أتخم النصر شباك مضيفه الأخدود بنتيجة كبيرة (9/ 0) في اللقاء الذي جمع بينهما على استاد مدينة الأمير هذلول بن عبدالعزيز الرياضية بنجران، في ختام لقاءات الجولة الـ31 من دوري روشن السعودي للمحترفين.

وتناوب على إحراز الأهداف التسعة ساديو ماني (سوبر هاتريك – ركلة جزاء د:45+6، 59، 64، 74) وجون دوران (هدفين د:20، 52) وأيمن يحيى (د:16) ومارسيلو بروزوفيتش (د:27) ومحمد مران (ركلة جزاء د:90+4)، ليصل النصر للنقطة الـ63 قافزاً للمركز الثالث، فيما تجمد رصيد الأخدود عند 28 نقطة في المركز الـ17 (قبل الأخير).

شهد اللقاء منذ بدايته سيطرة نصراوية وسط تراجع للاعبي الأخدود، ومن كرة عرضية عالية من سلطان الغنام اصطدم الحارس باولو فيتور بزميله سعيد الربيعي، لتصل الكرة لأيمن يحيى ويسددها مباشرةً في المرمى هدفاً أول للنصر (د:16)، وبعد أربع دقائق صنع أيمن يحيى الهدف الثاني لفريقه، بعد أن مرر الكرة لزميله جون دوران ليسددها بقوة أرضية لتسكن الشباك (د:20)، وواصل النصر تألقه، ومن كرة عرضية أبعدها الحارس فيتور وصلت لبروزوفيتش ليسددها قوية في المرمى هدفاً ثالث للنصر (د:27)، وفي الوقت بدل الضائع تحصل النصر على ركلة جزاء بعد عرقلة الربيعي لاعب النصر نواف بوشل، تقدم لها ساديو ماني وسددها بنجاح هدفاً رابعاً للنصر (د:45+6).

ومع بداية الشوط الثاني تحصل حارس الأخدود باولو فيتور على بطاقة حمراء، بعد عرقلته المهاجم جون دوران (د:47)، ليكمل الأخدود اللقاء ناقصاً ويشترك الحارس البديل راكان النجار بدلاً من اللاعب نايف عسيري، وتمكن دوران من إحراز الهدف الخامس لفريقه والثاني له بعد أن تلقى تمريرة من أوتافيو ليسددها أرضية على يمين الحارس (د:52)، ليتألق ساديو ماني ويحرز ثلاثة أهداف متتالية لتصل النتيجة 8/ 0، إذ أحرز الهدف الشخصي الثاني والسادس لفريقه من تسديدة من خارج منطقة الجزاء (د:59)، وبعد خمس دقائق وصل لـ«الهاتريك» بإحرازه الهدف السابع بتمريرة ذكية من نواف بوشل ليسددها ماني أرضية قوية (د:64)، ومن ثم أحرز ماني الهدف الشخصي الرابع «سوبر هاتريك» والثامن لفريقه بعرضية من نواف بوشل أيضاً لعبها ماني مباشرة في المرمى (د:74)، وفي الوقت بدل الضائع تحصل البديل محمد مران على ركلة جزاء سددها بنفسه قوية على يسار الحارس هدفاً تاسعاً للنصر (د:90+4)، لينتهي اللقاء بفوز النصر بتسعة أهداف دون مقابل.

وبهذه النتيجة يحقق النصر فوزه الـ19 ويصل للنقطة الـ63 ويقفز للمركز الثالث، فيما تلقى الأخدود الخسارة الـ17 وتجمد رصيده عند 28 نقطة في المركز الـ17 (قبل الأخير).

لم يكن صباح جدة عادياً، في قصرٍ يعانق البحر، كان المجد ينتظر موعده مع من يعرف قيمته، لم تُقرع الطبول، ولم تُفرش الطرقات، لكن الأهلي حضر كما يليق بالأبطال.. بهدوء الكبار، وإنجاز لا يحتاج للشرح.

دخل رئيس شركة النادي الأهلي الدكتور خالد الغامدي يتقدّم بعثة النادي التي أعادت الذهب الآسيوي إلى خزائن الوطن، خلفه أعضاء الجهازين الفني والإداري، وعلى جانبيه أولئك الذين كتبوا ملحمة النخبة على ملاعب القارة، لم تكن خطاهم ثقيلة، بل واثقة، يعرفون أنهم لم يأتوا لعرض كؤوس، بل لتثبيت معنى.

هناك، كان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ينتظرهم ليس باعتباره رجل دولة فقط، بل كصانع حلم، وملهم مشروع، لم تكن المصافحة بروتوكولاً، بل شهادة ضمنية أن هذا الكيان – النادي الأهلي – سفير لفكر رياضي يتناغم مع رؤية وطن تحتفي بالمنجزات.

لم يكن حديث اللحظة عن الأهداف المسجلة، بل عن التحوّل؛ كيف أصبح الأهلي نادياً مؤسسياً، يُدار بعقلية تجارية، ويربح داخل الملعب وخارجه؟ كيف نجح في أن يعيد تعريف التتويج، لا كمجرد كأس، بل كصوت للدولة في قارة كبرى؟ كيف تفوقت الأندية السعودية في كل جبهة آسيوية، ليس بالمصادفة، بل بتراكم رؤية، وتكامل دعم، ووضوح هدف؟

وقف التاريخ

ولي العهد لم يُبارك فقط، بل كرّس معادلة جديدة؛ من يعمل بصدق.. يرتقي، من يُدِر ناديه كمن يدير شركة وطنية.. يجد لنفسه مكاناً في صدر المشهد.

كان الأهلي، بما حققه، تجسيداً حيّاً لما أرادته الدولة حين وضعت «الرياضة» ضمن محاور رؤية 2030؛ قطاع فاعل، جاذب، مُصدّر للفرص، وصانع لهوية جديدة.

الصورة

صورة لا تحتاج تعليقاً، فيها من الرمزية ما يكفي لتُدرّس في معاهد الإدارة، وتُعلّق في ممرات الأندية؛ الأهلي واقف بثبات، وولي العهد واقف بتقدير.. لا يوجد شعار أعظم من هذا.

عاد الأهلي، لكن هذه المرة لم يعد كبطل فقط، بل كمثال حيّ على أن الرياضة في السعودية لم تعد لعبة تُكافأ، بل مشروع يُصنع.

رغم الخسارة الكبيرة التي مني بها العروبة من نظيره الهلال برباعية دون مقابل ضمن الجولة الـ31 من دوري روشن السعودي، إلا أن الجماهير الهلالية خلال المواجهة أرسلت رسالة عامة لكافة مشجعي ومحبي الأندية، وتحديداً عند الدقيقة 80، عندما بعثت رسالة ثمينة تحمل جميع معاني الأخلاق الحميدة والتنافس الكروي النزيه الذي يعتبر مطلوباً في مدرجاتنا كافة.

وشهد اللقاء تحية خاصة وكبيرة مليئة بالروح العالية بين الجماهير الهلالية، والنجم الدولي السوري مهاجم العروبة عمر السومة، الذي تلقى تحية كبيرة لحظة استبداله، إذ وجّه مشجعو «الأزرق» في مدرجات ملعب «المملكة أرينا» التحية للمهاجم السوري، قبل أن يقوم الأخير بمبادلتهم التحية.

من جانبه وجه «العقيد» رسالة خاصة إلى جماهير الهلال، عندما قال في تصريحات لقناة SSC: أوجه جزيل الشكر لجماهير الهلال الغنية عن التعريف، فاجأوني بتحيتهم الكبيرة لي خلال مواجهة الليلة.

وأضاف: مباراة الهلال كانت صعبة، ونتمنى أن نحقق نتائج مميزة تسعد جماهير العروبة في الجولات المتبقية من عمر دوري روشن.