الوضع الصحي في غزة: تحديات متزايدة

تشهد غزة أزمة صحية متفاقمة بسبب نقص الإمدادات الطبية الأساسية، مما يعيق علاج الأمراض النادرة مثل متلازمة غيلان-باريه. هذه المتلازمة هي حالة مناعية نادرة تهاجم الأعصاب الطرفية، وقد تؤدي في الحالات الشديدة إلى شلل شبه كامل وصعوبات في التنفس.

منذ يونيو 2025، تم تسجيل 94 حالة إصابة بهذه المتلازمة في غزة، مع وفاة 10 أشخاص بينهم أطفال وبالغون. يعود هذا الارتفاع غير المسبوق جزئيًا إلى تدهور الأوضاع الصحية والبيئية في المنطقة.

الأسباب المحتملة لتفشي المرض

أرجعت منظمة الصحة العالمية تفشي المرض إلى عدة عوامل منها الالتهابات المعوية والتنفسية الناتجة عن تدهور أوضاع المياه والصرف الصحي والنظافة. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الاكتظاظ السكاني وسوء التغذية وتضاؤل المناعة دورًا كبيرًا في انتشار العدوى بسهولة.

تؤكد التقارير أن الظروف المعيشية الصعبة تزيد من احتمالية انتشار الأمراض المعدية، مما يجعل السيطرة عليها أكثر تعقيدًا.

التحديات العلاجية واللوجستية

تواجه مستشفيات غزة نقصًا حادًا في العلاجات الأساسية لمتلازمة غيلان-باريه مثل الجلوبيولين المناعي الوريدي وفلاتر البلازما. هذا النقص يترك المرضى دون خيارات علاجية فعالة ويزيد من خطر المضاعفات الصحية الخطيرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرات التشخيص لا تزال محدودة حيث يتم إرسال عينات الدم من الحالات المشتبه بها إلى الخارج للاختبار. هذا يزيد من التأخير في تقديم الرعاية اللازمة للمرضى.

الأمن الغذائي وتأثيره على الصحة العامة

أشار تقرير صادر عن مراقب الجوع العالمي إلى أن حوالى 514 ألف شخص، أي ما يقرب من ربع سكان غزة، يواجهون ظروف المجاعة. يؤثر سوء التغذية بشكل مباشر على صحة الأفراد ويقلل من قدرتهم على مقاومة الأمراض.

رغم تحسن الرصد ورفع الحصار جزئيًا منذ مايو 2025، إلا أن كمية المساعدات التي تصل إلى غزة لا تكفي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المحليين.

نصائح عملية للمجتمع المحلي والدولي

للمجتمع المحلي:

• تحسين النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام باستخدام الماء والصابون يمكن أن يقلل من انتقال العدوى بشكل كبير.
• التغذية السليمة: محاولة الحصول على نظام غذائي متوازن قدر الإمكان لتعزيز المناعة الطبيعية للجسم.
• التوعية الصحية: نشر المعلومات حول كيفية الوقاية من الأمراض المعدية وأهمية اللجوء للرعاية الطبية عند الضرورة.

للمجتمع الدولي:

• زيادة الدعم الطبي والإنساني: توفير المزيد من الأدوية والمعدات الطبية لمساعدة المستشفيات المحلية على التعامل مع الأزمة الحالية بفعالية أكبر.
• تعزيز التعاون الدولي: العمل مع المنظمات الدولية والمحلية لتحسين البنية التحتية الصحية وضمان وصول الإمدادات الحيوية بسرعة وكفاءة.

ملاحظة: المعلومات المقدمة هنا تهدف للتوعية ولا تغني عن استشارة الطبيب المختص.