Connect with us

الثقافة و الفن

سعيد السريحي يؤكد مهارته السرديّة برواية «جدة 915 هـ»

كعادة الناقد الدكتور سعيد السريحي، في الافتتان بالدهشة، والإدهاش، غدا مُدهشاً وهو في مطلع العقد السابع من عمره،

Published

on

كعادة الناقد الدكتور سعيد السريحي، في الافتتان بالدهشة، والإدهاش، غدا مُدهشاً وهو في مطلع العقد السابع من عمره، بتبنيه منهجية «الإنتاج» الأدبي، ما بين سيرة، ونقد، وقصائد، وروايات، ولكي يؤكد لقارئه امتلاكه أدوات السارد، عاد إلى المشهد بأحدث إصداراته، السردية «جدة 915هـ» متناولاً فيه حياة أهالي مدينة جدة في زمن الوباء، وكأنما استعاد السارد زمن الجدري، واستبطن تداعيات وباء فايروس كورونا، والرواية الصادرة عن دار مدارك، تعد الإصدار الـ17 لأبي إقبال.

يؤكد صاحب «الكتابة خارج الأقواس» أن العمل الأحدث يمثّل بالنسبة له مغامرة تستند على أساس من إيمانه بأن الكتابة إن لم تكن ضرباً من المغامرة فإنها لا تستحق العناء الذي يُبذَل فيها، والرواية تقوم على تخييل الأصول التاريخية، التي صاحبت بناء سور جدة عام 915هـ.

ومن الفصل الأول للرواية نجتزئ هذا المشهد:

«اقتربوا من بيوتهم، تلوح على جدرانها ذاكرة موشومة بالجدري، الذي عاث فيها قبل سنوات قليلة، جاس شهراً بين البيوت، كمَن لهم في مفارق الطرق ومنعطفات الأزقة، ولم يغادرها إلا بعد أن اصطحب، من كل بيت من بيوتها، رفيقاً له في رحيله عنها، وترك في كل بيت من بيوتها أجساداً موشومة بآثار الدمامل، رحل وحمل معه أولئك الذين حملوه لجدة على أكتافهم من أعماق البحر، وقسموا دمامله وبثوره بين حاراتها وبرحاتها وأزقتها وأسواقها، حملهم معه فأراحهم من تحمّل إثم من رحلوا ولوم من تركهم الجدري أشباه أحياء.

​عاد البحارة ذات يوم بقواربهم محملة بما أخفوه عن أعين حراس البحر، من توابل وقمح وأقمشة مهربة غير أنهم عادوا بخبر آخر تكتموا عليه، ثم أفشوه بعد أن أثقلهم حمله سرّاً، تحدثوا عمّا رأوه على سطح تلك السفينة، التي كانت تحمل البضائع، من رجال توشم وجوههم وسواعدهم الدمامل، ورجال يئنون من وطأة الحمى والجراح التي تمزق أجسادهم، وحدثوهم عن جثث تنز أكفانها صديداً تتناهشها الحيتان يلقي بها البحارة في الماء.

– حسبنا الله ونعم الوكيل، وما قلتوا لنا ليه؟

– الله لا يجزاكم خير، بعتوا لنا بضايع ناس منصابين بالجدري؟

أخبار ذات صلة

– ما خفتوا ربكم؟ الطمع عمى عيونكم

أوسع أهل جدة أولئك المهربين الذين نقلوا البضائع من سفينة الجدري لوماً، ثم أسرعوا إلى مخازنهم ودكاكينهم وبيوتهم يخرجون منها ما اشتروه من توابل وقمح وأقمشة يشعلون فيها النار، كلما أوشكت تنطفئ أشعلتها بضائع جديدة تردد من اشتروها في حرقها ثم لم يجدوا بدّاً من أن يطعموها النار.

– الله يستر، صار لها أكثر من أسبوع عندنا

– ما يصيبنا إلا اللي كتبه الله لنا

انتظرت جدة الموت يسقط عليها ذات مساء من السماء، أو يخرج إليها ذات صباح من البحر، واستيقظت يوم عيد الأضحى على فاجعة أول إصابة بالجدري، أدركوا أن الموت اختار من بينهم أضاحيه للعيد.

عقدت الجائحة ألسنتهم وعقدوا مجلسهم يتراءون فيما يصنعون.

أدخلتهم يد الجدري في تجربة مختلفة مع الموت؛ تجربة تشكل نقيض تجربة الموت فجأة، الموت حين يتوقف القلب، تغادر الروح الجسد بسلام، تتركه سالماً معافى، تقبل جبينه، تلقي عليه تحية الوداع، تنحني شاكرة له السماح لها بقضاء الوقت معه، ثم تغادر، تتركه كأنما هو يغط في نوم عميق، كأنما هو بانتظار تراجعها عن قرارها وعودتها إليه، أو بانتظار روح أخرى تحل فيه، الموت بالجدري مختلف تمام، الجسد يتهالك، يتقوض، يتحلل، لا يأبه بالروح التي لا تزال ساكنة فيه، كأنما يعلن الجسد للروح أنه لم يعد مكاناً تسكن فيه، وأن عليها أن تغادر، الجسد في موت الفجاءة يشبه بيتاً أسدل القاطنون فيه ستائره، أغلقوا بابه بهدوء، وغادروا، الجسد في الموت بالجدري يشبه بيتاً هوى على رؤوس ساكنيه».

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

Continue Reading

الثقافة و الفن

مجمع الملك سلمان يحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة

مجمع الملك سلمان العالمي ينظم احتفالية في مقر الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تعزيزاً لمكانة لغة الضاد ودعماً لأهداف رؤية المملكة 2030.

Published

on

في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة لغة الضاد وتعزيز حضورها الدولي، نظم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. ويأتي هذا الحدث تأكيداً على التزام المجمع برسالته الاستراتيجية الرامية إلى مد جسور التواصل الحضاري وإبراز جماليات اللغة العربية وقيمتها التاريخية والمعاصرة أمام المجتمع الدولي.

سياق الاحتفال والخلفية التاريخية

يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي يوافق القرار التاريخي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في عام 1973، والذي بموجبه تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية ولغة عمل في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ محطة سنوية للاحتفاء بواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وللتذكير بإسهاماتها الغزيرة في مسيرة الحضارة البشرية، سواء في العلوم، أو الآداب، أو الفنون.

دور مجمع الملك سلمان ورؤية 2030

تأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في هذا المحفل الدولي كجزء لا يتجزأ من مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يعنى بتعزيز الهوية الوطنية واللغوية. ويسعى المجمع من خلال هذه الفعاليات إلى تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في المحافظة على سلامة اللغة العربية، ودعمها نطقاً وكتابة، وتيسير تعلمها وتعليمها داخل المملكة وخارجها. كما يهدف المجمع إلى توحيد المرجعية العلمية للغة العربية عالمياً، وسد الفجوة في المحتوى العربي الرقمي.

الأهمية الثقافية والدولية للحدث

لا تقتصر أهمية هذه الاحتفالية على الجانب البروتوكولي فحسب، بل تمتد لتشمل أبعاداً ثقافية وسياسية عميقة. فاللغة العربية تُعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات في قلب المنظمة الأممية، يرسخ المجمع مكانة اللغة العربية كلغة للحوار والسلام والتفاهم المشترك بين الشعوب.

وتتضمن مثل هذه الفعاليات عادةً جلسات حوارية رفيعة المستوى، ومعارض فنية تبرز جماليات الخط العربي، ونقاشات حول التحديات التي تواجه اللغة في عصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي لخدمة اللغة العربية وتمكينها في المحافل الدولية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

السعودية تستعرض تراثها في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو

تشارك السعودية في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو لإبراز التراث الوطني والحرف اليدوية، تعزيزاً للتبادل الثقافي وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.

Published

on

تستعد المنظومة الثقافية في المملكة العربية السعودية لتسجيل حضور لافت ومميز في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera) الدولي، الذي يُقام سنوياً في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري والتراثي الغني الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة، وذلك من خلال استعراض مجموعة واسعة من الحرف اليدوية والفنون التقليدية التي تعكس الهوية السعودية الأصيلة.

أهمية معرض أرتيجانو آن فييرا عالمياً

يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» واحداً من أهم وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والصناعات التقليدية في العالم. يمتد تاريخ هذا الحدث لسنوات طويلة، حيث تحول إلى منصة عالمية تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم. ويوفر المعرض فرصة فريدة للزوار لاستكشاف ثقافات الشعوب من خلال منتجاتهم اليدوية، مما يجعله جسراً للتواصل الإنساني والثقافي. وتكتسب المشاركة السعودية في هذا المحفل أهمية خاصة، حيث تتيح الفرصة للجمهور الأوروبي والعالمي للتعرف عن كثب على جماليات الفنون السعودية ودقة الحرفية التي يتمتع بها الحرفيون السعوديون.

رؤية 2030 ودعم التراث الوطني

تأتي هذه الخطوة انسجاماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث، وتعتبره ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة والتنمية الاقتصادية. وتعمل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها، مثل هيئة التراث، على تمكين الحرفيين السعوديين وتوفير المنصات اللازمة لهم لعرض إبداعاتهم وتسويقها عالمياً. إن الحضور في ميلانو ليس مجرد مشاركة في معرض، بل هو تجسيد لاستراتيجية وطنية تهدف إلى تحويل القطاع الحرفي إلى رافد اقتصادي مستدام، يساهم في الناتج المحلي ويخلق فرص عمل واعدة لأبناء وبنات الوطن.

ماذا ستقدم السعودية في ميلانو؟

من المتوقع أن يضم الجناح السعودي تشكيلة متنوعة من الحرف اليدوية التي تمثل مختلف مناطق المملكة، بدءاً من فنون حياكة السدو المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وصولاً إلى صناعة الفخار، والنقش على الخشب، وصياغة الحلي التقليدية، والأزياء التراثية التي تحكي قصصاً من عمق التاريخ. كما يركز الجناح عادةً على تقديم تجربة ثقافية متكاملة تشمل الضيافة السعودية والقهوة السعودية، ليعيش الزائر تجربة حسية متكاملة تنقله إلى أجواء المملكة.

الأثر الثقافي والاقتصادي المتوقع

إن التواجد في حدث بحجم «أرتيجانو آن فييرا» يحقق مكاسب متعددة؛ فعلى الصعيد الثقافي، يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويصحح المفاهيم من خلال تقديم صورة مشرقة عن الإبداع السعودي. أما اقتصادياً، فهو يفتح نوافذ تصديرية جديدة للمنتجات الحرفية السعودية، ويتيح للحرفيين الاحتكاك بالخبرات العالمية وتبادل المعرفة، مما يساهم في تطوير جودة المنتج المحلي والارتقاء به لمنافسة المنتجات العالمية.

Continue Reading

الثقافة و الفن

السعودية تستعد للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو

تعرف على استعدادات السعودية للمشاركة في معرض أرتيجانو آن فييرا بميلانو، ودور ذلك في إبراز التراث الوطني والحرف اليدوية ضمن رؤية 2030.

Published

on

تجري الاستعدادات على قدم وساق لتمثيل المملكة العربية السعودية في معرض «أرتيجانو آن فييرا» (Artigiano in Fiera)، الذي يعد أحد أبرز وأضخم المعارض الدولية المخصصة للحرف اليدوية والفنون التقليدية، والمقرر إقامته في مدينة ميلانو الإيطالية. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الحضور الثقافي السعودي على الساحة الدولية، وإبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة أمام الجمهور الأوروبي والعالمي.

أهمية المشاركة في المحافل الدولية

تكتسب هذه المشاركة أهمية استراتيجية كبرى، حيث يُعد معرض «أرتيجانو آن فييرا» منصة عالمية فريدة تجمع الحرفيين والمبدعين من أكثر من 100 دولة حول العالم، ويستقطب ملايين الزوار سنوياً في مركز معارض «فييرا ميلانو». وتعد المشاركة السعودية فرصة ذهبية لاستعراض التنوع الثقافي الذي تزخر به مناطق المملكة المختلفة، من فنون السدو والقط العسيري، إلى الصناعات الفخارية والخشبية والمشغولات اليدوية الدقيقة التي تعكس هوية الإنسان السعودي وارتباطه بأرضه.

التوافق مع رؤية المملكة 2030

تأتي هذه التحركات متناغمة تماماً مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الثقافة والتراث الوطني. وتسعى الهيئات المعنية، مثل هيئة التراث ووزارة الثقافة، من خلال هذه الفعاليات إلى تمكين الحرفيين السعوديين وفتح منافذ تسويقية عالمية لمنتجاتهم، مما يساهم في تحويل الحرف اليدوية من مجرد موروث شعبي إلى صناعة ثقافية إبداعية تساهم في الاقتصاد الوطني.

تعزيز التبادل الثقافي السعودي الإيطالي

على الصعيد الدبلوماسي والثقافي، تمثل هذه المشاركة جسراً للتواصل بين الشعبين السعودي والإيطالي، اللذين يجمعهما تقدير عميق للفنون والتاريخ. فإيطاليا، بكونها عاصمة عالمية للتصميم والفنون، تعد البيئة المثالية لتقديم الإبداع السعودي بصورة عصرية. ومن المتوقع أن يسهم الجناح السعودي في جذب الانتباه نحو الوجهات السياحية التراثية في المملكة، مثل العلا والدرعية، من خلال بوابة الفنون والحرف، مما يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويؤكد مكانتها كمركز إشعاع حضاري في المنطقة.

Continue Reading

Trending