إفريقيا: القارة العظيمة التي ضُلِّل العالم بشأن حجمها الحقيقي

لقرون طويلة، كانت خريطة مركاتور هي الأداة الأساسية التي استخدمها العالم لتحديد أحجام القارات، إلا أن هذه الخريطة الشهيرة قد قلّصت بشكل كبير من حجم قارة إفريقيا، مما أدى إلى تشويه امتدادها العالمي وتأثيرها الاقتصادي والسياسي.

خريطة مركاتور: تشويه الحقائق الجغرافية

تم تصميم خريطة مركاتور في القرن السادس عشر لأغراض الملاحة البحرية، وهي تُظهر العالم بطريقة تُوسع المناطق القريبة من القطبين مثل أمريكا الشمالية وغرينلاند، بينما تقلص بشكل كبير من حجم إفريقيا وأمريكا الجنوبية. هذا التشويه الجغرافي لا يزال يُستخدم حتى اليوم في العديد من الحكومات والمنظمات الدولية والمدارس وشركات التكنولوجيا.

على الرغم من أن خرائط قوقل قد تحولت في عام 2018 إلى عرض الكرة الأرضية ثلاثي الأبعاد على أجهزة الكمبيوتر، إلا أن خيار ميركاتور يبقى الخيار الافتراضي الوحيد على تطبيق الهاتف المحمول. ومع ذلك، أعلن البنك الدولي عن تحوله التدريجي عن استخدام هذه الخريطة التقليدية.

الأرقام الحقيقية: إفريقيا أكبر مما تتصور

تغطي قارة إفريقيا مساحة شاسعة تبلغ 30.37 مليون كيلومتر مربع، وهي مساحة واسعة بما يكفي لاحتواء الولايات المتحدة والصين والهند ومعظم أوروبا مجتمعة. لكن في الفصول الدراسية ووسائل الإعلام والمنشورات وقاعات الاجتماعات حول العالم، يظهر إسقاط مركاتور إفريقيا أصغر بكثير مما هي عليه في الواقع.

الحملة العالمية لتصحيح المفاهيم

أيد الاتحاد الإفريقي حملة لإنهاء استخدام خريطة تعود للقرن السادس عشر لصالح خريطة تعرض حجم إفريقيا بشكل أكثر دقة. وتدعو حملة منظمتي إفريقيا بلا فلتر وسبيك أب إفريقيا المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى اعتماد خريطة الأرض المتساوية، التي تُمثّل الجغرافيا العالمية بدقة أكبر.

التوقعات المستقبلية: نحو رؤية جغرافية عادلة

مع تزايد الوعي بأهمية تمثيل الحقائق الجغرافية بدقة، يبدو أن هناك تحولًا تدريجيًا نحو اعتماد خرائط أكثر دقة وعدالة. إذا تم تبني هذه الخرائط الجديدة على نطاق واسع، فإن ذلك سيساهم في تعزيز الفهم العالمي لأهمية إفريقيا الاقتصادية والثقافية والسياسية الحقيقية.

إن تصحيح هذا الخطأ التاريخي ليس مجرد مسألة جغرافيا؛ بل هو خطوة نحو تحقيق العدالة والاعتراف بمكانة إفريقيا الحقيقية على الساحة العالمية.