توتر في البرازيل قبيل محاكمة بولسونارو: مخاوف من الهروب وتجمعات شعبية

تعيش البرازيل حالة من التوتر السياسي والأمني قبيل محاكمة الرئيس السابق جايير بولسونارو، المقررة غدًا الثلاثاء. تأتي هذه المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث كثفت السلطات مراقبتها خشية محاولة بولسونارو الهرب من الإقامة الجبرية التي يخضع لها منذ أسابيع.

خلفية القضية: اتهامات بالتخطيط لانقلاب

يواجه بولسونارو تهماً خطيرة بالتخطيط لانقلاب بعد خسارته انتخابات 2022 أمام منافسه اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. يقيم الرئيس السابق حاليًا في منزل فاخر داخل مجمع سكني مغلق في العاصمة برازيليا، وهو مزود بسوار إلكتروني لمتابعة تحركاته. ومع ذلك، سمحت المحكمة العليا للشرطة بتشديد الحراسة حول منزله بعد تحذيرات من احتمال فراره عبر منازل مجاورة مستغلاً “الثغرات العمياء” التي لا يرصدها السوار.

تحركات دولية ومحاولات للتدخل الخارجي

رغم عدم وجود معلومات استخباراتية مؤكدة عن خطة هروب وشيكة، إلا أن مصادر أمنية أشارت إلى زيادة المخاوف بعد محاولات نجله للضغط على البيت الأبيض للتدخل. يأتي ذلك في سياق مشابه لما فعله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هذا الصيف حين هدد البرازيل بعقوبات دفاعاً عن حليفه.

تجمعات شعبية ودعم لأنصار بولسونارو

لم يخل المشهد خارج منزل بولسونارو من الحضور الشعبي؛ فقد تجمع أنصاره حاملين الأعلام البرازيلية والأمريكية، مطالبين بالعفو عنه ومهاجمين القاضي ألكسندر دي مورايش الذي يشرف على القضية. ولجأ بعضهم إلى الصلاة تحت شمس الظهيرة الحارقة، أملاً في “معجزة” تنقذ زعيمهم.

التحقيقات والشكوك حول نوايا الهروب

تكشف التحقيقات عن عدد من الوثائق الموجودة في هاتف بولسونارو تشير إلى مساعٍ لطلب اللجوء لدى الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، فضلاً عن لجوئه سابقاً لسفارة المجر في برازيليا، مما يعزز الشكوك حول نواياه. ويواجه الرئيس السابق اتهامات بالتشكيك في نتائج الانتخابات ومحاولة تقويض القضاء والتخطيط لإعطاء سلطات استثنائية للجيش. كما تثار شبهات بضلوع مقربين منه في مخطط لاغتيال الرئيس لولا والقاضي مورايش.

نفي الاتهامات والموقف القانوني لبولسونارو

من جانبه، نفى بولسونارو أي دور له في محاولة انقلاب أو مؤامرات اغتيال، مؤكداً أنه بحث فقط عن “سبل دستورية” للبقاء في السلطة. ورغم إصراره على أن الانتخابات سُرقت منه، إلا أنه لم يقدم أدلة تدعم هذا الادعاء.

المشهد السياسي الحالي يعكس توترات عميقة بين الأطراف المختلفة داخل المجتمع البرازيلي وبين القوى السياسية المتنافسة. يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تطور الأحداث وتأثيرها على الاستقرار السياسي والاجتماعي للبرازيل.