بعد ساعات من سحب جنود روس من الحدود مع أوكرانيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لايريد حربا ، مبديا استعداد بلاده للتفاوض مع الغرب حول القضايا الشائكة، وقال بوتين في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم(الثلاثاء) إن ردود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لا تستجيب لمخاوفنا الأمنية. وأكد أنه لا يريد حربا سببها أوكرانيا، بعد أسابيع من التوتر الذي أججه انتشار واسع للقوات الروسية. وقال بوتين:”هل نريد حربا أم لا؟ بالتأكيد لا. لهذا السبب قدّمنا اقتراحاتنا لعملية تفاوضية”.وأوضح أن «البند العاشر من حلف الناتو لا يشترط ضرورة ضم أعضاء جدد له»، لافتاً إلى أن بلاده مستعدة للتفاوض مع الغرب حول القضايا الخلافية، لكنها لن تقبل «تجزئة مبدأ الأمن». وأضاف أن بوتين المستشار الألماني لديه توجه لتعامل براغماتي ثنائي مع روسيا، لافتا إلى أن الردود الغربية على مقترحاتنا لا تستجيب لمطالباتنا بخصوص ضمانات أمن روسيا.وأضاف: أكدنا على ضرورة عدم تعزيز أمن دول على حساب أمن الدول الأخرى، وتطرقنا إلى الأوضاع في أوكرانيا ولا شك أن كييف تتهرب من تنفيذ تعهداتها ونحن لا نريد الحرب لذلك طرحنا مبادرة الضمانات الأمنية.ولفت إلى أنه سيعمل ما بوسعه لتسوية النزاع في دونباس على أساس اتفاقيات مينسك لكن ما يجري في دونباس حاليا يقيمونه بأنه إبادة جماعية، معتبراً أن الردع العسكري لبلاده من قبل الغرب تهديدا لأمنها. وتعهد الرئيس الروسي باستمرار بلاده ضخ الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا حتى بعد العام 2024.واستطرد بوتين بالقول: «روسيا ستتصرف وفقا لخططها وحسب التطورات على الأرض، وهذا لا يتوقف علينا وحدنا والغالبية الساحقة من مواطنينا يؤيدون أهالي دونباس ويتعاطفون معهم»، مشدداً «نريد حل موضوع انضمام أوكرانيا إلى الناتو اليوم وليس غدا».
بدوره، أكد المستشار الالماني أولاف شولتس على ضرورة القيام بكل ما يمكننا القيام به من أجل توفير الطاقة، محذراً من خطورة العدوان على أوكرانيا والذي قال إنه سيكون له عواقب وخيمة ولا بد من إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة.وأوضح شولتس أن الأمن الأوروبي لا يمكن أن يبنى إلا بالمشاركة مع روسيا، مبدياً أستعداده للتباحث مع روسيا والاتحاد الأوروبي والناتو حول الأمن المشترك، معتبراً سحب روسيا جزءا من قواتها من الحدود مع أوكرانيا إشارة جيدةولفت إلى أن عملية مينسك أساسية لتتوصل المفاوضات إلى نجاح، مؤكداً أن السيناريو العسكري في أوكرانيا ستكون عواقبه خطيرة ولا بد من إيجاد حل دبلوماسي.
وكان الرئيس الروسي قد أكد في وقت سابق أن التعاون مع ألمانيا أولوية وأن بلاده مزود موثوق للطاقة، واصفاً ألمانيا بالشركاء الرئيسيين، موضحاً لدى بدء المحادثات مع المستشار الالماني أنهم سيخصصون جزءاً كبيراً من وقتهم لمسائل متعلقة بالوضع في أوروبا والأمن وللمحادثات الجارية حول هذه المسألة، خصوصاً بما يتعلق بأوكرانيا.
وكان شولتس زار (الاثنين) العاصمة الأوكرانية كييف في إطار الجهود الدبلوماسية الهادفة لنزع فتيل التهديد الخطير المتمثل في غزو روسي محتمل لأوكرانيا والذي قد يؤدي إلى أسوأ أزمة في أوروبا منذ الحرب الباردة.
وتم الانتهاء في سبتمبر الماضي، من إنشاء خط «نورد ستريم 2» الذي يمتد من روسيا إلى ألمانيا تحت مياه بحر البلطيق متجاوزاً أوكرانيا، لكن الوكالة الألمانية للشبكات علقت في نوفمبر الماضي، عملية المصادقة على المشروع، قائلة إنها في حاجة إلى التحقق من تماشيه مع القانون الألماني قبل اعتماده، ومن المتوقع الانتهاء من إقرار المشروع في موعد لا يتجاوز نهاية النصف الأول من عام 2022. بحسب وسائل إعلامية دولية.