Connect with us

ثقافة وفن

إيقاف رضا البحراوي شهراً وحمو بيكا شهرين بعد تهمة الإساءة لمؤسسات الدولة المصرية

أصدرت نقابة المهن الموسيقية في مصر، برئاسة الفنان المصري مصطفى كامل، عدداً من القرارات بشأن أزمة مطربي المهرجانات

أصدرت نقابة المهن الموسيقية في مصر، برئاسة الفنان المصري مصطفى كامل، عدداً من القرارات بشأن أزمة مطربي المهرجانات الشعبية في كل من حمو بيكا ورضا البحراوي، بعد التحقيق معهما في مقر النقابة بواقعة غنائهما أغنية تتضمن بعض الكلمات التي اعتبرتها النقابة مسيئة لمؤسسات الدولة.

وقررت نقابة المهن الموسيقية في بيان رسمي إيقاف حامل التصريح محمد مصطفى الشهير بـ«حمو بيكا» لمدة شهرين، ابتداء من اليوم 1 مايو، نظرا لما احتوى الفيديو المتداول والذي تم تحقيقه من عبارات لا تليق بمؤسسات الدولة والظهور بجانب راقصات بشكل مسيء ويتعارض مع القيم المجتمعية ويخالف كل ماورد بقانون النقابات رقم 35 لسنة 78.

كما قررت إيقاف العضو رضا محمد درويش الشهير بـ«رضا البحراوي» لمدة شهر، ابتداء من اليوم 1 مايو وإحالته لمجلس التأديب، نظراً لمخالفته لما أقر وتعهد به سابقاً بجلسة تحقيق بعدم استخدام الشعارات الخارجة عن آداب المهنة ومخالفته لنص المادتين 60 و61 بقانون النقابات الفنية رقم 35 لعام 1978.

وتابع البيان أن تلتزم نقابة المهن الموسيقية بالحياد الكامل في تعاملها مع جميع أعضائها، ولا تكيل بمكيالين في قراراتها، مؤكدةً أن الحفاظ على قيم المجتمع المصري واحترام القواعد والأعراف الفنية يأتي في مقدمة أولوياتها.

أخبار ذات صلة

وبدأت الأزمة عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مختلفة لحفلات فنية أحياها كل من رضا البحراوي وحمو بيكا، وقدما أغنية تحمل كلمات اعتُبرت مسيئة لمؤسسات الدولة، وتحديدًا الجيش المصري.

واستندت النقابة في قرارها إلى تصريحات حمو بيكا خلال جلسة تحقيقه، حيث أشار إلى أن الأغنية المثيرة للجدل ليست من أعماله، بل تعود لمطرب آخر يُدعى «خالد الجوكر»، وأنها تُؤدى بشكل شائع في الأفراح الشعبية بواسطة عدد من المطربين، من بينهم البحراوي.

Continue Reading

ثقافة وفن

عمّا وراء ديوانية القلم الذهبي نتحدث

في حوار دار بيننا، أجدني على اتفاق تام مع الكاتب والسيناريست الأستاذ ياسر مدخلي عضو لجنة التحكيم لجائزة ديوانية

في حوار دار بيننا، أجدني على اتفاق تام مع الكاتب والسيناريست الأستاذ ياسر مدخلي عضو لجنة التحكيم لجائزة ديوانية القلم الذهبي في وصفه لها بأنها أكثر من جائزة، وإنما مؤسسة تنويرية عالمية.

فجائزة (القلم الذهبي) كما قال يتعدى أثرها الاهتمام بالأدب العربي والأدباء لمجالات وأسماء عديدة.

وبالفعل من يتأمل للحظة في أمر هذه الجائزة، سيكتشف بداهة أن خريطة تأثيراتها تلامس فضاءات إبداعية عديدة ومتنوعة، فعندما نتحدث عن جائزة الرواية، وعن عدد واسع من الروايات على مستوى العالم العربي والروايات المترجمة إلى العربية، وهو احتفاء باللغة العربية والأدب العربي، فإننا ننتقل مباشرة للحديث عن إثراء صناعة السينما، ما يقودنا إلى الحديث عن عدد كبير من المهن داخل هذه الصناعة، وهذا في نهاياته يقودنا إلى الاستنتاج المنطقي بأننا في واقع الأمر نتحدث عن منظومة مترابطة لإعادة تشكيل عملية البناء الثقافي السعودي في مجمله.

ويتعدى أثر الجائزة تكريم الفائزين والتنوية بالأعمال المميزة إلى تنمية قطاعات عديدة مثل النشر الذي بدأ يهتم بالروايات العربية، ومهدت الطريق للأسماء الجديدة ودعمت العديد من القطاعات الثقافية، وتأتي ديوانية القلم الذهبي -برغم استقلالها عن الجائزة- لتكون مساحة لتلاقي الأدباء والمثقفين من مختلف الأجيال والمجالات تعبيراً واضحاً عن تقدير الدولة للمثقف السعودي المبدع، إذ يصفها معالي المستشار تركي آل الشيخ بهدية للأدباء فهو بذلك يقدمها تكريماً مستديما للإبداع الوطني.

جودة الحياة مفهوم محوري

وهنا نستحضر فقرة في رؤية المملكة 2030، جاء فيها نصاً:

تأتي سعادة المواطنين والمقيمين على رأس أولويات المملكة، وسعادتهم لا تتم دون اكتمال صحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية. سوف يتمتع المجتمع بنوعية حياة جيدة ونمط حياة صحي ومحيط يتيح العيش في بيئة إيجابية إنها تتحدث عن جودة الحياة.

والحديث عن جودة الحياة أصبح مفهوماً محورياً في البحوث والدراسات، واستُخدم بمعان متعددة في سياقات مختلفة في العلوم الطبيعية والإنسانية، وفي هذا الإطار، دخل مفهوم جودة الحياة -كمؤشر ومعيار قياسي- إلى مجالات عدة. ومن وجهة النظر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ينصب الاهتمام على هناء المجتمع ورفاهته، وما يتوفر لأفراده من وسائل الترفيه.

هكذا يمكننا أن نستعير كوجيتو ديكارت من فضاء الفلسفة إذا أردت أن تضيف كلمة (سعيد) إلى حالة الإنسان الوجودية!

فالنشاط الترفيهي قديم قدم الاجتماع البشري على الأرض، وهو حاجة تكاد ترقى أهميتها لمستوى حاجاته البيولوجية، وهي بالفعل ترقى بالنسبة للفرد والجماعة. والترفيه في التعريف العام، شكل من أشكال النشاط الذي يثير انتباه واهتمام الأفراد والجمهور، ويثير المتعة والسرور والشعور بالبهجة والإثارة. وهو يتخلل حياة الناس على مدى ساعات اليوم، ولا تكاد تخلو لحظات منه دون فاصل ترفيهي، أيّاً كان شكله، وتكاد أغلب أشكال أنشطة الترفيه وأحدثها مغرقة في القدم وتطورت على مدى آلاف السنين وتم تحديثها بشكل أو آخر، ويمارس الناس في مجتمعنا النشاط الترفيهي بشكل يومي. وإلا ما الذي يفعله الناس حين يتركون منازلهم ويذهبون إلى الحدائق؟ وما الذي يفعله الكبار في قصور الأفراح والاستراحات؟

ماذا نسمى منافسات الدومينو والشطرنج والبلوت، والرقص والغناء في الأفراح والمناسبات الاجتماعية والوطنية والمهرجانات والعروض المسرحية والسينمائية، وسباقات الخيول والهجن، إن لم تكن ترفيهاً؟

في العصر الحديث تم تسريع العملية من خلال صناعة الترفيه التي تسجل وتبيع المنتجات الترفيهية. على وجه التحديد لغرض كسب وجذب الجمهور على أوسع نطاق، وتنوعت منتجات الترفيه لإشباع رغبات الناس المتنوعة، لأن الأفراد لديهم تفضيلات مختلفة.

ويتطور الترفيه ويمكن تكييفه ليلائم أي نطاق، بدءاً من الفرد الذي يختار وسيلة ترفيه خاصة به، من مجموعة هائلة وهذا ما يمنح صناعة الترفيه مرونة وقدرة على التطور لا تتمتع بها القطاعات الأخرى. إذ تتمتع الأشكال المألوفة للترفيه بالقدرة على تجاوز الوسائط المختلفة، كما أظهرت إمكانات غير محدودة على إعادة المزج الإبداعي.

فُتحت النوافذ والأبواب المغلقة في وجه مختلف شرائح المجتمع السعودي صغاراً وكباراً من الجنسين ليعيشوا حياة مبهجة يستشعرون فيها السعادة، لتفعيل طاقات المواطنين وإطلاق قدراتهم على العطاء المثمر على كافة المستويات، حتى على مستوى إنتاجية الفرد وأدائه العملي، أيّاً كان موقعه في منظومة التنمية الشاملة.

لذا كان برنامج (جودة الحياة) في رؤية المملكة 2030 هو المفتاح الذهبي لباب التطور المجتمعي، وتهيئة المناخ الملائم، معرفياً ووجدانياً ونفسياً للفرد السعودي ليلعب دوره الإيجابي في إنفاذ محاور الرؤية التي ستدعم تنافسية دولته عالمياً، لتحتل مقعدها بين الكبار، ما سينعكس على حياته جودةً، ويرتفع بمستواها لآفاق الرفاهية.

ومن هذا المنظور السعودي تلعب برامج وفعاليات الترفيه دوراً مزدوجاً للارتقاء بجودة الحياة.

لا ينكر عاقل أهمية وفعالية الترفيه في تحقيق مشروع رؤية المملكة النهضوية الطموحة ومواكبة خطى الدولة المتسارعة للارتقاء والتقدم.

فإلى جانب ما للترفيه من أثر إيجابي في تحسين شعور الإنسان بالسعادة وبجودة حياته، إذ تُساعد وسائل الترفيه الجيدة الإنسان على التخلص من التوتر والإجهاد، وتمنح العقل مساحة ضافية للتفكير، تُطلق هرمون الإندروفين أو هرمون السعادة والرضا بعيداً عما يُسبب له التوتر.

وتُساعد وسائل الترفيه، على الاسترخاء، من خلال البعد عن توتر الأنشطة اليومية الروتينية، إذ إنّ ذلك يُعزز الصحة النفسية والعقلية ويرفع من الروح المعنوية، ويجدد نشاط العقل والحالة الذهنية للفرد. فأداء الإنسان الذي يغمره الشعور بالرضا عن حياته في العمل، يختلف بلا شك عن سواه.

هندسة المجتمع وانفتاحه على العصر، على نحو لا يسمح لتربته أن تكون مهيأة لنمو بذور الفكر الضال، وذلك بتحديث المجتمع وفتح نوافذه، وإفساح المجال أمام جميع شرائحه للمشاركة والمساهمة في حركة التنمية في إطار مشروع نهضوي متكامل وشامل تطلعاً لمستقبل مزدهر تتحقق فيه قوة الدولة ورفاه مواطنيها يحتاج دون شك إلى إرادة سياسية نافذة قوية وقرارات شجاعة وعزم، لتحصين المجتمع ببرامج ثقافية وترفيهية متنوعة ستكون ترياقاً مضاداً لفيروسات الفكر الضال.

دعم تنافسية الدولة عالمياً

لقد وضع معالي المستشار تركي آل الشيخ بصمته المتميزة الخاصة على البرنامج الذي كُلف بتنفيذه وفي إطار الرؤية الكلية لمملكة المستقبل، فانطلق من قناعة راسخة ترفدها تجاربه الحافلة، وتتمثل هذه القناعة في فهم ووعي متطور معاصر للترفيه ورسالته بأنه استثمار اقتصادي ذو مردود معنوي أيضاً فعمل على عدة مسارات أشبه ما تكون بأنهار متعددة تصب في محيط الوطن.

أهمية مأسسة النشاطات الإبداعية

إذا كنت تبحث عن الاستدامة فعليك بالمأسسة؛ بمعنى آخر، دون مأسسة برامج الثقافة والفنون والترفيه، والاكتفاء بشكل مطلق على ما يوحيه الخيال وملكة الإبداع للمبدع وحده، تصير البرامج كجزر متقطعة منفصلة، كل فعالية منها عبارة عن جزيرة، لا يربطها رابط بالفعاليات الأخرى، فلكل فعالية رؤيتها ومنطلقاتها الخاصة المنفردة.

بينما أهداف رؤية المملكة هي في الواقع عبارة عن كلّ متكامل مترابط البرامج، ينتظمها جميعاً خيط نهضوي يهدف إلى تغيير الواقع الاقتصادي بنفس قدر التغيير الذي يستهدف الواقع الاجتماعي، وكل محور وبرنامج منها، على صلة بالمحاور والبرامج الأخرى. من هنا، فإن كل مبادرة فردية خلاقة لن يكتب لها البقاء والاستدامة إلا إذا هي انتظمت في السياق المؤسسي. ففيه -أي في السياق المؤسسي- يكتب لها البقاء والاستدامة وتتحقق قيمتها.

وديوانية القلم الذهبي تقف شاهداً على تحقيق هذه القيمة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

نسبة الآثار لأزمنة وعصور تحتاج إلى أدلّة علميّة

ينسب عدد من الباحثين والمؤرخين بعض آثار بلادنا لأزمنة تاريخية، وعصور موغلة في القِدم، دون فحص علمي، وإشعاعي للنقوش

ينسب عدد من الباحثين والمؤرخين بعض آثار بلادنا لأزمنة تاريخية، وعصور موغلة في القِدم، دون فحص علمي، وإشعاعي للنقوش والرسوم، وبلا قراءة متخصصة للخطوط، وربما كان لعاطفة الانتماء الجيّاشة دورٌ في ذلك، إضافة للمرويات الشفاهية، وهنا نحرر القضية عبر محاور، يفكك من خلالها متخصصون الإشكال، ويقدم نقاد مقترحات بشأن دراسة الآثار وتفادي المبالغة؛ كي لا يقع الباحث في ما أطلق عليه البعض «هياط تاريخي»..

الباحث الأنثروبولوجي إبراهيم يحيى الزهراني يؤكد أن هناك قرائن تعرف بما قبل الإسلام، بواسطة معرفة اتجاه الدفن في المقابر التي لا تتجه إلى القبلة، فهذه تعود إلى ما قبل 610 ميلادي وهو تاريخ بداية البعثة النبوية، موضحاً أن هذا الترجيح غير دقيق، رغم توفّر قرينة قوية، إلا أن الباحثين يلجأون إلى الحفريات والبحث عن قطع الفخاريات، ومادة الجص إن وجدت، والعظام أو قطع خشبية، مدفونة تحت الأرض لم تتعرض كثيراً للأكسجين؛ لقياسها بكربون-14، مشيراً إلى مقاربة البعض للتاريخ الفعلي عبر الكربون المشع (كربون-14 أو C-14) وعدّها تقنية تُستخدم لتحديد عمر المواد العضوية القديمة؛ مثل العظام، الأخشاب، والأنسجة النباتية، وتعتمد على خاصية الإشعاع الطبيعي لعنصر الكربون-14. ولفت الزهراني إلى أن الكربون-14 متوفر في غلافنا الجوي، وعندما تصطدم الأشعة الكونية بذرات النيتروجين (N-14)، تتحول إلى كربون مشع (C-14)، والكربون المشع يختلط بثاني أكسيد الكربون، وتمتصه الكائنات الحية أثناء التنفس أو التغذية. مضيفاً أنه طالما الكائن حي، فهو يحافظ على توازن نسبي بين كربون-14 والكربون، إلا أن الجسم يتوقف عن امتصاص الكربون عقب الموت، ويبدأ الكربون-14 في التحلل الإشعاعي، ثم يتحلل ببطء إلى نيتروجين-14، بمعدل معروف نصف عمره حوالى 5,730 عاماً، ما يعني أنه إثر 5,730 عاماً، يبقى فقط نصف كمية الكربون-14 الأصلية في العينة، وبقياس كمية الكربون-14 المتبقية في العينة، وبمعرفة معدل التحلل، يمكن للعلماء حساب متى مات الكائن الحي؛ أي عمر العينة، وعدّها إحدى أبرز العمليات الكشفية الدقيقة لتأريخ القرى أو القطع من الأخشاب والعظام والنباتات وحتى المتحجرات، ويرى أن التخمين لتحديد عمر زمني استخفاف بعقول البشر ولا يعتمد عليه.

فيما ذهب الباحث ناصر الشدوي، إلى أنه لاحظ في الآونة الأخيرة جرأة من متخصصين وباحثين لهم حضورهم في الساحة التاريخية، مؤكداً أنه ضد إطلاق الأحكام، على قدم بعض الكتابات والرسوم التاريخية عن طريق التخمين الاجتهادي دون أي دليل علمي أو أسس منهجية أو دلالات وقرائن تشفع لتلك التقديرات. وأرجع اجتهادات بعض الباحثين إلى الحماس الزائد والانبهار البعيدين عن الموضوعية وعن الأسس المنهجية في تحديد العمر الزمني لتلك النقوش أو الرسوم، وأوضح الشدوي أن البعض بالغ في قراءة بعض النقوش أو الرسوم التي تنقش على بعض عتبات الأبواب وفتحاتها، والشبابيك، علماً أنها قد تكون تزييناً من النجار للعتاب والأخشاب المنزلية برسوم وأشكال ليبرز مهارته في الرسم، وليكون نقشه توقيعاً وبصمة تدل عليه، وأحياناً تكون أشكالاً دائرية أو خطوطاً متقاطعة أو أي شكل هندسي يتخيله البناء، دون قصد. وتعجّب ممن ينسب بعض النقوش والرسوم التي وصفها بـ«الشخبطات» غير المؤرخة إلى تواريخ قديمة جدّاً، بينما يتضح من بياض النقش وعدم ميلانه إلى اللون الأسود جراء التأكسد خصوصاً في الصخور الجرانيتية ما يدل على أنه حديث عهد.

معجب الزهراني: الثقافة الشفهيّة «صبّه ردّه»

دعا الناقد الدكتور معجب سعيد الزهراني المشتغلين على الآثار إلى التواضع، كون ما يتحدثون عنه من تواريخ، وعصور، موغلة في القدم، ولا تعتمد على معلومة، ولا تعدو كونها روايات شفهية نطلق عليها «صُبّه رُدّه». لافتاً إلى أهمية الثقافة الريفية جمالياً، إلا أنه لا ينبغي التوسع والجزم بصحة «التهاويل»، مؤكداً أن هناك جينات ثقافية متوارثة، إلا أن بعض الأمم لا تعتمدها، ولا تبني عليها مفاهيم ونظريات.

سليمان الذييب: ما زاد عن حده ينقلب إلى ضده

أوضح أستاذ الكتابات العربية القديمة وعالم الآثار واللغات الدكتور سليمان الذييب، أنّ المبالغة تجعلنا نستحضر المثل القائل «إذا زاد الأمر عن حده انقلب لضده»، ويرى أن المبالغة غير صحيّة ولا صحيحة وضد الواقعية، ما يجعلها مضرة ولا تخدم الهدف المراد. مشيراً إلى أن العاشق أشبه بالأعمى والأسير الذي لا يرى ما حوله ولا يريد أن يرى أو يقتنع بغير قوله. وأضاف: رغم حلاوة العشق وجماله إلا أن المبالغة تسيء إلى موضوعك أو معشوقك، ومنهم العشاق الذين يسيئون إلى معشوقتهم (الآثار)، فيبالغون في استنتاجاتهم، كأن يجد أحدهم نقشاً أو معثورة فيبالغ في تأريخها اعتقاداً منه أنها تزيده رونقاً وجمالاً، مشيراً إلى أنها -عند العقلاء- مبالغة سيئة وضارة، فلن تجد قبولاً وتصديقاً من الآخرين، وينقلب الأمر تحديداً في علم الآثار إلى ما يعرف عند شباب اليوم «طقطقة».

وأوضح الذييب أن أساليب التأريخ العلمية وطرقه، وهي طرق تعطي تاريخاً مُرجّحاً عند المختصين، منها: التأريخ النسبي، والتأريخ المطلق، فالأول يعتمد على المقارنة، والثاني على أساليب ومناهج علمية من أبرزها التأريخ بالكربون 14، ناهيك عن أجهزة وطرق تبين مدة تعرض المعثورة إلى الشمس أو إلى الماء وغيرهما، ولفت إلى أنّ التحليل والترجيح عند المختص أسهل وأيسر منه عند العاشق، فالمتخصص يبحث عن الحقيقة، والعاشق يبالغ في وصفه ويغلو فيه فيصبح غير ممكن لا عقلاً ولا عادة.

وعدّ «الهوى والتعصب» لمذهب أو منطقة أو قبيلة من أسباب المبالغة، وطالب بالتخلي عن المبالغات والتعصب والهوى. مؤكداً ضرورة الإيمان بالآخر، وأن البشر يتبادلون الأدوار والمهام في الجدار الحضاري، فلا فضل لآخر إلا بما قدمه. وأضاف: إن شجرة الحضارة يرويها الإنسان أينما كان، وعدّ المبالغة في الآثار وغيرها ديدن المجتمع المتخلّف والضعيف حضاريّاً وثقافيّاً، فالمجتمع أو الإنسان الذي يتبنّى هذا النهج مجتمع ناقص، وليس لديه ثقة بنفسه ولا منهجه وأسلوبه وانجازاته، فيجنح لما يفسد حاضره ومستقبله، ويسيء إلى ماضيه وتاريخه بالأكاذيب والمبالغات.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

ثقافة وفن

عثمان الصيني يرفد الأدب السِّيري بـ «سيرة من رأى»

بحسّ الناقد، وعشق السارد، ونزاهة شاهد العيان، ومهارة الصحفي، ومنهجية المؤرخ، يرفد الأكاديمي الدكتور عثمان محمود

بحسّ الناقد، وعشق السارد، ونزاهة شاهد العيان، ومهارة الصحفي، ومنهجية المؤرخ، يرفد الأكاديمي الدكتور عثمان محمود الصيني الأدب السِّيري بكتابه الأحدث «سيرة من رأى» الصادر عن أدبي الطائف ومؤسسة الانتشار العربي، في طبعة أولى، سطّرت توثيقاً للمشهد الأدبي والثقافي في المملكة، بعين من رأى، وذاكرة من سمع، وخبرات من عايش وأدرك، وخبر المكان، ورصد تحولات الأحداث، وأثرها في الزمان، وأنصف الإنسان، خصوصاً المنتمي للوطن والإبداع.

رصد (أبو حازم) مواقع، ومواضع، ومنازل، وجبالاً وأودية، ولم يمر برسمٍ لا يسائله، ومن خلال قراءة كتابه تحتار في تصنيف جهده، فهو المؤرخ الذي يربط الحاضر بالماضي، وهو الأنثروبولوجي بما يستعيد من حكايات وروايات وأساطير، وهو الأديب باستحضار المثل والحكمة وبيت الشعر وتوظيفها في السياقات، وهو الورّاق بعشقه للفهرسة، وشغفه بالمخطوطات، التي تجلّت ملامحها في تطوعه لفهرسة مكتبة الهادي، والتبرع بوقته مجاناً في سبيل الوقوف على صفحة من مخطوط طُمس، أو رسم درس.

ولعل من أشقّ التصورات، أن تُرجع هذه الثقافة الموسوعية للدكتور عثمان الصيني إلى نبع واحد، أو رافد وحيد، فحياته في مكة ومن خلال دكان والده، أتقن لغات، واستنطق ثقافات، وحاور قامات، ولم تبرح ذاكرته شخصيات، ولا ينكر فضل الطائف، التي كانت مكتباتها قبلة، والمحلات التجارية يلتقي فيها الطامحون للمعرفة، فعرف أحمد السباعي في دكان الصّراف العسلي، وفي خان الأوقاف.

تعرّف على محمود عارف، وأبو تراب الظاهري، كما أن دراسته في دار التوحيد، وكلية الشريعة واللغة العربية في مكة، والتواصل مع عمالقة بقامة لطفي عبدالبديع، خليل عساكر، وزمالته للدكتور سعيد السريحي، وعالي القرشي، وغيرهم، كل ذلك تجده ينبض بالحياة في الكلمات والأوقات بأصفى وأنقى العبارات.

ومن المؤكد أن «سيرة من رأى» فنّدت اتهامات الصحوة، التي قررت الانفراد بالمجتمع وأدلجة الأدب، واتهام الحداثة بما لا تحتمله، ومنه أنها صنيعة ومكيدة، لافتاً إلى أن الحداثة بدأت، بعشق مجموعة من طلاب كلية الشريعة واللغة العربية في مكة، للنظريات الحديثة في الأدب واللغة، وانجذابهم للفلسفة، وتطبيق النظريات على شعراء كلاسيكيين، من عصور أموية وعباسية، إلا أن تجني الصحويين شوّش صورة الحداثيين، بحكم توظيف كل المنابر ضدهم، عدا بعض الملاحق الثقافية والأدبية.

ولعل هذا الكتاب (الشهادة) يأتي رابعاً في توثيق مرحلة من مراحل الحركة الثقافية الحديثة في بلادنا، إثر صدور كتب «حكاية الحداثة» للدكتور عبدالله الغذامي، و«الحياة خارج الأقواس» للدكتور سعيد السريحي، و«استقرت بها النوى» للدكتور حمزة المزيني.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .