في ليلة استثنائية للكرة السعودية والعربية، اعتلى النجم الدولي السعودي سالم الدوسري، جناح نادي الهلال والمنتخب السعودي، صدارة المشهد الرياضي القاري بتتويجه بجائزة أفضل لاعب في آسيا. جاء هذا الإنجاز المستحق ليتوج مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع، مؤكداً مكانة اللاعب كأحد أبرز الأسماء التي أنجبتها الملاعب العربية في العقد الأخير.

تفاصيل التتويج القاري

تم الإعلان عن فوز الدوسري خلال حفل الجوائز السنوي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة. وقد نجح "التورنيدو"، كما يحلو لعشاقه تسميته، في التفوق على منافسين شرسين هما المهاجم القطري المعز علي، والأسترالي ماثيو ليكي. وجاء هذا الفوز تتويجاً لموسم استثنائي قدم فيه الدوسري أداءً بطولياً، سواء مع ناديه الهلال في المحافل المحلية والقارية، أو مع المنتخب السعودي في كأس العالم 2022.

السياق التاريخي: إرث سعودي متجدد

لا يعد فوز سالم الدوسري بهذه الجائزة حدثاً عابراً، بل هو حلقة جديدة في سلسلة ذهبية من الإنجازات السعودية في القارة الصفراء. بهذا التتويج، أصبح الدوسري سادس لاعب سعودي يحصل على جائزة الأفضل في آسيا، معيداً للأذهان أمجاد أساطير سابقين حفروا أسماءهم بحروف من ذهب. فقد سبقه لهذا الشرف كل من سعيد العويران (1994)، ونواف التمياط (2000)، وحمد المنتشري (2005)، وياسر القحطاني (2007)، وناصر الشمراني (2014). هذا التسلسل التاريخي يعكس استمرارية الكرة السعودية في إنتاج المواهب القادرة على المنافسة واعتلاء المنصات القارية.

أسباب الاستحقاق: هدف للتاريخ ومسيرة ذهبية

ارتكز فوز الدوسري بشكل كبير على لحظات مفصلية لا تنسى، أبرزها هدفه التاريخي في مرمى الأرجنتين خلال نهائيات كأس العالم في قطر، والذي ساهم في تحقيق فوز مدوٍ للأخضر السعودي على بطل العالم لاحقاً. بالإضافة إلى ذلك، قاد الدوسري فريقه الهلال للوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا، وتحقيق وصافة كأس العالم للأندية في إنجاز غير مسبوق للأندية السعودية، حيث كان له دور حاسم في صناعة اللعب وتسجيل الأهداف الحاسمة.

الأهمية والتأثير المتوقع

يكتسب هذا الإنجاز أهمية خاصة في ظل النقلة النوعية التي تشهدها الرياضة السعودية ضمن رؤية المملكة 2030. ففي الوقت الذي يستقطب فيه الدوري السعودي (دوري روشن) أبرز نجوم العالم، يأتي تتويج لاعب محلي بجائزة الأفضل في القارة ليؤكد أن الموهبة السعودية لا تزال هي الأساس والركيزة، وأن اللاعب السعودي قادر على التطور ومقارعة الكبار. من المتوقع أن يلهم هذا الفوز جيلاً جديداً من اللاعبين الشباب، ويعزز من القيمة السوقية والفنية للاعب السعودي في المحافل الدولية، مرسخاً زعامة المملكة الكروية على مستوى القارة الآسيوية.

تحولت زيارة أسطورة كرة القدم العالمية، ليونيل ميسي، إلى مدينة كولكاتا الهندية إلى مشهد فوضوي غير متوقع، حيث انتهت الفعاليات المقررة في استاد “سالت ليك” بشكل دراماتيكي وسريع، وسط غضب عارم من الجماهير التي احتشدت لرؤية بطل كأس العالم.

تفاصيل ليلة الفوضى في كولكاتا

بدأت الجولة التي كان من المفترض أن تكون احتفالية للنجم الأرجنتيني ومهاجم إنتر ميامي الأمريكي، بطريقة مضطربة يوم السبت. ووفقاً لتقارير وكالة الأنباء الهندية (ANI)، قام عدد كبير من المشجعين الغاضبين بتمزيق مقاعد المدرجات وإلقائها نحو أرضية الملعب ومضمار الجري، تعبيراً عن سخطهم من سوء التنظيم.

وتجول ميسي حول أرضية الملعب لتحية الجماهير، إلا أنه كان محاطاً بطوق أمني كثيف ومجموعة كبيرة من المسؤولين والسياسيين، مما حجب الرؤية عن الآلاف في المدرجات. هذا الوضع دفع النجم الأرجنتيني إلى مغادرة الملعب بعد مرور 20 دقيقة فقط من وصوله، حفاظاً على سلامته وتجنباً لتفاقم الوضع.

صدمة الأسعار وخيبة الأمل

لم يكن الغضب الجماهيري وليد اللحظة، بل كان نتيجة تراكمات بدأت بأسعار التذاكر المرتفعة. ونقلت وسائل الإعلام عن أحد المشجعين المحبطين قوله: “لقد دفعنا 12 ألف روبية (ما يعادل 100 جنيه إسترليني تقريباً) لرؤية ميسي، لكننا لم نتمكن حتى من رؤية وجهه بوضوح. كان محاطاً بالقادة والممثلين فقط، فلماذا تمت دعوتنا إذن؟”.

وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة تجاوز بعض المشجعين للسياج الأمني في محاولة يائسة للاقتراب أو التعبير عن غضبهم، مما حول الاحتفالية الرياضية إلى أزمة أمنية مصغرة.

كولكاتا وعشق الأرجنتين: خلفية تاريخية

لفهم حجم رد الفعل الجماهيري، يجب النظر إلى السياق التاريخي لمدينة كولكاتا، التي تُلقب بـ “مكة كرة القدم الهندية”. تتمتع هذه المدينة بشغف استثنائي بكرة القدم يختلف عن باقي مدن الهند التي تميل للكريكيت. وتاريخياً، ينقسم ولاء سكان كولكاتا بين البرازيل والأرجنتين، وقد تعزز هذا العشق بعد فوز الأرجنتين بمونديال قطر 2022.

وهذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها ميسي المدينة؛ فقد سبق له اللعب في نفس الاستاد (سالت ليك) عام 2011 في مباراة ودية دولية بين الأرجنتين وفنزويلا، والتي شهدت حضوراً جماهيرياً تاريخياً وتنظيماً لافتاً في ذلك الوقت، مما جعل سقف التوقعات لهذه الزيارة مرتفعاً للغاية.

أبعاد الزيارة وتأثيرها

كانت زيارة ميسي تهدف إلى ما هو أبعد من مجرد الظهور الشرفي، حيث تضمنت أجندة الجولة حضور حفلات موسيقية، وإقامة عيادات كرة قدم لتطوير المواهب الشابة، وافتتاح بطولة للبادل، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات خيرية تشمل مدن حيدر أباد، مومباي، ودلهي.

وتسلط هذه الحادثة الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه منظمي الفعاليات الرياضية في الأسواق الناشئة ذات الكثافة السكانية العالية، حيث يتطلب استضافة نجوم بحجم ميسي توازراً دقيقاً بين الإجراءات الأمنية المشددة وتجربة المشجعين، وهو ما يبدو أنه غاب عن المشهد في استاد سالت ليك هذه المرة.

أعلن المدرب الشاب والقائد السابق للمنتخب الجزائري، مجيد بوقرة، رسمياً عن نهاية مشواره على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري للمحليين (المنتخب الرديف)، مسدلاً الستار على حقبة زمنية مليئة بالإنجازات واللحظات التاريخية التي عاشتها الجماهير الجزائرية. ويأتي هذا القرار بعد فترة من الترقب حول مستقبل “الماجيك” مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ليفضل بوقرة خوض تجارب جديدة على مستوى الأندية.

مسيرة مرصعة بالذهب في كأس العرب

لا يمكن الحديث عن رحيل مجيد بوقرة دون العودة إلى الإنجاز الأبرز في مسيرته التدريبية الفتية، وهو التتويج بلقب كأس العرب 2021 التي أقيمت في قطر. لقد استطاع بوقرة في تلك البطولة أن يقود كتيبة من اللاعبين المحليين والمحترفين في الدوريات العربية لتقديم مستويات أبهرت المتابعين. تميزت تلك الفترة بالروح القتالية العالية والتكتيك المنضبط، حيث تمكن “الخضر” من تجاوز منتخبات قوية مثل المغرب وقطر، قبل الفوز في النهائي المثير على المنتخب التونسي، مهدياً الجزائر لقباً عربياً غالياً دخل خزائن “الفاف” لأول مرة في تاريخها.

من الشان إلى تحديات جديدة

بعد النشوة العربية، واصل بوقرة العمل بجد تحضيراً لبطولة أمم أفريقيا للمحليين (CHAN 2022) التي استضافتها الجزائر. ورغم خسارة اللقب في المباراة النهائية بركلات الترجيح أمام السنغال، إلا أن بوقرة حقق أرقاماً قياسية، حيث وصل للنهائي دون تلقي أي هدف طوال البطولة، مما يعكس الصلابة الدفاعية التي زرعها في الفريق، وهي سمة استمدها من مسيرته كأحد أفضل المدافعين في تاريخ الكرة الجزائرية.

أهمية القرار وتأثيره على الكرة الجزائرية

يعد رحيل بوقرة خسارة فنية للمنتخب المحلي، نظراً للكاريزما التي يتمتع بها وقدرته على احتواء اللاعبين وتحفيزهم. هذا القرار يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل المنتخب الرديف ومن سيخلف “الماجيك” في هذه المهمة الحساسة، خاصة وأن هذا المنتخب يعتبر الخزان الرئيسي للمنتخب الأول الذي يقوده جمال بلماضي (أو خليفته مستقبلاً). من جهة أخرى، يرى محللون أن انتقال بوقرة لتدريب الأندية سيصقل موهبته التدريبية أكثر، مما قد يجعله مرشحاً قوياً لقيادة المنتخب الجزائري الأول في المستقبل البعيد.

ختاماً، يغادر مجيد بوقرة منصبه تاركاً إرثاً طيباً وعلاقة مميزة مع الجماهير التي طالما هتفت باسمه لاعباً ومدرباً، متمنية له النجاح في وجهته القادمة التي يتوقع أن تكون في الملاعب الخليجية.