تحت رعاية محافظ جدة الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي، دشن وكيل وزارة التعليم للموارد البشرية عبدالسلام بن عبدالله الربدي أمس (الأربعاء) ملتقى الأمن والسلامة والمرافق 2025، الذي تنظمه الإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة تحت شعار “معاً لمدارس آمنة وجاذبة”، ويستمر على مدى يومين في مقر مدارس ناسا العالمية، وذلك بحضور المدير العام للتعليم بمحافظة جدة منال اللهيبي، ومدير عام الإدارة العامة للأمن والسلامة والمرافق بوزارة التعليم بدر الحارثي، إلى جانب قيادات تعليمية، وممثلي 16 إدارة تعليمية، وعدد من الجهات الحكومية، والهيئات، والجمعيات الأهلية المتخصصة في الأمن والسلامة المدنية والإنقاذ.
وتضمّن حفل التدشين جولة على المعرض المصاحب، الذي اشتمل على 24 ركنًا داخليًا توعويًا، والذي يهدف إلى رفع وعي الطلاب والطالبات والمجتمع التعليمي بوسائل السلامة والحفاظ على البيئة المدرسية، إلى جانب معرض خارجي استُعرضت فيه آليات الدفاع المدني، ومنصات للمركز الوطني للأرصاد، ونموذج آمن لحافلة مدرسية. كما تضمن الحفل تدشين مدارس ناسا العالمية، الجهة المستضيفة للملتقى.
وأكد وكيل وزارة التعليم للموارد البشرية، في كلمته الافتتاحية، أن الملتقى يكتسب أهمية بالغة نظرا إلى موضوعه المحوري، الذي يسلط الضوء على إحدى الركائز الأساسية في المنظومة التعليمية، وهي “الأمن والسلامة”، بوصفها معيارا عالميا لقياس جودة المؤسسات التعليمية. وأشار إلى أن تسارع التغيرات يستدعي إعطاء هذا الموضوع أولوية كبرى، كونه من أهداف التنمية المستدامة، ومن التوجهات الرائدة في التعليم، التي أولتها رؤية السعودية 2030 أهمية بالغة ضمن هدفها الاستراتيجي في “تحسين جودة الحياة” و”بناء مجتمع حيوي”، لضمان بيئة تعليمية آمنة، تحتضن أبناءنا وبناتنا، وتوفر لهم أجواءً محفزة للتعلم والنمو والإبداع.
من جانبها، رحبت المدير العام لتعليم جدة في كلمتها بالحضور والمشاركين في هذا الحدث الاستثنائي، الذي يجسد تكاملا فريدا بين القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، لتعميق الوعي بأساسيات السلامة المدرسية وتوفير بيئات تعلم آمنة وجاذبة.
فيما أشار مدير عام الإدارة العامة للأمن والسلامة والمرافق بوزارة التعليم إلى أهمية التكامل بين السلامة والمرافق في بناء بيئة تعليمية محفزة وآمنة، مؤكدا أن الأمن والسلامة لم يعودا خيارا، بل ضرورة عالمية ترتبط بجودة التعليم واستدامته. وأضاف أن الوزارة حريصة على تطوير الأنظمة والبُنى التحتية، وتعزيز الوعي الوقائي، مشيدا بالملتقى بوصفه منصة نوعية لتبادل الخبرات واستعراض أفضل الممارسات التي تضمن سلامة منسوبي ومنسوبات التعليم وطلاب وطالبات المدارس.
وشملت فقرات حفل الافتتاح حوارا بين طالب وطالبة بعنوان “مدارسنا آمنة”، وعرضا مرئيا عن الأمن والسلامة، وفيديو تدشين المدارس، إضافة إلى أوبريت مسرحي قدّمه عدد من طلاب وطالبات مدارس جدة، وفقرة تكريم الرعاة.
وشهد اليوم الأول من الملتقى تقديم 5 أوراق عمل وجلسات حوارية متعددة، تناولت موضوعات تتعلق بمهمات ومسؤوليات الأمن والسلامة ضمن الهيكل التنظيمي، وآلية رفع البلاغات عبر نظام الدعم الموحد، واستعراض الأدلة التشغيلية والتنظيمية الخاصة بسلامة المباني والنقل المدرسي، ومتطلبات البيئة التعليمية الملائمة لذوي الإعاقة. كما تناولت أوراق العمل العلاقة بين الطقس والتعليم، والتشريعات والسياسات الداعمة لأمن وسلامة ذوي الإعاقة في المدارس.
وناقشت الجلسات الحوارية مبادئ الإسعافات الأولية، ونظام السلامة والصحة المهنية، إضافة إلى إجراءات رفع الاحتياج، وعمليات الرجيع، والعهد العينية.
ويُعد الملتقى منصة حوارية تجمع بين الخبراء والمتخصصين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، إلى جانب خبراء التعليم ومسؤولي الأمن والسلامة، بهدف تبادل المعرفة، واستعراض التجارب الرائدة، والخروج بحلول مبتكرة قابلة للتطبيق في الميدان التعليمي. كما يسعى الملتقى إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الأمن والسلامة في المدارس، من خلال نشر المعايير والأنظمة الحديثة، والاستفادة من التجارب المحلية والعالمية في إدارة الأزمات والحد من المخاطر، مع التركيز على تطوير مهارات الكوادر التعليمية عبر ورش تدريبية متخصصة في مجالات الإسعافات الأولية، والسلامة المهنية، وإدارة المخاطر الرقمية والمادية، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 نحو بيئة تعليمية آمنة ومستدامة.