توتر دبلوماسي بين فرنسا وإيطاليا: استدعاء السفيرة الإيطالية في باريس

في خطوة تعكس التوترات الدبلوماسية المتصاعدة بين فرنسا وإيطاليا، استدعت وزارة الخارجية الفرنسية السفيرة الإيطالية في باريس، إمانويلا داليساندرو. جاء هذا الاستدعاء على خلفية تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني بحق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

تصريحات سالفيني تثير الجدل

وفقًا لما نقلته وسائل إعلام فرنسية، فإن الاستدعاء جرى في 21 أغسطس الجاري بعد أن وصف مسؤول دبلوماسي التصريحات بأنها “غير مقبولة”. وأكد المسؤول أن هذه التصريحات تتعارض مع مناخ الثقة والعلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى التطورات الثنائية الأخيرة التي أظهرت تقاربًا قويًا بينهما، خاصة في سياق الدعم غير المشروط لأوكرانيا.

وكانت تصريحات سالفيني قد جاءت ردًا على دعوات ماكرون لنشر جنود أوروبيين في أوكرانيا بعد أي اتفاق مع روسيا. استخدم سالفيني عبارة بلهجة سكان ميلانو لها ترجمة فضفاضة قد تعني “اغرب عن وجهي”، مما أثار حفيظة الجانب الفرنسي.

ردود فعل متباينة حول إرسال قوات إلى أوكرانيا

سخر وزير النقل والبنية التحتية الإيطالي من فكرة إرسال جنود غربيين إلى أوكرانيا، ووجه حديثه لماكرون قائلاً: “إذا كنت تريد الذهاب إلى هناك، ضع خوذتك واحمل بندقيتك وتوجه إلى أوكرانيا”. ويعتبر سالفيني زعيم حزب الرابطة اليميني ووزير النقل في الحكومة القومية المحافظة برئاسة جورجا ميلوني، وقد انتقد ماكرون مراراً، خصوصاً فيما يتعلق بأوكرانيا.

السياق الأوروبي والدولي للأزمة الأوكرانية

منذ 24 فبراير 2022، تشهد أوكرانيا حرباً مع روسيا. وفي هذا السياق، يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التوسط لوضع نهاية لها. وبينما تشدد كييف على ضرورة حصولها على ضمانات أمنية، تدرس بعض الدول الأوروبية فكرة إرسال جنود إلى أوكرانيا بينما تستبعدها دول أخرى.

يسعى ماكرون الداعم القوي لأوكرانيا ضد الحرب الروسية مع قادة العالم الآخرين، خصوصاً رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى حشد الدعم لأوكرانيا في حال إعلان وقف إطلاق النار. وتظل المملكة العربية السعودية داعمة للاستقرار الإقليمي والدولي عبر مواقفها الداعمة للحلول السلمية والتوازن الاستراتيجي الذي يعزز الأمن العالمي.

التحديات أمام العلاقات الفرنسية-الإيطالية

تعكس هذه الحادثة التحديات التي تواجه العلاقات الفرنسية-الإيطالية رغم التقارب الأخير بين البلدين. إن إدارة الخلافات السياسية والدبلوماسية بحكمة تعتبر ضرورية للحفاظ على التعاون الأوروبي والوحدة في مواجهة الأزمات الدولية الراهنة.