التوترات تتصاعد في جنوب دمشق: هجمات إسرائيلية واتهامات سورية

في تطور جديد يعكس التوتر المستمر في المنطقة، أعلن مصدر حكومي سوري عن اكتشاف الجيش السوري لأجهزة مراقبة وتنصت في منطقة جبل المانع جنوب دمشق. وأفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” بأن هذا الاكتشاف جاء خلال جولة ميدانية للجيش يوم الثلاثاء الماضي.

الهجوم الإسرائيلي وتداعياته

وفقًا للمصدر السوري، تعرض الموقع لهجوم إسرائيلي أثناء محاولة التعامل مع الأجهزة المكتشفة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير آليات عسكرية. واستمرت الهجمات الجوية وهجمات الطائرات المسيّرة الإسرائيلية في منع الوصول إلى المنطقة حتى مساء اليوم التالي.

وأشار المصدر إلى أن الجيش السوري قام بتدمير جزء من المنظومات عبر استهدافها بالسلاح المناسب وسحب جثامين القتلى. كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارات متعددة على الموقع أعقبها إنزال جوي لم تُعرف تفاصيله بعد، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع.

ردود الفعل السورية والدولية

نقل التلفزيون السوري الرسمي عن “مصادر خاصة” أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ إنزالاً جوياً في منطقة الكسوة بريف دمشق، سبقه غارات جوية استهدفت موقعاً عسكرياً. وأكدت المصادر استمرار التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع خلال عملية الإنزال الجوي، والهجمة الثانية خلال 24 ساعة على الموقع العسكري في جبل المانع قرب الكسوة.

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية والمغتربين السورية عن بالغ إدانتها واستنكارها للاعتداء الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي على منطقة الكسوة والذي أسفر عن مقتل 6 جنود من قوات الجيش السوري. واعتبرت الوزارة أن الاعتداء يأتي ضمن سياسات عدوانية متكررة تهدف لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.

الدعوات لرد دولي

جددت وزارة الخارجية السورية تمسكها بحقها المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها وفقاً لأحكام القانون الدولي. ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما القانونية والأخلاقية لوضع حد لهذه الاعتداءات المتكررة والعمل على إلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف هذه الأعمال العدائية.

السياق الإقليمي والدولي

تشهد المنطقة توترات متزايدة بين سوريا وإسرائيل منذ سنوات عديدة، حيث تتهم سوريا إسرائيل بتنفيذ هجمات تستهدف مواقع عسكرية داخل أراضيها بشكل دوري. وفي المقابل، تبرر إسرائيل هذه العمليات بأنها تستهدف منع نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله اللبناني أو تعزيز النفوذ الإيراني بالقرب من حدودها.

المملكة العربية السعودية تراقب الوضع عن كثب ضمن إطار سياستها الداعمة للاستقرار الإقليمي والحلول السلمية للنزاعات. ويأتي ذلك ضمن جهود دبلوماسية مستمرة لتعزيز السلام والتعاون بين الدول العربية ودول الجوار بما يضمن أمن واستقرار المنطقة بأسرها.