أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قراره الرسمي والنهائي بشأن مباراة تحديد المركز الثالث في بطولة كأس العرب 2025، التي كانت ستجمع بين المنتخب السعودي ونظيره الإماراتي في العاصمة القطرية الدوحة. وجاء القرار بعد أن تم إلغاء المباراة بشكل اضطراري بسبب هطول أمطار غزيرة، مما جعل إقامتها أمراً مستحيلاً حفاظاً على سلامة اللاعبين وجودة أرضية الملعب.

وفي بيان رسمي، أوضحت لجنة المنتخبات الوطنية للرجال في الفيفا تفاصيل القرار، حيث نص على اعتبار المباراة منتهية بالتعادل السلبي (0-0). وبناءً على ذلك، تقرر أن يتقاسم المنتخبان السعودي والإماراتي المركز الثالث في البطولة بشكل مشترك. كما شمل القرار الجانب المالي، حيث سيتم دمج الجوائز المالية المخصصة للمركزين الثالث والرابع وتقسيمها بالتساوي بين الاتحادين السعودي والإماراتي لكرة القدم، وهو ما يُعد حلاً عادلاً ومنصفاً في ظل الظروف القاهرة التي حالت دون إقامة اللقاء.

خلفية الحدث وأهمية البطولة

تأتي بطولة كأس العرب تحت مظلة الفيفا كحدث رياضي بارز يجمع أقوى المنتخبات العربية في منافسة قوية. وقد اكتسبت البطولة زخماً كبيراً بعد نجاح نسخة 2021 التي استضافتها قطر أيضاً وشكلت بروفة تشغيلية ناجحة لبطولة كأس العالم 2022. وتُعد المشاركة في هذه البطولة فرصة للمنتخبات لاختبار قوتها، ومنح الفرصة للاعبين جدد، وتعزيز التنافسية على المستوى الإقليمي قبل خوض الاستحقاقات القارية والدولية الأهم.

ديربي الخليج: مواجهة ذات طابع خاص

كانت المواجهة بين السعودية والإمارات مرتقبة بشدة من قبل الجماهير في كلا البلدين والمنطقة الخليجية بأكملها. فالمباريات بين المنتخبين تحمل طابعاً تنافسياً خاصاً وتاريخياً، وتُعرف بـ “ديربي الخليج”، حيث تتسم دائماً بالندية والإثارة. وكان الفوز في هذه المباراة، حتى لو كانت لتحديد المركز الثالث، سيحمل أهمية معنوية كبيرة لكلا الفريقين، ويمنح دافعاً إضافياً قبل المنافسات المستقبلية. إلا أن قرار الإلغاء جاء ليؤكد أن سلامة اللاعبين تبقى الأولوية القصوى في لوائح الفيفا.

التأثير والتداعيات المتوقعة

يُعد قرار الفيفا سابقة في تاريخ البطولة الحديث، ويسلط الضوء على أهمية وجود خطط طوارئ للتعامل مع الظروف الجوية المتقلبة، حتى في الملاعب المجهزة بأحدث التقنيات. وعلى الصعيد الرياضي، فإن تقاسم المركز الثالث يضمن خروج كلا المنتخبين من البطولة بإنجاز مشرف، ويعكس الروح الرياضية في التعامل مع الظروف الخارجة عن الإرادة. وسيترقب الجمهور الآن المواجهات القادمة بين “الأخضر” السعودي و”الأبيض” الإماراتي في البطولات الأخرى لمشاهدة فصل جديد من فصول هذا التنافس الكروي التاريخي.

يواجه النادي الأهلي السعودي تحدياً كبيراً خلال منافسات دوري روشن للمحترفين، حيث من المقرر أن يغيب عن صفوفه ثلاثة من أبرز نجومه الدوليين بسبب التزاماتهم مع منتخبات بلادهم في بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 التي ستقام في المغرب. ويمثل هذا الغياب اختباراً حقيقياً لعمق تشكيلة الفريق وقدرته على الحفاظ على نسق نتائجه الإيجابية.

اللاعبون الثلاثة هم الحارس السنغالي إدوارد ميندي، والجناح الجزائري رياض محرز، ولاعب خط الوسط الإيفواري فرانك كيسيه. وقد انضم هؤلاء النجوم بالفعل إلى معسكرات منتخباتهم الوطنية استعداداً للمشاركة في البطولة القارية الأهم في أفريقيا، والتي تعد حلماً لكل لاعب أفريقي يسعى لتمثيل وطنه على أعلى مستوى.

خلفية تاريخية وأهمية البطولة

تُعد بطولة كأس أمم أفريقيا، التي ينظمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF)، أعرق بطولة للمنتخبات في القارة السمراء، حيث انطلقت نسختها الأولى عام 1957. وتتمتع البطولة بمكانة خاصة لدى الجماهير الأفريقية، وتجذب أنظار عشاق كرة القدم حول العالم لمتابعة أبرز المواهب الأفريقية المحترفة في أكبر الأندية الأوروبية والسعودية. وتستضيف المغرب نسخة 2025، مما يضيف زخماً إضافياً للبطولة نظراً للشغف الكبير بكرة القدم في المملكة المغربية.

تأثير غياب النجوم على الأهلي ومسيرتهم الدولية

غياب هذا الثلاثي سيترك فراغاً كبيراً في صفوف الأهلي. فإدوارد ميندي يُعتبر صمام الأمان في حراسة المرمى، ورياض محرز هو العقل المبدع والقائد الهجومي للفريق، بينما يوفر فرانك كيسيه القوة والصلابة في خط الوسط. وسيكون على مدرب الفريق إيجاد الحلول التكتيكية المناسبة لتعويض هذا الغياب المؤثر خلال فترة إقامة البطولة.

على الصعيد الدولي، يحمل كل لاعب آمال وطنه:

• رياض محرز: قائد منتخب الجزائر، يسعى لقيادة “محاربي الصحراء” لتكرار إنجاز عام 2019 والفوز باللقب القاري للمرة الثالثة في تاريخهم.
• إدوارد ميندي: الحارس الأساسي لمنتخب السنغال “أسود التيرانجا”، والذي لعب دوراً محورياً في تتويجهم باللقب في نسخة 2021، ويطمحون للحفاظ على مكانتهم كأحد أقوى منتخبات القارة.
• فرانك كيسيه: ركيزة أساسية في خط وسط منتخب كوت ديفوار “الأفيال”، وبعد التتويج باللقب الأخير في نسخة 2023 على أرضهم، يدخلون البطولة بمعنويات عالية للدفاع عن لقبهم.

دوري روشن والروزنامة الدولية

يُبرز هذا الموقف التأثير المتزايد لدوري روشن السعودي على الساحة العالمية. فمع استقطاب نخبة من أفضل اللاعبين الدوليين، أصبح جدول مباريات الدوري يتأثر بشكل مباشر بالأجندة الدولية والبطولات القارية الكبرى مثل كأس أمم أفريقيا وكأس آسيا، وهو ما يضع الأندية أمام تحدي الموازنة بين المنافسة المحلية والتزامات لاعبيها الدوليين.