التوترات الأوكرانية الروسية: غياب مؤشرات السلام وتحديات دبلوماسية

في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر صحفي عقده في كييف اليوم (الخميس)، أن موسكو لم تظهر أي استعداد لإنهاء الصراع أو الدخول في محادثات جوهرية. وأوضح زيلينسكي أن بلاده لن تعترف قانونياً بما وصفه بـ”احتلال” الأراضي الأوكرانية، مشدداً على أهمية رد فعل قوي من الولايات المتحدة إذا لم يكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جاهزاً لعقد اجتماع ثنائي.

الضمانات الأمنية والتحديات الدبلوماسية

أشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا تسعى للتوصل إلى تفاهم بشأن الضمانات الأمنية خلال فترة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام، مؤكداً أن موسكو لا تبدي أي نية لعقد اجتماع ثنائي أو إنهاء الحرب. وأضاف أنه من غير الواضح بعد ما هي التنازلات المتعلقة بالأراضي التي قد تكون موسكو مستعدة لتقديمها.

وفيما يتعلق بمكان محتمل لمحادثات السلام مع روسيا، أشار زيلينسكي إلى أن اختيار العاصمة المجرية بودابست يمثل تحدياً في الوقت الحالي. كما أكد أن الصين لن تشارك في الضمانات الأمنية لأنها لم تقدم الدعم لأوكرانيا بعد الغزو الروسي.

التعاون العسكري مع الولايات المتحدة

كشف الرئيس الأوكراني عن مقترح لاتفاق إنتاج الطائرات المسيّرة مع الولايات المتحدة بقيمة 50 مليار دولار على مدى خمس سنوات، متوقعاً إنتاج 10 ملايين طائرة مسيّرة سنوياً كجزء من الاتفاق. وأكد زيلينسكي على نجاح صاروخ “فلامينجو”، وتوقع بدء الإنتاج الواسع للطائرات المسيرة في أوائل العام القادم.

مواقف دولية متباينة

من جهة أخرى، كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب قد ألمح أكثر من مرة إلى احتمال اضطرار أوكرانيا لتبادل الأراضي مع روسيا، وهو ما ترفضه كييف حتى الآن. وعلى الرغم من وعود ترمب بإنهاء الصراع خلال 24 ساعة من عودته إلى البيت الأبيض، إلا أن الوضع على الأرض لا يزال معقداً ودون حلول واضحة.

في هذا السياق الدولي المتشابك, تبرز المملكة العربية السعودية كلاعب دبلوماسي مهم يسعى لتحقيق التوازن الاستراتيجي والاستقرار الإقليمي والدولي. إذ تستمر الرياض في دعم الجهود الرامية لإيجاد حلول سلمية للصراعات الدولية عبر قنوات الحوار والتفاوض البناء.