تصاعدت موجة من الغضب داخل أروقة الكونجرس الأمريكي بعد تقارير صادمة كشفت تسريب معلومات سرية للغاية تتعلق بخطط إدارة الرئيس دونالد ترمب لتوجيه ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن.

وكشفت صحيفة «بوليتيكو» عن ⁧‫مسؤول‬⁩ ⁧‫أمريكي‬⁩ أن مصير مستشار الأمن القومي لم يحسم بعد ومن الوارد إجباره على الاستقالة بعد تسريب خطة الحرب على الحوثيين.

التقارير، التي نشرتها مجلة «ذا أتلانتيك»، أفادت بأن كبار المسؤولين في الإدارة، بمن فيهم نائب الرئيس «جيه دي فانس»، ووزير الدفاع «بيت هيجسيث»، ناقشوا تفاصيل العملية العسكرية عبر محادثة جماعية على تطبيق «سيجنال» المشفر، لكن الأمر تحول إلى فضيحة عندما أُضيف الصحفي الأمريكي «جيفري جولدبرغ»، رئيس تحرير المجلة، إلى المجموعة عن طريق الخطأ.

ووفقًا لما نشره «جولدبرغ»، فإن الرسائل تضمنت معلومات دقيقة عن الأهداف العسكرية وحزم الأسلحة والتوقيت المحدد للضربات، التي تزامنت لاحقًا مع عمليات فعلية نفذتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في 15 مارس الجاري.

وقال «جولدبرغ» في مقاله: «لم أصدق أن قيادة الأمن القومي الأمريكي تناقش خطط حرب وشيكة عبر تطبيق تجاري، ولم أتخيل أن أُضاف إلى تلك المناقشات بالخطأ»، مشيرًا إلى أن هذا التسريب كان يمكن أن يشكل خطرًا كارثيًا لو اطلعت عليه جهة معادية.

ردود الفعل في الكونجرس جاءت سريعة وحادة، حيث عبر الديمقراطيون عن استيائهم الشديد من هذا الانهيار الأمني.

النائب جيم هايمز، أكبر عضو ديمقراطي في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، قال في تصريح له: «أشعر بالفزع من هذه التقارير التي تؤكد نقل معلومات سرية عبر قنوات غير آمنة، بما في ذلك خطط حرب وشيكة».

وأضاف أنه يعتزم استجواب كبار مسؤولي الاستخبارات خلال جلسة استماع مقررة يوم الأربعاء أمام اللجنة لمناقشة تهديدات الأمن القومي.

من جانبه، اعتبر وزير الدفاع السابق ليون بانيتا، في تصريح لشبكة CNN، أن الحادث يمثل خطأ فادحًا، متسائلاً: «كيف يُضاف صحفي إلى محادثة بهذا الحجم من الحساسية؟»؛ محذرًا من أن الحوثيين كانوا قد يستغلون المعلومات لمهاجمة أهداف أمريكية في البحر الأحمر، مما كان سيؤدي إلى خسائر فادحة.

إدارة ترمب، التي أقرت بأصالة الرسائل دون تقديم تفسير واضح، واجهت انتقادات لاذعة لاستخدامها تطبيقا تجاريا بدلاً من الأنظمة الحكومية السرية المعتمدة مثل SIPR وJWICS.

وقال مسؤول استخباراتي سابق لم يُكشف عن هويته: «هذا الإهمال ينتهك كل البروتوكولات الأمنية المعروفة، ويعكس فشلاً كاملاً في حماية العمليات العسكرية».

ولم يعلق الرئيس «ترمب» مباشرة على التسريب حتى الآن، لكن مصادر مقربة من الإدارة أشارت إلى أن تحقيقًا داخليًا قد بدأ لتحديد المسؤول عن إضافة الصحفي إلى المجموعة.