السياسة
تحت رعاية ولي العهد.. انطلاق «مؤتمر مبادرة القدرات البشرية»
تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية الأمير محمد بن سلمان، انطلقت أمس
تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية الأمير محمد بن سلمان، انطلقت أمس (الأحد) في العاصمة الرياض أعمال مؤتمر مبادرة القدرات البشرية (HCI) بنسخته الثانية تحت شعار «ما بعد الاستعداد للمستقبل»، بمشاركة أكثر من 300 من القادة وصنّاع السياسات والخبراء العالميين من القطاع الأكاديمي والخاص وغير الربحي، وحضور عالمي من 38 دولة.
وقال وزير التعليم رئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج تنمية القدرات البشرية يوسف البنيان، في كلمته الافتتاحية، إن النسخة الثانية من المؤتمر امتداد للنجاحات السابقة، وتأكيد لدور المملكة الريادي للمشاركة في الحوار العالمي حول مستقبل تنمية القدرات البشرية، مضيفاً أن المبادرة تتضمن المعرض العالمي للتعليم بالشراكة مع وزارة التعليم السعودية، كما سيناقش المؤتمر تأثير الذكاء الاصطناعي على تنمية القدرات البشرية.
وأوضح البنيان، أن تطوير القدرات البشرية غاية لتمكين الأجيال المستقبلية، إذ تعد هذه المبادرة المنصة العالمية الأولى من نوعها الهادفة إلى توحيد الجهود الدولية وإثراء الحوار العالمي بما يُسهم في رسم مستقبل القدرات البشرية وبناء اقتصادٍ عالمي مزدهر.
وأضاف، أن المؤتمر يسلط الضوء على تسخير الإمكانات التقنية لتنمية القدرات البشرية وتوفير بيئة محفزة للتعلم مدى الحياة، مع مناقشة التحديات العالمية وإيجاد حلول مستدامة عبر شراكات دولية، كما يناقش أهمية ترسيخ القيم المجتمعية كركيزة للنمو والازدهار، وتكريس الجهود نحو بناء مستقبل معرفي وإنساني مشترك.
وأكد وزير التعليم على أهمية المسؤولية المشتركة لضمان أن تظل القدرات البشرية في صميم الرؤية المشتركة للنمو الاقتصادي المستدام، مضيفاً، أن تعقيدات وتحديات اليوم تتطلب مستوى غير مسبوق من التعاون بين الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية والمجتمعات، وعندما نعمل سويّاً يمكننا تحقيق تحولات كبرى.
وأشار إلى أن المؤتمر يأتي في لحظة محورية تتميز ليس فقط بالتحديات ولكن بالإمكانيات العالمية الهائلة، حيث إن العالم يتطور بشكل أسرع مما مضى بفعل القفزات التكنولوجية والضبابية العالمية والتغيرات الديمغرافية، ولكن وسط كل هذا يبقى الشيء الأساسي هو القدرات اللامحدودة لشعوبنا.
وشدد البنيان على أهمية احتضان التعلم المستمر وتبني أنظمة مرنة تمكن الأفراد من تطوير مهاراتهم وقدراتهم طوال حياتهم، مبيناً أن مبادرة القدرات البشرية هي إحدى مبادرات المملكة لتعزيز أجندة القدرات البشرية، وهي جزء من رؤية 2030 التي تعترف في جوهرها بأن تنمية القدرات البشرية يمكنها فقط أن تدفع الأمة إلى الأمام.
وقال، إن هناك 3 محاور رئيسية للمؤتمر هي تسخير الإمكانيات لتنمية القدرات، وترسيخ القيم لتعزيز النماء، وتكريس الجهود لتعظيم الأثر، وأمور مهمة لتحديد مسار أفضل للمستقبل، لافتاً إلى أن المشاركين يسعون من خلال هذا المؤتمر إلى التمكن ليس فقط من مواجهة التحديات المقبلة ولكن بتحويلها إلى فرص دائمة، فمعاً يمكن تشكيل مستقبل مزدهر ومستدام للأجيال القادمة.
تطوير مؤسسات المعلمين والمناهج
وفي الجلسة الحوارية، أكد وزير التعليم، أن المنظومة التعليمية الجيدة والعالية يمكن أن تخلق صناعات جديدة وبالتالي وظائف جديدة، وبالتالي فالتعليم ليس هو استجابة فقط لاحتياجات السوق ولكن لدينا مسؤولية لخلق صناعات جديدة من خلال البحث والابتكار.
وقال، إن رؤية 2030 تستهدف اقتصاداً مزدهراً ومجتمعاً حيوياً، ولتحقيق ذلك كان لا بد من التركيز على تنمية القدرات البشرية ووضع البرامج التي نحتاجها وحشد الموارد المناسبة لتعظيم وتنمية هذه القدرات وتحقيق مستهدفاتنا.
وأشار إلى أنه جرى الإعلان عن إطلاق المركز الوطني للمناهج، لا بد أن يكون هناك مزيج من المعارف والمهارات والقيم ولا بد أن نركز على ذلك في البرامج الأولية من تعليم الأطفال.
وحول الرؤية التطويرية للمملكة في مجال التعليم، كشف البنيان أن هناك برنامجاً سيقدم تقييماً للمنظومة التعليمية «للتأكد من أن لدينا تنوعاً في نظامنا التعليمي وفي سوقنا وفي القوى العاملة وحتى في مناصبنا القيادية، وهذا أحد أهدافنا في الرؤية وفي برنامج تنمية القدرات البشرية».
وأكد البنيان، أنه سيتم الإعلان عن تطوير مؤسسات المعلمين التي ستكون بوابات المدارس للتأكد من أن المعلمين جاهزون ومدربون لتقديم أفضل أداء، كما تم وضع رؤية لكيف ستكون المدارس في عام 2030، «وبالتالي لا بد من تحديد الأدوار المستقبلية للمعلمين، وهذا يتطلب تدريباً مختلفاً وتوقعات مختلفة، ولا بد من النظر في نموذج الجدارات للمعلمين الحاليين والمستقبليين، وكذلك لا بد من قياس أداء المعلمين حتى التأكد من السير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الأهداف».
الوظائف التي وفرتها«الأجنبية» زادت 40 %
أكد وزير الاستثمار خالد الفالح، خلال حديثه في المؤتمر، أن تنمية رأس المال البشري من أولويات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشيراً إلى ارتباط وثيق بين الاستثمار والتعليم. وقال، إن الوظائف التي وفرتها الشركات الأجنبية في السعودية زادت 40% في 10 أعوام، في الوقت الذي تضاعفت فيه الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السعودية 4 مرات. كما لفت إلى أن عدد رخص المستثمرين في المملكة ارتفع بين 9 إلى 10 أضعاف، وهو ما يُعد مؤشراً واضحاً على جاذبية السعودية للاستثمارات ذات الطابع الكفؤ، وليس فقط تلك الباحثة عن الموارد الطبيعية.
وأكد الفالح، أن تطوير المهارات البشرية في القطاعين التعليمي والمهني يُعد من أهم الاستثمارات التي تركز عليها المملكة بشكل مستمر، مشيراً إلى أن هذا التوجه الاستراتيجي يندرج ضمن أولويات «رؤية 2030». وأضاف، أن الاستثمار في التعليم وتنمية المهارات يمثل دائرة تنموية، إذ يؤثران بشكل مباشر على مؤسسات التعليم والبرامج المهنية، ويوجهان الأفراد نحو تلبية احتياجات السوق والمستثمرين، مما يخلق بدوره قاعدة مواهب جاذبة للاستثمارات.
أصحاب العمل لا يبحثون عن الشهادات بل القدرات
من جهته، أوضح وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم، في حديثه خلال المؤتمر، أن التدريب والتطوير هما السبيل الوحيد للحفاظ على المخرجات. وقال: «كل وظيفة الآن تتطلب ممارسات رقمية. وأصحاب العمل لا يوظفون شهادات بل يبحثون عن القدرات»، لافتاً إلى أن الأتمتة والذكاء الاصطناعي أخذا مهمات عدة، وأن «التعليم المبني على الروتين لم يعد يكفي». وبيّن الإبراهيم، أن هناك قوى رئيسية تشكل المشهد العالمي في سوق العمل، حيث تعيد الأتمتة والذكاء الاصطناعي صياغة جميع القطاعات، ما يستلزم تبني أنظمة تعليمية مرنة تركز على الحكم البشري والمرونة. كما أن الرقمنة الشاملة ضرورية، ما يفرض تطوير المهارات في جميع القطاعات. في المقابل، تفرض التحولات الديموغرافية تحديات اقتصادية يمكن أن تكون إما فرصة أو عبئاً، حسب كيفية الاستثمار في الشباب. وفي هذا السياق، يتحول التركيز في معايير التوظيف من الشهادات إلى الجاهزية الفعلية والقدرة على الأداء والتأقلم. وأخيراً، تشكل حركة المواهب عالمياً في ظل عالم غير مستقر فرصة للمملكة لبناء بيئة جاذبة للكفاءات العالمية.
طاولة مستديرة و20 وزيراً و100 جلسة حوارية
تشهد أعمال المؤتمر عقد أكثر من 100 جلسة حوارية موزعة على 4 منصات رئيسية؛ تهدف إلى تبادل الخبرات ومناقشة أبرز الممارسات التي تسهم في تعزيز جاهزية القدرات البشرية لمواكبة التغيرات السريعة في العالم، واستعراض أبرز الاتجاهات المستقبلية، تركز على نماذج مبتكرة لتمكين الأفراد والمجتمعات، إضافة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وغير الربحي؛ بهدف تطوير حلول مستدامة وذات تأثير فعّال نحو المستقبل.
وتتضمن أعمال المؤتمر استضافة عددٍ من الأحداث المتنوعة، أبرزها جلسة اجتماع طاولة مستديرة وزارية بمشاركة 20 وزيراً من عدة دول من حول العالم، واجتماع مجلس الإدارة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، إلى جانب استضافة عددٍ من الاتفاقيات والإطلاقات في منظومة تنمية القدرات البشرية على المستوى المحلي والعالمي.
أخبار ذات صلة
السياسة
الداود يقدم أوراق اعتماده سفيراً للسعودية لدى ليختنشتاين
السفير الداود يقدم أوراق اعتماده سفيراً غير مقيم للمملكة لدى إمارة ليختنشتاين، ناقلاً تحيات القيادة وباحثاً سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية.
في إطار الجهود الدبلوماسية المستمرة للمملكة العربية السعودية لتعزيز حضورها الدولي وتوطيد علاقاتها مع مختلف دول العالم، قدم السفير الداود أوراق اعتماده سفيراً للمملكة العربية السعودية (غير مقيم) لدى إمارة ليختنشتاين. وتأتي هذه الخطوة تتويجاً لمسار العلاقات الودية التي تجمع بين الرياض وفادوز، وتعكس حرص القيادة الرشيدة على مد جسور التعاون مع الدول الأوروبية الفاعلة.
مراسم تقديم أوراق الاعتماد
جرت مراسم تقديم أوراق الاعتماد وفق البروتوكولات الدبلوماسية المعتمدة في إمارة ليختنشتاين، حيث استُقبل السفير الداود في القصر الأميري. وخلال اللقاء، نقل السفير تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى قيادة إمارة ليختنشتاين، وتمنياتهما لحكومة وشعب الإمارة الصديق بمزيد من التقدم والازدهار. من جانبه، حمّل أمير ليختنشتاين السفيرَ تحياته وتقديره للقيادة السعودية، متمنياً له التوفيق في مهامه الدبلوماسية الجديدة.
أهمية التمثيل الدبلوماسي غير المقيم
يُعد تعيين سفير غير مقيم لدى إمارة ليختنشتاين خطوة استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على قنوات اتصال فعالة ومستمرة. وعادة ما يُدار هذا التمثيل عبر السفارة السعودية في الاتحاد السويسري (برن)، نظراً للارتباط الجغرافي والسياسي الوثيق بين سويسرا وليختنشتاين. يتيح هذا النوع من التمثيل الدبلوماسي للمملكة متابعة المصالح المشتركة ورعاية شؤون المواطنين، بالإضافة إلى تنسيق المواقف في المحافل الدولية، دون الحاجة إلى تأسيس بعثة مقيمة بالكامل، وهو عرف دبلوماسي متبع مع الدول ذات المساحات الجغرافية الصغيرة ولكن ذات الثقل الاقتصادي النوعي.
آفاق التعاون الاقتصادي والسياسي
تكتسب العلاقات مع إمارة ليختنشتاين أهمية خاصة بالنظر إلى مكانتها الاقتصادية؛ فهي تُعد واحدة من أهم المراكز المالية في أوروبا وتتمتع بقطاع صناعي متطور للغاية. تتلاقى هذه المقومات مع مستهدفات “رؤية المملكة 2030” التي تسعى لتنويع الاقتصاد وجذب الاستثمارات النوعية. من المتوقع أن يسهم هذا التمثيل الدبلوماسي في فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الخدمات المالية، والابتكار التقني، والصناعات الدقيقة، مما يعزز من التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
السياق الدولي وتعزيز الشراكات
يأتي تقديم أوراق الاعتماد في وقت تشهد فيه الدبلوماسية السعودية نشاطاً ملحوظاً على الساحة الدولية، حيث تسعى المملكة لبناء شراكات استراتيجية متنوعة لا تقتصر على القوى العظمى فحسب، بل تشمل الدول المؤثرة في قطاعات محددة. وتؤكد هذه الخطوة التزام المملكة بنهجها القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وسعيها الدؤوب لتعزيز الأمن والسلم الدوليين والتعاون الاقتصادي العالمي.
السياسة
نائب وزير الخارجية يستقبل رئيس المجلس الأطلنطي: دلالات اللقاء
تفاصيل استقبال نائب وزير الخارجية لرئيس المجلس الأطلنطي. قراءة تحليلية في أهمية اللقاء ودور مراكز الأبحاث في صياغة السياسات الدولية وتعزيز الاستقرار.
في إطار الجهود المستمرة لتعزيز قنوات الحوار الدبلوماسي وتوسيع آفاق التعاون مع المؤسسات الفكرية العالمية، استقبل معالي نائب وزير الخارجية، رئيس المجلس الأطلنطي، في لقاء هام تناول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويأتي هذا اللقاء تأكيداً على الدور المحوري الذي تلعبه الدبلوماسية النشطة في بناء جسور التواصل مع مراكز صناعة القرار والرأي العام الدولي.
تفاصيل اللقاء وأهمية التوقيت
جرى خلال الاستقبال استعراض علاقات التعاون القائمة وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة نظراً للتوقيت الذي تمر به المنطقة والعالم من تحولات جيوسياسية متسارعة، مما يستدعي تكثيف التشاور وتبادل الرؤى مع المؤسسات البحثية الكبرى التي تساهم في تشكيل السياسات الدولية.
المجلس الأطلنطي: خلفية تاريخية وتأثير عالمي
لفهم أهمية هذا اللقاء، يجب الإشارة إلى مكانة المجلس الأطلنطي (Atlantic Council)، وهو مؤسسة بحثية أمريكية غير حزبية تأسست عام 1961، وتتخذ من العاصمة واشنطن مقراً لها. يهدف المجلس في الأساس إلى تعزيز القيادة الأمريكية والمشاركة الدولية بناءً على الدور المركزي للمجتمع الأطلسي في مواجهة التحديات العالمية. وعلى مر العقود، تحول المجلس إلى منتدى عالمي يجمع القادة السياسيين ورجال الأعمال والمفكرين لمناقشة قضايا الأمن الدولي، والاقتصاد العالمي، والطاقة، والعلاقات الدولية.
أبعاد التعاون بين الدبلوماسية ومراكز الفكر
تعد اللقاءات بين المسؤولين الحكوميين ورؤساء مراكز الأبحاث العالمية (Think Tanks) جزءاً لا يتجزأ من الدبلوماسية الحديثة. حيث توفر هذه المراكز تحليلات عميقة ورؤى استراتيجية تساعد صناع القرار على فهم تعقيدات المشهد الدولي. ومن المتوقع أن يكون لهذا اللقاء تأثير إيجابي في توضيح المواقف الرسمية تجاه القضايا العالقة، وتعزيز الفهم المتبادل للتحديات التي تواجه المنطقة، لا سيما في ملفات الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب وأمن الطاقة.
التأثير المتوقع محلياً وإقليمياً
على الصعيد المحلي والإقليمي، تعكس مثل هذه اللقاءات انفتاح الدولة على الحوار مع كافة الأطراف المؤثرة في الساحة الدولية. كما تساهم في إيصال الصوت الإقليمي ووجهات النظر العربية إلى دوائر صنع القرار في الغرب بوضوح وشفافية. إن الشراكة مع مؤسسات بوزن المجلس الأطلنطي تفتح آفاقاً للتعاون في مجالات الدراسات الاستراتيجية، وتنظيم المؤتمرات التي تبرز الفرص الاستثمارية والسياسية في المنطقة، مما يعزز من المكانة الدولية للدولة كلاعب أساسي في حفظ السلم والأمن الدوليين.
ختاماً، يمثل استقبال نائب وزير الخارجية لرئيس المجلس الأطلنطي خطوة إضافية في مسار تعزيز العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ويؤكد على أهمية التكامل بين العمل الدبلوماسي والجهد الفكري والبحثي لمواجهة تحديات المستقبل.
السياسة
مسار السلام في أوكرانيا: تحديات معقدة وحرب طويلة
تحليل معمق لمسار السلام في أوكرانيا في ظل استمرار الحرب الروسية. تعرف على العقبات الجيوسياسية والمواقف الدولية التي تجعل الحل الدبلوماسي بعيد المنال.
مع استمرار العمليات العسكرية على الجبهات المختلفة، يبدو أن الحديث عن «سلام أوكرانيا» لا يزال يندرج تحت بند الطموحات بعيدة المنال، حيث يشير الواقع الميداني والسياسي إلى أن الطريق نحو تسوية سلمية شاملة هو مسار طويل وشائك للغاية. إن التعقيدات المحيطة بالأزمة تتجاوز مجرد وقف إطلاق النار، لتمتد إلى ترتيبات أمنية وجيوسياسية عميقة الجذور.
جذور الصراع والتعقيدات التاريخية
لفهم صعوبة التوصل إلى حل سريع، يجب النظر إلى السياق التاريخي للأزمة التي لم تبدأ فقط في فبراير 2022، بل تعود جذورها المباشرة إلى عام 2014 مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم واندلاع النزاع في منطقة دونباس. هذا التاريخ الطويل من التوتر خلق فجوة عميقة من عدم الثقة بين كييف وموسكو، مما يجعل أي مفاوضات حالية محملة بإرث ثقيل من الاتفاقيات السابقة التي لم تصمد، مثل اتفاقيات مينسك.
تضارب الشروط والمواقف السياسية
تكمن المعضلة الرئيسية في التباين الجذري بين شروط الطرفين؛ حيث تصر القيادة الأوكرانية، مدعومة بحلفائها الغربيين، على استعادة كامل الأراضي الأوكرانية بما فيها القرم كشرط مسبق لأي سلام دائم، وتطرح «صيغة السلام» التي تتضمن ضمانات أمنية ومحاسبة قانونية. في المقابل، تؤكد موسكو على ضرورة الاعتراف بـ «الحقائق الإقليمية الجديدة» على الأرض، وتعتبر أن أي تسوية يجب أن تأخذ في الاعتبار مصالحها الأمنية وهواجسها تجاه توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقاً.
الأبعاد الدولية وتأثيراتها
لم يعد الصراع مجرد نزاع ثنائي، بل تحول إلى ساحة مواجهة جيوسياسية عالمية. يلعب الدعم العسكري والاقتصادي الغربي لأوكرانيا دوراً حاسماً في إطالة أمد قدرة كييف على الصمود، بينما تسعى روسيا لتعزيز تحالفاتها الاقتصادية والسياسية مع قوى أخرى لمواجهة العقوبات الغربية. هذا الاستقطاب الدولي يجعل من ملف السلام ورقة تفاوضية في سياق العلاقات الدولية الأوسع، مما يعقد فرص الحلول الدبلوماسية المنفردة.
التداعيات المستقبلية
يشير المحللون إلى أن السيناريو الأقرب حالياً هو تحول الصراع إلى «حرب استنزاف» طويلة الأمد، حيث يسعى كل طرف لإنهاك الآخر اقتصادياً وعسكرياً قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وبالتالي، فإن الوصول إلى سلام حقيقي ومستدام لن يكون مجرد توقيع على وثيقة، بل سيتطلب إعادة تشكيل للهندسة الأمنية في أوروبا، وهو ما يؤكد أن مسار السلام في أوكرانيا هو بالفعل مشروع طويل الأمد يتطلب صبراً استراتيجياً وجهوداً دبلوماسية جبارة.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية