراز الجنادرية فنيًا، سواءً من خلال أوبريتات حفل الافتتاح وما صاحبها من استعراضات، أو من خلال البرامج التي كانت تعد بشكل يومي وتقدم مختلف الألوان من كافة مناطق المملكة، وفي المهرجان التاسع عام 1414هـ تجلى الجارالله مع رفيق دربه وصديقه المقرب الفنان سراج عمر ـ يرحمهما الله ـ في أوبريت «التوحيد»، من كلمات الأمير خالد الفيصل، الذي اقترح عليه أبو هاني توسيع دائرة الفنانين المشاركين، لتشمل -إضافة إلى طلال مداح ومحمد عبده- كلًا من عبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وعبدالله رشاد، وفي هذا العام تم إدخال الألعاب النارية وعروض الليزر، وتم ـ ولأول مرة ـ بناء مسرح في قاعة العروض، قام أبو هاني بتصميمه، ونفذته شركة فرنسية، ليصل الإبهار في الإخراج المسرحي ذلك العام إلى مستوى متقدم.

واستمر الجارالله في السنوات اللاحقة يقدم عطاءه بشكل متميز، وتكرس جهده في تنظيم برامج الفنون الشعبية وعروضها اليومية، كما تبنى -بالمشاركة مع الفنان سراج عمر- مشروع توثيق الفلكلورات والرقصات الشعبية السعودية، بالتعاون مع معهد العالم العربي ودار ثقافات العالم في باريس، في الوقت الذي تم تكليف المخرج الأستاذ فطيس بقنة بالتصميم والإخراج المسرحي لأوبريتات الدورات التالية.

قاد «أبو هاني» بكل اقتدار وبكل الحب دفة العمل الفني للجنادرية سنوات طويلة، لم يجرح أحدًا أو يزعج أحدًا.. نبيلًا في عمله مقدّرًا ومحبوبًا من الجميع؛ مسؤولين ومشاركين، خاصةً أعضاء الفرق الشعبية الذين ربطت بينه وبينهم علاقة لها طابعها الخاص، وتجسد جزء كبير منها عبر المنتخب السعودي الذي كان يشكله «الجارالله» من مختلف مناطق المملكة للمشاركة في الأسابيع الثقافية السعودية خارج المملكة، فقد كانت الفرقة الفنية السعودية أو منتخب الفنون الشعبية -الذي يؤدي جميع الرقصات- حاضرًا بقوة محققًا رسالة ثقافية وحضارية رفيعة. ويحسب لـ«أبي هاني» جهده الكبير ودوره الرئيس في إطار الفكرة العظيمة التي أطلقها وتبناها منتصف الثمانينات الميلادية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أمير منطقة الرياض حينها- حفظه الله ورعاه، المتمثلة في «معرض الرياض بين الأمس واليوم» الذي تحول إلى «معرض المملكة بين الأمس واليوم»، وكان أبو هاني مسؤولًا عن جناح التراث الشعبي والفنون الشعبية، وكان المعرض رسالةً حضارية وثقافية في غاية الأهمية، وتنقل بين عدة دول شقيقة وصديقة، من بينها مصر وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا. وللعزيز الراحل «أبي هاني» وقفات معي شخصيًا، بل إنَّ أياديه البيضاء لا تنسى يرحمه الله، دعمًا وتوجيهًا، فهو ربما وجد في شخصي ما يمكن تبنيه والدفع به للساحة الفنية والإعلامية، حيث كلفني بتقديم الحفلات والنشاطات الفنية أمام آلاف الجماهير يوميًا طوال الدورات الأولى للمهرجان؛ ما أكسبني المزيد من الثقة وأتاح لي الفرص تباعًا للوصول إلى مكانة كانت تتصاعد في كل عام، سواءً داخل الجنادرية أو في الوسط الإعلامي والفني بشكل عام.

كما أنَّ هذه الشخصية الاستثنائية كانت لها مواقف إنسانية مع كل من عَمِل معها، فالإخوة الأعزاء يوسف الدريس ومحمد الميمان وسعود العواد وعلي الخضيري وخالد الفهيد عملوا تحت إدارته، ويتذكرون جليًا العديد من المواقف، ومنها – على سبيل المثال – أنَّ مكافأته المالية التي كانت تصرف له نهاية كل مهرجان يقوم بتوزيعها على البسطاء والمعوزين، سواء من أعضاء اللجنة الفنية أو من الفرق الشعبية.

ولا يمكن أن أتجاوز في هذا الصدد مشاركة «أبي هاني» تجاوبًا مع دعوتي له بالإشراف على الحفل الفني أثناء زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- لمحافظة بلقرن عام 1419هـ، وكان وقتها وليًا للعهد، ومشاركته في حفل محافظة بلقرن بالمفتاحة برعاية الأمير خالد الفيصل عام 1417هـ، وقد ظهر الحفلان بمظهر متميز مختلفٍ عن جميع الاحتفالات التي قدمتها محافظات منطقة عسير في هاتين المناسبتين، وهو ما كان سببًا مباشرًا في الثناء الكبير الذي تلقاه «أبا هاني» من الأمير خالد الفيصل.

ولأن الإبداع في شخصية عبدالله الجارالله لا يتجزأ، فقد امتلك كذلك ناصية الكلمة المجنحة، شاعراً وكاتب أغنية على مستوى رفيع من العذوبة والمقدرة والتمكن، وله أعمال غنائية جميلة لا تغادر الذاكرة ومنها على سبيل المثال مع طلال مداح «يا ساهر الليل هيا» لحن سامي إحسان، و«أهلًا بكم أحبابنا» لحن سراج عمر وأداء محمد عبده، و«جاي في ميعادك» لحن محمد شفيق وأداء عبدالمجيد عبدالله، و«توّ الليل يا ساري» لحن وأداء علي عبدالكريم، وغيرها الكثير من الأعمال الجميلة والمميزة مع مطربين ومطربات كثر، وبظني لولا ارتباط عبدالله الجارالله بأعماله الرسمية في جمعية الثقافة والفنون، وفي إدارة التراث برعاية الشباب وما يتفرع عنهما من أعمال ومهمات، لكان اسمه في صدارة كتاب الأغنية كمًّا وكيفًا، لاسيما وهو يتمتع بحس فني رفيع وأذن مرهفة وذاكرة تحفظ الألوان القديمة والمخزون السعودي الثري من الجمل الموسيقية والمقامات والأوزان، ويحضرني في هذا الجانب لقاء جمعني قبل شهرين مع الملحن الدكتور عبدالرب إدريس، الذي كلف من وزارة الثقافة بالعمل على تأسيس فرقة موسيقية سعودية ومعهد متخصص، كما أنه مكلف كذلك -كما عرفت- ومهتم بجمع الفلكلورات السعودية والألوان التي تزخر بها المملكة، وقد طلب مني الترتيب مع الأستاذ عبدالله الجارالله -تحديدًا- للاستعانة به في هذا المشروع الكبير، وتواصلنا مع ابنه الشاعر الجميل والراقي سامي الجارالله، الذي طلب منا تأجيل الزيارة حتى تتحسن الحالة الصحية لوالده، لكن القدر كان أسرع، ورحل العزيز النبيل أبو هاني عن دنيانا، بعد مشوار حافل ومسيرة كبيرة في خدمة وطنه ومجتمعه بكل إخلاص. رحمك الله أستاذنا الكبير الكريم الأديب عبدالله الجارالله وأجزل عليك عفوه ورضوانه. كنت تستحق وقفة تقدير تليق بك وبما قدمت، لكننا مع الأسف الشديد قصرنا في حقك، لتموت أمامنا مرتين!!

Continue Reading

ثقافة وفن

بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو

بحضور وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اختتمت هيئة الموسيقى حفلة «روائع

بحضور وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، اختتمت هيئة الموسيقى حفلة «روائع الأوركسترا السعودية» في جولتها الخامسة بمسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية طوكيو، وذلك بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، وبحضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال والإعلام، وحضور جماهيري كبير.

وأشار الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى باول باسيفيكو، في كلمة خلال الحفلة، إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها المشاركات السابقة لروائع الأوركسترا السعودية في العواصم العالمية، عازيًا ما تحقق خلال حفلات روائع الأوركسترا السعودية إلى دعم وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى.

وعدّ «روائع الأوركسترا السعودية» إحدى الخطوات التي تسهم في نقل التراث الغنائي السعودي وما يزخر به من تنوع إلى العالم عبر المشاركات الدولية المتعددة وبكوادر سعودية مؤهلة ومدربة على أعلى مستوى، مشيرًا إلى سعي الهيئة للارتقاء بالموسيقى السعودية نحو آفاق جديدة، ودورها في التبادل الثقافي، مما يسهم في تعزيز التواصل الإنساني، ومد جسور التفاهم بين شعوب العالم عبر الموسيقى.

وقد بدأت «الأوركسترا الإمبراطورية اليابانية – بوغاكو ريو أو» بأداء لموسيقى البلاط الإمبراطوري الياباني، وهي موسيقى عريقة في الثقافة اليابانية، توارثتها الأجيال منذ 1300 عام وحتى اليوم.

وأنهت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي الفقرة الثانية من الحفلة بأداء مُتناغم لميدلي الإنمي باللحن السعودي، كما استفتحت الفقرة التالية بعزف موسيقى افتتاحية العلا من تأليف عمر خيرت.

وبتعاون احتفى بالثقافتين ومزج موسيقى الحضارتين اختتمت الحفلة بأداء مشترك للأوركسترا السعودية مع أكاديمية أوركسترا جامعة طوكيو للموسيقى والفنان الياباني هوتاي وبقيادة المايسترو هاني فرحات، عبر عدد من الأعمال الموسيقية بتوزيع محمد عشي ورامي باصحيح.

وتعد هذه الحفلة المحطة الخامسة لروائع الأوركسترا السعودية في العاصمة اليابانية طوكيو، بعد النجاحات التي حققتها في أربع محطات سابقة، كانت تتألق في كل جولة بدايةً من باريس بقاعة دو شاتليه، وعلى المسرح الوطني بمكسيكو سيتي، وعلى مسرح دار الأوبرا متروبوليتان في مركز لينكون بمدينة نيويورك، وفي لندن بمسرح سنترل هول وستمنستر.

وتعتزم هيئة الموسيقى استمرارية تقديم عروض حفلات “روائع الأوركسترا السعودية” في عدة محطات بهدف تعريف المجتمع العالمي بروائع الموسيقى السعودية، وتعزيزًا للتبادل الثقافي الدولي والتعاون المشترك لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تتقاطع مع مستهدفات هيئة الموسيقى.

Continue Reading

ثقافة وفن

الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !

الحديث مع الشاعر علي عكور في الكتابة الإبداعية حديث ممتع، وممتدّ، له آراؤه الخاصة التي يتمثلها في كتابته الأدبية،

الحديث مع الشاعر علي عكور في الكتابة الإبداعية حديث ممتع، وممتدّ، له آراؤه الخاصة التي يتمثلها في كتابته الأدبية، يعتد كثيراً بتجربته، ويرى أنّه قادر على الاختلاف؛ لأنّ مفاهيمه للكتابة تتغيّر مع الوقت.

لم يولد -كما قال- وإلى جواره من يمتهن أو يحترف الكتابة، ولم يكن الوسط الذي نشأ فيه يُعنى كثيراً بالأدب أو الثقافة بعمومها، ما يتذكره علي أنّه في أواسط عقده الثاني وقع على نسخةٍ من كتاب (المنجد) للويس معلوف، لا يعلم كيف وصلت إليه هذه النسخة العتيقة من الكتاب، لكنه شُغِف بها وبالعوالم التي تَفَتَّحت أمامه في هذا المعجم.

وجد الشاعر علي عكور نفسه ينجذب كالممسوس إلى الأدب بكل ما فيه من سحر وغموض وجلال، لكنّ الشعر العربي أخذه حتى من ألف ليلة وليلة؛ الذي انجذب إلى الشعر المبثوث في ثنايا الكتاب أكثر من السرد رغم عجائبيته وسحره!

الكثير من رحلة الشاعر علي عكور مع الأدب والكتابة الإبداعية في هذا الحوار:

‏ • حدّثنا عن علاقتك بالشعر والأدب بشكل عام.. كيف بدأت؟

•• بدايةً أودّ القول، أنه لم يكن في محيطي من يمتهن أو يحترف الكتابة، ولم يكن الوسط الذي نشأتُ فيه يُعنى كثيراً بالأدب أو الثقافة بعمومها. أتذكر أنني في أواسط العقد الثاني من عمري وقعتُ على نسخةٍ من كتاب (المنجد) للويس معلوف. لست أعرف كيف وصلت إلينا هذه النسخة العتيقة من الكتاب، لكنني شُغِفتُ بها وبالعوالم التي تَفَتَّحت أمامي بعد الاطلاع على هذا المعجم. وشيئاً فشيئاً، وجدت أنني أنجذب كالممسوس إلى هذا العالم الرحب، بكل ما فيه من سحر وغموض وجلال. وأثناء تجوالي في عوالم الأدب أُخِذْتُ بالشعرِ العربي وبإيقاعيّة الجملة الشعرية فيه. حتى عندما وقع بين يديّ كتاب (ألف ليلة وليلة)، لم أنجذب إلى السرد رغم عجائبيته وسحره، بقدر ما انجذبتُ إلى الشعر المبثوث في ثنايا الكتاب. وأتذكر أنني كنت أتجاوز الصفحات وأقلّبها بحثاً عن بيتٍ أو بيتينِ من الشعر.

• لمن تدين بالفضل في الكتابة؟

•• أودّ أن أدين بالفضل إلى أحدٍ ما، لكنني حين أمَرّر بداياتي على الذاكرة، لا أتذكّر أحداً بذاته، آمن بي أو رأى في ما أقوم به بدايات واعدة لمشروع ما. كل ما هنالك أنني كنتُ أتلقى ثناءً عابراً إذا كتبتُ شيئاً جيداً. على أنني لا أقلّل من هذا الثناء، فقد كان ذا أثرٍ كبير في دافعيتي، وديمومة شغفي بالكتابة. هذا فيما يخص البدايات، أما الآن فأنا أدين بالفضل لأسرتي ولزوجتي خاصة، فهي داعم كبير لي على طول هذا الطريق، وتتحمل عن طيب خاطر الأعباء التي يُخلّفها انشغالي بالكتابة وهمومها.

• شاعر كان تأثيره كبيراً عليك.

•• لا يمكن تتبّع الأثر بسهولة في هذا الشأن؛ لأنه غالباً يكونُ قارّاً في اللاوعي. لكن إذا كان السياب يرى أنه تأثر بأبي تمام والشاعرة الإنجليزية إديث سيتول وأنه مزيج منهما، فأنا أرى أنني تأثرت كثيراً بسعدي يوسف ومحمود درويش، وأشعر أنهما يلتقيان بطريقة ما، في الكثرة الكاثرة مما أكتب.

• كيف للشاعر أن يكتب قصيدته وفق رهان المستقبل وليس للحظة التي يعيش فيها؟

•• في الغالب لا توجد كتابة لا يمكن تجاوزها. وما يُعبّر عنك الآن قد تجد أنه لا يُعبّر عنك غداً. أعتقد أن الرهان الحقيقي هو أن نكتب شيئاً يستطيع أن يصمد أمام عجلة الزمن. ربما إحدى الحيل التي يمكن أن نمارسها هي أن نكتب نصوصاً أكثر تجريداً وانعتاقاً من قيود الزمان والمكان، وأن نتخفّف من الكتابة تحت تأثير اللحظة الراهنة والحدث المُعاش.

• الملاحظ أنّ هناك إصدارات متشابهة في الشعر والقصة لشعراء وكتاب قصّة، وإن تعددت عناوينها، لكنّ التجربة لم تختلف.. ما تأثير هذا على الإبداع والقارئ كذلك؟

•• صحيح، هذا أمر ملاحظ. هناك من يصدر عشرة دواوين، وعند قراءتها لا تجد اختلافاً بينها، لا من حيث الثيمات ولا من حيث طريقة التناول، لتفاجأ أن هذه الدواوين العشرة هي في الحقيقة ديوان واحد طويل. الكاتب أو الشاعر الذي لا يتجدد يخاطر بمقروئيته ويخسر رهانه الشخصي. إما أن تقول شيئاً جديداً أو شيئاً مألوفاً بطريقة جديدة، لكن لا تقل الشيء نفسه بالطريقة نفسها، حتى لا تعطي فكرة أنك لا تأخذ مشروعك بما يستحق من جدية واهتمام.

• تنادي بأهمية تصدّر الأدب الجاد والأصيل المنصات.. أولاً: من يحدد ماهية الأدب الجاد؟ ثانياً: هل المرحلة تساعد في أن يتصدّر الأدب أيّاً كان المنصات التي كثرت وكثر مستخدموها والمؤثرون فيها؟

•• النقّاد والقرّاء النوعيّون، هم من يحددون ماهيّة الأدب الجاد ويُعلون من قيمته. مؤسف أن يتصدر المشهد الأدبي الأقل قيمة، بينما يبقى الأدب الأصيل في الهامش. في الأخير نحن مسؤولون عن تصدير ثقافتنا، وما نتداوله ونجعل له الصدارة في منصاتنا ومشهدنا، هو ما سيُعبّر عنّا وسيكون عنواننا في النهاية. وبالتالي لنا أن نتساءل بصدق: هل ما صُدِّرَ ويُصَدّر الآن، يُعبّر عن حقيقة وواقع الأدب والثقافة في بلادنا؟

• لديك مشكلة مع المألوف والسائد، وتطالب بسيادة الأدب الفريد والمختلف.. هل لدينا اليوم ذائقة خاصة يمكنها إشباع الذائقة العامة؟

•• يمكن الاتفاق في البدء أن تغيير شروط الكتابة هو في المقابل تغيير لشروط التلقي، وأن كل كتابة أصيلة ومختلفة ستصنع قارئاً مختلفاً. كل كتابة جادّة ستصنع قارئها، وهذا هو الرهان الحقيقي. أما المألوف والسائد فإنّ القارئ مصابٌ بتخمة منه. كل كتابة في المألوف والسائد هي ابنٌ بارٌّ للذاكرة لا للمخيّلة؛ الذاكرة بوصفها مستودعاً لكل ما قرَّ واستقرّ فيها وأخذ مكانه المكين. والمخيّلة بوصفها انفتاحاً على المتجدّد واللانهائي.

• ماذا يعني لك فوزك بالمركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي في مسار الشعر؟ وماذا تعني لك كتابة الشعر المسرحي؟

•• سعدت كثيراً بالفوز، سيما أن المسرحية تتحدث عن شخصية أحبها كثيراً: شخصية ابن عربي؛ تلك الشخصية التي عشت معها طيلة ثلاثة أشهر (وهي مدة كتابة العمل)، تجربة روحية وروحانية بالغة الرهافة، فقد استدعت الكتابة عن ابن عربي، العودة إلى قراءة سيرته وأجزاء من أعماله التي حملت جوهر فكره وعمق تجربته الصوفية. وبالانتقال إلى الجزء الثاني من السؤال، أقول إن كتابة الشعر المسرحي عمّقت من مفهومي للشعر وإيماني به وبقدرته على التحرك في مناطق جديدة، يمكن استثمارها على نحو جيد ومثرٍ، إذا ما تعاملنا معها بجدية.

• أما زلت تبحث عن دار نشر تطبع لك ديوانك الجديد دون مقابل مادي تدفعه؟

•• استطعت التواصل مع أكثر من دار، وقد رحبوا بالديوان والتعاون من أجله. لا ضير في كون دور النشر تبحث عن الربح، فهذا من حقها، وهذه هي طبيعة عملها. كل ما أنادي به أن تكون هناك جهة حكومية تشرف عليها وزارة الثقافة، تقوم بطبع الأعمال الجادة التي تعبّر عن حقيقة الأدب السعودي وواقعه.

• جاسم الصحيح قال عنك إنك لست شاعراً عابراً، وإنما شاعر ذو موهبة كبرى تتجاوز المألوف والسائد.. ماذا تعني لك هذه الشهادة؟•• جاسم اسم كبير في المشهد الثقافي وتجربة مرجعية في الشعرية العربية الحديثة، وأن تأتي الشهادة من قامة كقامة جاسم الصحيح لا شك أنها شهادة تدعو للابتهاج والنشوة، إضافة إلى ما تلقيه عليّ من عبء ومسؤولية كبيرة.

• كيف يكون المؤلف الجاد والرصين رأس مال لدور النشر؟

•• تمهيداً للإجابة عن السؤال، لا بد من القول إن الرساميل الرمزية أحياناً تكون أهم وأكثر مردوداً من القيمة المادية. بالنسبة لدور النشر، يُعد الكاتب الجاد رأس مال رمزياً مهمّاً؛ لأنه يبني لها سمعة في الوسط الثقافي. إذا أرادت دور النشر أن تستثمر في سمعتها، فإن أسرع طريقة هي استقطاب كتاب أصحاب مشاريع جادة، مقابل أن تطبع لهم بمبالغ رمزية على الأقل.

• كتبتَ الشعر بأشكاله الثلاثة ومع ذلك ما زلت ترى أنّ الوزن ليس شيئاً جوهرياً في القصيدة.. ما البديل من وجهة نظرك؟

•• نعم الوزن ليس شيئاً جوهريّاً في الشعر. ونحن حين نقول الوزن نقصد بطبيعة الحال الأوزان التي أقرها الخليل بن أحمد. الحقيقة أن الأوزان جزء من الإيقاع، أو بمعنى آخر، هي إحدى إمكانات الإيقاع وليس الإمكانية الوحيدة، وما دامت إحدى تجليات الإيقاع وليس التجلي الوحيد، فمعنى ذلك أن الإيقاع أعم وأشمل وأقدم. وعليه فإن الإيقاع هو الجوهري وليس الوزن. والإيقاع يمكن أن يتحقق في قصيدة النثر مثلاً، عبر حركة الأصوات داخل الجملة الشعرية. وهناك حادثة دالة وكاشفة أنهم حتى في القديم كانوا يدركون أن الشعر بما فيه من إيقاع يوجد أيضاً خارج أوزان الخليل، إذ يُروى أن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت دخل على أبيه وهو يبكي، وكان حينها طفلاً، فقال له: ما يبكيك؟ فقال: لسعني طائر، فقال: صفه، فقال: كأنه ملتف في بردي حبرة. فصاح حسان: قال ابني الشعر ورب الكعبة. هذه القصة المروية في كتب الأدب تكشف بجلاء أن الشعر أوسع من مجرد الوزن والتفاعيل.

• أنت تقول: لا شيء يسعدني ككتابة الشعر الجيّد.. ما مواصفات الشعر الجيّد؟

•• لا أملك ولا يحق لي ربما الحديث عن الشعر الجيد بإطلاق؛ لأن في هذا ادعاءً كبيراً، لكن يمكن الحديث عما أراه أنا أنه شعر جيد؛ أي في حدود رؤيتي فقط. كل شاعر يكتب الشعر بناءً على ما يعتقد أنه شعر، وعليه فإن الشعر الجيد -كما أراه- خرق لنمطية اللغة وبحث جاد عن اللامرئي في المرئي، ومن مواصفات النص الجيد أن يتقاطع فيه الفكري بالوجداني، وأن يكون نتاج الحالة البرزخية بين الوعي واللاوعي. طبعاً إضافة إلى ضرورة أن يتخلص من المقولات السابقة، وأن يعمل في تضاد مع الذاكرة والثقافة؛ لأنهما يفرضان السائد والمألوف وكل ما هو قارّ في الذهن.

• العودة الملاحظة للشذرات كتابة وطباعة.. إلام تعيدها؟

•• الشذرة في رأيي هي رأس الشعرية. حَشْد كل هذا العالم بمستوياته وتناقضاته ورؤاه في بضع كلمات أمر بالغ الصعوبة على مستوى التكنيك، لكنه مثير وممتع حين تدخله كمساحة للتجريب وتحدي إمكانياتك. أيضاً جزء من اهتمامي بالشذرة يعود إلى افتتاني بالمشهدية وتأمل الفضاءات البصرية واستنطاقها. إضافةً إلى ما في الشذرة من تداخل أجناسي يزيدها ثراءً وغنى. وعلى مستوى آخر أعتقد أن الشذرة بحجمها وبنيتها أكثر تمثيلاً لحياتنا المعاصرة التي أشبه ما تكون بلقطات متتابعة ومنفصلة في فضاء بصري، يجمعها سياق عام. وأخيراً لا أنسى أن منصة (إكس) بما كانت تفرضه من قيود تقنية قد أسست لتجربتي في الكتابة الشذرية وصقلتها.

• الشاعر أحمد السيد عطيف اختلف معك في شكل القصيدة، ورأى أنّ الشكل لا يجعل الكلام جميلاً ومؤثراً.. فيما ترى أنت أنّ الكتابة على نمط القصيدة القديمة تقليد وليس إبداعاً.. هل المشكلة في الشّكل أم في أشياء أخرى؟

•• نعم، كان الحديث في هذه الجزئية عن القصيدة العمودية، وعن كتابتها بصياغة تقليدية مغرقة في القدامة. النقد الحديث على عكس القديم، لا يفصل بين الشكل والمضمون، ولكتابة نص حديث لا بد من تحديث الشكل؛ لأننا لا يمكن أن نتحدث عن مضمون ما بمعزل عن الشكل، إذ إن الشكل يخلق مضمونه أيضاً. طبعاً لا أقصد بتحديث الشكل استبدال القصيدة العمودية بشكل آخر، بل أقصد التحديث من داخل الشكل نفسه. تجديد الصياغة وتحديث الجملة الشعرية ذاتها لتكون قادرة على التعبير عن الرؤى الجديدة.

• لماذا ترى أنّ كتابة قصيدة النثر أصعب من كتابة قصيدة عمودية أو تفعيلة؟

•• السبب في رأيي أن النص العمودي والنص التفعيلي لديهما قوالب إيقاعية جاهزة تجعل من مهمة الخلق الشعري مهمة أقل صعوبة. بينما في قصيدة النثر أنت تعمل في منطقة أقرب ما تكون إلى الشكل الهلامي. قصيدة النثر ملامحها أقل حدة ووضوحاً من الشكلين السابقين، وعليه فإن كتابتها تحمل صعوبة أكبر؛ لأن لكل نصٍّ قالبه الخاص الذي عليك أن تخلقه من العدم.

• كيف يمكن للشاعر أن يكون رائعاً؟

•• يكون كذلك إذا كان أصيلاً؛ أي معبراً عن صوته الخاص، ولحظته الراهنة، ومنغمساً بالكامل في تفاصيل عالمه، طبعاً دون أن يفقد قدرته على الاتصال بالوجود والكون.

• النصوص القصيرة التفعيلية التي كتبتها وترغب في نشرها مرفقة برسوم إبداعية.. ماذا عنها؟

•• هي أربعون نصّاً، تحمل خلاصة تجربتي في كتابة الشذرة الشعرية، وهو تنويعٌ على تجربتي الشعرية عموماً. تعاونت في هذا المشروع مع الرسامة السورية القديرة راما الدقاق. والعمل الآن في مرحلته الأخيرة، وسيُنشر خلال الشهرين القادمين.

Continue Reading

ثقافة وفن

رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «بـراغ»

أصدر رئيس مركز الجواهري الثقافي، رواء الجصاني، كتاباً توثيقياً عن (شخصيات وشؤون ثقافية عراقية في ذاكرة وتاريخ

أصدر رئيس مركز الجواهري الثقافي، رواء الجصاني، كتاباً توثيقياً عن (شخصيات وشؤون ثقافية عراقية في ذاكرة وتاريخ براغ) طيلة 65 عاماً، وتضمن التوثيق 22 عنواناً فرعياً.

وسلّط المصدر الببلوغرافي الضوء على إقامة خال الجصاني الشاعر العربي محمد مهدي الجواهري، في التشيك قرابة 30 عاماً (1961-1991)؛ منها سبعة متصلة (1961-1968)، و كتب الجواهري خلال إقامته في (براغ) نحو 30 قصيدة ومقطوعة؛ عشر منها، وفيها، عن التشيك وجمال وعطاء بلدهم الذي أطال من عمر الجواهري كما يثبت ذلك في قصيدته:

أطلتِ الشوطَ من عمري، اطالَ الله من عمركْ

ولا بلّغتُ بالشرّ، ولا بالسوءِ من خبـركْ..

ألا يا مزهرَ الخلدِ تغنى الدهرُ في وتركْ.

واحتفظ المثقفون التشيك، باعتزاز بذكرى إقامة الجواهري معهم، وهم يدركون تميّزه الشعري، إضافة لكونه رمزاً عراقياً وعربياً، وإنسانياً، وجسراً وطيداً بين ثقافتي البلدين، وتم وضع نصب (معلم) تذكاري له جوار شقته التي عاش فيها أزيد من ربع قرن بمنطقة براغ السادسة.

كما تناول الكتاب، الفنان والمفكر الرائد محمود صبري، ذو العطاءات التشكيلية وصاحب نظرية (واقعية الكم) الذي أقام في براغ فناناً ومفكراً وطنياً، وباحثاً إنسانياً نصف قرن (1963-2013).. وكذلك الباحث والكاتب والمترجم القدير مصطفى عبود الذي أقام بها من أواخر السبعينيات إلى 1985. والكاتب والصحفي شمران الياسري (أبو كاطع) منذ النصف الثاني من السبعينيات إلى عام 1981.. والكاتب والروائي يحيى بابان – جيان، من منتصف الستينيات إلى عام 2023. والفنان الكردي العراقي البارز قادر ديلان؛ الذي أقام وعمل في براغ لنحو عقدين إلى وفاته عام 1999. والباحث الجدير فالح عبد الجبار من عام 1979 إلى 1981.. وبشرى برتو، وذنون أيوب، وفاروق رضاعة، وفيصل السامر، ونوري عبد الرزاق، ومجيد الونداوي، ومهدي الحافظ..

واستعاد الجصاني مسيرة إذاعة براغ العربية، ومن أسهموا فيها، ومنهم: أحمد كريم، وأناهيد بوغوصيان، وحسين العامل، وزاهد محمد، وصادق الصايغ، وعادل مصري، وفائزة حلمي، ومفيد الجزائري، وموسى أسـد، ونضال وصفي طاهر.

كما تناول الجصاني المجلات الثقافية التي صدرت، وكذلك المتخصصة في شؤون سياسية واقتصادية، والسفراء، والدبلوماسيين، وأمسيات شعرية، وندوات أدبية وفكرية، ومعارض فنيّة، وحفلات موسيقية، ومؤلفات وتراجم، وأفلام ومخرجين، ومترجمين ومحررين، وكتب ومكتبات، ومحطات إعلامية، ومركز الجواهري، الذي أطلقه رواء الجصاني والدكتور محمد حسين الأعرجي، والمستعرب التشيكي (يارومير هايسكي)، وبدأ نشاطاته في منتصف عام 2002: و(بابيلون للإعلام والنشر)، كما تناول الكتاب باحثين وأكاديميين وعلماء.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .