السياسة
مستشار ترمب: الوضع في السودان خطير والحل داخلي
حذر وليد فارس مستشار ترمب من خطورة الوضع في السودان، مؤكداً أن الحل للأزمة يجب أن يكون سودانياً داخلياً لضمان الاستقرار وتجنب التدخلات الخارجية.
أكد الدكتور وليد فارس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب للسياسة الخارجية، أن الوضع الراهن في السودان قد وصل إلى مرحلة شديدة الخطورة، مشيراً إلى أن التعقيدات الميدانية والسياسية تتطلب وقفة جادة. وشدد فارس في تصريحاته الأخيرة على نقطة جوهرية تتعلق بمستقبل الصراع، وهي أن الحل الجذري والمستدام للأزمة السودانية لا يمكن أن يُفرض من الخارج، بل يجب أن ينبع من الداخل السوداني وعبر توافق وطني شامل.
سياق الصراع والخلفية التاريخية للأزمة
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه السودان صراعاً دامياً اندلع منذ منتصف أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. هذا النزاع لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج تراكمات سياسية وعسكرية معقدة أعقبت مرحلة الانتقال السياسي في البلاد. وقد أدت المعارك المستمرة في الخرطوم وإقليم دارفور وولايات أخرى إلى تدمير واسع للبنية التحتية، وتعطيل الخدمات الأساسية، مما وضع البلاد على شفا انهيار كامل للدولة ومؤسساتها.
وتشير التقارير الدولية إلى أن المحاولات الخارجية المتعددة لرأب الصدع، سواء عبر منبر جدة أو مبادرات الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي، واجهت عقبات كبيرة. وهنا يبرز تحليل مستشار ترمب الذي يلمح إلى أن كثرة التدخلات والمبادرات المتضاربة قد تكون ساهمت في إطالة أمد الأزمة بدلاً من حلها، مما يعزز فكرة أن “الحل الداخلي” هو المسار الأكثر واقعية.
الأهمية الجيوسياسية وتأثير الأزمة إقليمياً ودولياً
لا تقتصر خطورة الوضع في السودان على حدوده الجغرافية فحسب، بل تمتد لتشمل الأمن الإقليمي والدولي. فالسودان يمتلك موقعاً استراتيجياً حيوياً يطل على البحر الأحمر، الذي يعد شرياناً رئيسياً للتجارة العالمية. استمرار الفوضى في هذا البلد يهدد أمن الملاحة البحرية، ويفتح الباب أمام تمدد الجماعات المتطرفة وعصابات الجريمة العابرة للحدود، وهو ما يثير قلق القوى الدولية الكبرى بما فيها الولايات المتحدة.
على الصعيد الإقليمي، يلقي الصراع بظلاله القاتمة على دول الجوار، لا سيما مصر وتشاد وجنوب السودان، التي تعاني من تدفق مئات الآلاف من اللاجئين. هذا الضغط الديموغرافى والاقتصادي على دول الجوار يهدد بزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي والساحل الأفريقي بأكملها. ومن هذا المنطلق، فإن دعوة فارس للحل الداخلي تعني ضرورة أن تتحمل النخب السودانية مسؤوليتها التاريخية لمنع تحول السودان إلى بؤرة توتر دائمة تهدد السلم والأمن الدوليين.
نحو رؤية مستقبلية للحل
يُفهم من سياق حديث مستشار ترمب أن الولايات المتحدة، خاصة في حال عودة الإدارة الجمهورية، قد تتبنى نهجاً يقلل من التدخل المباشر ويدفع باتجاه تمكين الأطراف المحلية من صياغة حلولهم. هذا يعني أن على القوى السياسية والعسكرية والمدنية في السودان الجلوس إلى طاولة مفاوضات حقيقية، تضع مصلحة الدولة الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
السياسة
خطاب عون عن الجنوب: دلالات سياسية وأبعاد استراتيجية
قراءة تحليلية في خطاب ميشال عون الذي اعتبر الجنوب موقفاً لا موقعاً. تعرف على خلفيات هذا التصريح وأبعاده السياسية وتأثيره على ملف ترسيم الحدود والسيادة.
لطالما شكل الجنوب اللبناني في الفكر السياسي للرئيس السابق العماد ميشال عون ركيزة أساسية تتجاوز المفهوم الجغرافي التقليدي لتلامس جوهر السيادة الوطنية. إن العبارة التي تصف الجنوب بأنه "ليس موقعاً بل موقف" تختزل عقوداً من التحولات السياسية والعسكرية التي شهدها لبنان، وتعيد تسليط الضوء على الدور المحوري لهذه المنطقة في رسم معادلات الردع وحماية الحدود، سواء البرية منها أو البحرية.
لفهم عمق هذا الخطاب، لا بد من العودة إلى السياق التاريخي الذي حكم علاقة الدولة اللبنانية بجنوبها. فمنذ عقود، كان الجنوب ساحة للصراع المفتوح ومسرحاً للاجتياحات الإسرائيلية المتكررة، وصولاً إلى التحرير عام 2000. وفي هذا الإطار، جاء تفاهم "مار مخايل" عام 2006 بين التيار الوطني الحر وحزب الله ليشكل نقطة تحول مفصلية، حيث وفر هذا التحالف غطاءً سياسياً مسيحياً للمقاومة في الجنوب، مرتكزاً على مبدأ الدفاع عن الأرض كواجب وطني لا يقتصر على طائفة دون أخرى. هذا الخلفية التاريخية هي التي تعطي لكلمات عون ثقلها، حيث يتحول الجنوب من مجرد مساحة جغرافية مهملة تاريخياً إلى "موقف" سياسي يحدد الهوية والسيادة.
من ناحية أخرى، يكتسب الحديث عن "إعادة رسم حدود لبنان" أهمية استثنائية عند ربطه بملف ترسيم الحدود البحرية الذي أُنجز في أواخر عهد الرئيس عون. لم يعد الجنوب اليوم مجرد خط تماس عسكري، بل تحول إلى بوابة لبنان الاقتصادية نحو المستقبل من خلال حقول الغاز والنفط في المياه الإقليمية (مثل حقل قانا والبلوك رقم 9). إن الإصرار على الحقوق اللبنانية في تلك المفاوضات كان تجسيداً عملياً لمقولة أن الجنوب "موقف"، حيث أدى الصمود السياسي والدبلوماسي، المسنود بقوة الميدان، إلى تثبيت حقوق لبنان في ثرواته الطبيعية، مما يعيد تعريف الحدود من خطوط نار إلى خطوط تنمية محتملة.
على الصعيدين الإقليمي والدولي، يحمل هذا التوجه رسائل متعددة الأبعاد. فاستقرار الجنوب اللبناني يعتبر مفتاحاً لأمن المنطقة ككل، وأي تغيير في قواعد الاشتباك أو في المعادلات السياسية هناك يتردد صداه في أروقة الأمم المتحدة وعواصم القرار الكبرى. إن التأكيد على أن الجنوب "موقف" يعني التزاماً لبنانياً برفض الإملاءات الخارجية التي تنتقص من السيادة، مع التمسك بالقرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701، ولكن وفق تفسير يحفظ حق لبنان في الدفاع عن نفسه.
ختاماً، إن قراءة خطاب عون حول الجنوب تستوجب النظر إليه كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحصين لبنان. فالجنوب، بصمود أهله وتضحياتهم، وبموقعه الاستراتيجي على البحر المتوسط، وبما يختزنه من ثروات، بات هو المعيار الذي تقاس عليه الوطنية اللبنانية الحقة، وهو الخط الذي ترتسم عنده ملامح مستقبل الدولة وقدرتها على البقاء سيدة حرة ومستقلة في محيط مضطرب.
السياسة
الجيش يهاجم شمال كردفان والدعم السريع يحاصر بابنوسة
تطورات خطيرة في السودان: الجيش يشن هجمات في شمال كردفان والدعم السريع يخطط للسيطرة على بابنوسة الاستراتيجية، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية.
شهدت الساحة السودانية تطورات ميدانية متسارعة، حيث أفادت مصادر عسكرية وميدانية بأن الجيش السوداني شن هجمات مكثفة على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في ولاية شمال كردفان، في خطوة تهدف إلى تأمين طرق الإمداد وكسر الحصار المفروض على بعض المناطق الحيوية. وتأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان تحشيدات عسكرية ضخمة من قبل قوات الدعم السريع، التي تخطط لإحكام سيطرتها على المدينة الاستراتيجية.
الأهمية الاستراتيجية لمعارك كردفان
تكتسب المعارك في إقليم كردفان أهمية قصوى لطرفي النزاع، نظراً لموقع الإقليم الجغرافي الذي يربط بين العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور غرباً. وتعتبر ولاية شمال كردفان، وعاصمتها الأبيض، عقدة مواصلات رئيسية وممراً حيوياً للإمدادات العسكرية واللوجستية. ويسعى الجيش السوداني من خلال عملياته الأخيرة إلى تأمين هذا المحور لمنع تدفق مقاتلي الدعم السريع من دارفور نحو العاصمة، ولتخفيف الضغط على قواته المتمركزة في القواعد العسكرية بالمنطقة.
بابنوسة: هدف استراتيجي وحيوي
في المقابل، يركز الدعم السريع جهوده على مدينة بابنوسة في غرب كردفان، والتي تحتضن مقر الفرقة 22 مشاة، وهي واحدة من أهم الحاميات العسكرية للجيش في المنطقة. السيطرة على بابنوسة لا تعني فقط تحقيق نصر عسكري، بل تمتد لتشمل السيطرة على ملتقى خطوط السكك الحديدية الذي يربط غرب السودان بوسطه وشماله، بالإضافة إلى حقول النفط القريبة. ويرى مراقبون أن سقوط بابنوسة قد يغير موازين القوى في غرب البلاد بشكل كبير، مما يمنح الدعم السريع نفوذاً واسعاً في الشريط الحدودي.
خلفية الصراع وتداعياته الإنسانية
يأتي هذا التصعيد العسكري كجزء من الصراع الدامي الذي اندلع في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقد أدى هذا النزاع إلى أزمة إنسانية كارثية، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى نزوح ملايين السودانيين داخلياً وخارجياً، فضلاً عن تدهور حاد في الخدمات الصحية والغذائية.
ويرى الخبراء أن استمرار المعارك في كردفان يهدد بتوسيع رقعة الحرب لتشمل مناطق كانت آمنة نسبياً، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري ويصعب من جهود الوساطة الدولية والإقليمية الرامية لوقف إطلاق النار. إن السيطرة على المدن الكبرى في كردفان قد تكون ورقة ضغط حاسمة في أي مفاوضات مستقبلية، مما يفسر استماتة الطرفين في القتال على هذه الجبهات.
السياسة
موسكو لا تستبعد قمة بين بوتين وترمب: هل يعود الحوار؟
مسؤول روسي يؤكد أن كل شيء وارد بشأن عقد قمة بين بوتين وترمب. قراءة في دلالات التصريح، الخلفية التاريخية للعلاقات، والتأثيرات المتوقعة على الحرب في أوكرانيا.
في تطور لافت للمشهد السياسي الدولي، ألمح مسؤول روسي رفيع المستوى إلى إمكانية عقد قمة تجمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي السابق (أو المنتخب حسب السياق الزمني) دونالد ترمب، مشيراً إلى أن "كل شيء وارد" في عالم السياسة والدبلوماسية. هذا التصريح يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية الأمريكية توتراً غير مسبوق، مما يضفي أهمية خاصة على أي حديث يتعلق بفتح قنوات اتصال مباشرة بين الكرملين والبيت الأبيض.
دلالات التصريح في التوقيت الحالي
يأتي هذا التصريح الروسي ليعكس رغبة ضمنية أو انفتاحاً من موسكو على تغيير مسار العلاقات المتدهورة مع واشنطن. عبارة "كل شيء وارد" في العرف الدبلوماسي الروسي لا تأتي من فراغ، بل تشير عادة إلى وجود أرضية محتملة للحوار، شريطة توفر الظروف المناسبة والمصالح المتبادلة. لطالما تميزت العلاقة بين بوتين وترمب بطابع شخصي مختلف عن تلك التي جمعت الرئيس الروسي بنظيره الحالي جو بايدن، حيث صرح ترمب مراراً بقدرته على إنهاء الصراع في أوكرانيا والتفاهم مع القيادة الروسية.
خلفية تاريخية: بين هلسنكي والواقع الجديد
بالعودة إلى الوراء، لا يمكن الحديث عن قمة محتملة دون استذكار قمة هلسنكي التي عقدت في عام 2018، والتي كانت نقطة مفصلية أثارت جدلاً واسعاً في الداخل الأمريكي، لكنها أكدت على وجود كيمياء خاصة بين الرجلين. ومع ذلك، فإن السياق اليوم يختلف جذرياً عما كان عليه قبل سنوات؛ فالحرب في أوكرانيا، والعقوبات الغربية غير المسبوقة على روسيا، وتوسع حلف الناتو، كلها ملفات شائكة تجعل من أي لقاء قادم حدثاً يتجاوز في تعقيده اللقاءات البروتوكولية المعتادة.
التأثيرات المتوقعة: محلياً وإقليمياً ودولياً
على الصعيد الدولي، فإن مجرد الإعلان عن نية لعقد مثل هذه القمة سيحدث هزة في الأسواق العالمية والأوساط الدبلوماسية. يترقب العالم، وخاصة الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو، بحذر شديد أي تقارب روسي أمريكي قد يكون على حساب الدعم المقدم لكييف. من جهة أخرى، قد يرى حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط وآسيا في هذا التقارب فرصة لتهدئة التوترات الجيوسياسية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة.
محلياً في روسيا، يتم تسويق أي حوار مع واشنطن من موقع القوة كدليل على فشل سياسة العزل الغربية، وتأكيداً على مكانة روسيا كقطب لا يمكن تجاوزه في النظام العالمي. أما بالنسبة للجانب الأمريكي، فإن مثل هذه الخطوة ستكون مادة دسمة للصراع السياسي الداخلي، خاصة في ظل الانقسام الحاد حول جدوى استمرار الدعم المفتوح لأوكرانيا مقابل البحث عن حلول دبلوماسية واقعية.
ختاماً، يبقى التصريح الروسي بالونة اختبار لقياس ردود الفعل، ورسالة مشفرة تفيد بأن موسكو مستعدة للرقص التانغو إذا ما قررت واشنطن العودة إلى حلبة الحوار الواقعي بعيداً عن لغة الإملاءات، وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة للمرحلة المقبلة.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية