يجسّد مشروع قطار الرياض إحدى الرؤى الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إبان رئاسته للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ويمثل بداية عصر جديد لخدمات النقل بالمملكة عبر إحداثه نقلة كبرى وتاريخية في تطوير البنية التحتية لحركة النقل. ويعد قطار الرياض أحدث مشروع للنقل العام في العالم وأحد المشروعات الكبرى التي تنفذ في المناطق كافة خلال هذا العهد الزاهر.
ويعتبر قطار الرياض الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين أمس الأول أكبر مترو بالعالم يُبنى في وقت واحد ويتميز بمواصفاته التصميمية والتقنية العالية، ويتكون من شبكة تشمل 6 مسارات بطول 176 كيلو متراً، و85 محطة، من بينها 4 رئيسة، ويحقق المشروع أحد الأهداف الرئيسية لرؤية 2030 المتمثل في تحسين جودة الحياة لسكان الرياض من خلال توفير وسيلة نقل متطورة وسريعة تتلاءم مع الوضع الراهن للمدينة واحتياجاتها الحالية والمستقبلية من قطاع النقل العام، وتحديد أفضل الحلول والخيارات لتأسيس نظام نقل عام مستدام يتناسب مع واقع المدينة وخصائصها العمرانية والسكانية والمرورية.
ثمرة الرؤية الثاقبة
وفيما وصف ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مشروع النقل العام بمدينة الرياض بشقيه القطار والحافلات، بثمرة من ثمار غرس خادم الحرمين الشريفين وانطلاقاً من رؤيته الثاقبة عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، أكد وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر، بأن إطلاق خادم الحرمين الشريفين قطار الرياض يعكس نظرته المستنيرة والمبكرة لمشروع النقل العام بمدينة الرياض بشقيه القطار والحافلات، حيث نقطف اليوم بفضل رؤيته الثاقبة والمتقدمة وبدعم ولي العهد هذا المنجز الوطني والتنموي الذي يعد أحدث مشروع للنقل في العالم؛ وفق أعلى المواصفات الفنية العالمية.
وأضاف المهندس الجاسر: إن انطلاق قطار الرياض؛ يمثل بداية عصر جديد لخدمات النقل بالمملكة، وعلامة بارزة على النهضة التي نعيشها في مختلف المجالات، وترسيخ العاصمة الرياض كواحدة من أبرز المدن العالمية المتقدمة في مختلف أنماط النقل الحديث.
وأوضح بأن قطار الرياض يشكل نقلة كبرى وتاريخية لتطوير البنية التحتية لحركة التنقل ودعم الحراك التنموي والاقتصادي؛ بطاقة استيعابية مبدئية تبلغ مليون راكب يوميا، ما يسهم في تحسين رضا المستفيدين ودعم الحراك الاجتماعي وتكريس جودة الحياة وتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية وفق رؤية 2030.
22 ملياراً و19 شركة عالمية تحقق الحلم
وبدعم من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أكملت الهيئة الملكية لمدينة الرياض إنجاز المشروع بتكلفة 22.5 مليار دولار.
وانطلق مشروع النقل العام بمدينة الرياض من الدراسات المختلفة التي أعدتها (الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض – الهيئة الملكية لمدينة الرياض حاليًا) حول النقل العام في العاصمة وخلصت إلى وضع (الخطة الشاملة للنقل العام في مدينة الرياض)، اشتملت على تأسيس شبكة للنقل بالقطارات وشبكة موازية للنقل بالحافلات، تعمل على احتواء متطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في المدينة، وتوجت هذه الخطة بصدور قرار مجلس الوزراء القاضي بالموافقة على تنفيذ (مشروع النقل العام في مدينة الرياض – القطار والحافلات).
وأطلقت الهيئة في حينها عملية كبرى لتأهيل الائتلافات العالمية للمنافسة على تنفيذ المشروع، وصدور الموافقة السامية على ترسية عقود تنفيذ مشروع قطار الرياض على (ثلاثة ائتلافات) تضم أكثر من 19 شركة عالمية كبرى تنتمي لـ 13 دولة.
190 قطاراً و452 عربة
يعد قطار الرياض العمود الفقري لشبكة النقل العام في العاصمة وأحد عناصر منظومة النقل فيها، ويتكامل مع مشروع حافلات الرياض الذي سبق تشغيله، بأطوال تبلغ 1900 كيلومتر.
وأعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض مواعيد تشغيل مسارات قطار الرياض الستة بشكل متتابع، ابتداءً من تشغيل المسارات الثلاثة (المسار الأول الأزرق: محور شارع العليا – البطحاء) و(المسار الرابع الأصفر: محور طريق مطار الملك خالد الدولي) و (المسار السادس البنفسجي: محور طريق عبدالرحمن بن عوف – طريق الشيخ حسن بن حسين) يوم الأحد ديسمبر، وفي 15 ديسمبر سيتم تشغيل المسارين (المسار الثاني الأحمر: طريق الملك عبدالله) و(المسار الخامس الأخضر: طريق الملك عبدالعزيز)، وأخيراً تشغيل (المسار الثالث البرتقالي: محور طريق المدينة المنورة) يوم (الأحد) 5 يناير لتكتمل بذلك جميع مسارات شبكة قطار الرياض الستة التي يبلغ طولها الإجمالي 176 كيلومترًا، وجميع محطات الشبكة البالغ عددها 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسة، يلتقي فيها عدد من مسارات الشبكة، تتوزع بين 34 محطة علوية و47 محطة تحت الأرض.
وبحسب الهيئة الملكية لمدينة الرياض، جرى تصميم قطار الرياض وفق مواصفات تقنية عالية، من أبرزها استخدام نظام القطارات الآلي (بدون سائق)، حيث يتم التحكم في القطارات من خلال مركز التحكم والتشغيل بنظام النقل العام بمدينة الرياض، إلى جانب إدارة المركز لعمليات خدمة الركاب، والمراقبة الأمنية والسلامة.
ويضم المشروع 190 قطاراً تحتوي على 452 عربة تم تجهيزها بمقاعد مريحة.
ويمكن تحديد الوجهات على رحلات القطار وشراء التذاكر من خلال (تطبيق درب) المتوافر في متاجر التطبيقات الإلكترونية على الهواتف المحمولة، وللمزيد من المعلومات يمكن الاتصال على مركز الاتصال الموحّد للمشروع على الرقم: (19933)، أو زيارة موقع قطار الرياض على شبكة الإنترنت، أو حسابات المشروع على شبكات التواصل الاجتماعي.