أكد الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم (الجمعة) أن بلاده تواجه تحديات أمنية كبيرة على حدودها الجنوبية، موضحاً أن الوجود الإسرائيلي في أراضيها يمثل تهديداً مستمراً للسلام والأمن الإقليمي.
وشدد الشرع في قمة خماسية عبر «الزوم» على موقف بلاده الثابت في رفض الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكداً أن سورية ستواصل الدفاع عن حقوقها الثابتة، وأن الدعم العربي والدولي لم يعد خياراً بل ضرورة.
ودعا الرئيس الشرع إلى ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدول الغربية على سورية، مشيراً إلى الأثر المدمر لهذه العقوبات على الاقتصاد السوري ورفاهية الشعب.
وأوضح الشرع أن بلاده بدأت خطوات حقيقية نحو الإصلاحات على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتعمل على بناء دولة مستقرة وقوية رغم التحديات التي تواجهها.
بدوره، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أهمية رفع العقوبات عن سورية من أجل تعزيز الاستقرار في لبنان والمنطقة ككل، وتمكين عودة اللاجئين، مشدداً على أهمية تكثيف التنسيق الأمني بين سورية ولبنان لمواجهة المخاطر المشتركة، بحسب البيان الرئاسي السوري.
وأبدى الرئيس اللبناني دعمه الكامل للجهود السورية في إعادة الإعمار والإصلاح السياسي، مشيراً إلى أن لبنان يعاني أيضاً من تأثيرات الحرب ويؤمن أن التعاون مع سورية هو الطريق الوحيد لتجاوز التحديات الإقليمية.
من جهة أخرى، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن رفع العقوبات بات حاجة ملحة لتحقيق مزيد من التقدم السياسي داخل سورية، مبدياً استعداده لمناقشة بعض الآليات التي يمكن من خلالها تخفيف بعض القيود الاقتصادية في إطار دعم الاستقرار في المنطقة.
بدورها، أكدت اليونان وقبرص على ضرورة دعم الجهود السورية في مكافحة الإرهاب على الحدود، موضحة أن رفع العقوبات خطوة ضرورية لدعم التعاون الإقليمي الاقتصادي.
وأكدت قبرص ضرورة تفعيل التعاون المشترك في ذات المجال، وتمكين المحاسبة والعدالة الانتقالية وقانون البحار ودعم برنامج طموح لسورية واحترام سيادتها.
وشدد رئيس وزراء اليونان ميتسوتاكيس على أهمية تعزيز التعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط، خصوصاً في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى أن اليونان مستعدة للمساهمة في مشاريع الطاقة في سورية ومنطقة الشرق الأوسط.
وأفادت الرئاسة السورية في بيان باستضافة فرنسا القمة عبر «الزوم» التي جمعت كلاً من الرئيس أحمد الشرع، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس اللبناني جوزيف عون، الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، وأشارت إلى أن المجتمعين ناقشوا مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية التي تمس الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها على العلاقات بين الدول الخمس، ومن أبرزها أمن الحدود والمخاطر المشتركة، ورفع العقوبات الاقتصادية التي كانت أحد المواضيع المحورية في القمة، والمصالح المشتركة وتعزيز التعاون الإقليمي، ودعم الإدارة السورية في الإصلاحات، والانتهاكات الإسرائيلية والموقف المشترك.
وأجمع المشاركون على دعم الإدارة السورية الجادة في الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وشددوا على ضرورة أن تكون هناك خطوات عملية في مجال حقوق الإنسان وتحقيق التقدم السياسي.
وأكد الزعماء في القمة ضرورة إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية، كما اتفقوا على أن التعاون الإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب يعد أمراً بالغ الأهمية، مع التأكيد على ضرورة تعزيز التنسيق الاستخباراتي بين الدول المشاركة لمكافحة المنظمات الإرهابية.
وشددوا على أن الدعم العسكري واللوجستي يجب أن يتواصل لمساعدة الدول المتضررة من الإرهاب، مع التأكيد على ضرورة العمل على إعادة تأهيل المناطق المتأثرة وتحقيق الاستقرار في سورية وعلى حدودها.
وتوافق الزعماء على تأسيس علاقة جدية ومستقرة في سورية الجديدة، وحشد الدعم الدولي وما نتج عن مؤتمر بروكسل لدعم جهود إعادة الإعمار، وكل ما يمكن أن يساهم في استعادة الاستقرار الإقليمي ودعم الجهود السورية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.