في أمسية رياضية حافلة بالإثارة والندية، تمكن الفارس البلجيكي المخضرم جان فيرميرين من التتويج بلقب شوط النقاط المؤهل لكأس العالم 2026، والذي أقيم في ولاية تكساس الأمريكية، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثاني للنسخة الخامسة من بطولة “قفز السعودية” لقفز الحواجز. وتُعد هذه البطولة، التي ينظمها الاتحاد السعودي للفروسية بمقره في الجنادرية، واحدة من أبرز الفعاليات على أجندة الفروسية العالمية، حيث تتجاوز جوائزها المالية 5 ملايين ريال سعودي وتستقطب نخبة من الفرسان العالميين، بمشاركة 193 فارسًا وفارسة يمثلون 19 دولة.

منافسة شرسة وأداء سعودي مشرف

قدم جان فيرميرين أداءً استثنائيًا، حيث أنهى الجولة الحاسمة بزمن قياسي بلغ 43.51 ثانية، ليحجز بذلك بطاقة التأهل الثمينة ويؤكد مكانته بين كبار فرسان العالم. ولم يكن الفوز سهلًا، حيث واجه منافسة قوية من الفرسان السعوديين الذين أظهروا تطورًا ملحوظًا. وحل الفارس السعودي المتألق خالد المبطي في المركز الثاني بفارق ضئيل، مسجلًا زمنًا قدره 43.96 ثانية، ليثبت قدرة المواهب المحلية على مقارعة الأبطال الدوليين. وجاء في المركز الثالث الفارس السعودي عبدالرحمن الراجحي بزمن 45.37 ثانية، ليكمل منصة التتويج التي شهدت حضورًا سعوديًا بارزًا. وقام عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للفروسية، الأستاذ سلطان العاصمي، بتتويج الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى.

أهمية البطولة في السياق العالمي

تكتسب بطولة “قفز السعودية” أهميتها ليس فقط من حجم جوائزها أو مستوى المشاركين، بل لكونها إحدى الجولات الرسمية المؤهلة لبطولة كأس العالم لقفز الحواجز (FEI Jumping World Cup™)، الحدث الأهم والأعرق في هذه الرياضة. وتمنح هذه الجولات نقاطًا ثمينة للفرسان المشاركين، والتي تحدد المتأهلين إلى النهائيات العالمية. ويأتي تنظيم المملكة لهذه الفعالية الدولية في إطار رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى جعل المملكة وجهة عالمية رائدة لاستضافة كبرى الأحداث الرياضية، وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية في مختلف المجالات.

نتائج بقية الأشواط

لم تقتصر الإثارة على الشوط الرئيسي، حيث شهدت بقية المنافسات ندية كبيرة. ففي الشوط الثالث “السرعة ضد الزمن” لفئة الخمس نجوم بارتفاع 1.45 متر، حسم الفارس البريطاني تشاد فيلوز اللقب لصالحه بزمن 62.89 ثانية. وجاء الفارس الأردني سعيد العابوره في المركز الثاني (66.81 ثانية)، تلاه مواطنه نصوح كيالي في المركز الثالث (70.02 ثانية).

وكانت منافسات اليوم قد انطلقت بالشوط الصغير لفئة النجمة الواحدة بارتفاع 1.10 متر، والذي شهد سيطرة سعودية كاملة، حيث نال الفارس محمد زويلة المركز الأول (22.04 ثانية)، تلاه حسن آل هادي (22.33 ثانية)، ومحمد عقيل (22.62 ثانية). وفي الشوط المتوسط لنفس الفئة بارتفاع 1.25 متر، خطف الفارس السعودي مازن اليوسف المركز الأول بزمن 20.90 ثانية، متفوقًا على الإيطالي إيمانويلي جاوديانو والألماني ديفيد ويل.

أعلن نجم التنس السويسري، ستانيسلاس فافرينكا، الحائز على ثلاث بطولات كبرى، اليوم الجمعة، عن قراره المصيري بإنهاء مسيرته الاحترافية الحافلة بالإنجازات مع ختام موسم 2026. هذا الإعلان يمثل نهاية فصل ملحمي في تاريخ التنس، حيث يودع الملاعب لاعب استثنائي نجح في تحدي أعظم أساطير اللعبة في عصرهم الذهبي، تاركاً وراءه إرثاً من العزيمة والإلهام.

خلفية تاريخية: اختراق هيمنة “الأربعة الكبار”

بدأ فافرينكا مسيرته الاحترافية في عام 2002، في وقت كانت فيه رياضة التنس تشهد بداية حقبة فريدة من نوعها، عُرفت لاحقاً بعصر “الأربعة الكبار” الذي ضم روجر فيدرر، رافائيل نادال، نوفاك ديوكوفيتش، وآندي موراي. لسنوات طويلة، بدت الألقاب الكبرى وكأنها حكر على هؤلاء الأربعة، مما جعل مهمة أي لاعب آخر في الفوز بلقب كبير شبه مستحيلة. لكن فافرينكا، بقوة شخصيته وضرباته الخلفية الساحقة بيد واحدة التي يعتبرها الكثيرون الأجمل والأكثر فاعلية في تاريخ اللعبة، لم يرضَ بدور المتفرج. لقد عمل بصمت وطور من مستواه البدني والذهني ليتحول من لاعب جيد إلى منافس شرس قادر على هزيمة أي لاعب في أي يوم.

إنجازات خالدة في البطولات الكبرى

تكمن عظمة مسيرة فافرينكا في قدرته على الوصول إلى ذروة مستواه في أكبر المحافل. جاءت لحظة تتويجه الأولى في بطولة أستراليا المفتوحة عام 2014، عندما فاجأ العالم بفوزه على رافائيل نادال في المباراة النهائية. لم يكن هذا الانتصار صدفة، بل كان بداية لثلاثية تاريخية. في عام 2015، قدم أداءً أسطورياً في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) ليتغلب على نوفاك ديوكوفيتش الذي كان في قمة مستواه. ثم كرر الإنجاز في نهائي بطولة أمريكا المفتوحة عام 2016، متفوقاً على ديوكوفيتش مرة أخرى. الميزة الفريدة في ألقابه الثلاثة الكبرى هي أنه هزم المصنف الأول عالمياً في كل نهائي، مما يثبت أنه كان لاعباً للمناسبات الكبرى بامتياز، واستحق عن جدارة لقب “ستانيمال” (Stan The Man) لقوته الذهنية والبدنية الخارقة.

التأثير والإرث: نهاية حقبة للتنس السويسري والعالمي

يمثل اعتزال فافرينكا نهاية حقبة ذهبية للتنس السويسري. فبعد اعتزال مواطنه وصديقه الأسطورة روجر فيدرر، يطوي فافرينكا الصفحة الأخيرة في قصة نجاح ثنائي فريد قاد سويسرا لتحقيق إنجازات تاريخية، أبرزها الفوز بكأس ديفيز للمرة الأولى عام 2014، والميدالية الذهبية الأولمبية في منافسات الزوجي في أولمبياد بكين 2008. على الصعيد الدولي، سيُذكر إرثه كدليل على أن النجاح يمكن تحقيقه في أي عمر، حيث فاز بأول ألقابه الكبرى في سن الثامنة والعشرين. كما أن عودته المتكررة من إصابات خطيرة في الركبة كادت أن تنهي مسيرته، أظهرت للعالم معنى الشغف والمثابرة، مما أكسبه احترام وتقدير الجماهير والمنافسين على حد سواء.

وفي رسالته الوداعية عبر حسابه على إنستجرام، قال فافرينكا: “كل كتاب بحاجة إلى نهاية. حان الوقت لكتابة الفصل الأخير من مسيرتي كلاعب تنس محترف. سيكون عام 2026 آخر عام لي في بطولات اللاعبين المحترفين”. وأضاف: “ما زلت أريد أن أتخطى حدودي وأن أنهي هذه الرحلة بأفضل طريقة ممكنة. لا تزال لدي أحلام في هذه الرياضة. استمتعت بكل جزء مما قدمته لي رياضة التنس، خاصة المشاعر التي أشعر بها وأنا ألعب أمامكم”.

إلى جانب ألقابه الكبرى الثلاثة، يمتلك فافرينكا في سجله 16 لقباً في بطولات اتحاد اللاعبين المحترفين، ووصل إلى المركز الثالث في التصنيف العالمي كأعلى تصنيف في مسيرته، ليترك بصمة لا تُمحى في تاريخ كرة المضرب.

أعلن نادي وج الرياضي عن رفضه القاطع لقرار لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، القاضي بتأجيل مباراته المقررة ضد نادي القلعة ضمن منافسات دوري الدرجة الثانية. وأصدر النادي بيانًا شديد اللهجة عبر منصاته الرسمية، معبرًا عن استغرابه وأسفه من القرار الذي اتُخذ دون استشارته، معتبرًا إياه إخلالًا بمبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص بين الأندية المتنافسة.

خلفية الأزمة وسياق المنافسة

تأتي هذه المباراة في إطار منافسات دوري الدرجة الثانية السعودي، الذي يُعد بوابة الصعود الحيوية إلى دوري يلو لأندية الدرجة الأولى، ومن ثم إلى دوري روشن للمحترفين. تمثل كل مباراة في هذا الدوري أهمية قصوى للأندية التي تستثمر مواردها المحدودة وطموحاتها الكبيرة من أجل تحقيق حلم الصعود. قرار تأجيل مباراة بهذا الحجم لا يؤثر فقط على جدول الفريقين، بل يمتد تأثيره ليشمل معنويات اللاعبين، والخطط الفنية للمدربين، والاستقرار المالي والإداري للنادي.

تفاصيل اعتراض نادي وج

أوضح النادي في بيانه أن قرار التأجيل جاء على خلفية إلغاء رحلة طيران فريق القلعة بعد وصولهم إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض. ومع ذلك، استند اعتراض “وج” على عدة مبررات منطقية، أولها وجود متسع من الوقت لإيجاد حلول بديلة. وأشار النادي إلى أن فريق القلعة كان متواجدًا بالفعل في الرياض، وكان من الممكن حجز رحلة أخرى إلى الطائف أو جدة، وهو حل عملي وبديل عن التأجيل الذي وصفه النادي بـ”المتسرع”.

التأثيرات السلبية للقرار

لم يقتصر اعتراض النادي على الجانب المبدئي فقط، بل تعداه إلى الآثار السلبية المترتبة على القرار. فقد تم تحديد الموعد الجديد للمباراة بتاريخ 5 يناير، وهي فترة التوقف الشتوية المخصصة كإجازة مستحقة للاعبين. وأكد النادي أن هذا القرار تسبب في خسائر مادية للاعبين الذين قاموا بإلغاء حجوزات سفرهم. علاوة على ذلك، سيؤدي القرار إلى ضغط هائل على جدول مباريات الفريق، حيث سيضطر لخوض 6 مباريات خلال 3 أسابيع فقط، مما يرفع من خطر إجهاد اللاعبين وتعرضهم للإصابات، ويؤثر سلبًا على أدائهم الفني والبدني.

مخاوف من التأثير على عدالة المنافسة

أثار نادي وج نقطة جوهرية تتعلق بنزاهة المنافسة، حيث يتزامن الموعد الجديد للمباراة مع انطلاق فترة التسجيل الشتوية. هذا التوقيت يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول إمكانية استفادة نادي القلعة من تسجيل لاعبين جدد وإشراكهم في المباراة المؤجلة، وهو ما قد يخل بميزان القوى الذي كان قائمًا في الموعد الأصلي للمباراة. ورغم تقديم نادي وج حلولًا عملية، مثل استقبال الفريق المنافس في جدة وتوفير حافلة لنقله إلى الطائف، إلا أن مقترحاته قوبلت بالتجاهل التام.

واختتم النادي بيانه بالتأكيد على احتفاظه بكامل حقوقه النظامية والقانونية، ومطالبته بمراجعة القرار بما يضمن تحقيق العدالة ويحفظ حقوق النادي وجماهيره، ويصون مبدأ تكافؤ الفرص الذي يُعد حجر الزاوية في أي منافسة رياضية شريفة.