شهدت منافسات اليوم الثالث من «رالي السعودية 2025»، الجولة الختامية الحاسمة لبطولة العالم للراليات (WRC)، تحولات دراماتيكية في الترتيب العام، حيث نجح السائق اللاتفي مارتن سيسك في انتزاع الصدارة، في حدث رياضي تاريخي يقام للمرة الأولى على أراضي المملكة العربية السعودية بدعم من «جميل لرياضة المحركات».

سياق تاريخي وحدث استثنائي

يأتي تنظيم هذا الحدث العالمي الكبير تحت إشراف وزارة الرياضة وتنظيم الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، ليرسخ مكانة المملكة كوجهة عالمية رائدة في رياضة المحركات، تماشياً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وبعد النجاحات المتتالية في استضافة رالي داكار والفورمولا 1، يُعد انضمام المملكة لروزنامة بطولة العالم للراليات (WRC) نقلة نوعية، حيث تقدم تضاريس المملكة المتنوعة تحدياً فريداً للسائقين يختلف كلياً عن المسارات الأوروبية التقليدية، مما يضفي إثارة خاصة على الجولة الختامية للموسم.

تفاصيل منافسات اليوم الثالث

اتسمت مراحل اليوم الثالث بمستوى عالٍ من التحدي والندية. ففي الفترة الصباحية، افتتح الفرنسي أدريان فورماو (فريق هيونداي) المنافسات بالفوز بالمرحلة التاسعة «الغولاء 1». ومع ذلك، كان النجم الأستوني أوت تاناك هو الأبرز في منتصف النهار، حيث سيطر على المرحلتين العاشرة والحادية عشرة («أم الجرم 1» و«وادي المطوي 1»)، مواصلاً تألقه في الفترة المسائية بالفوز بالمرحلة الثانية عشرة «الغولاء 2».

وفي خضم هذه المعركة، تمكن مارتن سيسك (فريق فورد) من حسم المرحلة الثالثة عشرة «أم الجرم 2» لصالحه، بينما اختتم بطل العالم الفنلندي كالي روفانبيرا (فريق تويوتا) اليوم بالفوز في المرحلة الرابعة عشرة «وادي المطوي 2».

تغييرات في الترتيب العام

أسفرت هذه النتائج عن تغيير جذري في صدارة الرالي. فقد أنهى مارتن سيسك اليوم في المركز الأول بزمن إجمالي قدره ساعتين و43 دقيقة و20 ثانية وجزء من الثانية. وجاء البلجيكي تيري نوفيل (هيونداي) في المركز الثاني بفارق ضئيل جداً، تلاه الياباني تاكاموتو كاتسوتا (تويوتا) في المركز الثالث. ومن الجدير بالذكر أن الفرنسي أدريان فورماو كان متصدراً للترتيب، إلا أن عقوبة زمنية مدتها دقيقة واحدة أدت إلى تراجعه للمركز الرابع، مما أشعل المنافسة على منصة التتويج.

صراع العمالقة وفئات WRC2 و WRC3

في معسكر تويوتا جازو للسباقات، احتدمت المنافسة الداخلية، حيث حل كالي روفانبيرا خامساً متقدماً بفارق ضئيل جداً (جزءين من الثانية) على زميله سيباستيان أوجييه، بينما عانى البريطاني إلفين إيفانز من ثقب في الإطار خلال المرحلة الحادية عشرة، مما كلفه دقيقتين و40 ثانية وأبعده عن المنافسة المباشرة.

وعلى صعيد فئة WRC2، فرض البريطاني غاس غرينسميث (سكودا) سيطرته بتصدره الفئة بزمن ساعتين و52 دقيقة و12 ثانية، متقدماً على زميله البلغاري نيكولاي جريزين، والبولندي كاييتان كاييتانوڤيتش. وسجل السائق السعودي حمزة باخشب حضوراً جيداً بإنهائه اليوم في المركز التاسع لهذه الفئة. أما في فئة WRC3، فقد واصل الإيطالي ماتيو فونتانا صدارته المريحة، يليه الهندي نافين بوليغيلا، والسائق السعودي سعيد الموري في المركز الثالث.

الخاتمة المرتقبة

تتجه الأنظار غداً السبت نحو ختام هذا الحدث العالمي، حيث تنطلق المرحلة الخامسة عشرة «ذهبان 1» صباحاً، تليها مرحلة «عسفان»، قبل أن يسدل الستار على الرالي بالمرحلة السابعة عشرة والأخيرة «ذهبان 2» المعروفة بمرحلة القوة (Wolf Power Stage)، والتي ستحسم هوية الفائز بلقب رالي السعودية 2025.

في تصريحات لافتة تعكس مدى الارتياح النفسي والفني الذي وجده داخل أروقة النادي، أكد النجم البرتغالي جواو فليكس أن البيئة المحيطة به في نادي النصر السعودي تلعب دوراً محورياً في استخراج أفضل ما لديه كلاعب كرة قدم. وأشار فليكس إلى أن الأجواء الاحترافية والدعم الكبير الذي يلقاه من المنظومة النصراوية ساعده على التركيز بشكل كامل على المستطيل الأخضر، مما يمهد الطريق لتقديم مستويات تليق بطموحات الجماهير.

التأثير البرتغالي في قلعة العالمي

لا يمكن فصل تصريحات فليكس عن السياق العام لتشكيلة النصر، التي تتميز بصبغة برتغالية واضحة. وجود أسطورة كرة القدم كريستيانو رونالدو كقائد للفريق وملهم للاعبين يمثل عاملاً حاسماً في جذب النجوم وتسهيل اندماجهم. رونالدو، الذي فتح الباب أمام نجوم العالم للقدوم إلى دوري روشن، يشكل مع مواطنه أوتافيو وبقية الطاقم الفني بيئة حاضنة تجعل أي لاعب برتغالي يشعر وكأنه في منزله، مما يزيل حواجز اللغة والتأقلم ويسرع من عملية الانسجام الفني داخل الملعب.

مسيرة فليكس والبحث عن الاستقرار

بالنظر إلى الخلفية التاريخية لمسيرة جواو فليكس، نجد أن اللاعب عانى من عدم الاستقرار الفني في السنوات الأخيرة، خاصة خلال فترته مع أتلتيكو مدريد تحت قيادة دييغو سيميوني، حيث تعارض أسلوب لعبه الإبداعي مع التكتيكات الدفاعية الصارمة. تنقل فليكس بين تشيلسي وبرشلونة بنظام الإعارة بحثاً عن بيئة تقدر موهبته وتمنحه الحرية في الملعب. لذا، فإن حديثه عن "أفضل نسخة" في النصر يعكس عثوره أخيراً على المنظومة الهجومية التي تتيح له إظهار مهاراته الفردية وقدرته على صناعة اللعب وتسجيل الأهداف دون قيود تكتيكية مبالغ فيها.

الدوري السعودي كوجهة عالمية للنخبة

تأتي هذه التصريحات لتؤكد المكانة المتصاعدة لدوري روشن السعودي على الخارطة العالمية. لم يعد الدوري مجرد محطة للاعتزال، بل أصبح وجهة تنافسية تجذب لاعبين في ذروة عطائهم الكروي. الاستثمار الضخم في البنية التحتية، والتعاقدات النوعية، والحضور الجماهيري الكبير لمباريات النصر، كلها عوامل تخلق بيئة احترافية تضاهي الدوريات الأوروبية الكبرى. إن نجاح تجربة فليكس وغيره من النجوم يعزز من القوة الناعمة للمملكة رياضياً ويؤكد نجاح مشروع الخصخصة والاستثمار الرياضي الذي يهدف لوضع الدوري السعودي ضمن أفضل 10 دوريات في العالم.