أعلنت رابطة دوري المحترفين السعودي بشكل رسمي عن موعد إقامة مباراة الكلاسيكو الكبرى التي ستجمع بين قطبي الكرة السعودية، الهلال والأهلي، وذلك ضمن منافسات الجولة التاسعة عشرة من بطولة دوري روشن للمحترفين. ويأتي هذا الإعلان في إطار الكشف عن جدول مباريات المسابقة من الجولة 13 وحتى الجولة 22، مما يمنح الجماهير فرصة للترقب والاستعداد لهذه القمة النارية.

أهمية تاريخية وتنافس متجدد

يعتبر كلاسيكو الهلال والأهلي واحدًا من أعرق وأقوى المواجهات في تاريخ كرة القدم السعودية والآسيوية. يمتد التنافس بين الناديين لعقود طويلة، شهدا خلالها صراعات ملحمية على مختلف الألقاب المحلية والقارية. يمثل الهلال، “الزعيم”، بتاريخه الحافل بالبطولات، قوة كروية لا يستهان بها، بينما يقف الأهلي، “الراقي”، كأحد أقدم الأندية وأكثرها جماهيرية، بتاريخ عريق وإنجازات لا تُنسى. هذه المواجهة تتجاوز كونها مجرد مباراة في الدوري، بل هي معركة تكتيكية وفنية ونفسية، تحمل في طياتها الكثير من الذكريات والشغف الجماهيري الذي يجعلها محط أنظار الملايين.

تأثير المباراة على مسار الدوري

تحمل المباراة أهمية قصوى في سباق المنافسة على لقب دوري روشن، الذي أصبح اليوم وجهة لأبرز نجوم العالم. فكل نقطة تكتسب في مثل هذه المواجهات المباشرة قد تكون حاسمة في تحديد هوية البطل في نهاية الموسم. من المتوقع أن يدخل الفريقان اللقاء بكامل قوتهما، مدعومين بترسانة من النجوم المحليين والدوليين، مما يرفع من مستوى التوقعات ويعد بلقاء ممتع ومليء بالندية والإثارة على أرض الملعب. نتيجة المباراة لن تؤثر فقط على ترتيب الفريقين، بل سترسل رسالة قوية لبقية المنافسين حول طموحات كل منهما في الظفر باللقب الغالي.

تفاصيل الموعد والملعب

وفقًا للجدول المعلن من قبل رابطة روشن، سيحتضن ملعب “المملكة أرينا”، المعقل الحديث لنادي الهلال في العاصمة الرياض، هذه القمة المرتقبة يوم الثاني من فبراير لعام 2026. وستنطلق صافرة بداية الكلاسيكو في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً بتوقيت المملكة العربية السعودية. يُذكر أن مباراة الدور الأول التي جمعت الفريقين كانت قد انتهت بسيناريو درامي ومثير بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، مما يزيد من حماس الجماهير لمشاهدة فصل جديد من فصول هذا الصراع الكروي الكبير.

فترة حاسمة للأهلي في ختام عام 2025

يستعد النادي الأهلي السعودي، أحد أعرق الأندية في المملكة والملقب بـ “الراقي”، لفترة حاسمة ومزدحمة بالمباريات الهامة مع اقتراب نهاية عام 2025. تنتظر الفريق ثلاثة استحقاقات كبرى على الصعيدين المحلي والقاري، والتي من شأنها أن ترسم ملامح مسيرته في دوري روشن السعودي للمحترفين وبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة. وتتطلع جماهير “قلعة الكؤوس” إلى أن ينهي فريقها العام بأفضل صورة ممكنة، لمواصلة المنافسة بقوة على الألقاب وتحقيق طموحاتها الكبيرة.

تحدٍ قاري في دوري أبطال آسيا للنخبة

يستهل الأهلي مشواره في شهر ديسمبر بمواجهة قارية من العيار الثقيل، حيث يطير إلى العراق لملاقاة فريق الشرطة في الثاني والعشرين من ديسمبر. تأتي هذه المباراة ضمن منافسات دور المجموعات لبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، وهي النسخة الأقوى والمستحدثة من البطولة القارية التي تجمع صفوة أندية القارة. يدرك الجهاز الفني واللاعبون أهمية تحقيق نتيجة إيجابية في هذه المواجهة الخارجية للحفاظ على حظوظ الفريق في التأهل إلى الأدوار الإقصائية، خاصة وأن المنافسة في هذا المستوى لا تحتمل التفريط في النقاط. وتكتسب المشاركة الآسيوية أهمية خاصة للنادي الأهلي، الذي يطمح لترك بصمة قوية والعودة إلى منصات التتويج القارية بعد سنوات من الغياب.

تركيز محلي للحفاظ على المنافسة في دوري روشن

بعد انتهاء المهمة الآسيوية، يعود تركيز الفريق سريعاً إلى المسابقة المحلية، حيث يخوض مواجهتين متتاليتين في دوري روشن السعودي الذي أصبح وجهة لأبرز نجوم العالم. المباراة الأولى ستكون خارج الديار أمام فريق الفتح في السادس والعشرين من ديسمبر، ضمن منافسات الجولة العاشرة. تُعد هذه المباراة اختباراً حقيقياً لقدرة الفريق على الموازنة بين المشاركات الخارجية والمحلية، فالفوز بها ضروري لتعزيز موقعه في جدول الترتيب والبقاء في دائرة المنافسة على اللقب أو على الأقل ضمان أحد المراكز المتقدمة المؤهلة للبطولات القارية في الموسم التالي.

ويختتم الأهلي عام 2025 بمباراة على أرضه وبين جماهيره في جدة، حيث يستضيف فريق الفيحاء في الثلاثين من ديسمبر ضمن الجولة الحادية عشرة. يسعى “الراقي” لإنهاء العام بانتصار يرضي طموحات عشاقه ويمنح الفريق دفعة معنوية كبيرة قبل الدخول في منعطفات الموسم الجديد. يمثل هذا الجدول المزدحم تحدياً كبيراً للجهاز الفني واللاعبين، حيث يتطلب جهداً بدنياً وذهنياً عالياً للتعامل مع ضغط المباريات والسفر، وتأمل الجماهير أن ينجح الفريق في عبور هذه الفترة الصعبة بنجاح.

مع اقتراب الذكرى السادسة لتوليه منصب المدير الفني لنادي أرسنال، يجد ميكيل أرتيتا نفسه في قلب معركة شرسة للحفاظ على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز. ويستعد فريقه، الذي يتصدر الترتيب بفارق نقطتين، لمواجهة حاسمة خارج أرضه أمام إيفرتون، في مباراة تحمل رمزية خاصة للمدرب الإسباني وتعد اختباراً حقيقياً لطموحات “الغانرز” في استعادة اللقب الغائب منذ أكثر من عقدين.

خلفية تاريخية: من إعادة البناء إلى المنافسة على اللقب

عندما تولى أرتيتا، قائد أرسنال السابق، دفة القيادة في ديسمبر 2019، كان النادي يعيش فترة من عدم الاستقرار والتخبط بعد نهاية حقبة أرسين فينغر ورحيل أوناي إيمري. ورث أرتيتا فريقاً يفتقر إلى الهوية والثقة، وبدأ عملية إعادة بناء طويلة وشاقة أطلق عليها الكثيرون اسم “المشروع”. تضمنت هذه العملية تغييرات جذرية في ثقافة النادي وتجديد دماء الفريق بالاعتماد على لاعبين شباب وواعدين، مع التخلي عن بعض الأسماء الكبيرة. ورغم فترات صعبة تعرض فيها لانتقادات، حظي بدعم كامل من إدارة النادي التي آمنت برؤيته. كانت أولى ثمار هذا المشروع الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2020، ولقبين في درع المجتمع، مما منح الفريق دفعة معنوية وأرسى أساساً للنجاحات المستقبلية.

أهمية الحدث وتأثيره المتوقع

تأتي هذه الذكرى في وقت وصل فيه مشروع أرتيتا إلى مرحلة النضج. فبعد أن نافس الفريق بقوة على اللقب في الموسم الماضي واحتل المركز الثاني خلف مانشستر سيتي، أصبح الهدف الآن هو تحقيق الخطوة الأخيرة والفوز بالدوري. الفوز على إيفرتون لن يمنح أرسنال ثلاث نقاط ثمينة فحسب، بل سيعزز أيضاً من ثقة الفريق بقدرته على حسم المباريات الصعبة خارج ملعبه، وهو ما عانى منه في بعض الأحيان مؤخراً، بما في ذلك الخسارة أمام أستون فيلا. على الصعيد الإقليمي، فإن استمرار أرسنال في الصدارة يعيد التوازن التنافسي في لندن وإنجلترا، ويؤكد عودة أحد أكبر الأندية الإنجليزية إلى الواجهة، مما يزيد من قوة وجاذبية البريميرليغ عالمياً.

تصريحات أرتيتا وتحدي ديفيد مويز

في حديثه للصحفيين، استعاد أرتيتا ذكريات توليه المهمة قائلاً: “شخص واحد لا يمكنه تغيير كل شيء، ‌خاصة عندما ‌نتحدث عن حجم التحديات في هذا النادي. تحتاج ‌إلى ⁠مجموعة ​من ‌الأشخاص الجيدين والمخلصين من حولك”. وأشاد بالدعم الذي تلقاه من الإدارة واللاعبين، مؤكداً أن التزامهم هو سر نجاح الفريق. وتزيد المواجهة مع إيفرتون من خصوصية المناسبة، حيث سيواجه أرتيتا مدربه السابق ديفيد مويز، الذي لعب تحت قيادته لست سنوات في إيفرتون. وعن مويز، قال أرتيتا: “أدين له بالكثير، سواء لما قدمه لي على المستوى الشخصي أو لإيفرتون”. ويُعرف عن مويز قدرته على تعقيد الأمور أمام الفرق الكبرى، حيث لم يخسر سوى مباراة واحدة في آخر خمس مواجهات له ضد أرسنال بقيادة أرتيتا، مما يضيف بعداً تكتيكياً وشخصياً للمباراة.

مستجدات الفريق والمباراة الأولى في الملعب الجديد

يدخل أرسنال المباراة مع بعض الغيابات المؤثرة، حيث أوضح أرتيتا أن المدافع بن وايت سيغيب لعدة مباريات قادمة، بينما يقترب كاي هافرتس وجابرييل ماجالهايس من العودة. وستكون هذه المباراة هي الأولى لأرسنال على ملعب إيفرتون الجديد في براملي مور دوك، وهو ما أثار حماس أرتيتا الذي قال: “إنه أمر مثير للغاية… لدينا فرصة لتحقيق الفوز في هذا الملعب الرائع الذي شيدوه”. يسعى أرسنال لتجاوز نتائجه المتعثرة الأخيرة خارج أرضه وتحقيق فوز يخلّد الذكرى السادسة لأرتيتا بأفضل طريقة ممكنة: تأمين الصدارة والمضي قدماً نحو حلم اللقب.