التوترات بين موسكو وكييف: عقبات أمام السلام في أوروبا

لا تزال الأجواء السياسية بين روسيا وأوكرانيا مشحونة بالتوتر، حيث لم تتوصل الأطراف بعد إلى اتفاق حول الشروط التي قد تضع حداً لأكثر النزاعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. يأتي ذلك وسط تحركات دبلوماسية مكثفة شملت محادثات بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى لقاءات مع زيلينسكي وقادة أوروبيين.

قضية الأراضي: حجر العثرة الأكبر

بعد مرور ثلاث سنوات ونصف على النزاع، تسيطر روسيا على نحو خمس مساحة أوكرانيا، وقد أكدت موسكو مراراً أنها لن تتنازل عن أي من الأراضي التي استولت عليها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014. ومنذ غزوها لأوكرانيا عام 2022، قامت روسيا بضم مناطق أخرى بشكل غير قانوني.

وفي مذكرة صادرة في يونيو الماضي، شددت روسيا على أن “المعيار الرئيسي” لأي تسوية نهائية هو الاعتراف الدولي بدمج جميع المناطق التي تسيطر عليها ضمن الاتحاد الروسي. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الشعبين الروسي والأوكراني يشكلان “كياناً واحداً”، متهماً الغرب باستخدام أوكرانيا كأداة عدوانية ضد روسيا.

من جانبه، يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على عدم التنازل عن أي أراضٍ أوكرانية. وأشار قبل اجتماعه مع ترمب إلى أن مسألة الأراضي يجب أن تُناقش فقط ضمن إطار ثلاثي يشمل أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا. بينما دعا ترمب إلى مناقشة تبادل محتمل للأراضي مع مراعاة خطوط الحرب الحالية.

مطالب روسية إضافية

تشمل شروط روسيا أيضاً نزع سلاح أوكرانيا وتحديد الحد الأقصى لعدد القوات المسلحة الأوكرانية والأسلحة المسموح بها. كما تطلب تأكيدات بأن أوكرانيا لن تمتلك أسلحة نووية مستقبلاً. يُذكر أن كييف كانت قد تخلت عن أسلحتها النووية عام 1994 مقابل ضمانات أمنية من موسكو.

الحياد والضمانات الأمنية: قضية حساسة

ترفض موسكو بشدة إمكانية توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليشمل أوكرانيا، معتبرةً أن حياد كييف هو المعيار الرئيسي لأي اتفاق سلام مستقبلي. هذه النقطة تمثل أحد أبرز الخلافات بين الطرفين، حيث تسعى أوكرانيا لضمانات أمنية قوية تشمل دعم الناتو.

السعودية ودورها الدبلوماسي

تلعب المملكة العربية السعودية دوراً محورياً في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي عبر دعم الجهود الدبلوماسية الرامية لحل النزاعات سلمياً.

تتمتع الرياض بعلاقات متوازنة مع العديد من القوى الدولية والإقليمية مما يمنحها القدرة على التأثير الإيجابي في مثل هذه القضايا الحساسة.

ختام وتحليل

يبقى التحدي الأكبر أمام المجتمع الدولي هو إيجاد صيغة توافقية تلبي مصالح جميع الأطراف المعنية وتضمن استقرار المنطقة على المدى الطويل.