أسدل الستار اليوم (السبت) على منافسات الجولة الختامية لبطولة العالم للراليات «رالي السعودية 2025»، في حدث رياضي استثنائي تستضيفه المملكة العربية السعودية للمرة الأولى في تاريخها. وجرت مراسم التتويج في محافظة جدة بحضور رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل، ومحافظ جدة الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي، وسط أجواء احتفالية عكست قدرة المملكة على تنظيم كبرى الفعاليات العالمية بإشراف مباشر من وزارة الرياضة.

وفي مشهد دراماتيكي خطف الأنفاس، تُوّج الأسطورة الفرنسية سيباستيان أوجيه، سائق فريق «تويوتا جازو» للسباقات، بلقب بطولة العالم للراليات (WRC) لموسم 2025. وجاء هذا التتويج بعد منافسة شرسة امتدت حتى الأمتار الأخيرة، حيث حسم أوجيه اللقب لصالحه برصيد 293 نقطة، متفوقاً بفارق ضئيل على زميله في الفريق، البريطاني ألفين إيفانز الذي حل ثانياً برصيد 289 نقطة، بينما جاء الفنلندي كالي روفانبيرا في المركز الثالث برصيد 256 نقطة. وكانت مرحلة «ذهبان 2» (مرحلة القوة) هي النقطة الفاصلة التي أهدت أوجيه اللقب الغالي.

المملكة عاصمة لرياضة المحركات العالمية

تأتي استضافة المملكة لهذا الحدث العالمي الكبير لترسخ مكانتها كوجهة رئيسية لرياضة المحركات في الشرق الأوسط والعالم. فبعد النجاحات المتتالية في استضافة رالي داكار وسباقات الفورمولا 1، يُعد نجاح «رالي السعودية 2025» إضافة نوعية لسجل المملكة الرياضي، وتجسيداً حقيقياً لمستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تولي القطاع الرياضي اهتماماً بالغاً، بهدف تعزيز جودة الحياة ودعم الاقتصاد السياحي من خلال الفعاليات الكبرى.

وشهدت الجولة النهائية منافسات ضارية استمرت على مدار 4 أيام، خاض خلالها نخبة سائقي العالم تحديات صعبة عبر 17 مرحلة متنوعة التضاريس، امتدت لمسافة إجمالية بلغت 1218 كيلومتراً، منها 319 كيلومتراً كمراحل خاصة خاضعة للتوقيت. وعلى صعيد ترتيب الجولة نفسها (وليس البطولة)، تصدر البلجيكي تيري نوفيل سائق هيونداي الترتيب العام للجولة بفضل أدائه الثابت، تلاه الفرنسي أدريان فورماو، بينما حل بطل الموسم سيباستيان أوجيه ثالثاً في ترتيب الجولة، وهو المركز الذي كان كافياً له لحسم لقب البطولة العالمي.

أرقام قياسية وسيطرة لتويوتا

وفي الفئات الأخرى، واصل فريق «تويوتا جازو» هيمنته، حيث تُوّج السويدي أوليفر سولبرغ بلقب فئة WRC2، متقدماً على الفرنسي يوهان روسيل والبلغاري نيكولاي غرايزين. أما في فئة WRC3، فقد ذهب اللقب للإيطالي ماتيو فونتانا، الذي تفوق على الأسترالي تايلور جيل والفرنسي جيوفاني روسي.

وعبر سيباستيان أوجيه عن سعادته الغامرة بهذا الإنجاز التاريخي، قائلاً: «سعيد جداً بتحقيق اللقب، فقد كانت منافسة قوية مع إيفانز وسكوت. أشكر الفريق على دعمه اللامحدود؛ لقد كانت البطولة صعبة للغاية، لكننا استطعنا حسمها في اللحظات الأخيرة». وأكد أوجيه عزمه المشاركة في الموسم القادم للمنافسة مجدداً، مشيراً إلى فخره بمعادلة الرقم القياسي التاريخي للفوز باللقب 9 مرات، وهو إنجاز يضعه على قمة هرم أساطير هذه الرياضة.

سطر فريق الخلود اسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم السعودية، محققاً إنجازاً تاريخياً غير مسبوق بوصوله إلى دور نصف النهائي في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الحالي. جاء هذا التأهل المستحق عقب انتصار مثير ودراماتيكي على نظيره فريق الخليج بنتيجة 4-3، في المواجهة التي احتضنها ملعب نادي الحزم بالرس ضمن منافسات دور ربع النهائي لأغلى الكؤوس.

ليلة الأهداف السبعة والريمونتادا التاريخية

شهدت المباراة تقلبات فنية مثيرة، حيث تناوب على تسجيل أهداف الخلود كل من أنريكي، ومزياني، والنجم الدولي هتان باهبري، وباكلي. وقد أدار المدرب الإنجليزي ديس باكينغهام المباراة بحنكة تكتيكية عالية، متوجاً الأداء الفني المتصاعد للفريق هذا الموسم بانتصار أعاد الثقة للجماهير وأكد قدرة الفريق على مقارعة الخصوم في المباريات الإقصائية الحساسة.

من دوري المناطق إلى مربع الذهب: رحلة الصعود

لا يمكن قراءة هذا الانتصار بمعزل عن السياق التاريخي المذهل لنادي الخلود. فوصول الفريق إلى المربع الذهبي لكأس الملك ليس مجرد فوز عابر، بل هو تتويج لرحلة كفاح طويلة. النادي الذي كان ينافس في دوري المناطق والدرجات الدنيا قبل سنوات قليلة، بات اليوم رقماً صعباً بين كبار دوري روشن، ومنافراً شرساً على اللقب الثاني من حيث الأهمية في المملكة.

وفي هذا السياق، عبر مالك النادي، بن هابورغ، عن فخره الشديد بهذا الإنجاز عبر منصة "إكس"، مشيراً إلى التحول الجذري في مسيرة النادي: «في عام 2017 كان الخلود ينافس في دوري المناطق، وانتصار الليلة لم يأتِ بين يوم وليلة. حدث هذا لأن مجموعة من اللاعبين والجهاز الفني آمنوا بأنفسهم». وأضاف مؤكداً على فلسفة النادي: «نحن قادمون من العدم لمنافسة الكبار، لسنا فريق نجوم ولا نملك لاعبين باهظين، لكننا ننتصر بالنظام والقلب».

أصداء الفوز وتصريحات الأبطال

من جانبه، وصف المدرب ديس باكينغهام المباراة بأنها "خالدة في التاريخ"، مشيداً بالأداء المثالي لفريقه خاصة في الـ 35 دقيقة الأولى التي رسمت ملامح الانتصار. وأكد أن هذا التأهل سيبقى علامة فارقة في مسيرة النادي.

أما النجم هتان باهبري، فقد أهدى هذا الفوز الثمين لجماهير الخلود وأسرته، معتبراً أن المباراة كانت بمثابة "طوق النجاة" للعودة إلى سكة الانتصارات بعد التعثرات الأخيرة في الدوري. وقال باهبري: «تعاهدنا كلاعبين على الظهور بمستوى يليق بالنادي، والحمد لله على التأهل الذي جاء بتكاتف الجميع من إدارة وجهاز فني وطبي».

التأثير المتوقع ومستقبل المنافسة

يُعد وصول الخلود لنصف النهائي رسالة قوية تؤكد تطور الكرة السعودية واتساع رقعة المنافسة، حيث لم تعد الأدوار النهائية حكراً على الأندية الجماهيرية الأربعة الكبار فقط. هذا الإنجاز يرفع من سقف طموحات أندية الوسط ويزيد من القيمة السوقية والتنافسية لبطولة كأس الملك.

يذكر أن فريق الخلود يحتل حالياً المركز الحادي عشر في دوري روشن السعودي للمحترفين، ويتطلع لاستثمار هذه الدفعة المعنوية الهائلة لتحسين مركزه في الدوري ومواصلة المغامرة نحو حلم التتويج بالكأس الغالية.

أثبت المدرب الألماني الشاب ماتياس يايسله، المدير الفني للنادي الأهلي السعودي، علو كعبه مجدداً في مواجهاته المباشرة، مؤكداً تفوقه الصريح على نظيره ميشيل، في جولة جديدة من جولات الصراع التكتيكي الذي يشهده دوري روشن السعودي للمحترفين. هذا التفوق لم يأتِ وليد الصدفة، بل كان نتاج عمل فني دقيق وقراءة متأنية لنقاط ضعف الخصم.

صراع المدارس الكروية: الفلسفة الألمانية في مواجهة الواقعية

يُعد هذا التفوق تجسيداً حياً للصراع بين المدارس الكروية المختلفة التي باتت تزخر بها الملاعب السعودية. يمثل ماتياس يايسله مدرسة الضغط العالي واللعب المباشر (Gegenpressing) التي اشتهرت بها الكرة الألمانية وتحديداً مدرسة ريد بول التي تخرج منها، والتي تعتمد على الحيوية والسرعة في التحولات. في المقابل، واجه ميشيل صعوبات بالغة في احتواء هذه الديناميكية، حيث بدت خططه التقليدية عاجزة عن مجاراة النسق السريع الذي فرضه يايسله، مما أدى إلى فقدان السيطرة على مناطق المناورات في وسط الملعب.

السياق العام وتطور الدوري السعودي

لا يمكن فصل هذا الحدث عن السياق العام للتطور الهائل الذي تشهده الرياضة في المملكة العربية السعودية. فقد أصبح دوري روشن ساحة تنافس عالمية تجذب نخبة المدربين واللاعبين، مما رفع من حدة المنافسة التكتيكية. إن وجود أسماء مثل ماتياس وميشيل يعكس القيمة السوقية والفنية المتصاعدة للدوري، حيث لم تعد المباريات تحسم فقط بالمهارات الفردية للاعبين، بل أصبحت معارك شطرنج بين المدربين على الخطوط الجانبية.

الأهمية والتأثير المتوقع للنتيجة

يحمل هذا التفوق دلالات هامة تتجاوز مجرد الفوز في مباراة واحدة؛ فهو يعزز من ثقة إدارة النادي والجماهير في مشروع ماتياس يايسله طويل الأمد، خاصة في ظل الضغوطات المستمرة للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية. محلياً، يساهم هذا الفوز في تحسين موقع الفريق في سلم الترتيب ويشعل المنافسة في المربع الذهبي. أما على الصعيد الفني، فإن استمرار تفوق يايسله يرسل رسالة قوية لباقي المنافسين بأن فريقه يمتلك هوية تكتيكية واضحة وقادرة على التكيف وكسر تكتلات الخصوم مهما كانت خبرة مدربيهم.

في الختام، يبقى هذا التفوق التكتيكي لماتياس علامة فارقة في مسيرته مع الفريق، ودليلاً على أن الجيل الجديد من المدربين قادر على فرض أسلوبه وتحقيق النتائج المرجوة من خلال المزج بين الانضباط التكتيكي والكرة الهجومية الحديثة.