Connect with us

ثقافة وفن

مصادفات وذكريات في معرض أبوظبي

في مدينةٍ تنضحُ بالأناقة والسكينة، كان لقائي مع أبوظبي أشبهَ بنزهة في ذاكرةٍ لم تكتمل. حضرتُ لتوقيع الطبعة الثانية

أخبار ذات صلة

في مدينةٍ تنضحُ بالأناقة والسكينة، كان لقائي مع أبوظبي أشبهَ بنزهة في ذاكرةٍ لم تكتمل. حضرتُ لتوقيع الطبعة الثانية من روايتي (ابنة ليليت) لكن ما جنيتُه هناك كان أعمق من توقيع، وأبعد من حكاية. رافقتُ صديقي الناشر هيثم حسين، في جولة بين أجنحة معرض الكتاب، نخوضُ بهو الكتب كمن يخوض في نهرٍ من المعاني، حتى توقفنا عند جناح باذخ الطلّة، أنيق كقصيدةٍ محبوكة: مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية. استقبلنا فيه رجل طاعن في الوقار، تعلو وجهه لحية بيضاء كأطراف السحاب، مُهذبة كما لو أنّها ترتل الصمت. بادره هيثم بالسلام، وناداه: «أبا هاشم». ارتجف الاسم في قلبي، كجذع نخلة هزّته ذاكرة قريش، فأطرقتُ احترامًا، وكأنني أمام سلالة التاريخ تمشي على قدمين. أهديتُه نسخة من الرواية، كنت أحتفظ بها لأحدهم، لكنها ذهبت لمن يستحقّها. وقّعتها، ثم غادرنا، وأنا أشعر أنّي سلّمت الكتاب إلى قارئ من زمنٍ آخر، زمنٍ قيمة الكتب فيه كما أثمان التحف.
لكن القصة لم تبدأ بعد.. ففي تلك الليلة، تلقيت دعوة عشاء من صديق إماراتي قديم، اسمه أحمد. أربعون عامًا تفصل بين لقاءينا، منذ جمعتنا مقاعد معهد اللغة الإنجليزية في بلدةٍ ساحلية جنوب بريطانيا تُدعى فاكوستون عام 1985. كانت الأيام هناك تمضي كأنها شريط سينمائي، بالأبيض والأسود، نركض فيه نحو الحياة دون دليل. التقينا في المعهد بشبابٍ خليجيين مبعوثين من خطوط الإمارات. بينهم شاب اسمه إبراهيم، شاعر في هيئة صامت، يكتب ملاحظاته في دفتر صغير، يجلس في الحدائق وحيدًا، كأنه يُصغي إلى الأشجار وهي تهمس بأسرارها. لم يكن يُرى في المطاعم أو المقاهي، لكنه كان يُرى في الشعر، كلما فتّحت القصائد نوافذها. ذات ليلة، اجتمعنا في مطعم صغير يُدعى لقروتا، فيه ركن للرقص لا يُغري إلا بالضحك. كنا أربعة: أنا، وأحمد، وجمال، وإبراهيم. وبينما نتجاذب الحديث ونغالب الضجر، صعدت من إحدى الطاولات فتاة كأنها خرجت من صفحة أسطورة. ترتدي فستانًا أبيض قصيرًا، شعرها يتدفق كسواد الليل، وعيناها كغيمتين متجاورتين على وشك المطر.. ما إن انتهت الرقصة وعادت الجميلة إلى مقعدها، بحراسة عيون من حضر الفقرة السحرية، لم يحتمل الشاعر أن يحضروا له ورقة، فسحب منديلًا ورقيًا من على الطاولة، أخرج قلمه، وكتب. نعم، كتب القصيدة فورًا، ومن قلب اللحظة. قرأها علينا، بصوت كأنه يسحب الكلام من صدر الغيم. كانت القصيدة جميلة، مغسولة بالموسيقى. طلبنا منه إعادتها، وأعادها مرارًا، حتى عدنا إلى بيوتنا، سكارى من خمرة الكلمات، نُردّد العنوان في الطريق: الجميلة ذات الرداء الأبيض. بعد ساعات، وبينما نجلس على مائدة العشاء في منزل صديقي أحمد في أبوظبي، تذكرنا أسماء الرفاق، واحدًا تلو الآخر، حتى جاء ذكر إبراهيم. قلت: «عجبًا، ما أخباره؟». فأجاب: «أتعلم أين هو اليوم؟ هو مدير مؤسسة العويس الثقافية». شهق هيثم، وقال: «هذا هو الذي كنا عنده اليوم! يا أبا يوسف». نظرت إليه بدهشة، وأنا أحاول ترتيب ملامح الذهول على وجهي، وقلت: «مستحيل!»، وفي اليوم التالي، غادرت أبوظبي نحو الرياض، أحمل في جيبي رقم هاتف إبراهيم الهاشمي، وفي قلبي قصيدة كُتبت على منديل ورقي.

Continue Reading

ثقافة وفن

قُصور العَسابِلة في النماص.. تجربة تراثية من قمم السروات

في قمم جبال السروات، وضمن لوحة طبيعية آسرة، تقف «قصور العسابلة» بمحافظة النماص شامخةً كشاهد حيّ على إرثٍ معماري

في قمم جبال السروات، وضمن لوحة طبيعية آسرة، تقف «قصور العسابلة» بمحافظة النماص شامخةً كشاهد حيّ على إرثٍ معماري وتاريخي عريق، يعود لقرون مضت، يجسّد فيه أصالة الإنسان في هذا الجزء من الوطن، وعمق انتمائه لأرضه، وحفاظه على موروثه الحضاري.

تتميّز هذه القصور ببنائها المحكم، القائم على مواد محلية، كالحجر والجص وأخشاب العرعر، وهي موزعة على شكل مجموعة من المباني المتجاورة، التي تشكّل قرية تراثية مترابطة، تعكس أسلوب الحياة القديم للعائلات والأسر.

وتتزين القصور بنقوش جدارية وزخارف تراثية، بأسلوب فطري مُفعم بالألوان والتفاصيل الرمزية.

ورغم قِدم المباني، إلا أن صمودها وتماسكها يُبرز حِرفية المعمار المحلي التقليدي، ويجعلها موقعاً بالغ الأهمية في خارطة التراث الوطني. لتأتي هذه القيمة ضمن مستهدفات برنامج «إحياء التراث» ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى للحفاظ على الهوية الوطنية، واستثمار المواقع التاريخية، كمراكز إشعاع ثقافي وسياحي.

أخبار ذات صلة

ومع قرب انطلاق موسم الصيف في عسير، تعود هذه القصور إلى الواجهة، باعتبارها إحدى المحطات المهمة في رحلة استكشاف الإنسان للمكان، حيث يتزايد اهتمام الزوار الباحثين عن تجارب تراثية أصيلة، تدمج بين الطبيعة والتاريخ. كما تُمثل «قصور العسابلة» فرصة لتعزيز السياحة الثقافية في المملكة، من خلال تهيئتها للزيارات التعليمية، والفعاليات المجتمعية، والمعارض الفنية، التي تُبرز حياة الأجداد.

كما تعد ذاكرة حية تروي فصولاً من قصة المكان والإنسان، وتُجسّد في صمتها المهيب حواراً ممتداً بين الماضي والحاضر.

ومع تزايد العناية الرسمية بالأصالة والتراث، تبقى هذه القصور رمزاً لعراقة النماص، وأيقونة يمكن أن تُصبح نموذجاً لتجارب سياحية تراثية ملهمة في عموم مناطق المملكة.

Continue Reading

ثقافة وفن

سحب الجنسية الكويتية من الإعلامي شعيب راشد

أصدرت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قراراً بسحب الجنسية من الإعلامي شعيب راشد سالم فلاح فدغوش الهاجري،

أصدرت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قراراً بسحب الجنسية من الإعلامي شعيب راشد سالم فلاح فدغوش الهاجري، والتي كان قد اكتسبها بالتبعية لوالده، وفقاً لما نقله حساب «شبكة الكويت» على منصة «إكس».

يأتي هذا القرار استناداً إلى قرار مجلس الوزراء الكويتي رقم 634 لسنة 2025، والقاضي بسحب شهادة الجنسية من والد شعيب راشد، راشد سالم فلاح فدغوش الهاجري، ومن كل من اكتسبها عنه بطريق التبعية.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

وزير مصري يكتشف بالصدفة محاولة تنقيب عن الآثار في قصر ثقافة الطفل

في واقعة مثيرة، اكتشف وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد هنو مخالفة جسيمة تمثلت في قيام شركة منفذة لأعمال ترميم

في واقعة مثيرة، اكتشف وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد هنو مخالفة جسيمة تمثلت في قيام شركة منفذة لأعمال ترميم ورفع كفاءة بقصر ثقافة الطفل بالأقصر بالحفر خلسة لمسافة عدة أمتار داخل إحدى الغرف بشقة تابعة للقصر، فيما يشتبه أنه بغرض التنقيب عن الآثار، وذلك في ظل غياب تام للقائمين على الموقع من فرع الثقافة والإقليم التابع للهيئة، وذلك وفق بيان رسمي صادر عن الوزارة.

جاء ذلك خلال جولة لوزير الثقافة لمحافظات الصعيد لافتتاح قصر ثقافة أخميم بمحافظة سوهاج، وتفقد قصر ثقافة الأقصر وبيت ثقافة الطفل بمدينة الأقصر الذي يخضع حالياً لأعمال ترميم ورفع كفاءة ضمن خطة تطوير البنية التحتية للمنشآت الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة.

وخلال جولته التفقدية، رصد الوزير الحالة السيئة التي عليها المبنيان، بما لا يتسق مع طبيعة الأعمال المفترض تنفيذها، فضلاً عن وجود قصور شديد في الإشراف، وغياب شبه تام للمتابعة من قبل الجهات المسؤولة بالموقعين.

أخبار ذات صلة

وعلى إثر ذلك، وجّه وزير الثقافة المصري بإحالة كل من رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي السابق، والمدير العام الحالي للإقليم، ومدير فرع الأقصر، وعدد من مسؤولي الإدارة الهندسية، والمكتب الفني، والصيانة، إلى جانب مديري قصر ثقافة الأقصر وبيت ثقافة الطفل، ومسؤول الأمن بفرع الأقصر إلى التحقيق الفوري، واتخاذ ما يلزم من إجراءات إدارية وقانونية.

وأكد الوزير أن الأمر يخضع حالياً لتحقيقات النيابة العامة بالأقصر، مشدداً على أن مثل هذه الممارسات تسيء إلى الجهود المبذولة لتطوير البنية الثقافية، وتمثل إهداراً للمال العام، وأن الوزارة لن تتهاون في محاسبة أي صور للتقصير أو الإهمال، ومواصلة المتابعة الميدانية للمشاريع الثقافية كافة، حفاظاً على المال العام، وضماناً لتحقيق أعلى درجات الكفاءة والانضباط في التنفيذ.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .