التوترات في السويداء: اتهامات متبادلة وتحديات إقليمية

في مؤتمر صحفي مشترك عقد في أنقرة، وجه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني اتهامات مباشرة إلى إسرائيل بالوقوف وراء الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء، والتي وصفها بأنها “فتنة طائفية”. وأكد الشيباني أن الحكومة السورية ملتزمة بمحاسبة أي انتهاكات تحدث في المنطقة، مشددًا على أن حماية السويداء وسكانها هي مسؤولية الدولة السورية.

موقف سوريا من الأحداث

أوضح الشيباني أن بلاده تواجه تحديات كبيرة لا تقل خطورة عن تلك التي واجهتها خلال سنوات الحرب الماضية. وأشار إلى تدخلات خارجية تسعى لدفع البلاد نحو الفتنة، مؤكدًا على ضرورة تغليب لغة العقل والتأكيد على أن الدروز هم جزء أساسي من النسيج السوري. كما أعرب عن استعداد سوريا للتعاون مع جميع الدول شريطة عدم التدخل في شؤونها الداخلية.

الدور التركي والدعم الإقليمي

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان دعم بلاده لسوريا بهدف استعادة استقرارها وقدرتها على الوقوف مجددًا. وأشار إلى التقدم الذي أحرزته الحكومة السورية في عدة ملفات رغم الصعوبات الناتجة عن قلة الإمكانات. واتهم فيدان إسرائيل بمحاولة خلق حالة من الفوضى داخل سوريا لتحقيق مصالحها الخاصة.

وأكد الوزير التركي على أهمية وحدة المكونات العرقية والدينية داخل سوريا ضمن دولة واحدة متماسكة، مشيرًا إلى الاجتماعات الدورية المكثفة التي تُعقد بين المسؤولين الأتراك والسوريين لتعزيز التعاون الثنائي.

التحليل السياسي للوضع الراهن

تشهد محافظة السويداء توترات متزايدة تعكس التعقيدات السياسية والاجتماعية التي تواجهها سوريا بعد سنوات من الصراع الداخلي والتدخلات الخارجية. الاتهامات المتبادلة بين دمشق وتل أبيب ليست جديدة، لكنها تأتي هذه المرة وسط محاولات إقليمية ودولية لإعادة ترتيب الأوراق السياسية في المنطقة.

الموقف السوري يعكس رغبة واضحة في الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها ضد أي محاولات للتقسيم أو إثارة النزاعات الطائفية. وفي هذا السياق، يمكن النظر إلى الدعم التركي كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي عبر تعزيز التعاون مع دمشق.

السياق الإقليمي والدولي

يأتي هذا التطور وسط تغيرات جيوسياسية تشهدها المنطقة، حيث تسعى العديد من القوى الدولية والإقليمية لإعادة رسم خريطة التحالفات والنفوذ. الدور الإسرائيلي المزعوم يضيف طبقة جديدة من التعقيد للمشهد السوري الذي لا يزال يعاني من آثار الحرب الطويلة والدمار الاقتصادي والاجتماعي.

وفي ظل هذه الظروف المعقدة، تبرز أهمية الحلول الدبلوماسية والسياسية كوسيلة لتجنب المزيد من التصعيد وضمان مستقبل مستقر لسوريا والمنطقة بأسرها.